وقد جعل الله سبحانه وتعالى إبليس المثال البارز للعالم غير العامل.
إذن ، فالعمل هو الخطوة الثانية بعد المعرفة والعلم ، وذلك طبق المفاهيم المستوحاة من القرآن الكريم .. ونعني بالعمل : إتيان ما أمر الله أن يؤتى به والانتهاء عمّا نهى عنه.
هذا ، والمعروف من التعاليم السماوية أنّها تعطي للجانب العملي أهمّيّة خاصّة ، مع الحفاظ على تقوية الجانب الروحي في آن واحد ، وبهما يرتفع الإنسان من حضيص النفس البهيميّة إلى ذروة المجد والمراتب الكماليّة ، حتى يعدّ بمنزلة الملائكة ، بل مثله تبارك وتعالى ، كما ورد في قوله عزّ من قال : «عبدي أطعني تكن مَثَلي ، أو مثلي».
ولقد تأ لّق علماؤنا وفقهاؤنا في عكس الصورة الواضحة والسليمة عن أسس ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يمثّل مرحلة الكمال في التعاليم السماوية ، فهو المكمّل لكل الأديان والرسالات التي انتشرت قبله ، ثم إنّه لا شريعة بعده مطلقاً.
وإنّنا والحال هذه نجد أنفسنا أمام كنز غني من الفكر والثقافة يدعو أهل الفنّ والخبرة إلى السعي لإظهاره بالشكل المطلوب ، بل إنّ التضلّع بإحيائه يعدّ محوراً هامّاً من محاور تحقّق المجد والسعادة.
وللمناسبة فإنّ إطلاق لفظة «الإحياء» كان من باب الكناية والمجاز ، وإلاّ فإنّ التراث حيّ حاضر لا غبار عليه ، ولاسيّما وأ نّه مستبط من شريعة خاتم المرسلين والأئمّة الميامين صلوات الله عليهم أجمعين ،