آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني
المحقق: السيّد محمّد حسن الموسوي
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات ذوي القربى
المطبعة: سليمانزاده
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-518-351-4
ISBN الدورة:
الصفحات: ٨٢٠
القرن التاسع
١ ـ الفاضل مقداد السّيوري ( م سنة ٨٢٦ ه )
٢ ـ ابن فهد الحلّي ( م سنة ٨٤١ ه )
موسوعة طبقات الفقهاء : ٩ / ٢٨٤
٣٠٥٦
الفاضل المقداد (*)
( ... ـ ٨٢٦ ه )
المقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد الأسدي ، شرف الدين (١) أبو عبد الله السيوري ، الحلّي ثم النجفي ، المعروف بالفاضل المقداد ، وبالفاضل السيوري ، أحد أعيان الإمامية.
كان متكلّما متبحّرا ، وفقيها كبيرا ، ذا معرفة بفنون شتى.
تلمّذ على الفقيه المتضلّع الشهيد الأوّل محمد بن مكي العاملي ( المتوفّى ٧٨٦ ه ) ، واختص به ، وأخذ عنه العلم ، وروى عنه (٢) ، وسأله عن مسائل
__________________
(*) أمل الآمل ٢ / ٣٢٥ ، رياض العلماء ٥ / ٢١٦ ، لؤلؤة البحرين ١٧٢ ، روضات الجنات ٧ / ١٧١ ، ايضاح المكنون ٢ / ٣٨٦ ، هدية العارفين ٢ / ٤٧٠ ، تنقيح المقال ٣ / ٢٤٥ ، أعيان الشيعة ١٠ / ١٣٤ ، الفوائد الرضوية ٦٦٦ ، ريحانة الأدب ٤ / ٢٨٢ ، طبقات أعلام الشيعة ٤ / ١٣٨ ، الذريعة ٨ / ١٥٩ ، معجم رجال الحديث ١٨ / ٣٢١ ، معجم المؤلفين ١١ ـ ١٢ / ٣١٨.
(١) وفي عدّة مصادر : جمال الدين.
(٢) وجاء فى « ماضي النجف وحاضرها » : ١ / ١٢٥ أنّ المترجم تلّمذ أيضا على فخر
في الفقه ، فأجاب عنها شيخه ، فسمّيت تلك المسائل مع أجوبتها بـ « المسائل المقدادية ».
قال الحسن بن راشد الحلّي في وصف استاذه صاحب الترجمة : كان جهوري الصوت ، ذرب اللسان ، مفوّها في المقال ، متقنا لعلوم كثيرة ، فقيها ، متكلّما ، أصوليا ، نحويا ، منطقيا ، صنّف وأجاد.
وقال الحرّ العاملي : كان عالما ، فاضلا ، متكلّما محقّقا ، مدقّقا.
وكان الفاضل السيوري قد سكن النجف الأشرف ، وأنشأ بها مدرسة (١) ، وحدّث وأقرأ ، والتفّ حوله الطلبة وتخرّج به جمع من الفقهاء ، وسمع منه كثير من العلماء ، ومن هؤلاء : أحمد بن محمد بن فهد الحلّي ، وظهير الدين محمد بن علي بن الحسام العاملي العيناثي ، وزين الدين علي التوليني النحاريري العاملي ، ومحمد ابن شجاع الأنصاري الحلّي القطّان ، والحسن بن راشد الحلّي ، ورضي الدين عبد الملك بن إسحاق الفتحاني القمّي ، وعلي بن الحسن بن علاله ،
__________________
المحققين ابن العلاّمة الحلّي ، والسيد ضياء الدين عبد الله الأعرجي. وذكر في « طبقات أعلام الشيعة » : ٤ / ١٤٠ نقلا عن المير علاء الملك المرعشي أنّ المترجم قرأ رجال الكشّي على عميد الدين.
أقول : المشهور بهذا اللقب هو السيد عبد المطلب الأعرجي ( المتوفّى ٧٥٤ ه ) ، فإن صحّت قراءة المقداد عليه ، فهذا يعني أنّ المقداد قد بلغ التسعين أو قاربها.
