وإزاء ذلك لا نرفض اقتراحاً أو مشروعاً يدعو ـ مثلاً ـ إلى قراءة أبي بكر وعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان وغيرهم من رموز المسلمين وقادتهم ونخبهم قراءًة منهجيّةً علميّةً مادمنا نؤسّس لمشروع كبير ينهض بالعقل العربي والإسلامي من واقع مؤلم إلى واقع تموج فيه الآمال والطموحات الخيّرة.
بإمكاننا أن نلتقي ونتحاور ضمن قواعد ومناهج علميّة معرفيّة حضارية عقلانيّة ، لقاءاتنا وحواراتنا لا تعني زوال الخلاف بيننا ، فهذا ما لا يمكن أبداً ، لكنّنا نستطيع أن نعطي لاختلافنا صيغة أخلاقيّة على ضوء القيم والمبادئ التي نؤمن بها جميعاً حينما آمنّا بالإسلام ديناً ومنهجاً للحياة بكاملها.
بإمكاننا أن نجعل من خلافاتنا عامل تقدّم وازدهار ; انطلاقاً من قاعدة التنافس الشريف المقبولة لدينا جميعاً ..
إنّ القتل والترهيب والنفي والتكفير والافتراء والسبّ واللعن أدواتٌ توصلنا إلى طريق مسدود ، إلى مزيد من التشتّت والضياع الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
إنّ العقل العربي الإسلامي قادر بلا شكّ ـ إن امتلك الإرادة والتصميم ـ على تذويب كلّ الحواجز التي تعيق التفكير والثقافة المشتركتين.
إنّ صفات العرب والعجم ـ كما يراها الجاحظ ـ تستطيع أن تؤسّس لنسق فكري منسجم يمتاز بخصائص شموليّة تجمع الكلّ وتشحذ