بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني

بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

المؤلف:

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني


المحقق: السيّد محمّد حسن الموسوي
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات ذوي القربى
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-518-351-4
ISBN الدورة:
978-964-518-249-4

الصفحات: ٨٢٠

كاظم الطباطبائي (١) ( مطبوعة ) ، رسالة فتوائية لعمل المقلدين ( مطبوعة ) ، رسالة في اللباس المشكوك ، رسالة في أحكام الخلل في الصلاة ، أجوبة مسائل المستفتين جمعها بعض تلاميذه ، رسالة في التعبّدي والتوصّلي ، رسالة في المعاني الحرفية ، رسالة في التزاحم والترتيب ، رسالة في قاعدة لا ضرر ، رسالة في الشرط المتأخر ، وتنبيه الأمّة وتنزيله الملة ( مطبوع ) بالفارسية ، وغير ذلك.

توفّي في (٢٦) جمادي الأولى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وألف ، ورثي بمرات كثيرة.

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٤ / ٢٨

٤٤١٨

المشكيني (*)

( ١٣٠٥ ـ ١٣٥٨ ه‍ )

أبو الحسن بن عبد الحسين المشكيني الأردبيلي ، النجفي.

__________________

(١) كتبها حدود سنة ١٣٤٠ ه‍ على ما هو المعروف. ( الموسوي )

(*) معارف الرجال ١ / ٤٥ ، علماء معاصرين ١٧٩ برقم ١١٤ ، أعيان الشيعة ٢ / ٣٣٦ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣١٩ ، الذريعة ٦ / ١٨٦ ، نقباء البشر ١ / ٣٨ ، مصفى المقال ٢٧ ، معجم المؤلفين ٣ / ٢٩٥ ، معجم رجال الفكر والأدب ٣ / ١٢٠٤ ، شخصيت أنصاري ٤٦٢ ، مفاخر آذربايجان ٢٩١ برقم ١٥٥ ، تاريخ أردبيل ١ / ٦٠.

٧٨١

كان فقيها ، أصوليّا ماهرا ، مدرسا ، من علماء الإمامية.

ولد في بعض قرى مشكين ( من توابع أردبيل ) سنة خمس وثلاثمائة وألف.

وانتقل إلى أردبيل سنة ( ١٣٢٠ ه‍ ) ، فأكمل بها المقدمات.

ثمّ ارتحل إلى النجف الأشرف سنة ( ١٣٢٨ ه‍ ) ، فأدرك بحث محمد كاظم الخراساني ، وحضر عليه إلى أن توفي سنة ( ١٣٢٩ ه‍ ) ، فاختلف إلى درس علي القوچاني (١).

ثمّ قصد الحائر ( كربلاء ) سنة ( ١٣٣٧ ه‍ ) ، فحضر على فقيه عصره الميرزا محمد تقي الشيرازي.

وعاد إلى النجف ، فشرع في التأليف وتدريس علمي الفقه والأصول ، وفي أواخر عمره تألّق نجمه في تدريس الأصول ، وعرف بالتحقيق في العلم والتثبت في الأمور العرفية.

تتلمذ عليه ثلة من العلماء ، منهم : علي بن محمد رضا بن هادي آل كاشف الغطاء ، والسيد مرتضى بن محمد الفيروزآبادي (٢) ، والسيد علي نقي بن أبي الحسين النقوي اللكهنوي ، والسيد محمد حسن بن محمد هادي الرضوي الهندي.

وكان حسن التقرير فائق البيان.

صنّف كتبا ورسائل ، منها : كتاب الصلاة ، كتاب الطهارة ، كتاب الزكاة ،

__________________

(١) أحد أجلّة تلامذة المحقّق الخراساني ومن مشاهير مدرّسي كفايته في النجف الأشرف. ( الموسوي )

(٢) وهو صاحب عناية الأصول في شرح كفاية الأصول أعلى الله مقامه. ( الموسوي )

٧٨٢

المناسك ، حاشية على « المكاسب » لمرتضى الأنصاري ، حاشية على « العروة الوثقى » للسيد محمد كاظم اليزدي ، رسالة في الكرّ ، رسالة في الرضاع ، رسالة في التّرتيب ، رسالة في المعنى الحرفي ، حاشية على « الكفاية » في أصول الفقه لأستاذه الخراساني ( مطبوعة ) ، والفوائد الرجالية ، وغير ذلك.

توفّي في الكاظمية سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وألف.

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٤ / ٢٨٦

٤٥٨٧

[ المحقّق ] ضياء الدين العراقي (*)

( ١٢٧٨ ـ ١٣٦١ ه‍ )

ضياء الدين (١) بن محمد العراقي ، النجفي.

كان فقيها إماميا مجتهدا ، محققا ، من أكابر أساتذة الأصول ، ومن

__________________

(*) الفوائد الرضوية ٢١٧ ، معارف الرجال ١ / ٣٨٦ ، علماء معاصرين ١٨٩ ، أعيان الشيعة ٧ / ٣٩٢ ، ريحانة الأدب ١ / ٥٥ ، الذريعة ٦ / ٢١٩ برقم ١٢٢٦ ، ١٣ / ١٣٥ برقم ٤٤٨ ، ٢١ / ٣٨٩ برقم ٥٥٩٩ ، نقباء البشر ٣ / ٩٥٦ برقم ١٤٤٩ ، مكارم الآثار ٦ / ٢٢١٤ برقم ١٣٨٩ ، معجم رجال الحديث ٢٢ / ١٨ ، معجم المؤلفين العراقيين ٢ / ١٥٦ ، معجم رجال الفكر والأدب ٢ / ٨٨٦ ، شخصيت أنصاري ٤٨٤.

(١) اسمه علي ، لكنّه لم يعرف به مطلقا. نقباء البشر.

٧٨٣

الشخصيّات اللامعة في عصره.

ولد في سلطان آباد العراق من بلاد إيران ( وتعرف اليوم بأراك ) سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف.

وأخذ عن أبيه وعن غيره من علماء إيران.

وقصد النجف الأشرف ، فاختلف إلى حلقات بحث الأعلام : السيد محمد الفشاركي ، وحسين الخليلي ، ومحمد كاظم الخراساني ، والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ، وشيخ الشريعة الأصفهاني.

وباشر التدريس في أيام حضوره على أساتذته ، حتى أصبح من المدرسين المعروفين للمرحلة التي تسبق مرحلة الدراسات العليا.

ثمّ تصدى لتدريس الأبحاث العالية بعد وفاة أستاذه الخراساني سنة ( ١٣٢٩ ه‍ ) ، فأبدى كفاءة عالية لا سيما في تدريس علم أصول الفقه وذاع صيته ، واحتفّ به أهل العلم.

وامتاز العراقي ـ كما يقول واصفوه ـ بغزارة العلم وسعة العقلية وعمق أفكاره وآرائه الأصوليّة ، وكان مجلس بحثه صورة صادقة للحرية الفكرية ، فهو مجلس الدرس الذي يقبل كل مناقشة.

حضر عليه ، وتخرّج به طائفة كبيرة من العلماء والمجتهدين ، مثل : حسين بن علي الحلّي ( المتوفّي ١٣٩٤ ه‍ ) ، ومحمّد رضا بن محمد آل المظفر النجفي ، والسيد محسن الحكيم الطباطبائي ، والسيد أبو القاسم الخوئي ، والسيد عبد الأعلى السبزواري ( المتوفي ١٤١٤ ه‍ ) ، والسيّد حسن البجنوردي

٧٨٤

( المتوفي ١٣٩٥ ه‍ ) ، والميرزا هاشم الآملي الذي دوّن أفكار أستاذه ( المترجم ) في كتابه « بدائع الأفكار » ، ومحمد رضا بن هادي بن عباس كاشف الغطاء النجفي ( المتوفى ١٣٦٦ ه‍ ) ، والسيد عبد الله بن محمد طاهر الشيرازي ( المتوفّي ١٤٠٥ ه‍ ) (١).

وألّف كتبا ورسائل ، منها : شرح « تبصرة المتعلّمين » في الفقه للعلامة الحلي ( مطبوع في أربعة أجزاء ) (٢) ، حاشية على « العروة الوثقى » في الفقه للسيد محمد كاظم اليزدي ( مطبوعة ) ، كتاب القضاء ( مطبوع ) ، رسالة في تعاقب الأيدي ( مطبوعة ) ، المقالات الأصوليّة ( مطبوع في جزأين ) ، وروائع الأمالي في فروع العلم الإجمالي ( مطبوع ).

توفّي في النجف في شهر ذي القعدة سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف.

__________________

(١) ومنهم : الشيخ محمد تقي البروجردي وقد كتب تقرير أبحاث استاذه الأصوليّة وطبعت باسم نهاية الأفكار في أربعة أجزاء. ( الموسوي )

(٢) بل إلى أجزاء ٦ ولا يزال الباقي مخطوطا. ( الموسوي )

٧٨٥

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٤ / ٦٩٢

٤٨٤٠

[ محمد حسين ] الأصفهاني (*)

( ١٢٩٦ ، ١٣٦١ ه‍ )

محمد حسين بن محمد حسن بن علي أكبر الأصفهاني ، النجفي ، المعروف بالكمپاني.

كان فقيها إماميا ، أصوليا ، فيلسوفا ، ذا باع مديد في الأدب العربي والفارسي.

ولد في الكاظمية ( وكان والده من كبار التجّار بها ) سنة ست وتسعين ومائتين وألف.

وتعلّم بها ، وقصد النجف الأشرف ، فطوى بها بعض المراحل الدراسية متتلمذا على حسن التويسركاني ، وغيره.

__________________

(*) معارف الرجال ٢ / ٦٣ برقم ٣٤٥ ، علماء معاصرين ١٩٠ ، ريحانة الأدب ٥ / ٩٠ ، الذريعة ١ / ٢٧١ برقم ١٤٢١ ، ٤٨٣ برقم ٢٣٩٨ ، ٣ / ٤٣٠ برقم ١٥٦١ ، ٦ / ١٨٧ برقم ١٠٢١ ، نقباء البشر ٢ / ٥٦٠ برقم ٩٨٢ ، شعراء الغري ٨ / ١٨٣ ، معجم المؤلفين العراقيين ٢ / ١٤٩ ، فهرست كتابهاى چاپى عربى ١٨ ، ١٩ ، ٢٠ ، ٣١ ، ٦٦ وغير ذلك ، معجم رجال الفكر والأدب ١ / ١٣٤ ، معجم المطبوعات النجفية ٦٥ ، ٦٦ ، ٨٧ ، ١٠٠.

٧٨٦

ثمّ حضر على الأعلام ، السيد محمد الفشاركي الأصفهاني ، ومحمد كاظم الخراساني واختصّ به ولازم أبحاثه ثلاث عشرة سنة ، وآقا رضا الهمداني.

وتتلمذ في الفلسفة العالية على الميرزا محمد باقر الاصطهباناني الشيرازي ، وغيره.

ومهر في الفقه ، وتضلع في الأصول وحقّق الكثير من مباحثه الغامضة ، وبرع في الفلسفة واستبطن ـ كما يقول تلميذه المظفر ـ كل دقائقها ، ودقّق في كلّ مستبطناتها.

وقد ألقت نزعته الفلسفية بظلالها على جميع آثاره وأبحاثه بل حتى بعض أراجيزه في مدح أهل البيت عليهم‌السلام.

