مرجعية عليا في الوسط الشيعي ، لكنّه ناضل لأن يكون وسيطاً شريفاً وباني جسور ـ bridge builder ـ ربما يستطيع أن يوحّد من خلالها في ما بين الأصوات والتجمّعات السياسية المختلفة. كما أنّه لم يحاول إضافة طيف أو لون جديد ، وإنّما أن يزوّد المكوّنات الشيعية العراقية بشراع يمكنهم من خلاله صياغة أو تلوين مستقبلهم.
بالنسبة للسيستاني أيضاً ، إنّ الانبعاث الشيعي على المستوى الإقليمي يعني : بناء هوية مشتركة لملايين الشيعة ... من أجل أن يحصدوا محصولهم في رأس مال سياسي ، يمكن لمثل هذه الهوية المشتركة أن تحقّقه لهم أو تكون لازمة من لوازمه على أقلّ التقادير.
وكان ـ السيستاني ـ تأثيره هذا واضحاً بشكل كبير في منع الشيعة من التصرّف بردود الأفعال على الأعمال الوحشية والفظيعة التي ارتكبت ضدّهم وتقريباً يومياً من قبل المتطرّفين السنّة. إنّ الحرب الطائفية شَرَك ومصيدة ، كما قال محذّراً ، وعلى الشيعة أن يتجنّبوها من جانبهم جهد الإمكان ... أرجوكم أن تكونوا حضاريين ، إنّنا لا نريد أن نبدأ حرباً أهلية. هذه هي النقطة الأكثر أهمّيّة في الموضوع كلّه.
إنّ الذي عجزت الثورة الإسلامية أو فشلت في تحقيقه استطاع الانبعاث الشيعي في عراق ما بعد صدّام أن ينطلق في تحقيقه ، انتهى.
٢ ـ يقول دوغلاس. ج. فايث الوكيل السابق لوزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسة سنة ٢٠٠٢ حتى سنة ٢٠٠٥ في كتابه «الحرب