سريان «الفكر العلوي» وانتشار حقائقه ومبادئه بين أوساط المسلمين وغيرهم ، المعبّر عنه لدى طيف واسع من النخب والمعرفيّين بـ «الفكر العقلاني» ، إلاّ مؤشّر أوّلي على مستقبل ينذر بسقوط عروش العقول الزائفة ، عقول الفكر والثقافة والمعرفة المبنيّة على اُسس الوهم والافتراء والكراهيّة والحذف والترويع.
تأسيساً على التغيّر السريع الذي يشهده العالم بفعل الأدوات الحديثة والآليات الجديدة على صعيد الفكر والثقافة والعلم ، فإنّها دعوة صادقة إلى إعادة تقييم تكوّن العقل العربي الإسلامي من جديد ، العقل الذي تكوّن غالبه على أساس من الانتماءات القبليّة والعصبيّة والسياسيّة والاجتماعيّة والمعايير البراغماتيّة ، العقل الذي مازجته الأحقاد والأضغان والثارات الجاهليّة ، العقل الذي جانَبَ أدوات الدين من نصّ وإجماع وغيرهما فارتمى في أحضان المطامع والاغراءات والتهديدات والأحلاف المشبوهة.
لقد تكوّن العقل العربي والإسلامي في ظروف سادها الاستلاب والاستبداد والغدر والتآمر غالباً ، وحينما تُمرَّغ الحقيقة تحت أقدام الكره والحسد والمصالح الخاصّة ينبثق عقل يعاني النقص والضعف والخلل ، وهذا ما لا يخفى على الجميع.
لذا فدراسة تكوّن العقل العربي والإسلامي تحتاج الجرأة العلميّة في الطرح والنقد ، الأمر الذي يستدعي تعرية المزيّفات التي لا زالت تُعَدّ