التي اُريد لها الوقوف على منصّة التعادل مع محور بحثنا آلت إلى الضمور والاُفول والنسيان نوعاً ، وأشدّ ما يضبط فيها أنّها رقم من أرقام التاريخ لا تستحقّ أكثر من حيّزها ومحتواها المحدود بها ، فلا آثار ولا تأثيرات ولا استنطاق ولا مراجعة ولا مرجعيّة ولا مصدريّة ولا حالات شعوريّة ذاتيّة تلازم النفس الإنسانيّة حتى يزداد أريجها الفوّاح في الحنايا والأعماق والأذهان والعقول يوماً بعد آخر ... كالتي تشعّ على مرّ الدهور والعصور قيماً ومبادئاً وأنساقاً وعشقاً وخيراً وبركةً وفلاحاً إثر ذلك اليوم المعهود إلى يومنا هذا ، فلقد حفر الفكر في هذا اليوم وبعثر وقارن وحلّل واستنطق وتمسّح واستحصل أنّ ذاك اليوم صار يوماً يساوي الزمن كلّه ، بل تجاوز الزمن وسما عليه وما قيمة الزمن بالنسبة إليه؟! صار الطفّ هو الدنيا بأسرها ، بل رقى عليها ، وما قيمة الدنيا بالنسبة إليه؟! فلقد قُدّر للحسين الذاتي والحسين الإلهي والحسين الشهيد أن يكون عدلاً للقرآن ، وأيّة مفردة من «المقرَّبات» و «المشبَّهات» يحقّ لها ـ وهي المعادلة فرضاً ـ أن تكون هكذا من القرآن؟!
أمّا أنّه «ثار الله وابن ثاره» فهذا ممّا يلكم الأفواه ويصمّ الأسماع .. إلى غيرها من المفردات القيميّة والمبدأيّة والانثروبولوجيّة المنحصرة في ذات الحسين والمتحقّقة له وبه وفيه.
إنّ التعادل إنّما يكون لو تساوت أركان الموضوعين الوجوديّة والعدميّة ، وهذا التساوي الموضوعي مفقود قطعاً في محلّ بحثنا ، بل البون