ويلعب «الله» دور الوسيط بين الإنسان والطبيعة في العقل اليوناني والاُوربّي ، في حين تلعب «الطبيعة» دور الوسيط بين الله والإنسان في العقل العربي والإسلامي.
وفي العقل اليوناني والاُوربّي «الله» هو وسيلة لفهم الطبيعة أو ضامن لصحّة فهمه لها ، أمّا العقل العربي الإسلامي فيرى أنّ العقل يتأمّل الطبيعة ليتوصّل إلى خالقها «الله».
ويرى العقل اليوناني والاُوربّي في ميدان المعرفة أنّ الاتّجاه هو من المعرفة إلى الأخلاق ، بينا يعتقد العقل العربي والإسلامي أنّ الاتّجاه هو من الأخلاق إلى المعرفة.
بعد كلّ ذلك يشير الجابري إلى التفاوت بين العرب والعجم في إطار «المعياريّة» التي يتعرّض لها الجاحظ ، إذ يقول ـ أي الجاحظ ـ في مقام الإشادة بالعرب : إنّهم سريعو البداهة والحكم ، والارتجال من خصائصهم وكأ نّه إلهام بلا معاناة ومكابدة ولا إحالة فكر ولا استعانة ولا اجتهاد ولا خلوة ولا مشاورة ومعاونة وطول تفكّر ودراسة الكتب كما هو حال الفرس والعجم .. غافلاً ـ أي الجاحظ كما يرى الجابري ـ وغيرَ منتبه إلى أنّه بذلك يسلب العرب القدرة على «التعقّل» بمعنى الاستدلال والمحاكمة العقليّة ..
... بينا كنت اُطالع ذلك وإذا بتساؤل عريض أخذ مساحةً واسعةً من عقلي وتفكيري : «لماذا الحسين؟» من بين الكلّ ، لِمَ الخلود بهذا الشكل