ويشهد لعلمه بالغيب إيصاؤه بدفنه خفية (١) ، مع كون السلطان لهم بالفعل ، فإنّه لم يقع مثله عادة ، ولا يحسن أن يفعله بنوه لو لا علمه وعلمهم باستيلاء معاوية وبني أميّة على البلاد ، وهم غير مأمونين من إهانة قبره الشريف بنبش أو نحوه.
وكذا يعلم بكثرة الخوارج بعد ، وعداوتهم له ، فخاف منهم ما خافه من بني أميّة ، أو علمه منهم جميعا ، فأوصى سيّدي شباب أهل الجنّة ـ العالمين بما يعلم ـ أن يدفناه ليلا ولا يظهرا قبره ، فأخفياه حتّى قام الرشيد ببنائه وإظهاره ؛ لكرامة ذكرها المؤرّخون (٢).
* * *
__________________
من المجلّد الثاني وفي ما بعدها [ ٧ / ٤٧ ] ، وفي ص ٥٠٨ من هذا المجلّد [ ١٠ / ١٣ ـ ١٥ ]. منه قدسسره.
وانظر كذلك : شرح نهج البلاغة ٥ / ٣ وما بعدها.
(١) انظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٥٦٥ ـ ٥٦٦ ، كفاية الطالب : ٤٧٠ ـ ٤٧١ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ، حياة الحيوان ـ للدميري ـ ١ / ٤٧.
(٢) انظر مثلا : الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٢٦ ـ ٢٨ ، كفاية الطالب : ٤٧١ ـ ٤٧٢.