ولا نكترث سواء عدّ «بيكون» ذلك صنماً أم لم يعدّه مادامت تجريبيّته عاجزة عن حلّ إشكال الاحتمال والتغيير المستمرّ الآنف الذكر ، بل على «بيكون النوعي» المراجعة والبعثرة من جديد علّهم يهشّمون صخور الردّة والجحد الجاثمة على عقولهم وقلوبهم مثلما لاحت في اُفق العلم الحديث بوادر التهشيم هذه.
نعم ، إنّنا قد نتّفق مع فرانسيس بيكون بطريق ما في مسألة أصنام القبيلة والكهف والسوق ، بطريق يعدّ الأصنام هذه ذات مفهوم يتنافى مع قيم الانتماء اللاهوتي حسب تصوّراتنا العقائديّة ، فالمفاخرات والانتماءات الضيّقة الطافحة على مسرح الملاكات والضوابط واللذائذ النفسيّة والشهوات الذاتيّة والتمويه المفاهيمي ، والاستبداد والأنا الحاكمة والهوى .. كلّها حسب بعض الأراء أصنام قبيلة أو كهف أو سوق.
فإذا ما رمنا الوصول إلى مراحل الكمال الإنساني والمعرفة الحقيقيّة لابدّ من التخلّص من هذه الأصنام ، آنذاك نحن وحفظ الأمانة والوفاء بالعهد ولا ثالث.