النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لها : « يا أمّ سليم! إنّ عليّا لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى »
ومنها : ما رواه في « الكنز » أيضا (١) ، عن ابن عبّاس ، أنّ عمر قال : « كفّوا عن ذكر عليّ بن أبي طالب ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول في عليّ ثلاث خصال ، لأن يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس ؛ كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة ونفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والنبيّ متّكئ على عليّ حتّى ضرب على منكبه ، ثمّ
__________________
وخطبها أشراف العرب ، فكانت تقول : لا أتزوّج حتّى يبلغ أنس ويجلس مجلس الرجال ؛ فكان أنس يقول : جزى الله أمّي خيرا ، أحسنت ولايتي.
وقد أسلم على يدها أبو طلحة الأنصاري ، إذ خطبها وهو كافر ، فأبت أن تتزوّجه أو يسلم ، فأسلم بدعوتها ، وكان صداقها منه إسلامه.
أولدها أبو طلحة ولدا فمرض ومات ، فقالت : لا يذكرن أحد موته لأبيه قبلي ؛ فلمّا جاء وسأل عن ولده ، قالت : هو أسكن ما كان ؛ فظنّ أنّه نائم ، فقدّمت له الطعام فتعشّى ، ثمّ تزيّنت له وتطيّبت ، فنام معها وأصاب منها ، فلمّا أصبح قالت له : احتسب ولدك ؛ فذكر أبو طلحة قصّتها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : بارك الله لكما في ليلتكما ؛ وقالت : لقد دعا لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتّى ما أريد زيادة.
وعلقت في تلك الليلة بعبد الله بن أبي طلحة ، فأنجب ورزق أولادا ، وهو والد إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه وإخوته ، وكانوا عشرة كلّهم من حملة العلم.
وكانت أمّ سليم تغزو مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فتداوي الجرحى ، وتقوم بالمرضى ، واتّخذت في غزاة خنجرا لتبقر به بطن من دنا إليها من المشركين ، وكانت من أحسن النساء بلاء في الإسلام ، ولا تعرف امرأة سواها كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يزورها في بيتها فتتحفه بالشيء تصنعه له ، فقيل له ، فقال : إنّي أرحمها ، قتل أخوها وأبوها معي.
انظر : معرفة الصحابة ٦ / ٣٥٠٤ رقم ٤٠٩٣ ، الاستيعاب ٤ / ١٩٤٠ رقم ٤١٦٣ ، أسد الغابة ٦ / ٣٤٥ رقم ٧٤٧١ ، الإصابة ٨ / ٢٢٧ رقم ١٢٠٧٣.
(١) ص ٣٩٥ من الجزء المذكور [ ١٣ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ح ٣٦٣٩٢ ]. منه قدسسره.