فيمكن أن يكون المصنّف رحمهالله أشار إلى هذه الأحاديث بقوله : « من عدّة طرق » ، وكأنّ القوم قد تعلّلوا لحذفها من « المسند » في الطبع ، بدعوى أنّها من الزيادات ، فإنّي لم أعثر على شيء منها!
وروى الترمذي حديث المؤاخاة في فضائل عليّ عليهالسلام من « سننه » ، عن ابن عمر ، وحسّنه ، ثمّ قال : وفيه عن زيد بن أبي أوفى (١).
ورواه في « الاستيعاب » بترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام ، عن أبي الطفيل ، قال : « لمّا احتضر عمر جعلها شورى بين عليّ ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن ، وسعد ، فقال لهم عليّ : أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بينه وبينه ـ إذ آخى بين المسلمين ـ غيري؟!
قالوا : اللهمّ لا ».
ثمّ قال : « وروينا من وجوه عن عليّ أنّه كان يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يقولها أحد غيري إلّا كذّاب ».
ثمّ قال : « قال أبو عمر (٢) : آخى رسول الله بين المهاجرين [ بمكّة ] ، ثمّ آخى بين المهاجرين والأنصار [ بالمدينة ] ، وقال في كلّ واحدة منهما لعليّ : أنت أخي في الدنيا والآخرة ؛ وآخى بينه وبين نفسه ؛ فلذلك كان هذا القول وما أشبهه من عليّ ».
انتهى ما في « الاستيعاب » (٣).
__________________
في ينابيع المودّة ١ / ١٧٧ ـ ١٨١ ب ٩ ح ١ ـ ٧ هي من مصادر مختلفة وبطرق متعدّدة ؛ فلاحظ!
(١) سنن الترمذي ٥ / ٥٩٥ ح ٣٧٢٠.
(٢) هو صاحب كتاب « الاستيعاب في معرفة الأصحاب » ، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمّد بن عبد البرّ الأندلسي ، المتوفّى سنة ٤٦٣ ه.
(٣) الاستيعاب ٣ / ١٠٩٨ ـ ١٠٩٩.