ثوابت واُصولاً في اعتقاد غالبيّة سواد الاُمّه. هذه الخطوة بإمكانها أن تمثّل نواة الانطلاق نحو بناء عقل عربي وإسلامي قائم على الحقيقة ، مشيّد باُسس ومناهج وأدوات علميّة.
من هنا لعلّي أجد الترابط المنشود بين ما كنت اُطالع من مشروع محمّد عابد الجابري في العقل العربي والإسلامي ، وبين السؤال الذي فرض وجوده على ذهني وعقلي : لماذا الحسين؟ إذ أرى أن قراءة الحسين قراءة صحيحة مستندة إلى الاُسس العلميّة والمعرفيّة السليمة سيسهم بشكل كبير في إعادة تقييم العقل العربي والإسلامي وأسباب تكوّن غالبه على اُسس من الزيف والوهم والأدوات غير العلميّة.
بعبارة اُخرى : قراءة الحسين قراءةً منهجيّةً علميّةً تكفي لفهم حقائق وحقوق ومبادئ غابت أو غُيّبت عن السواد الأعظم من الاُمّة ، وإزاحة الستار عنها ضمن مشروع شمولي سوف يؤسّس لثورة من التغيير المنهجي والانقلاب الفكري والتحوّل المعرفي في عقل الاُمّة وثقافتها ، ويفتح للحقيقة فضاءً مناسباً يدفع بنا من واقع ردي إلى واقع تتأ لّق فيه القيم والمبادئ الحقّة ، إلى واقع يلعب فيه العقل العملي دوراً حاسماً في الإصلاح والتغيير ، إلى مساحات مترامية من الحوار والتلاقح والتلاقي تخرجنا من دوائر العنف والكراهيّة والأحقاد المترسّبة في الضمائر والقلوب منذ القدم إلى حياة ينعم فيها الإنسان بالأمان والسلام والحبّ والرفاه.