والخدماتيّة تجعلهم أقرب إلى قلوب الناس وعقولهم .. لكنّ الواقع أثبت خلاف ذلك ، فالناس كانت ولا زالت تجد في رجل الدين : الرائد والقائد والمرشد والموجّه والمعلّم والمربّي والناصح الأمين نحو دروب الخير والنجاة والفلاح .. ولا سوى ذلك أبداً.
وحينما يتغيّر الحال ويتعطّل الواجب الذي ينبغي لرجل الدين القيام به ، يتأسّس ذلك الشاهق الطويل الفاصل بينه وبين الناس ، فلا تعدّ له تلك الكلمة المسموعة ولا الرأي المطاع ، فتنأى عنه العقول وتجفو بحقّه القلوب ; كونه خرج ممّا ينبغي إلى ما لا ينبغي.
فكيف لنا تصوّر وتصديق الدين بلا رجال الدين بما هم رجال الدين؟! لذا علينا جميعاً استفراغ الوسع وبذل غاية الجهد كي تحافظ هذه الطبقة الشريفة والشريحة العظيمة والثلّة النبيلة على دورها الرياديّ المقدّس في صون الرسالة والذبّ عن ثوابت أهل العصمة والطهارة ... كي تبقى المؤسّسة الدينيّة بكيانها ونهجها ورسالتها وأهدافها وقادتها ورجالها كما هي عليه منذ غابر الأيّام وقديم الأعوام ، ملاذ الاُمّة الأمين وكهفها الرصين الآخذ بها صوب الهداية والفوز المبين.