ثمّ رواه الحاكم أيضا من طريقين ، عن إبراهيم بن ثابت البصري القصّار ، عن ثابت البناني ، عن أنس ؛ وتعقّبه الذهبي : بأنّ إبراهيم بن ثابت ساقط (١).
ويشكل بأنّ هذا مناقض لما ذكره هو في « ميزان الاعتدال » ، فإنّه قال فيه : « لا أعرف حاله جيّدا » (٢).
كما أنّه تعقّب الحديث الأوّل بأنّ في سنده محمّد بن أحمد بن عياض ، عن أبيه ؛ فقال : « ابن عياض لا أعرفه » (٣).
وقال في « الميزان » بترجمة محمّد المذكور ، بعد ما ذكر روايته لحديث الطير بالسند الذي ذكره الحاكم : « قال الحاكم : هذا على شرط البخاريّ ومسلم ».
ثمّ قال الذهبي : « الكلّ ثقات إلّا هذا ـ يعني محمّدا ـ ، فأنا أتهمه به ، ثمّ ظهر لي أنّه صدوق ـ إلى أن قال : ـ فأمّا أبوه فلا أعرفه » (٤).
وعليه : فالأمر هيّن ؛ لأنّ عدم معرفته له لا تضرّ فيه بعدما عرفه الحاكم وصحّح حديثه على شرط الشيخين.
وقد روى الذهبيّ حديث الطير بترجمة جعفر بن سليمان الضّبعي من « الميزان » ، وسنده صحيح ؛ لأنّه رواه عن قطن بن نسير ـ وهو من رجال مسلم (٥) ـ ، عن جعفر المذكور ـ وهو من رجاله أيضا (٦) ـ ، عن
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٢ ـ ١٤٣ ح ٤٦٥١.
(٢) ميزان الاعتدال ١ / ١٤٣ رقم ٥٩.
(٣) انظر هامش المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤١ ح ٤٦٥٠.
(٤) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٣ رقم ٧١٨٦.
(٥) انظر : ميزان الاعتدال ٥ / ٤٧٤ رقم ٦٩٠٧ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٥١٦ رقم ٥٧٤٦.
(٦) انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ١٣٦ رقم ١٥٠٧ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٦١ رقم ٩٨٤.