من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فضلا عن أهليّتهم في أنفسهم وكثرة آثار عليّ عليهالسلام في الإسلام ..
فلا بدّ أن يكون النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قد علم ما نقوله ، من بغض غالب الأصحاب لهم ، وظلمهم إيّاهم ، وأنّ النفاق قد فشا فيهم وانقلبوا على الأعقاب!
بل لو تأمّل المنصف أخبار حبّهم وبغضهم لم يفهم منها إلّا إرادة وجوب التمسّك بهم ، فهي بيان لإمامتهم ، ولسان في وجوب اتّباعهم وحرمة مخالفتهم ، وإلّا فالحبّ والبغض من حيث هما ليسا بتلك الأهميّة التي اشتمل عليها الكتاب والسنّة.
وبهذا يعلم صحّة ما رواه أبو ذرّ رحمهالله ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنّه قال : « من ناصب عليّا الخلافة [ بعدي ] فهو كافر » ..
وما زعمه ـ من كونه منكرا موضوعا ـ تامّ على مذهبه ، وإلّا فبالنظر إلى الخبر بنفسه لا نكارة فيه ، وهو وأشباهه حجّة عليهم.
ويؤيّده ما في « كنز العمّال » (١) ، عن الدارقطني في « الأفراد » ، عن ابن عبّاس : « عليّ باب حطّة ، من دخل منه كان مؤمنا ، ومن خرج منه كان كافرا ».
وما في « الكنز » أيضا ، عن عليّ ، وجابر ، وابن مسعود ، بطرق : « عليّ خير البشر ، فمن أبى فقد كفر » (٢).
ورواه السيوطي في « اللآلئ » ، عن ابن عديّ ، بسنده عن أبي سعيد ؛
__________________
(١) ص ١٥٣ ج ٣ [ ١١ / ٦٠٣ ح ٣٢٩١٠ ]. منه قدسسره.
(٢) كنز العمّال ١١ / ٦٢٥ ح ٣٣٠٤٥ و ٣٣٠٤٦ ، وانظر : تاريخ بغداد ٣ / ١٩٢ رقم ١٢٣٤ وج ٧ / ٤٢١ رقم ٣٩٨٤.