وخطب بجيش ابن سعد في يوم الطفّ قائلا : «تبّا لكم أيّتها الجماعة وترحا ، أفحين استصرختمونا ولهين متحيّرين فاصرخناكم مؤدّين مستعدّين ، سللتم علينا سيفا في رقابنا وحششتم علينا نار الفتن ... ألا وإنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركّز بين اثنتين ؛ بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلّة ...» (١).
وأمّا الخطب الاخرى :
فقد خطبت زينب بأهالي الكوفة قائلة : «أما بعد ، يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر ، فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنّة ، إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة انكاثا ...» (٢).
وقالت أمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين مخاطبة أهل الكوفة : «يا أهل الكوفة سوأة لكم ، ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه ، وانتهبتم أمواله وورثتموه ، وسبيتم نساءه ونكبتموه ...» (٣).
وقالت زينب عليهاالسلام في خطبتها المشهورة في مجلس يزيد : «اظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى ، انّ بنا على الله هوانا ... أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله سبايا ...» (٤).
والقى الإمام السجاد خطبة حماسية فضح فيها يزيد في مجلسه إذ قال فيها : «أيّها الناس ، اعطينا ستّا وفضّلنا بسبع ؛ اعطينا العلم والحلم والسماحة والشجاعة ... فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني انبأته بحسبي ونسبي. انا ابن مكّة ومنى ، انا ابن زمزم والصفا ...» (٥).
__________________
(١) نفس المهموم : ١٣١ ، مقتل الخوارزمي ٢ : ٧.
(٢) بحار الانوار ٤٥ : ١٠٩.
(٣) نفس المصدر : ١١٢.
(٤) اعلام النساء ٢ : ٥٠٤ ، حياة الإمام الحسين ٣ : ٣٧٨.
(٥) مقتل الخوارزمي ٢ : ٦٩ ، بحار الانوار ٤٥ : ١٧٤.