ولا ندّعي جزافاً إن قلنا : إنّ المرجعيّة الدينيّة قد أثبتت بنجاح باهر مصداقيّة الانتقال من أروقة ومختبرات ومراكز الثبوت إلى ميادين الإثبات وسوح الممارسة الممتازة والبلورة الرائعة لفكر ونهج ومبادئ واُصول وسيرة وأخلاق ومقاصد أهل البيت (عليهم السلام) ، ولا زالت جادّةً تبذل أقصى الجهد بأرقى خصائص التفكير السليم والكياسة والتدبير من أجل إحياء أمرهم عليهم السلام ، هذه المرجعيّة التي سرعان ما يُتبادر عنها أنّها رسّخت قيم الحبّ والاُلفة والسلام والخير والأمان ووقفت بوجه البغض والتفرقة والعنف والترويع برباطة جأش وصبر وعقل يرشح حكمةً وعنفوان.
حينما ننعم بنعمة المرجعيّة المباركة التي تنتشلنا ببصائرها الإلهيّة وربتاتها الأبويّة من حضيض الانتماءات الضيّقة والأوهام الزائلة إلى حيث (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهَ أَتْقَاكُمْ) فما لنا بالمفضول إذن ، فما لنا بالمرجوح حينئذ ، والفاضل والراجح موجودٌ بأدلّة الترجيح والتفضيل التي لا غبار عليها ولا شكّ فيها؟!
من هنا كانت وستبقى المرجعيّة المباركة هي خيارنا زمن الغيبة حتى يأذن الله بظهور مَن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً.