بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني

بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

المؤلف:

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني


المحقق: السيّد محمّد حسن الموسوي
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات ذوي القربى
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-518-351-4
ISBN الدورة:
978-964-518-249-4

الصفحات: ٨٢٠

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ١٧٥

٣٤٣٣

الفاضل التّوني (١)

( ... ـ ١٠٧١ ه‍ )

عبد الله بن محمد التوني البشروي الخراساني ، الساكن بالمشهد الرضوي ، أحد أكابر الإمامية ، ويعرف بالفاضل التوني.

لا نعلم عن تاريخ مولده ، ولا عن أساتذته الذين تلقى عنهم العلم شيئا ، وكل ما تيسّر لنا أنّه أمضى فترة من حياته في المدرسة المعروفة بمدرسة عبد الله التستري بأصفهان.

ثم استوطن مشهد الرضا عليه‌السلام.

وأراد التوجه إلى العراق ( ومعه أخوه أحمد ) (٢) لزيارة مراقد الأئمّة عليهم‌السلام ،

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ١٦٣ برقم ٤٧٧ ، رياض العلماء ٣ / ٢٣٧ ، روضات الجنات ٤ / ٢٤٤ برقم ٣٨٩ ، أعيان الشيعة ٨ / ٧٠ ، الكنى والألقاب ٢ / ١٢٧ ، هدية الأحباب ١١٤ ، الفوائد الرضوية ٢٥٥ ، سفينة البحار ٢ / ١٣٧ و ٦ / ٧٧ ، ريحانة الأدب ١ / ٣٥٦ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٣٤٣ ، الذريعة ٦ / ٢٣٠ و ٢٥ / ١٧ برقم ٨٣ ، معجم مؤلفي الشيعة ٧١ ، معجم رجال الحديث ١٠ / ٣١٤ برقم ٧١٣٣ ، معجم المؤلفين ٦ / ١١٣ ، الفقه الإسلامي منابعه وأدواره ( القسم الثاني ) ٤٠٧.

(٢) المتوفّى ( ١٠٨٣ ه‍ ).

٥٨١

فمرّ بقزوين وأقام بها مدة ، ثم دعاه ربّه وهو بكرمانشاه ، فلبّى نداءه في السادس عشر من شهر ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين وألف ، ودفن هناك عند القنطرة المشهورة بـ ( پل شاه ).

وكان فقيها ، أصوليا ، ماهرا ، شبيه المقدّس الأردبيلي في الزهد والعبادة.

صنّف رسالة الوافية ( مطبوعة ) في أصول الفقه ، أتمّها سنة ( ١٠٥٩ ه‍ ) واعتنى بها العلماء شرحا وتعليقا وتدريسا ، لما فيها من منهجية جديدة ، وتحقيقات ، وآراء لم يسبقه إليها أحد (١).

وله أيضا : رسالة في صلاة الجمعة ، شرح « إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان » للعلاّمة الحلي ، حاشية على « معالم الأصول » للحسن بن الشهيد الثاني العاملي ، فهرست « تهذيب الأحكام » للطوسي ، وتعليقات على « مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام » للسيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي.

__________________

(١) أقول : وتجد في مقدّمة الكتاب المزبور المطبوع أخيرا ( طبع مجمع الفكر الاسلامي ) ترجمة ضافية للمترجم. ( الموسوي ).

٥٨٢

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٣٣٠

٣٥٣٩

[ ملا محمد صالح ] المازندراني (*)

( ... ـ ١٠٨٦ ه‍ )

محمد صالح بن أحمد بن شمس الدين ، حسام الدين أبو الفضائل المازندراني ثم الأصفهاني ، العالم الإمامي الربّاني.

ورد أصفهان ، وسكن إحدى مدارسها طالبا للعلم ، وكابد شظف العيش ، إلاّ أنّ ذلك لم يعقه عن التفرّغ للدراسة وإحياء الليالي بالمطالعة ، فتقدّم في مدة قليلة.

