الطاقات لمراجعات وقراءات واستقراءات ومقارنات وحفريّات تنتج رؤية حضاريّة أكثر تقارباً وأقلّ اختلافاً ، على اُسس من العقلانيّة والتفهّم المشترك.
إنّنا بذلك نتمكّن من إزالة الجدار الشاهق الذي شُيّد بيننا ، وندرك حينها ـ بحضاريّة وانفتاح ـ أنّ اعتقادات الشيعة وأفكارهم وتصوّراتهم محترمة ، كما أنّ اعتقادات السنّة وأفكارهم وتصوّراتهم محترمة ، ولاسيّما أنّ مبادئ ومضامين العقل العملي هي الفضاء المناسب لهذا النوع من التفهّم والاحترام.
وهذا ما بإمكانه أيضاً المساهمة في حلحلة إشكاليّة «الفرقة الناجية» والتقدّم خطوات نحو حلّها وحسمها نهائيّاً.
و «الكلمة السواء» التي يجتمع عليها السنّة والشيعة لا شكّ أنّها أرسخ وأثبت وأمدّ جذوراً وفروعاً من تلك «الكلمة السواء» التي تجمعنا بأهل الكتاب ، فالدعوة إلى حوار حضاري ـ قائم على المشتركات ـ بين المسلمين وأهل الكتاب قد أسّس لها القرآن الكريم : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) (١) وبمفهوم الموافقة وفحوى الخطاب والأولويّة فإنّ «كلمة السواء» التي تربط الشيعة بالسنّة ـ وبالعكس ـ هي أشمل وأقوى من «كلمة السواء» التي تربط المسلمين بأهل الكتاب.
نعم ، نقرأ الحسين (عليه السلام) ، نقرأ علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، جعفر
__________________
١. سورة آل عمران : ٦٤.