بالتحقيق ، فنقول :
أوّل خلفاء الإسلام : أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة ، من أولاد تيم ابن مرّة ، ونسبه يتّصل برسول الله في مرّة ، كان له ولدان : تيم وكلاب ، فكلاب هو أبو قصيّ ، وقصيّ جدّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتيم هو جدّ أبي بكر الصدّيق.
وكان أبو بكر الصدّيق قبل البعثة من أكابر قريش وأشرافها ، وصناديدها ، وكان قاضيا حكما بينهم ، وكان صاحب أموال كثيرة ، حتّى اتّفق جميع أرباب التواريخ ، أنّه لم يبلغ مال قريش مبلغ مال أبي بكر.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصادقه ويحبّه ، ويجلس في دكّانه ، وهو كان يحبّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم محبّة شديدة ، لا يفارقه ليلا ولا نهارا ، وكان يعين رسول الله بماله وأسبابه.
فلمّا بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان لا يظهر حال نبوّته في أوّل الأمر على الناس ، فذكر لأبي بكر فصدّقه ، وقال رسول الله : « ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلّا وأظهر تردّدا ما خلا أبي (١) بكر » (٢) ( كما قال ) (٣).
فأخذ أبو بكر يدعو الناس إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فآخر ذلك اليوم الذي أسلم أتى بعيون قبائل قريش ممّا (٤) كانوا يصادقونه في مكّة ، وهم :
عثمان بن عفّان ـ من عيون بني أميّة ـ ، وسعد بن أبي وقّاص ـ من
__________________
(١) كذا في الأصل وإحقاق الحقّ ؛ والصواب لغة : « أبا »!
(٢) انظر : البداية والنهاية ٣ / ٢٢.
(٣) كذا في الأصل وإحقاق الحقّ ؛ والعبارة مضطربة ومبهمة ، وذلك غير عزيز من فصاحة وبلاغة الفضل! ولعلّ في العبارة سقطا ، وربّما كان مراده : « فكان الأمر كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقّ أبي بكر » ؛ فلاحظ!
(٤) كذا في الأصل وإحقاق الحقّ ؛ والصواب لغة : « ممّن »!