عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً) ثمّ جزّأهنّ وفرّق أجزاءهنّ على الجبال الّتي بحضرتك. قيل : كانت أربعة ، وقيل : سبعة ، وقيل : عشرة (ثُمَّ ادْعُهُنَ) قل لهنّ : تعالين بإذن الله تعالى (يَأْتِينَكَ سَعْياً) ساعيات مسرعات في طيرانهنّ أو في مشيهنّ على أرجلهنّ.
روي أنّه أمر بأن يذبحها وينتف ريشها ويقطعها ويفرّق أجزاءها ، ويخلط ريشها ودماءها ولحومها ، وأن يمسك رؤوسها ، ثمّ أمر بأن يجعلها بأجزائها على الجبال ، على كلّ جبل ربعا أو سبعا أو عشرا من كلّ طائر ، ثمّ يصيح بها : تعالين بإذن الله ، فجعل كلّ جزء من الريش والعظم واللحم يطير إلى الآخر حتى صارت جثثا ، ثمّ أقبلن فانضممن إلى رءوسهنّ ، كلّ جثّة إلى رأسها ، وقرئ : جزءا ، بضمّتين.
(وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ) لا يعجز عمّا يريده (حَكِيمٌ) ذو حكمة بالغة في كلّ ما يفعله. وكفى ذلك شاهدا على فضل إبراهيم ، ويمن الضراعة في الدعاء ، وحسن الأدب في السؤال ، أنّه تعالى أراه ما أراد أن يريه في الحال على أيسر الوجوه ، وأراه عزيرا بعد أن أماته مائة عام.
(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٦٢) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