فانجفلنا (١) وانجفل معنا عليّ ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا عليّ! إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي (٢).
ومنها : ما حكاه عن ابن أبي شيبة ، بسنده عن أمّ سلمة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا إنّ مسجدي حرام على كلّ حائض من النساء ، وكلّ جنب من الرجال ، إلّا على محمّد وأهل بيته : عليّ وفاطمة والحسن والحسين (٣).
ويعضد هذه الأخبار ويفيد مفادها أخبار عديدة ، منها : حديث عمر السابق المروي بطرق كثيرة ، كما سمعت (٤).
فظهر حلّيّة المسجد لعليّ عليهالسلام جنابة ونوما ؛ وليس هو إلّا لطهارة نفسه القدسيّة طهارة لا يدنّسها ما يدنّس غيره ؛ فكيف يستثنى باب أبي بكر ، وهو من سائر الناس؟!
بل في بعض الأخبار أنّ عليّا عليهالسلام مطهّر للمسجد ؛ ففي « كنز العمّال » (٥) ، عن البزّار ، عن عليّ عليهالسلام ، قال : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيدي فقال : إنّ موسى سأل ربّه أن يطهّر مسجده بهارون ، وإنّي سألت ربّي أن يطهّر مسجدي بك وبذريّتك.
__________________
(١) إنجفل القوم انجفالا : هربوا بسرعة وانقلعوا كلّهم ومضوا ؛ انظر : لسان العرب ٢ / ٣٠٩ مادّة « جفل ».
(٢) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٣.
(٣) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٢٣ ؛ وانظر : السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٧ / ٦٥ ، تاريخ أصبهان ١ / ٣٤٤ رقم ٦٢٥ ، تاريخ دمشق ١٤ / ١٦٦ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠١ ح ٣٤١٨٢ و ٣٤١٨٣.
(٤) راجع الصفحتين ١٠٩ و ١١٠ من هذا الجزء.
(٥) ص ٤٠٨ من ج ٦ [ ١٣ / ١٧٥ ح ٣٦٥٢١ ]. منه قدسسره.
وانظر : مسند البزّار ٢ / ١٤٤ ح ٥٠٦.