ثم اختلف إلى دروس المحدّث محمد تقي المجلسي ، وتلمّذ عليه ، وعظم محلّه عنده ، فزوّجه ابنته العالمة آمنة بيكم.

وأخذ أيضا عن حسن علي بن عبد الله التستري ، وغيره.

__________________

(*) جامع الرواة ٢ / ١٣١ ، أمل الآمل ٢ / ٢٧٦ برقم ٨١٦ ، بحار الأنوار ١٠٢ / ١٢٤ ، رياض العلماء ٥ / ١١٠ ، الإجازة الكبيرة للتستري ٣٥ ، روضات الجنات ٤ / ١١٨ برقم ٣٥٥ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٢ / ١٩٥ برقم ١٤ ، تنقيح المقال ٣ / ١٣٢ برقم ١٠٨٦٥ ، سفينة البحار ٢ / ٤١ و ٥ / ٢٤٢ ، الفوائد الرضوية ٥٤٢ ، أعيان الشيعة ٧ / ٣٦٩ ، ريحانة الأدب ٥ / ١٤٦ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٢٨٨ ، الذريعة ١٣ / ٢٤٥ برقم ٨٨٤ و ١٤ / ٦ برقم ١٤٩٤ ، معجم رجال الحديث ١٨ / ٧٦ برقم ١٢٠٨١ ، معجم مؤلفي الشيعة ٣٨١.

٥٨٣

ومهر في العلوم العقلية والنقلية ، وحاز الرتبة العليا في العلم والفقه ، وصار من مشاهير العلماء وحملة الحديث.

أثنى عليه مؤلف « جامع الرواة » كثيرا وقال في وصفه : العلاّمة المحقق المدقق ، ... جليل القدر ، رفيع الشأن ، عظيم المنزلة ، دقيق الفطنة ... متبحر في العلوم العقلية والنقلية.

قرأ عليه الأفندي التبريزي صاحب « رياض العلماء » ، وروى عنه محمد محسن بن المرتضى الشهير بالفيض الكاشاني.

وصنّف كتبا ، منها : شرح « الكافي » للكليني ( طبع شرح الأصول منه ) (١) ، شرح « من لا يحضره الفقيه » للصدوق ، شرح « معالم الأصول » في أصول الفقه للحسن بن الشهيد الثاني ، شرح « زبدة الأصول » في أصول الفقه لبهاء الدين العاملي ، حاشية « الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية » في الفقه للشهيد الثاني ، وشرح القصيدة الدريدية.

توفّي بأصفهان سنة ست وثمانين وألف.

__________________

(١) قال المحدث الميرزا حسين النوري : إنّ العالم الجليل السيد حامد حسين الهندي ـ طاب ثراه ـ ذكر في بعض مكاتيبه إليّ من بلدة لكهنو أنّه عثر على مجلد من مجلدات شرح المترجم على فروع « الكافي » وعزم على استنساخه وإرساله ، فلم يمهله الأجل. مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) : ٢ / ١٩٦.

٥٨٤

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٢٢١

٣٤٦٦

الطّريحي (*)

( ... ـ ١٠٨٥ ، ١٠٨٧ ه‍ )

فخر الدين بن محمد علي بن أحمد بن علي الأسدي ، النجفي ، الرمّاحي (١) الأصل ، العالم الربّاني ، الإمامي ، المتفنّن ، الشهير بالطّريحي (٢).

ولد في النجف الأشرف.

وتلقى العلم بها عن جماعة من الفقهاء والعلماء ، منهم : والده محمد علي ، وعمّه محمد حسين ، والسيد شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني النجفي ، ومحمد بن جابر بن عباس النجفي ، ومحمود بن حسان المشرفي.

