٣ ـ أمّا أنا فقد كنتُ حاضراً وسمعتُ شخصيّاً أحد أقطاب رجالات دولة كبيرة من دول الجوار وهو يقول : خلال لقاءاتي المتعدّدة مع مسؤولي وقادة الدول الاُوربية وغيرها لاحظتُ اهتماماً خاصّاً بوسطية واعتدال وعقلانية السيستاني ، فوجدت أنّها الفرصة الأنسب لترويج وطرح التشيّع العقلاني المعتدل المتمثّل بالسيّد السيستاني ترويجاً وطرحاً عالميّاً ، ولاسيّما بعد غلق ملف تشيّع الثورة الإسلامية بوصفه التشيّع الراديكالي ، انتهى.
أقول : هل فكّرنا تفكيراً علمياً ، أخلاقياً ، عَقَدياً ، وجدانياً ، اجتماعياً ، ثقافياً ، اقتصادياً ، فنّياً ... بما صنعته هذه المرجعية لنا ـ بحكمتها وإخلاصها وتدبيرها وعقلانيتها ومعارفها ـ من مزيد فخر واعتزاز واعتبار لمبادئنا وقيمنا النبيلة الحقّة ، منتزعةً بذلك اعتراف القاصي والداني بإنسانية هويتنا وشرف عقيدتنا ، هذا الاعتراف الذي عجز الكثيرون ـ على شتّى الأصعدة ـ من كسبه وتحصيله مدى القرون والأعوام؟
إنّها الفرصة التي قد لا تعوّض ، فرصة العمل على إرساء وإيصال مباني وثقافة العقلانية والاعتدال والوسطية التي نادت بها المرجعية المباركة وجسّدت مضامينها بأرقى تجسيد ، مضامين الحبّ والسلام والأمان ونبذ العنف واحترام الإنسان وحقّه بالحياة الحرّة الكريمة .. الأمر الذي يستدعي مزيد بحث وتلاقح وتواصل بتوفّر الإمكانيات والفضاءات المساعدة ، ولاسيّما أنّ العقل المدبّر وسيّد الثقافة المعهودة لا زال يرفدنا بروائع الأنظار وشوامخ الأفكار بطعم الحكمة ومذاق الفضيلة وعبق السيرة العظيمة.