(١) انظر « ماضي النجف وحاضرها » ١ / ١٢٥ ، وفيه : أنّ مدرسة المقداد السيوري باقية حتى اليوم ، ولكن تغيّر اسمها ، فإنّها تعرف بالمدرسة السليمية نسبة إلى بانيها سليم خان ، فإنّها خرّبت مدة ، واشتراها هذا الرجل وعمرها ، فنسبت إليه.
والحسن بن علاء الدين مظفر بن فخر الدين بن نصر الله القمي ، ومحمود (١) بن أمير الحاج المجاور ، وغيرهم.
وللمترجم كتب كثيرة ، حظي عدد منها باهتمام واعتناء العلماء ، لما يحمله من فوائد وتحقيقات في المسائل الفقهية ، والمباحث العلمية الكلامية.
فمن كتبه : كنز العرفان في فقه القرآن ( مطبوع في جزءين ) ، التنقيح الرائع لمختصر الشرائع (٢) ( مطبوع في أربعة أجزاء ) ، اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية ( مطبوع ) ، النافع يوم الحشر في شرح « الباب الحادي عشر » للعلاّمة الحلّي (٣) ( مطبوع ) ، « نضد القواعد الفقهية على مذهب الإمامية » للشهيد الأوّل ، ( مطبوع ) ، جامع الفوائد في تلخيص « القواعد » المذكور ، نهاية المأمول في شرح « مبادئ الأصول » في أصول الفقه للعلاّمة الحلّي ، آداب الحجّ ، الأدعية الثلاثون من أدعية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام ، الأربعون حديثا ، الإعتماد في شرح « واجب الإعتقاد » للعلاّمة الحلّي ، إرشاد الطالبين في شرح « نهج المسترشدين في أصول الدين » للعلاّمة الحلّي ( مطبوع ) ، تفسير مغمضات القرآن ، والأنوار الجلالية في شرح « الفصول النصيرية » في الكلام لنصير الدين الطوسي (٤).
__________________
(١) تراجم الرجال للحسيني : ١ / ٣٣٥ برقم ٦٠٨ ، وفيه : عبد المحمود.
(٢) كتاب الشرائع ومختصره المعروف بالنافع في مختصر الشرائع أو المختصر النافع كلاهما للمحقّق جعفر بن الحسن الحلّي ( المتوفّى ٦٧٦ ه ) ، وقد مضت ترجمته في القرن السابع.
(٣) هو جمال الدين الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي ( المتوفّى ٧٢٦ ه ) ، وقد مضت ترجمته في القرن الثامن تحت رقم ٢٧١٢.
(٤) هو الفيلسوف محمد بن محمد بن الحسن الطوسي ( المتوفّى ٦٧٢ ه ) ، وقد مرّت ترجمته
توفّي الفاضل المقداد بالمشهد المقدس الغروي ( النجف الأشرف ) في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين وثمانمائة ، ودفن بمقابر المشهد المذكور.
موسوعة طبقات الفقهاء : ٩ / ٦٣
٢٨٨٨
ابن فهد الحلّي (*)
( ٧٥٧ ـ ٨٤١ ه )
أحمد بن محمد بن فهد الأسدي ، جمال الدين أبو العباس الحلّي ، مؤلف « المهذّب البارع ».
كان من أكابر مجتهدي الإمامية ، متكلّما ، مناظرا ، عالما بالخلاف ، وكان من العلماء الربّانيين الذين زهدوا في العاجلة ولم يغترّوا بزينتها ، وآثروا الآجلة واطمأنوا لدوام نعيمها ، فرتعوا في رياض القرب والعرفان ، وكأنّ نصب أعينهم تلك الجنان.
ولد ابن فهد في مدينة الحلّة سنة سبع وخمسين وسبعمائة.
__________________
في القرن السابع تحت رقم ٢٥٨٩.
(*) مجالس المؤمنين ١ / ٥٧٩ ، أمل الآمل ٢ / ٢١ برقم ٥٠ ، رجال بحر العلوم ٢ / ١٠٧ ، روضات الجنات ١ / ٧١ برقم ١٧ ، ايضاح المكنون ٤ / ٩٥ ، أعيان الشيعة ٣ / ١٤٧ ، الذريعة ١٥ / ٢٢٨ برقم ١٤٩١ ، معجم رجال الحديث ٢ / ١٨٩ برقم ٧٥٤.
