منها ، هي زينة الأبرار عند الله ، الزهد في الدنيا ، فجعلك لا ترزأ (١) من الدنيا شيئا ، ولا ترزأ الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حبّ المساكين ، فجعلك ترضى بهم أتباعا ، ويرضون بك إماما » (٢).
ثمّ قال ابن أبي الحديد : « وزاد فيه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في ( المسند ) : فطوبى لمن أحبّك وصدّق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذّب فيك » (٣).
وروى الحاكم هذه الزيادة فقط (٤) ، وقال : « هذا حديث صحيح الإسناد ».
ونقلها أيضا في « الكنز » ، عن الطبراني ، والخطيب ، مع الحاكم (٥).
* * *
__________________
(١) يقال : ما رزأ فلانا شيئا ، أي ما أصاب من ماله شيئا ولا نقص منه ؛ انظر : لسان العرب ٥ / ٢٠٠ مادّة « رزأ »
والمعنى هنا : أنّك لا تصيب ولا تأخذ من الدنيا شيئا ، ولا الدنيا تصيب منك أو تستحوذ عليك أو تأخذ منك مأخذها.
(٢) حلية الأولياء ١ / ٧١.
(٣) شرح نهج البلاغة ٩ / ١٦٧ ؛ وانظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٨٤٦ ح ١١٦٢.
(٤) ص ١٣٥ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٤٥ ح ٤٦٥٧ ]. منه قدسسره.
وانظر : مسند أبي يعلى ٣ / ١٧٩ ح ١٦٠٢.
(٥) ص ١٥٨ من الجزء السابق [ ١١ / ٦٢٢ ـ ٦٢٣ ح ٣٣٠٣٠ ]. منه قدسسره.
وانظر : المعجم الأوسط ٢ / ٤٠٣ ح ٢١٧٨ ، موضّح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ رقم ٣٥٠ ، تاريخ بغداد ٩ / ٧٢ رقم ٤٦٥٦.