لا أعتقد أنّ تمام السرّ يكمن في إصرار مؤيّدي الحسين (عليه السلام) على «المنهج الإحيائي» لوقعة الطفّ مهما كانت خلفيّاته الانثروبولوجيّة والسيكولوجيّة والسيوسولوجيّة حاضرة في ضميرهم وعقلهم وأحاسيسهم ; حيث مرّ سائر العلويّين بمصائب وأحداث لا تقلّ معاناةً وآلاماً وتضحيات ممّا حدث في عاشوراء كربلاء ، بل ليس بإمكاننا الإحاطة بما لاقاه العلويّون من قتل وذبح واعتقال وتشريد وتسليب وحذف ونفي عبر شتّى الأدوات والأساليب منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا. هكذا الحال بالنسبة إلى أتباعهم وما لاقوه من قتل ونفي وتشريد وسبي وتسليب على طول التأريخ. لذا فإنّ مدرسة آل البيت (عليهم السلام) عموماً غدت مرمى السهام والحملات المتنوّعة بتنوّع الزمان والمكان ، وبات الافتراء والتشويه والتحريف ـ مضافاً إلى إباحة الدماء وإزهاق النفوس السائرة على نهجهم ـ غاية المناوئين والمخالفين ، وبه تطيب نفوسهم وتطمئنّ قلوبهم وتسكن ضغائنهم. وأئمّة البيت (عليهم السلام) هم الذين قالوا : ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم ، كما وردت بذلك النصوص.
إنّ لقتل الحسين (عليه السلام) وقعاً آخر فاق أثره بالقياس الحسّي الظاهري حتى مقتل أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام رغم مكانته الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة والعلميّة ، وإن كنّا ـ نحن الشيعة ـ نسلّم طبق الفهم العَقَدي أنّهم كلّهم من نور واحد.
نعم ، لا يمكن إنكار فضاعة الآليّة التي قتل بها الحسين (عليه السلام) ، وكيف احتُزّ رأسه الشريف والنخبة من أهل بيته وأصحابه ، ثم كيف سُبيت عياله