وكان قد تصدى للتدريس بعد وفاة أستاذه الخراساني سنة ( ١٣٢٩ ه‍ ) ، فدرّس الفقه والأصول والعلوم العقلية ، وتهافت عليه بغاة العلم ، وبرز كأستاذ قدير ، ذي مكانة سامية في الأوساط العلمية ، وأصبح في السنوات الأخيرة من عمره من مراجع التقليد والفتيا.

تتلمذ عليه جمع غفير ، منهم : محمد علي بن أبي القاسم الأردوباني ، ومحمد رضا المظفّر ، ويوسف بن زين العابدين الخراساني الحائري ، والسيد حسين بن محمود آل مكي العاملي ، والسيد هادي بن جعفر الميلاني ، وعلي محمد بن إبراهيم البروجردي ، والسيد مسلم بن حمود الحلّي ، والسيد محمد حسين الطباطبائي مؤلف « الميزان » ، والسيد يوسف بن محسن الحكيم ، والسيد أبو القاسم

٧٨٧

الموسوي الخوئي ، والسيد عبد الأعلى السبزواري (١).

وألّف ما يربو على ثلاثين مؤلّفا ، منها : نهاية الدراية في شرح « الكفاية » في أصول الفقه لأستاذه الخراساني ( مطبوع في أربعة أجزاء (٢) ) ، رسالة في الصحيح والأعمّ ، رسالة في أخذ الأجرة على الواجبات ، رسالة في الاجتهاد والتقليد ( مطبوعة ) ، رسالة في موضوع العلم ، رسالتان في المشتق ، رسالة في تحقيق الحق والحكم ( مطبوعة ) ، كتاب في أصول الفقه لم يتمّ حاول فيه تهذيب هذا العلم واختصاره مع الاحتفاظ بدقائقه وحقائقه (٣) ، رسالة في العدالة ( مطبوعة ) ، الوسيلة ( مطبوعة ) في الفقه العملي ، رسالة في القواعد الفقهيّة : التجاوز والفراغ وأصالة الصحة واليد ، رسالة في صلاة المسافر ( مطبوعة ) ، منظومة في الصوم ، منظومة تحفة الحكيم ( مطبوعة ) في الفلسفة العالية ، الأنوار القدسية ( مطبوع ) ويتضمن أربعا وعشرين أرجوزة في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته عليهم‌السلام ، وديوان شعر بالفارسية.

توفّي في النجف سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف.

ومن أراجيزه ، قوله في الدين الإسلامي الخالد :

ودينه في رتبة الكمال

شريعة الجلال والجمال

شريعة الحقوق والعدل السويّ

في الحكم ما بين الضعيف والقويّ

__________________

(١) ومنهم : السيد محمد الروحاني والسيد محمد صادق الروحاني والشيخ محمد تقي البهجت. ( الموسوي )

(٢) بل في ستة أجزاء ضمن خمسة مجلدات ، نشر وتحقيق مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث بقم ... ( الموسوي )

(٣) طبع باسم : الأصول على نهج الحديث. ( الموسوي )

٧٨٨

شريعة طيّبة الموارد

زلالها عذب لكلّ وارد

ماء الحياة من زلال مائها

وبهجة الفردوس من صفائها

شريعة رياضها أنيقه

وغرسها على يد الحقيقه

على يد الخبير بالمصالح

أكرم به من مرشد وناصح

شريعة لا عسر فيها وحرج

سمحاء سهلة لكل من ولج

سمحاء لا تمحقها الطباع

تلتذّ من بيانها الأسماع

٧٨٩

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٤ / ٧١٦

٤٨٥٢

أبو المجد (*)

( ١٢٨٧ ـ ١٣٦٢ ه‍ )

محمد رضا بن محمد حسين (١) بن محمد باقر (٢) بن محمد تقي ( صاحب حاشية المعالم ) بن محمد رحيم الإيوانكيفي الطهراني الأصل ، أبو المجد الأصفهاني ، النجفي ، المعروف بآقا رضا.

كان من أعلام عصره ، فهو فقيه إمامي مجتهد ، وأصولي متبحّر ، ومتكلم بارع ، وأديب كبير ، وشاعر مفلق.

