اليوم ، وكذا سعد بن أبي وقاص ، وأبي دجانة (١) ، وجماعة من الأنصار.
وأمّا ما ذكر من أمر حنين ، وأنّ أبا بكر عانهم ، فهذا من أكاذيبه.
وكيف يعين أبو بكر أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان هو ذلك اليوم شيخ المهاجرين وصاحب رايتهم؟! ولكن رجل من المسلمين أعجبه الكثرة فأنزل الله تلك الآية (٢).
وأمّا ما ذكر من أنّ عتبة ومعتّب ابني أبي لهب وقفوا عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم حنين ، فهذا من عدم علمه بالتاريخ!
ألم يعلم أنّ عتبة دعا عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يسلّط الله عليه كلبا من كلابه ، فافترسه الأسد ـ وذلك قبل الهجرة ـ ومات في الكفر ؛ فكيف حضر مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في غزوة حنين؟!
وهذا من جهله بأحوال السابقين!
وأمّا قصّة سورة براءة فقد ذكرنا حقيقته قبل هذا ؛ وأنّه كان لأجل أن يعتبر العرب على نبذ العهود ، لا لأنّه لم يكن أبو بكر موثوقا به في أداء
__________________
(١) كذا في الأصل ، وهو ليس بغريب من ابن روزبهان! والصواب : أبو دجانة ؛ وهو : أبو دجانة سماك بن خرشة الأنصاري الخزرجي الساعدي ، شهد بدرا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان من الأبطال الشجعان ، وله مقامات محمودة في مغازي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان من الثابتين يوم أحد دفاعا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد آخى بينه وبين عتبة بن غزوان ، استشهد يوم اليمامة ، وقيل : بل عاش حتّى شهد مع الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام صفّين.
انظر : معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ ٣ / ١٤٣٥ رقم ١٣٥٣ ، الاستيعاب ٢ / ٦٥١ رقم ١٠٦٠ وج ٤ / ١٦٤٤ رقم ٢٩٣٨ ، أسد الغابة ٢ / ٢٩٩ رقم ٢٢٣٥ وج ٥ / ٩٥ رقم ٤٨٥٦ ، الإصابة ٧ / ١١٩ رقم ٩٨٥٧.
(٢) راجع الصفحة ٤٠٣ ـ ٤٠٤ من هذا الجزء.