أحلّ لكم إلّا ما أحلّ لكم القرآن ، ولم أحرّم عليكم إلّا ما حرّم عليكم القرآن ... » .. الحديث.
وأمّا الثالث ؛ هو أنّها في يوم وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فلما حكاه في « كنز العمّال » (١) ، عن ابن جرير ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، قال : « صلّى ـ أي : النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في اليوم الذي مات فيه صلاة الصبح في المسجد ».
وما في « الكنز » أيضا (٢) ، عن أبي يعلى في « مسنده » ، وابن عساكر ، عن أنس ، قال : « لمّا مرض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرضه الذي مات فيه ، أتاه بلال فآذنه بالصلاة ، فقال : يا بلال! قد بلّغت ، فمن شاء فليصلّ ، ومن شاء فليدع.
قال : يا رسول الله! فمن يصلّي بالناس؟
قال : مروا أبا بكر فليصلّ بالناس.
فلمّا تقدّم أبو بكر رفعت الستور عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنظرنا إليه كأنّه ورقة بيضاء عليه خميصة (٣) سوداء ، فظنّ أبو بكر أنّه يريد الخروج ، فتأخّر ، فأشار إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن صلّ مكانك ، فصلّى أبو بكر ، فما رأينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى مات من يومه ».
__________________
(١) ص ٦٠ من الجزء الرابع [ ٧ / ٢٧٢ ح ١٨٨٥٢ ]. منه قدسسره.
(٢) ص ٥٧ ج ٤ [ ٧ / ٢٦١ ح ١٨٨٢٢ ]. منه قدسسره.
وانظر : مسند أبي يعلى ٦ / ٢٦٤ ح ٣٥٦٧ ، مختصر تاريخ دمشق ٢ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ ، مسند أحمد ٣ / ٢٠٢ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٢ / ٢٢٧ ح ٢.
(٣) الخميصة : كساء أو ثوب خزّ أو صوف معلم أسود مربّع له علمان ، فإن لم يكن معلما فليس بخميصة ، وقيل : لا تسمّى إلّا ان تكون سوداء معلمة ؛ انظر : لسان العرب ٤ / ٢١٩ ـ ٢٢٠ مادّة « خمص ».