وجدّ في طلب العلم ، وسعى سعيا حثيثا في تحصيله ، فأخذ الفقه والحديث وسائر العلوم الشرعية عن جمع من العلماء ، وقرأ عليهم ، وروى عنهم سماعا وإجازة.
ومن هؤلاء : زين الدين علي بن الحسن بن الخازن الحائري ، ونظام الدين علي بن محمد بن عبد الحميد النيلي ، وظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي ، وبهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي ، والمقداد بن عبد الله السيوري الحلّي ، وجلال الدين عبد الله بن شرف شاه ، وضياء الدين علي بن الشهيد الأول محمّد بن مكي العاملي ، وقرأ عليه في ( جزّين ) كتاب « الأربعون حديثا » لوالده الشهيد ، وجمال الدين محمد بن عبد المطلب ابن الأعرج الحسيني (١).
وتميّز في الفقه ، ومهر في علم الكلام وغيره ، ودرّس بالمدرسة الزينية بالحلّة ، والتفّ حوله الطلبة.
وصنّف ، وأفتى ، وأفاد ، وناظر ، حتى اشتهر اسمه ، وصار فقيه الإمامية في زمانه.
قال ابن الخازن في حق تلميذه المترجم : الفقيه العالم الورع المخلص الكامل جامع الفضائل.
وقال عبد الله أفندي التبريزي : العالم الفاضل العلاّمة الفهّامة الثقة الجليل
__________________
(١) وذكر بعضهم أنّ المترجم يروي عن ابن المتوج البحراني ، والمؤكد أنّ الذي يروي عنه هو ابن فهد الأحسائي ، وإن كان لا يستبعد أن يروي عنه المترجم أيضا.
الزاهد العابد الورع العظيم القدر.
وقد تفقّه بابن فهد وروى عنه طائفة ، منهم : زين الدين علي بن هلال الجزائري ، وأبو القاسم علي بن علي بن محمد بن طي العاملي ، وعبد السميع بن فياض الأسدي ، والحسن ابن العشرة الكسرواني الكركي ، ومفلح بن الحسن الصيمري ، والحسين بن راشد القطيفي ، وعلي بن فضل بن هيكل الحلي ، ومحمد ابن محمد بن الحسن الحولاني العاملي ، والسيد محمد نور بخش ، وفخر الدين أحمد بن محمد السبعي الذي جمع فتاوى شيخه ، وجمال الدين الحسن بن الحسين بن مطر الجزائري ، ورضي الدين عبد الملك بن إسحاق القميّ.
وكان قد ناظر جماعة من علماء أهل السنة بحضور والي العراق اسبند التركماني ، فتغلّب عليهم فصار ذلك سببا لتشيّع الوالي المذكور ، وجعل السكّة والخطبة باسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمّة الأحد عشر عليهمالسلام.
وللمترجم تصانيف كثيرة ، أغلبها في الفقه ، أودع فيها أقواله وآراءه التي أصبحت مرجعا علميا ومستندا للفقهاء.
فمن كتبه : المهذب البارع في شرح « المختصر النافع » للمحقّق الحلّي ـ ( مطبوع في خمسة أجزاء ) ، المقتصر (١) من شرح المختصر ( مطبوع ) ـ أي المختصر النافع المذكور ـ ، التحصين في صفات العارفين من العزلة والخمول
__________________
(١) ذكر غير واحد أنّ المقتصر هو في شرح « إرشاد الأذهان » للعلاّمة الحلّي ، وهو وهم كما ترى ، وهذا الوهم حمل بعضهم على جعل ذلك من جملة أوجه التشابه بين ابن فهد الحلّي ، وابن فهد الأحسائي باعتبار أنّ لكل منهما شرحا على الإرشاد. يذكر أنّ شرح ابن فهد الأحسائي على الإرشاد يسمى : خلاصة التنقيح في المذهب الحقّ الصحيح.
( مطبوع ) ، التحرير ، عدة الداعي ونجاح الساعي ( مطبوع ) في آداب الدعاء ، الأدعية والختوم ، شرح « الألفية » في فقه الصلاة للشهيد الأوّل ، التواريخ الشرعية عن الأئمّة المهدية.
