وروى الحاكم ـ أيضا ـ قبل الحديث المذكور ، وصحّحه على شرط الشيخين ، عن سلمان ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : الحسن والحسين ابناي ، من أحبّهما أحبّني ، ومن أحبني أحبّ (١) الله ، ومن أحبّ (٢) الله أدخله الجنّة ، ومن أبغضهما أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار.
وتعقّبه الذهبيّ بقوله : « هذا حديث منكر ، وإنّما رواه بقيّ بن خالد (٣) بإسناد آخر واه ، عن زاذان ، عن سلمان » (٤).
أقول :
حقّا له أن يستنكره ؛ لأنّه يستوجب دخول أكثر أوليائه النار ، ومجرّد روايته بإسناد آخر واه لا يمنع من روايته بإسناد صحيح على شرط الشيخين ، ولذا لم يناقش الذهبيّ في هذا الإسناد!
__________________
وانظر : مسند أحمد ٢ / ٢٨٨ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥١ ح ١٤٣.
(١) كذا في الأصل ، وفي المصدر : « أحبّه ».
(٢) كذا في الأصل ، وفي المصدر : « أحبّه ».
(٣) كذا في الأصل ، وهو تصحيف ، والصحيح : « مخلد ».
وهو : أبو عبد الرحمن بقيّ بن مخلد الأندلسي القرطبي ، الحافظ ، ولد في حدود سنة ٢٠٠ ه ، أو قبلها بقليل ، وتفقّه في إفريقيّة ، وحمل الحديث عن أهل الحرمين ومصر والشام والعراق ، كان ذا خاصّة من أحمد بن حنبل ، وجاريا في مضمار البخاري ومسلم والنسائي ، له من المصنّفات : تفسير ومسند وجزء في ما روي في الحوض والكوثر توفّي سنة ٢٧٦ ه.
انظر : تاريخ دمشق ١٠ / ٣٥٤ رقم ٩٣٥ ، طبقات الحنابلة ١ / ١١٢ رقم ١٤١ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٨٥ رقم ١٣٧ ، تذكرة الحفّاظ ٢ / ٦٢٩ رقم ٦٥٦ ، طبقات الحفّاظ : ٢٨١ رقم ٦٣٣.
(٤) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨١ ح ٤٧٧٦.