على أنّ تلك المحاكمة لو صحّت في نفسها
لم تمنع من تقدّم إسلام أمير المؤمنين عليهالسلام
على أبي بكر وخديجة وزيد ؛ لأنّ تقدّم إسلامهم على أمثالهم لا ينافي تقدّم إسلام
صبيّ على إسلامهم ، كما صرّح بعض الأخبار بتقدّم إسلامه على إسلام أبي بكر .
والحقّ أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام ولد مسلما مقرّا بشهادة : أن لا إله
إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، كالنبيّ ، فإنّهما معصومان طاهران من حين ولادتهما.
أترى أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان غير مؤمن بربّه ، ولا عارفا
بنبوّته ، كما يتخيّله الجاهلون ، حتّى زعموا أنّ خديجة وورقة علّماه نبوّته ، كما
سبق في آخر « مباحث النبوّة » ؟!
كيف لا؟! وقد خلقهما الله سبحانه نورا
واحدا قبل أن يخلق آدم كما مرّ
..
وهما خيرة الله من أرضه ؛ روى الحاكم في
« المستدرك »
، عن أبي هريرة ، وصحّحه على شرط الشيخين ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أما ترضين أنّ الله اطّلع إلى أهل الأرض فاختار
رجلين ، أحدهما أبوك ، والآخر بعلك
».
__________________