وله رسائل كثيرة طبع منها عشر رسائل في كتاب سمّي « الرسائل العشر » (١) ويضمّ : الموجز الحاوي لتحرير الفتاوى ، المحرر في الفتوى ، اللمعة الجلية في معرفة النية ، مصباح المبتدي وهداية المقتدي ، غاية الإيجاز لخائف الأعواز ، كفاية.
* * *
__________________
(١) حقّقه السيد مهدي الرجائي ، ونشرته مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي في قم المشرفة.
القرن العاشر
١ ـ إبن أبي جمهور الأحسائي ( م بعد سنة ٩٠١ ه )
٢ ـ المحقّق الكركي ( م بعد سنة ٩٤٠ ه )
٣ ـ الشهيد الثاني ( م سنة ٩٦٦ ه )
٤ ـ الحسين بن عبد الصمد الحارثي ( م سنة ٩٨٦ ه )
٥ ـ المقدّس الأردبيلي ( م سنة ٩٩٣ ه )
موسوعة طبقات الفقهاء : ١٠ / ٢٤٤
٣٢٥٤
ابن أبي جمهور (*)
( ... ـ حيا ٩٠١ ه )
محمد بن علي بن إبراهيم بن حسن بن أبي جمهور ، الفقيه الإمامي ، المحدّث ، العارف ، أبو جعفر الأحسائي ، المعروف بابن أبي جمهور ، مؤلف « غوالي اللآلي ».
قال يوسف البحراني : كان فاضلا ، مجتهدا ، متكلما.
أخذ عن جماعة من الفقهاء والعلماء ، وهم : والده زين الدين علي ، وشمس الدين محمد بن كمال الدين موسى الموسوي الحسيني ، وحرز الدين الأوالي ، وشمس الدين محمد بن أحمد الموسوي الحسيني ، والحسن بن عبد الكريم الفتال ،
__________________
(*) مجالس المؤمنين ١ / ٥٨١ ، أمل الآمل ٢ / ٢٥٣ برقم ٧٤٩ ، رياض العلماء ٥ / ٥٠ ، ١١٥ ، لؤلؤة البحرين ١٦٦ برقم ٦٤ ، روضات الجنات ٧ / ٢٦ برقم ٥٩٤ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ١ / ٣٣١ برقم ٤٨ ، هدية العارفين ٢ / ٢٠٧ ، إيضاح المكنون ١ / ٦٠٦ و ٢ / ١٥١ ، ٢٧٠ ، ٣٢٨ ، ٦٢٥ وغيرها ، أنوار البدرين ٣٩٨ برقم ٤ ، تنقيح المقال ٣ / ١٥١ برقم ١١٠٧٤ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٣٤ ، طبقات أعلام الشيعة ٤ / ٢١٣ ، الذريعة ١٦ / ٧١ برقم ٣٥٤ ، الأعلام ٦ / ٢٨٨ ، معجم رجال الحديث ١٦ / ٢٩٦ برقم ١١٢٥٧ ، معجم المؤلفين ١٠ / ٢٩٩.
وزين الدين علي بن هلال الجزائري ، ووجيه الدين عبد الله بن فتح الله بن عبد الملك بن الفتحان الكاشاني القمي الواعظ.
وكان قد حجّ في سنة ( ٨٧٧ ه ) ، وعرّج على بلاد جبل عامل ، فدرس عند زين الدين الجزائري المذكور شهرا كاملا ، وعاد إلى وطنه ، ثم ارتحل إلى العراق ، فزار مراقد أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، ومنه توجّه إلى خراسان لزيارة مشهد الرضا عليهالسلام ، وفي الطريق صنّف رسالة « زاد المسافرين » ، ثم أقام هناك في مدينة مشهد المقدسة ، ولم يزل يدأب ويجتهد ، ويتباحث مع السيد محسن الرضوي وغيره من العلماء في علمي الكلام والفقه ، حتى مهر في العلوم ، وامتلك زمام الجدل ، وانتشر صيته ، وسمع به أهل هراة فقصده أحد كبار علمائها من السنّة ، للمناظرة في مسألة الإمامة ، فاجتمع به المترجم وناظره في مجالس ثلاثة ، حضرها جمع من الطلبة والأشراف.