__________________

(*) أمل الآمل ٢ / ٢١٤ ، رياض العلماء ٤ / ٣٣٢ ، لؤلؤة البحرين ٦٦ ، روضات الجنات ٥ / ٣٤٩ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٣ / ٣٨٩ ، هدية العارفين ١ / ٤٣٢ ، أعيان الشيعة ٨ / ٣٩٤ ، الكنى والألقاب ٢ / ٤٤٨ ، الفوائد الرضوية ٣٤٨ ، ريحانة الأدب ٤ / ٥٣ ، الذريعة ٢٠ / ٩٢ ، مصفى المقال ٣٤٩ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٤٣٤ ، الأعلام ٥ / ١٣٨ ، معجم المؤلفين ٨ / ٥٥.

(١) نسبة إلى الرمّاحية من قرى العراق.

(٢) نسبة إلى طريح ، وهو أحد أجداد المترجم.

٥٨٥

وأحرز الفنون فقها وحديثا ولغة وتفسيرا ، وبرع فيها وشارك في غيرها ، ونظم الشعر.

وعكف على التصنيف في شتى العلوم وشغف به ، ولم يتخلّ عنه حتى في أسفاره.

وكان قد سافر إلى الكوفة وكربلاء والكاظمية ، وأدّى فريضة الحجّ سنة ( ١٠٦٢ ه‍ ) ، وتوجّه من مكة إلى زيارة الإمام الرضا عليه‌السلام فأقام في طوس مدّة ، وعرّج منها إلى أصفهان فمكث فيها بعض الوقت.

وعاد إلى النجف ، واشتهر بها ، وصار من أعيان العلماء ، الموصوفين بالزهد والعبادة.

تلمّذ عليه وروى عنه : ولده صفي الدين ، وابن أخيه حسام الدين بن جمال الدين بن محمد علي ، ومحمد تقي المجلسي ، والسيد هاشم بن سليمان الحسيني البحراني الكتكاني وروى عنه كثيرا في مؤلفاته ، ومحمد أمين بن محمد علي الكاظمي ، وعناية الله بن محمد حسين المشهدي ، ومحمد بن عبد الرحمن الحلي ، وغيرهم.

وصنّف ما يربو على أربعين كتابا ، منها : الفخرية الكبرى في الفقه ، الفخرية الصغرى مختصرة منها ، الضياء اللامع في شرح مختصر الشرائع ، النكت الفخرية في شرح الرسالة « الاثني عشرية » في الفقه للحسن بن الشهيد الثاني ، حاشية على « المعتبر في شرح المختصر » في الفقه للمحقّق الحلي ، اللمعة الوافية في أصول الفقه ، جامعة الفوائد في الرد على محمد أمين الأسترابادي الأخباري ، تفسير غريب القرآن ( مطبوع ) ، مجمع البحرين ومطلع النيّرين ( مطبوع ) في تفسير غريب

٥٨٦

القرآن والحديث ، كشف غوامض القرآن ، المنتخب في جمع المراثي والخطب ( مطبوع ) ، مشارق النور في تفسير القرآن ، تحفة الوارد وعقال الشارد في اللغة ، الأربعون حديثا ، جواهر المطالب في فضائل علي بن أبي طالب ، وجامع المقال فيما يتعلق بأحوال الحديث والرجال ( مطبوع ).

توفي بعد أن طعن في السنّ بالرمّاحية سنة خمس وثمانين وألف على المشهور ، وقيل : سنة سبع وثمانين اعتمادا على بعض التواريخ الشعرية ، ونقل إلى النجف الأشرف ودفن في ظهر الغزي.

٥٨٧

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ١٠١

٣٣٧٥

خليل بن الغازي (*)

( ١٠٠١ ـ ١٠٨٩ ه‍ )

القزويني ، احد مشاهير علماء الإمامية.

ولد بقزوين في شهر رمضان سنة إحدى وألف.

وقرأ على جماعة من العلماء ، منهم : بهاء الدين محد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي ، والسيد محمد باقر بم محمد الحسيني الأسترابادي الأصفهاني المعروف بالداماد ، ومحمد الزناني ، وحسين اليزدي ، وأبو الحسن القايني المشهدي.

