والقرار» تعريب سامي بعقليني ، طبع مؤسّسة الانتشار العربي بيروت ، سنة ٢٠١٠ :
على مدى ثلاث سنوات من تحرير العراق أظهر الشيعة فعلاً قوّة تحمّل مذهلة ، متعاطفين مع قيادة آية الله العظمى علي السيستاني الذي دعا باستمرار إلى ضبط النفس. يستحقّ السيستاني أكبر ممّا لقيه حتى الآن من المؤرّخين. ومع أنّه رفض أن يجتمع مع بريمر فقد لعب دوراً كبيراً وبنّاءً على العموم في عراق ما بعد صدّام. عارض النزاع الأهلي ورفض الحكومة الإكليركية على الطراز الإيراني. المعلّقون الذين أكّدوا أنّ القوة السياسية الشيعية في العراق ستترجم انتصاراً للنظام الإكليركي الإيراني جنحوا إلى تجاهل السيستاني أو اخطئوا في إدراك وجهة نظره.
ثم يقول : في اجتماع للجنة الأساسيين في واشنطن في ١٦ يناير / كانون الثاني ، ٢٠٠٤ ، قامت أصوات عديدة من حول الطاولة تنصح بريمر بالتراجع في نزاعه مع السيستاني. علّقتُ بأ نّنا «لا نريد أن نكون في موقف المعارضين للانتخابات». قال رامزفيلد : إنّ كلمة «انتخابات» لها أكثر من تعريف واحد. بعد برهة لا حظ تشيني أنّ للسيستاني شرعية أكبر في أعين أكثر العراقيين من أيّ شخص آخر : نحن بحاجة إلى استراتيجية تأخذ بالاعتبار اهتماماته المشروعة ، عندما ردّ بريمر بأنّ السيستاني «يغيّر مواقفه الأساسية» لاحظ باول أنّه في مسألة المطالبة بالانتخابات لم يغيّر السيستاني موقفه ، انتهى.