وقصد المترجم مكة حاجا ، ودخل النجف الأشرف ، وصنّف عند مقامه بها بين سنتي ( ٨٩٤ ـ ٨٩٥ ه ) كتابه « المنجي » ، ثم عاد إلى مدينة مشهد ، وورد استراباد في سنة ( ٨٩٨ ه ).
وهو في جميع تلك الأوقات مشتغل بالتدريس والبحث والتصنيف.
قرأ عليه جماعة الفقه والأصول والحديث وغيرها ، منهم : السيد كمال الدين محسن بن محمد بن علي الرضوي المشهدي ( المتوفّى ٩٣١ ه ) ، وله منه إجازة ، والسيد شرف الدين محمود بن علاء الدين الطالقاني ، وله منه إجازة ، ومحمد بن صالح الغروي الحلّي ، وله منه ثلاث إجازات.
وصنّف نيفا وعشرين كتابا ، منها : غوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث
الدينية ( مطبوع ) في أربعة أجزاء ، درر اللآلي العمادية في الأحاديث الفقهية ، الأقطاب الفقهية على مذهب الإمامية ( مطبوع ) ، المسالك الجامعية في شرح الرسالة الألفية الشهيدية ، زاد المسافرين في أصول الدين ، رسالة كاشفة الحال عن أحوال الاستدلال في أصول الفقه ، مسالك الأفهام في علم الكلام ، المجلي لمرآة المنجي ( مطبوع ) وهو شرح لـ « مسالك الأفهام » ، كشف البراهين في شرح « زاد المسافرين » ، أسرار الحج ( مطبوع ضمن كتابه المجلي ) ، مفتاح الفكر لفتح « الباب الحادي عشر » في أصول الدين للعلاّمة الحلّي ، معين الفكر في شرح « الباب الحادي عشر » ، معين المعين ، رسالة في مناظرة الملا الهروي ، قبس الاقتداء ( الاهتداء ) في شرائط الإفتاء والاستفتاء.
ثم لم نظفر بتاريخ وفاته ، لكنّه فرغ من تبييض بعض كتبه في سنة إحدى وتسعمائة ، فما ذكره بعضهم من أنّه توفّي في سنة ( ٨٧٨ ه ) أو بعدها ليس بصحيح ، كما أنّنا نستبعد جدا أن يكون المترجم قد مات في سنة ( ٩٤٠ ه ) كما قاله بعض كبار العلماء.
موسوعة طبقات الفقهاء : ١٠ / ١٦٣
٣١٨٧
المحقّق الكركي (*)
( ٨٦٨ ـ ٩٤٠ ه )
علي بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد العالي ، زعيم الإمامية ومفتيها ومروّج مذهبها في عصره ، نور الدين أبو الحسن الكركي العاملي ، المعروف بالمحقّق الكركي وبالمحقق الثاني ، ويقال له علي بن عبد العالي اختصارا.
ولد في كرك نوح سنة ثمان وستين وثمانمائة.
واختصّ بفقيه عصره زين الدين علي (١) بن هلال الجزائري ، ولازمه أتمّ ملازمة ، وقرأ عليه في الفقه والأصول والمنطق ، وحمل عنه كثيرا ، وتخرّج به.
وقد أخذ أيضا عن : شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن داود ابن المؤذن الجزّيني ، وشمس الدين محمد بن علي بن محمد بن خاتون العاملي ، ومحمد ابن أحمد بن محمد الصهيوني العاملي.
__________________
(*) نقد الرجال ٢٣٨ ، أمل الآمل ١ / ١٢١ ، رياض العلماء ٤ / ١١٥ و ٣ م ٦٤١ ، لؤلؤة البحرين ١٥١ ، روضات الجنات ٤ / ٣٦٠ ، بهجة الآمال ٥ / ٤٥٧ ، سفينة البحار ٢ / ٢٤٧ ، الكنى والألقاب ٣ / ١٦١ ، هدية الأحباب ٢٣٦ ، أعيان الشيعة ٨ / ٢٠٨ ، طبقات أعلام الشيعة ٤ / ١٦٠ ، الذريعة ٥ / ٧٢ ، شهداء الفضيلة ١٠٨ ، الأعلام ٤ / ٢٩٩ ، ٢٨١ ، معجم المؤلفين ٧ / ٧٤.
