قيل : إنّهم قالوا بالسريانيّة : حطّا سمقاثا ، أو خيطا سمقاثا. ومعناه : حنطة حمراء. وكان قصدهم في ذلك الاستهزاء ومخالفة الأمر. وخالفوا في دخول الباب أيضا ، فإنّه طؤطىء لهم الباب ليخفضوا رؤوسهم ، فلم يخفضوها ودخلوا زاحفين على أستاههم.
(فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) كرّره مبالغة في تقبيح أمرهم ، وإشعارا بأنّ الإنزال عليهم لظلمهم ، بوضع غير المأمور به موضعه قولا وفعلا ، أو على أنفسهم ، بأن تركوا ما يوجب نجاتها إلى ما يوجب هلاكها.
(رِجْزاً) أي : عذابا مقدّرا (مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) بسبب فسقهم والرّجز في الأصل ما يكره عنه. وكذلك الرّجس. والمراد به الطاعون.
روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنّه مات به في ساعة واحدة أربعة وعشرون ألفا من كبرائهم وشيوخهم ، وقيل : سبعون ألفا ، وبقي الأبناء فانتقل عنهم العلم والعبادة. وكأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يشير إلى أنّهم عوقبوا بإخراج الأفاضل من بينهم.
(وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٦٠))
ثمّ عدّ سبحانه على بني إسرائيل نعمة أخرى مضافة إلى النعمة الأولى ، فقال : (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ) أي : طلب وسأل موسى ربّه أن يسقي قومه ماء لمّا عطشوا في التّيه (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ) اللام فيه للعهد ، على ما روي أنّه كان حجرا طوريّا مربّعا حمله موسى معه ، وكانت تنبع من كلّ وجهه ثلاث أعين ، تسيل كلّ عين في جدول إلى سبط ، وكانوا اثني عشر نقيبا ، وجنودهم كانوا ستّمائة ألف ، وسعة المعسكر اثنا عشر ميلا.