ولد في النجف الأشرف سنة سبع وثمانين ومائتين وألف.

__________________

(*) تاريخ آداب اللغة العربية ٤ / ٤٩٠ ، معارف الرجال ٣ / ٢٤٥ ( الهامش ) ، الطليعة ١ / ٣٣٥ برقم ٩٩ ، أعيان الشيعة ٧ / ١٦ ، ريحانة الأدب ٧ / ٢٥٢ ، ماضي النجف وحاضرها ١ / ١٥٦ ، الذريعة ٢ / ٤٨٨ برقم ١٩١٠ ، مصفى المقال ١٧٩ ، نقباء البشر ٢ / ٧٤٧ برقم ١٢٢٧ ، الأعلام ٣ / ٢٦ ، شعراء الغري ٤ / ٤٢ ، أدب الطف ٩ / ٢٥٩ ، معجم المؤلفين ٤ / ١٦٣ ، معجم المؤلفين العراقيين ١ / ٤٧٢ ، معجم رجال الفكر والأدب ١ / ١٣٥.

(١) المتوفّى ( ١٣٠٨ ه‍ ).

(٢) وهو سبط الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء من كريمته نسمة خاتون وأما ولده الشيخ محمد حسين فهو سبط السيد صدر الدين فيكون قد ولده كاشف الغطاء مرتين. ( الموسوي )

٧٩٠

وسافر به أبوه إلى موطنه أصفهان ، وهو ابن تسع سنين.

ثم رجع به إلى النجف سنة ( ١٣٠٣ ه‍ ) ، فاستوطنها.

قرأ على والده شطرا من أصول الفقه والتفسير ، وعلى السيد إبراهيم القزويني الحائري شيئا من الفقه وأصوله.

ثم حضر بحوث الأعلام : فتح الله بن محمد جواد الأصفهاني المعروف بشيخ الشريعة ، والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ، والسيد محمد كاظم الخراساني ، والسيد محمد بن القاسم الفشاركي ، وانتفع به كثيرا.

وأخذ في علوم الحديث والرجال عن : الميرزا حسين النوري ، والسيد مرتضى الكشميري ، وشيخ الشريعة الأصفهاني.

وجدّ ، حتى أصاب من كل علم حظا وافرا.

وأولع بالقريض ، وصحب فريقا من مشاهيره كالسيد جعفر الحلي ـ وكان تخرّجه عليه ـ والسيد إبراهيم الطباطبائي ، والسيد محمد سعيد الحبوبي ، وجواد الشبيبي ، وغيرهم ، ودارت بينه وبينهم مطارحات أدبية ومساجلات شعرية.

ثم بارح العراق سنة ( ١٣٣٣ ه‍ ) ، قاصدا أصفهان ، فسكنها ، وتصدى بها للبحث والتأليف والتدريس وإمامة الجماعة ونشر الأحكام والمعارف الإسلامية.

وذاع صيته ، وصار ممن يشار إليه بالنبوغ والمكانة العلمية السامية.

وقد ألّف كتبا ورسائل عديدة ، منها : ذخائر المجتهدين في شرح « معالم الدين في فقه آل ياسين » لمحمد (١) بن شجاع الأنصاري الحلي القطان في

__________________

(١) كان حيا سنة ( ٨٣٢ ه‍ ) ، نجد ترجمته في موسوعة طبقات الفقهاء في ج ٩ / ٢١٥ برقم ـ ٣٠٠٧.

