تكن أقل أو أكثر ما وجهها؟ فقال إن الله تعالى خلق الخلق كلهم فعلم صغيرهم وكبيرهم وغنيهم وفقيرهم فجعل من كل ألف إنسان خمسة وعشرين مسكينا ولو علم أن ذلك لا يسعهم لزادهم لأنه خالقهم وهو أعلم بهم».
وروى في الفقيه عن معتب مولى الصادق عليهالسلام (١) قال : «قال الصادق عليهالسلام إنما وضعت الزكاة اختبارا للأغنياء ومعونة للفقراء ، ولو أن الناس أدوا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيرا محتاجا ولاستغنى بما فرض الله تعالى له ، وإن الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلا بذنوب الأغنياء وحقيق على الله تعالى أن يمنع رحمته ممن منع حق الله في ماله ، وأقسم بالذي خلق الخلق وبسط الرزق إنه ما ضاع مال في بر ولا بحر إلا بترك الزكاة وما صيد صيد في بر ولا بحر إلا بتركه التسبيح في ذلك اليوم ، وإن أحب الناس إلى الله أسخاهم كفا وأسخى الناس من أدى زكاة ماله ولم يبخل على المؤمنين بما افترض الله تعالى لهم في ماله».
وروى في الفقيه مرسلا (٢) قال : «كتب علي بن موسى الرضا عليهالسلام إلى محمد ابن سنان في ما كتب من جواب مسائله : إن علة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء لأن الله عزوجل كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما قال الله تعالى «لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ» (٣) في أموالكم إخراج الزكاة وفي أنفسكم توطين النفس على الضر ، مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله تعالى والطمع في الزيادة ، مع ما فيه من الزيادة والرأفة والرحمة لأهل الضعف والعطف على أهل المسكنة والحث لهم على المواساة وتقوية الفقراء والمعونة لهم على أمر الدين وهو عظة لأهل الغنى وعبرة لهم ليستدلوا على فقر الآخرة بهم ، وما لهم من الحث في ذلك على الشكر لله تعالى لما خولهم وأعطاهم والدعاء والتضرع والخوف من أن يصيروا مثلهم في أمور كثيرة في أداء الزكاة والصدقات وصلة الأرحام واصطناع
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ١ من ما تجب فيه الزكاة.
(٣) سورة آل عمران الآية ١٨٦.