ولا قمّة ولا شيء بعدها .. ليرى تهشّم هذه النظريّة ولوازمها إثر فتوحات العلم المعاصرة التي أعادت «مبدأ الاحتمال» إلى الواجهة من جديد عبر دائرة الذرّة والبروتون والنيوترون والألكترون بوجود الاختلاف المستمرّ وغير الثابت بين النواة وعناصرها ، أو بين المركز ونقاط الدائرة الواحدة ، التغيّر المستمرّ والمحتمل دوماً الذي ضرب بنظريّة «الماكيناكا الفيزيائيّة» عرض الحائط فأعاد مبدأ القوّة المحرّكة العليا المسيطرة على الكون والطبيعة إلى الواجهة من جديد وبكلّ قوّة وعنفوان.
نختلف معه إذ نرى : أنّ الإنسان أخلاقيٌّ بأصله وديمومة وجوده سواء بالعقل العملي أو بالعقل الأوّل. والعهد والأمانة والوفاء منتهى عناوين الأخلاق ومضامينها الثابتة السامية ، فمادمنا نؤمن بالقوّة المسيطرة العليا ونؤمن بالرسالة والدين والأنبياء والأوصياء ، فنحن نؤمن بالطاعة والالتزام الأخلاقيّين على أدنى التقادير ، ولقد حملنا الأمانة إذ أشفقت منها السماوات والأرض والجبال ، وقطعنا العهد والميثاق بالوفاء حيث آمنّا ، لذا بات علينا أن نحفظ العهد والأمانة والميثاق ، حفظاً أخلاقيّاً عمليّاً عقليّاً فاعلاً باختلاف الأدوات والمناهج والأنساق.
لذا فالذاكرة الأزليّة والانتماء الفطري الأوّل معناهما حفظ الأمانة والوفاء بالعهد للقوّة المسيطرة العليا ، الله ربّ السماوات والأرض ، بارئ الخلق أجمعين ، مالك يوم الدين ، الصمد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.