التي تكاملت بحذافيرها ـ على المشهور من مذهب الاُصوليين ـ في زمنه صلّى الله عليه وآله ; أو أنّ خطوطها العريضة وكلّياتها قد بيّنها بنفسه صلّى الله عليه وآله وأوكل التفصيل والتوسعة فيها إلى الأئمّة (عليهم السلام) ، كما هو رأي البعض.
ويشهد للقول المشهور ، قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْسْلاَمَ دِيناً) (١).
والنصّ المرويّ عن مولانا الباقر (عليه السلام) ، قال : «خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجّة الوداع ، فقال : يا أيّها الناس ، ما من شيء يقرّبكم من الجنّة ويباعدكم عن النار إلاّ وقد أمرتكم به ، وما من شيء يقرّبكم من النار ويباعدكم عن الجنّة إلاّ وقد نهيتكم عنه» الخبر (٢).
إلى ذلك : فإنّ الاُمّة في الظرف الراهن على الخصوص محفوفة بالمخاطر والدسائس من كلّ جانب ، بل عاد النضوج المعنوي والحسّ الروحي منحصراً ، وغدا التعقّل والتدبّر والاشتغال بالعلم مرتبطاً بفئة قليلة جدّاً ، وصار السواد الأعظم يهوى التطوّر الكاذب ، ويلهث وراء الدنيا ومظاهرها ، تاركاً القيم السامية والمبادئ الرفيعة وراء ظهره.
ومن هنا فقد برزت بوضوح ضرورة تجاوز هذه الإخفاقات الغريبة عن الفكر الإسلامي وعقيدته المتكاملة من خلال العمل بجملة من
__________________
١. سورة المائدة : ٣.
٢. الكافي ٢ : ٦٠ / ١.