٧٩١

مجلدين ، حاشية على « نجاة العباد » في الفقه العملي لمحمد حسن صاحب الجواهر ، استيضاح المراد من قول الفاضل الجواد في الفقه ، الإيراد والإصدار في حل إشكالات عويصة في بعض مسائل العلوم ، رسالة في القبلة ، وقاية الأذهان والألباب في أصول السنّة والكتاب ( طبعت بعض مباحثه المهمة ) في أصول الفقه ، الروضة الغنّاء في معنى الغناء وتحديد حكمه ، نجعة المرتاد ( مطبوع ) في نقد فلسفة دارون ، العقد الثمين ، أداء المفروض في شرح « أرجوزة العروض » للميرزا مصطفى التبريزي ، كتاب في الردّ على البهائية ، حلي الزمان العاطل في التراجم (١) ، والروض الأريض وهو دوان شعره.

توفّي في أصفهان في شهر محرم سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وألف.

ومن شعره ، قصيدة في الغزل ، منها :

ببدائعي نظما ونثرا

حلّيت منك فما ونحرا

وكنزت شعري في الجفو

ن ، فخاله الراؤون سحرا

هل صيغ من قلبي الخفو

ق لك الرّعاث فما استقرّا

دع يا عذول ملام من

في مثله من لام أغرى

قدّمت في طرق الهوى

رجلا ، وما أخّرت أخرى

__________________

(١) أقول : اسمه الكامل : « حلي الزمان العاطل فيمن أدركناه من الأفاضل » وهو مفقود اليوم. ( الموسوي )

٧٩٢

علماء الجمهور

١ ـ ابن سريج ( م ٣٠٦ ه‍ )

٢ ـ أبو بكر الباقلاني ( م ٤٠٣ ه‍ )

٣ ـ القفّال المروزي ( م ٤١٧ ه‍ )

٤ ـ الغزالي ( م ٥٠٥ ه‍ )

٥ ـ ابن الحاجب ( م ٦٤٦ ه‍ )

٦ ـ القاضي عضد الإيجي ( م ٧٥٦ ه‍ )

٧ ـ التفتازاني ( م ٧٩٢ ه‍ )

٧٩٣
٧٩٤

الكنى والالقاب : ١ / ٣٥٨

ابن سريج ( م ٣٠٦ ه‍ )

مصغّرا القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج الفقيه الفارسي الشيرازي الشافعي المشهور أحد المجتهدين على مذهب الشافعي ، يقال له الباز الأشهب ، ولي القضاء بشيراز ، وكان يفضّل على جميع أصحاب الشافعي حتى على المزني وان فهرست كتبه كان يشتمل على أربعمائة كتاب توفي ببغداد سنة ٣٠٦ ( شو ).

وفيات الأعيان : ٤ / ٢٦٩

أبو بكر الباقلاني ( م ٤٠٣ ه‍ )

القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم المعروف بالباقلاني البصري المتكلم المشهور كان على مذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري ومؤيدا اعتقاده وناصرا طريقته وسكن بغداد وصنف التصانيف الكثيرة المشهورة في علم الكلام وغيره وكان في علمه أوحد زمانه وأنتهت إليه الرئاسة في مذهبه

٧٩٥

وكان موصوفا بجودة الاستنباط وسرعة الجواب وسمع الحديث وكان كثير التطويل في المناظرة مشهورا بذلك عند الجماعة وجرى يوما بينه وبين أبي سعيد الهاروني مناظرة فأكثر القاضي أبو بكر المذكور فيها الكلام ووسع العبارة وزاد في الإسهاب ثم التفت إلى الحاضرين وقال : اشهدوا علي انه إن أعاد ما قلت لا غير لم أطالبه بالجواب ، فقال الهاروني : اشهدوا علي انه إن أعاد كلام نفسه سلمت له ما قال.

وتوفي القاضي أبو بكر المذكور آخر يوم السبت ودفن يوم الأحد لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة ببغداد (١).

وقال المحدث القمي : الباقلاني هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب البصري البغدادي ناصر طريقة أبي الحسن الأشعري ، كان مشهورا بالمناظرة وسرعة الجواب ، يحكى انه ناظر شيخنا المفيد قدس‌سره فغلبه الشيخ ، فقال للشيخ : ألك في كل قدر مغرفة؟ فقال الشيخ : نعم ما تمثلت بأدوات أبيك.

