آلام الناس في روحه وحناياه لا ذاك الذي يؤذي لِهَوىً وحاجة ذاتيّة ، فلا يكون الفقيه فقيهاً جامعاً للشرائط حتى لو نال العلم بأسره وعبد الدهر كلّه إلاّ إذا خرج من ذلّ عبادة الذات إلى عزّ نكرانها ; إذ المفروض أنّه مرجع الاُمّة بالقوّة أو بالفعل ، فكيف يكون مرجع الاُمّة وهو فاقدٌ لبعض الشرائط التي يحفر فقدانها مناطق فراغ عميقة واسعة بينه وبين الناس لا يمكن ردمها بسهولة مطلقاً.
لذا إذا عرفت الحكمة أهلها الجامعين شرائطها جاءتهم بشوق معتزّةً أن اُلبست إيّاهم ، وإذا عرف العلم أهله الجامعين شرائطه صار نوراً يقذفه الله في عقولهم وضمائرهم .. آنذاك تنعدم مناطق الفراغ بين الفقيه المعهود وبين الناس ، فيكون لقوله وفعله وإمضائه وقع السحر عليهم.