(١) المتوفّى في حدود ( ٩١٠ ه ).
وقالوا : إنّه روى عن جعفر بن الحسام ، وأحمد بن الحاج علي العينائيّين العامليّين.
أقول : لا تصحّ روايته عن الأوّل ، وفي روايته عن الثاني محلّ نظر ، وذلك لتأخّر طبقته عن طبقتهما ، فابن المؤذن الجزّيني ( وهو استاذ المترجم ) يروي عن ابن الحاج علي ، وهذا يروي عن ابن الحسام ، فكيف يروي المترجم عنهما؟
وسافر المحقق إلى مصر ، وأخذ بها فقه وحديث مذاهب أهل السنّة ، وحضر على كبار علمائهم وحصل منهم على إجازات ، ومن هؤلاء : أبو يحيى زكريا (١) ابن محمد بن أحمد الأنصاري ، وعبد الرحمن بن الأبانة الأنصاري وقد قرأ عليه في سنة ( ٩٠٥ ه ).
وسمع على علاء الدين علي بن يوسف بن أحمد بصروي ( المتوفّى ٩٠٥ ه ) بدمشق معظم مسند الشافعي ، وصحيح مسلم إلاّ مواضع.
وقصد العراق في نحو سنة ( ٩٠٩ ه ) ، وأقام بالنجف الأشرف يفيد ويستفيد.
وارتحل إلى إيران ، واتصل بالسلطان إسماعيل الصفوي ، ودخل معه هراة في سنة ( ٩١٦ ه ) فأكرمه السلطان وعرف قدره ، وعيّن له وظائف كثيرة بالعراق ، فأقام بالنجف ، ودرّس بها وصنّف.
ثم توجه إلى أصفهان وقزوين في عهد السلطان طهماسب بن إسماعيل الصفوي ( الذي ولي سنة ٩٣٠ ه ) ، فعظّمه السلطان غاية التعظيم ، وعيّنه حاكما في الأمور الشرعية لجميع بلاد إيران ، فشمّر المحقق عن ساعد الجدّ ، وأحسن التدبير
__________________
(١) المتوفّى ( ٩٢٦ ه ).
في القيام بوظائف المرجعية الدينية ، فأسّس المدارس ، وأفاض العلم ، وأفتى كثيرا ، ونشر الفكر الإمامي ، وأحيا شعائر الإسلام ، وعيّن وكلاء له لإقامتها في المدن والقرى ، ووضع الأسس الشرعية الدستورية للدولة الصفوية ، وأصبح صاحب الكلمة المسموعة في إيران.
قال الشهيد الثاني في حقّ المترجم : الشيخ الإمام المحقّق المنقّح ، نادرة الزمان.
وقال السيد مصطفى التفريشي : شيخ الطائفة ، وعلاّمة وقته ، وصاحب التحقيق والتدقيق ، كثير العلم نقيّ الكلام ، جيّد التصانيف ، من أجلاّء هذه الطائفة.
وقد دأب المحقق على التدريس في حلّه وترحاله ، فأخذ عنه ، وتفقّه به وروى عنه سماعا وإجازة طائفة من العلماء ، منهم : كمال الدين درويش محمد بن حسن العاملي النّطنزي ، وأحمد بن محمد بن أبي جامع ، وعلي بن عبد العالي الميسي وولده إبراهيم الميسي ، وزين الدين الفقعاني ، ونور الدين علي بن عبد الصمد العاملي ، والأمير نعمة الله الحلّي ، والحسن بن غياث الدين عبد الحميد الأسترابادي ، وبرهان الدين إبراهيم بن علي الخانيساري الأصفهاني ، وشمس الدين محمد المهدي بن السيد كمال الدين محسن الرضوي المشهدي (١) ، والقاضي صفي الدين عيسى ، وبابا شيخ علي بن حبيب الله بن سلطان محمد
__________________
(١) حكي عن الشيخ محمد حسن النجفي صاحب « جواهر الكلام » أنّه قال : إنّ الفقيه إذا كان بين يديه « جامع المقاصد » و « وسائل الشيعة » و « الجواهر » استغنى عن أي مصدر آخر ، وكان بإمكانه استنباط الحكم الفقهي اعتمادا على هذه المصادر الثلاثة. لاحظ مستدرك الوسائل : ٣ / ٤٣١ ( الفائدة الثالثة ).