توفي سنة ٤٠٣ ه‍ ( تج ) ببغداد ، والباقلاني بكسر القاف نسبة إلى الباقلي وبيعه ، وفيه لغتان ، من شدد اللام قصر الألف ، ومن خففها مد الألف فقال : باقلاء (٢).

__________________

(١) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان : ٤ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠.

(٢) الكنى والألقاب : ٢ / ٦٣ ـ ٦٤.

٧٩٦

الكنى والألقاب : ٢ / ٥٥٥

القفّال المروزي

( م ٤١٧ ه‍ )

أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله الفقيه الشافعي ، كان وحيد زمانه ، وله في مذهب الإمام الشافعي من الآثار ما ليس لغيره من أبناء عصره ، كان ابتداء اشتغاله بالعلم على كبر السن بعد ما أفنى شبيبته في عمل الأقفال ، ولذلك قيل له القفال ، وكان ماهرا في عملها. ويقال : انه لما شرع في الفقه كان عمره ثلاثين سنة ، توفي سنة ٤١٧ ( تيز ) ودفن بسجستان ، وهو الذي صلى بين يدي السلطان محمود سبكتكين ركعتين على مذهب الشافعي وركعتين على مذهب أبي حنيفة ، فاختار السلطان محمود مذهب الشافعي لذلك ، وقصته مشهورة ذكرها الدميري وابن خلكان ، ونحن ننقلها هاهنا من ابن خلكان : قال في ترجمة يمين الدولة السلطان ناصر الدولة محمود بن سبكتكين المتوفى سنة ٤٣٣ ه‍ بغزنة نقلا من كتاب مغيث الخلق في اختيار الأحق لإمام الحرمين الجويني :

ان السلطان محمود المذكور كان على مذهب أبي حنيفة ، وكان مولعا بعلم الحديث ، وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع ، وكان يستفسر الأحاديث فوجد أكثرها موافقا لمذهب الشافعي فوقع في خلده حكة فجمع الفقهاء من الفريقين في مرو والتمس منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر ، فوقع الاتفاق على أن يصلوا بين يديه ركعتين على مذهب الإمام الشافعي

٧٩٧

وعلى مذهب أبي جنيفة لينظر فيه السلطان ويتفكر ويختار ما هو أحسنهما ، فصلى القفال المروزي بطهارة مسبغة وشرائط معتبرة من الطهارة والسترة واستقبال القبلة ، وأتى بالأركان والهيئات والسنن والآداب والفرائض على وجوه الكمال والتمام ، وقال : هذه صلاة لا يجوّز الإمام الشافعي دونها ، ثم صلى ركعتين على ما يجوز أبو حنيفة رضي‌الله‌عنه فلبس جلد كلب مدبوغا ثم لطخ ربعه بالنجاسة وتوضأ بنبيذ التمر ، وكان في صميم الصيف في المفازة واجتمع عليه الذباب والبعوض ، وكان وضوءه منكسا منعكسا ، ثم استقبل القبلة وأحرم بالصلاة من غير نية في الوضوء ، وكبّر بالفارسية ثم قرأ آية بالفارسية ( دو برك سبز ) ثم نقر نقرتين كنقرات الديك من غير فصل ومن غير ركوع وتشهد ، وضرط في آخره من غيرنية السلام وقال : أيها السلطان هذه صلاة أبي حنيفة.

فقال السلطان : لو لم يكن هذه الصلاة صلاة أبي حنيفة لقتلتك لان مثل هذه الصلاة لا يجوزها ذو دين ، فأنكرت الحنفية ان تكون هذه صلاة أبي حنيفة فأمر القفّال باحضار كتب أبي حنيفة ، وأمر السلطان نصرانيا كاتبا يقرأ المذهبين جميعا فوجدت الصلاة على مذهب أبي حنيفة على ما حكاه القفّال ، فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة ، وتمسّك بمذهب الشافعي « رضي الله عنهما » إنتهى.

