ويدلّ على عدم إرادة ذلك الاستخلاف الخاصّ بخصوصه ، ورود الحديث في موارد لا دخل له بها ..
فمنها : ما سيجيء إن شاء الله تعالى من أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم علّل تحليل المسجد لعليّ جنبا بأنّه منه بمنزلة هارون من موسى (١).
ومنها : ما رواه في « كنز العمّال » (٢) ، عن أمّ سليم (٣) ، أنّ
__________________
(١) انظر مثلا : مسند أحمد ٤ / ٣٦٩ وج ١ / ١٧٥ و ٣٣١ وج ٢ / ٢٦ ، سنن الترمذي ٤ / ٥٩٩ ح ٣٧٣٢ ، المعجم الكبير ٢ / ٢٤٦ ح ٢٠٣١.
وسيأتي الكلام عليه وتخريجه مفصّلا في الحديث الثاني عشر.
(٢) ص ١٦٤ من الجزء السادس [ ١١ / ٦٠٧ ح ٣٢٩٣٦ ]. منه قدسسره.
وانظر : الضعفاء الكبير ـ للعقيلي ـ ٢ / ٤٦ ـ ٤٧ رقم ٤٧٧ وصحّح الحديث فقال : « وأمّا ( أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ) فصحيح من غير هذا الوجه » ، المعجم الكبير ١٢ / ١٤ ـ ١٥ ح ١٢٣٤١ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ١٦٩ ، كفاية الطالب : ١٦٨ ، فرائد السمطين ١ / ١٥٠ ذ ح ١١٣ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٣ رقم ٢٥٩٠ وج ٤ / ٩٢ رقم ٤٣٠٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١١ ينابيع المودّة ١ / ١٧١ ح ١٨.
(٣) كذا في الأصل والمصدر ، وفي بقيّة المصادر المذكورة في الهامش السابق : « أمّ سلمة » ؛ ولعلّ ما في المصدر تصحيف فانجرّ إلى أصل كتابنا هذا ؛ فلاحظ!
أمّا السيّدة أمّ سلمة رضوان الله عليها فغنيّة عن التعريف والتوثيق.
وأمّا أمّ سليم ، فقد اختلف في اسمها ، وهي : ابنة ملحان ـ واسمه : مالك ـ ابن خالد الأنصارية ، وهي أخت حرام بن ملحان ، استشهد أبوها وأخوها بين يدي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وكانت على جانب من الفضل والعقل ، روت عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث ، وروى عنها ابنها أنس ، وابن عبّاس ، وزيد بن ثابت ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وآخرون .. وتعدّ في أهل السوابق ، وهي من الدعاة إلى الإسلام.
كانت في الجاهلية تحت مالك بن النضر ، فأولدها أنس بن مالك ، فلمّا جاء الله بالإسلام كانت في السابقين إليه ، ودعت مالكا زوجها إلى الله ورسوله ، فأبى أن يسلم ، فهجرته ، فخرج مغاضبا إلى الشام ، فهلك هناك كافرا ، وقد نصحت لابنها أنس إذ أمرته وهو ابن عشر سنين أن يخدم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقبله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إكراما لها.