رواشح من المدوّنات والمقولات خاضت وتخوض فيه عليه السلام مراجعةً وقراءةً واستنطاقاً ومقارنةً واستقراءً وتحليلاً وغوراً في مناطق من وجوده الفكري والقيمي لا زالت مجهولةً لدى النخب والطاقات المختصّة .. في مساحات من مبادئه ظلّت غامضة وعُدّت أسراراً من أسرار وجوده الشريف ، ولا غرو في ذلك ، أليس الحسين عدل القرآن؟ أليس للقرآن سبعة بطون ، كلّ بطن فيها من القيم والمعارف والعلوم ما لا يعدّ ويحصى ، هكذا الحسين فهو بحر متلاطم من الاُسس والقواعد والمضامين التي لا تنضب ولا تقرّ ، فهو بذلك شجرة مباركة تؤتي أُكلها كلّ حين بإذن ربّها.
إنّ موسوعة الحسين ـ بكلّ أحرفها ومحتوياتها وفهارسها وحركاتها ورواشحها وديمومة عناصرها ـ تقصر همّتنا عن الإحاطة حتى بعناوينها ورؤوس أقلامها ، ناهيك عن تفصيلاتها وبياناتها.
ثم إنّ عالم اليوم ليس كعالم الأمس ; حيث غدا بفعل التقنيّة الحديثة كنقطة واحدة يصلها قاصدها أنّى شاء وأراد ، فما عاد الستار الحديدي الذي كان يُضرَب على العقول والأفكار مجدياً ، فالمعلومة حيّة حاضرة لمن رامها ، وهذا ما أقلق الكثيرين من الذين أوهموا مواليهم وتابعيهم قروناً طوال بسلسلة من الأفكار والمعلومات المزيّفة ; إذ حرّفوا التاريخ والقيم وتلاعبوا بمصير الاُمم والشعوب وساقوا الإنسان إلى مهاوي الرذيلة والانحراف والضلالة ، إنّهم في خوف وخشية من الحقيقة الوضّاءة التي تدحض تصوّراتهم وتفضح ضبابيّة رؤاهم الباطلة ، وما هذا الوجل من