قائمة الکتاب
التعريف بالكتاب
١٩سورة الفاتحة (1)
سورة البقرة (2)
سورة آل عمران (3)
إعدادات
زبدة التّفاسير [ ج ١ ]
زبدة التّفاسير [ ج ١ ]
المؤلف :فتح الله بن شكر الله الشريف الكاشاني
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسسة المعارف الإسلاميّة
الصفحات :638
تحمیل
العرش ، وأنّ الله خصّ محمدا ، وشرّفه بها ، ولم يشرك فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان عليهالسلام ، فإنّه أعطاه منها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). ألا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت : (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (١). ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله ، منقادا لأمرها ، مؤمنا بظاهرها وباطنها ، أعطاه الله عزوجل بكلّ حرف منها حسنة ، كلّ واحدة منها أفضل من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها. ومن استمع إلى قارئ يقرؤها كان له قدر ثلث ما للقارىء ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرّض له ، فإنّه غنيمة لا يذهبنّ أوانه ، فتبقى في قلوبكم الحسرة.
وعن ابن عبّاس : بينا نحن عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أتاه ملك فقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبيّ قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ حرفا منهما إلّا أعطيته. وفي رواية أخرى : لن يقرأ أحد حرفا منهما إلّا اعطي ثواب شهيد.
وعن حذيفة بن اليمان أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إنّ القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيّا ، فيقرأ صبيّ من صبيانهم في الكتاب : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، فيسمعه الله تعالى ، فيرفع عنهم بذلك العذاب أربعين سنة.
ولمّا كان من آداب تلاوة القرآن ، ووظائف قراءة الفرقان ، أنّ القارئ إذا أراد أن يشرع في القراءة يستعيذ بالله من الشيطان ليأمن من وسوسته أثناء القراءة ، كما قال الله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) (٢). فينبغي أن يشار أوّلا إلى تبيين معنى الاستعاذة قبل الشروع في تفسير فاتحة الكتاب.
فاعلم أنّ القرّاء اتّفقوا على التلفّظ بالتعوّذ قبل التسمية ، واختلفوا في كيفيّته.
__________________
(١) النمل : ٢٩ ـ ٣٠.
(٢) النحل : ٩٨.