إنّ الخزين العلميّ إذا لم يجد مخرجاً واستهلاكاً وفضاءً معرفيّاً تحلّق فيه الأفكار وتتحاور به الآراء فإنّ روح الإبداع تأفل رويداً رويداً ثم تضمحلّ وتموت ، حينها لا مراتب عليا ولا أمل بالمَلَكَة المبغى التي تقرّ بها عين الملّة والشريعة السمحة ، فلا زيادة إذن ، ومن لم يَرَ الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان ، ومن كان إلى النقصان فالموت أولى به.
إنّ حال الخزين العلميّ لعلّه كحال النتاج والبضائع التجاريّة من زاوية ما ، فلولا السوق والاستهلاك لما حصل الربح وتكثّر الإنتاج وتنوّع وتطوّر ونما ، بل تكدّس وتلف وفسد وهوى.
تعلّمنا أنّ طالب العلوم الدينيّة بما هو طالب علوم دينيّة وظيفته هي نشر علوم آل البيت (عليهم السلام) سواء عبر التدريس أو التأليف أو التبليغ أو التحقيق أو البحث ، أو بكلّ آليّة ووسيلة مشروعة مقرّرة من شأنها ترويج القيم والمبادئ السامية النبيلة .. فلا يمكنه تبرير عدم ممارسة المهامّ المشار إليها أعلاه ـ بما أنّه رجل دين وطالب علوم دينيّة ـ بممارسة النشاطات الاُخرى وصبّها في قالب خدمة المذهب والدين ، رغم ما فيها من الأجر والثواب ; حيث بإمكان غيره النهوض بها وليست متوقّفة عليه بالضرورة ، إنّما الضرورة هي وظيفة حفظ ونشر وترويج تعاليم الدين والمذهب الحقّ ، التي لا يستطيع غيره النهوض بها ، فلا مسوّغ لترك الواجبات بسواها.
ولعلّ بعض طلبة العلوم الدينيّة يرون أنّ الخدمات الاجتماعيّة