٧٩٨

موسوعة طبقات الفقهاء : ٦ / ٣٠٥

٢٣٣٥

الغزّالي (*)

( ٤٥٠ ـ ٥٠٥ ه‍ )

محمد بن محمد بن محمد بن أحمد ، زين الدين أبو حامد الطوسي ، الغزّالي ، الشافعي ، المعروف بحجّة الإسلام.

قال فيه ابن النجّار : برع في المذهب والأصول والخلاف والجدل والمنطق ، وقرأ الحكمة والفلسفة ، وفهم كلامهم ، وتصدّى للردّ عليهم ، وكان شديد الذكاء.

ولد أبو حامد في الطابران ( وهي قصبة طوس ) سنة خمسين وأربعمائة.

وتفقّه أوّلا ببلده.

ثم ارتحل إلى نيسابور واختلف إلى دروس أبي المعالي الجويني ، وتخرّج

__________________

(*) تبيين كذب المفتري ٢٩١ ، المنتظم ١٧ / ١٢٤ برقم ٣٧٩ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٩١ ، وفيات الأعيان ٤ / ٢١٦ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٢٢ برقم ٢٠٤ ، الوافي بالوفيات ١ / ٢٧٤ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٦ / ١٩١ برقم ٦٩٧ و ٢ / ١١١ برقم ٨٦٠ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٨٥ ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٩٣ ، طبقات الشافعية لابن هداية الله ١٩٢ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٢٠٣ ، كشف الظنون ١ / ١٢ ، ٢٣ ، ٢٤ ، ٣٦ ، شذرات الذهب ٤ / ١٠ ، إيضاح المكنون ٢ / ١١ ، هدية العارفين ٢ / ٧٩ ، معجم المولفين ١١ / ٢٦٦ ، الأعلام ٧ / ٢٢ ، بحوث في الملل والنحل ٢ / ٣٢٥.

٧٩٩

به ، ولازمه إلى حين وفاته.

ثم خرج إلى العسكر ، فأكرمه الوزير نظام الملك ، واشتهر بمناظراته في مجلس الوزير ، فندبه للتدريس في نظامية بغداد ، فباشر إلقاء الدروس في سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، ثم سلك طريق التصوّف ، وترك التدريس في سنة ثمان وثمانين.

وأنتقل إلى دمشق ، فأقام بها مدّة يذكر الدروس في زاوية الجامع ، ثم عاد بعد سنوات إلى وطنه ، وأقبل على التصنيف والعبادة ، ودرّس بنظامية نيسابور مدة ، ثم تركها وأقام بوطنه ، واتخذ خانقاه للصوفية ، ومدرسة للطلبة.

أمّا مصنّفاته فهي كثيرة ، بلغت نحو مائتي كتاب ، وقد أنكر عليه جماعة من العلماء أشياء أوردها في غضون مصنّفاته ، منهم : أبو الفرج بن الجوزي ، وأبو الحسن ابن سكّر ، وأبو بكر الطرطوشي ، ومحمد بن علي المازري ، وأبو بكر بن العربي الذي قال : شيخنا أبو حامد بلع الفلاسفة ، وأراد أن يتقيّأهم ، فما استطاع (١).

وللغزّالي آراء في علم الكلام ، أخذ في كثير منها بآراء أبي الحسن شيخ الأشاعرة ، وقد تصدّى العلاّمة السبحاني في كتابه « بحوث في الملل والنحل » لمناقشة جملة منها.

هذا ، وقد طبعت طائفة من كتب الغزالي ، منها : إحياء علوم الدين ، تهافت الفلاسفة ، محك النظر ، مقاصد الفلاسفة ، جواهر القرآن ، المستصفى من علم

__________________

(١) راجع « سير أعلام النبلاء » للإطلاع على أقوال هؤلاء وغيرهم ، وعلى ما صنّفوه من الكتب في الردّ عليه.

٨٠٠