الشموليّة إحدى قوائمه التي لا تنفصل عنه مطلقاً ، الشموليّة التي تتجاوز المكان والزمان والقبيلة والعشيرة والمذهب والعرق والأعراف الخاصّة وتصهرها في بوتقة العقل الذي يمارس وظائفه بحالتين في آن واحد :
الاُولى : أن يكون في أعلى نقطة من نقاط الكيان الديني ، كي يمارس الإشراف بأرقى صوره ومصاديقه ، وهذا ما يعني أيضاً الاغتراف من مسلّمات الفكر الثابتة والأصيلة نصّاً كانت أم عقلاً أم إجماعاً ، أم غيرها.
الثانية : الغور في مفردات الفكر والهويّة وتشابكاتها وتقاطعاتها وتنافراتها بكلّ خصائصها ونقاط قوّتها وضعفها وخللها ، وبهذا «الإشراف» وهذا «الغور» سيكون للشموليّة معنىً مفيدٌ ومكانٌ هامٌّ في جهد العقل العربي والإسلامي ومساعيه نحو إيجاد قواعد مشتركة وآليات منسجمة للممارسة والتطبيق.
إنّ ذلك سيجنّبنا الوقوع في سلسلة الأفكار والنظريّات الوقتيّة والمقطعيّة التي حاولت معالجة مشاكل العقل ضمن اُطر زمانيّة أو مكانيّة معيّنة ، كما هو الحال في النتاج الكانتي والديكارتي ـ مثلاً ـ لمّا انطلقا بقيم ومبادئ وتصوّرات غابت عنها الشموليّة المكانيّة والزمانيّة واختصّت بمعالجة قضايا ذلك العصر وتلك الجغرافيّة ، فصارت بعد ذلك مجرّد أرشيف وتجربة مرّت وفقدت فاعليّتها.
على أن كلّ محاولة تنصبّ في الإطار الزمني أو المكانيّ الخاصّ