الجوزداني ، والحسين بن محمد الحر بن محمد بن مكي العاملي.
وله مؤلفات كثيرة ، جلّها رسائل (١) وحواشي ، منها : جامع المقاصد في شرح القواعد ( مطبوع في ١٣ جزءا ) وقد اشتهر هذا الشرح اشتهارا كثيرا واعتمد عليه الفقهاء في أبحاثهم ومؤلفاتهم ، رسالة في المنع عن تقليد الميت ، رسالة في العصير العنبي ، رسالة أحكام السلام والتحية ، رسالة في العدالة ، رسالة في صلاة وصوم المسافر ، رسالة في السهو والشك في الصلاة ، رسالة في الحجّ ، رسالة الأرض المندرسة ، الرسالة الجعفرية في فقه الصلاة ، رسالة في صيغ العقود والإيقاعات ، رسالة في أقسام الأرضين ، حاشية على « شرائع الإسلام » للمحقق الحلّي ، حواشي على « إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان » للعلاّمة الحلّي ، حاشية على « ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة » للشهيد الأوّل ، حاشية على « الدروس الشرعية في فقه الإمامية » للشهيد الأوّل ، ونفحات اللاهوت ، وغير ذلك.
وله فتاوى وأجوبة مسائل كثيرة.
توفّي بالنجف الأشرف في شهر ذي الحجة سنة أربعين وتسعمائة.
__________________
(١) طبعت ست وعشرون رسالة من رسائله في ثلاثة أجزاء حقّقها الشيخ محمد الحسون ، ونشرت الجزءين الأوّل والثاني مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، ونشرت الجزء الثالث جماعة المدرسين بقمّ المقدسة ، وقد ضمّ الجزء الأوّل ست رسائل ، والثاني تسع عشرة رسالة مع جملة من الفتاوى وجوابات المسائل الفقهية ، أمّا الجزء الثالث فاشتمل على رسالة واحدة ، وشرح على « الألفية » للشهيد الأوّل ، وحاشية على ميراث « المختصر النافع » للمحقّق الحلي ، وفتاوى واثنتي عشرة مسألة.
موسوعة طبقات الفقهاء : ١٠ / ١٠٤
٣١٤٥
الشهيد الثاني (*)
( ٩١١ ـ ٩٦٦ ه )
زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين الجبعي العاملي ، المعروف بالشهيد الثاني (١) ، أحد أعيان الإمامية وكبار مجتهديهم.
ولد في جبع ( بلبنان ) في شهر شوال سنة إحدى عشرة وتسعمائة.
وقرأ في الفقه والعربية على والده نور الدين علي إلى أن توفّي ( سنة ٩٢٥ ه ).
وانتقل إلى ميس ، ولازم زوج خالته علي بن عبد العالي الميسي ما يربو
__________________
(*) نقد الرجال ١٤٥ برقم ١ ، جامع الرواة ١ / ٣٤٦ ، أمل الآمل ١ / ٨٥ برقم ٨١ ، الوجيزة ٢١٦ برقم ٧٩١ ، رياض العلماء ٢ / ٣٦٥ ، لؤلؤة البحرين ٢٨ برقم ٧ ، روضات الجنات ٣ / ٣٥٢ برقم ٣٠٦ ، تنقيح المقال ١ / ٤٧٣ برقم ٤٥٢٠ ، إيضاح المكنون ١ / ١١١ و ... ، هدية العارفين ١ / ٣٧٨ ، الفوائد الرضوية ١٨٦ ، أعيان الشيعة ٧ / ١٤٣ ، ريحانة الأدب ٣ / ٢٨٠ ، طبقات أعلام الشيعة ٤ / ٩٠ ، الذريعة ١١ / ٢٩٠ برقم ١٧٥٧ ، شهداء الفضيلة ١٣٢ ، الأعلام ٣ / ٦٤ ، معجم المؤلفين ٤ / ١٩٣.
(١) في قبالة الشهيد الأوّل محمد بن مكي العاملي الجزّيني ( المتوفّى ٧٨٦ ه ) ، وقد مضت ترجمته في القرن الثامن تحت رقم ٢٨٣٥.