وظهر تفوقّه في وقت مبكّر ، وصار وهو في أوائل الثلاثين من عمره متولّيا

__________________

(*) جامع الرواة ١ / ٢٩٨ ، أمل الآمل ٢ / ١١٢ برقم ٣١٤ ، روضات الجنات ٣ / ٢٦٩ برقم ٢٨٧ ، رياض العلماء ٢ / ٢٦١ ، هدية العارفين ١ / ٣٥٤ ، تنقيح المقال ١ / ٤٠٣ برقم ٣٧٧٢ ، الفوائد الرضوية ١٧٢ ، هدية الأحباب ١٧٦ ، أعيان الشيعة ٦ / ٣٥٥ ، ريحانة الأدب ٤ / ٤٥٠ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٢٠٣ ، الذريعة ١٥ / ٤ برقم ١٧ و ... ، الأعلام ٢ / ٣٦٨ ، معجم رجال الحديث ٧ / ٧٤ برقم ٤٣٣٣ ، معجم المؤلفين ٤ / ١٢٥ ، معجم المفسرين ١ / ١٧٥.

٥٨٨

لمشهد السيد عبد العظيم الحسني ببلدة الري ومدرسا به في عهد الوزير السيد الحسين بن رفيع الدين محمد المعروف بسلطان العلماء ، وكان الوزير المذكور شريكا للمترجم في الأخذ عن حسين اليزدي بمشهد الرضا عليه‌السلام.

ثم عزل ، فتوجه إلى مكة المكرّمة ، وجاور بها برهة من الزمان مقبلا على الجمع والتصنيف ، ثم عاد إلى بلدته قزوين ، فسكنها وشرع في التصنيف والتأليف ونشر العلوم.

وكان فقيها ، أصوليّا ، محدثا ، متكلما ، دقيق النظر ، غزير للعلم ، مبجّلا عند سلاطين الصفوية والوزراء والناس.

عدّ من علماء الأخباريّة ، لكن اهتمامه بالأصول والفلسفة أثار الشكوك في كونه منهم.

هذا ، وقد أخذ عن المترجم طائفة من العلماء ، منهم : أولاده : أحمد وأبو ذر وماتا في حياته ، وسلمان ، وأخوه محمد باقر بن الغازي ، وبابا بن محمد صالح القزويني ، ورضي الدين محمد بن الحسن القزويني ، ومحمد التبريزي المعروف بالمجذوب ، ومحمد كاظم الطالقاني ، ومحمد يوسف بن بهلوان صفر القزويني ، ومحمد صالح القزويني المعروف بالروغني ، وعلي أصغر بن محمد يوسف القزويني ، ومعصوم القزويني ، والسيد محمد مؤمن بن محمد زمان الطالقاني القزويني ، ومحمد تقي الدهخوارقاني ثم القزويني ، ورفيع الدين محمد بن فتح الله القزويني.

وصنّف ثلاث رسائل في الجمعة.

وله أيضا : الصافي في شرح « الكافي » للكليني ألّفه بالفارسية في مدة

٥٨٩

عشرين سنة ، الشافي في شرح « الكافي » لم يتم ، شرح « عدة الأصول » في أصول الفقه للطوسي ، حاشية على « مجمع البيان في تفسير القرآن » للطبرسي ، الرسالة النجفية في مسائل الحكمة ، الرسالة القمّية في مسائل الحكمة ، تعليقات على توحيد الصدوق والمجمل في النحو وغير ذلك.

توفي بقزوين سنة تسع وثمانين وألف.

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٣١٧

٣٥٣١

السّبزواري (*)

( ١٠١٧ ـ ١٠٩٠ ه‍ )

محمد باقر بن محمد مؤمن الخراساني السبزواري ثم الأصفهاني ، أحد أعيان الإمامية.

__________________

(*) جامع الرواة ٢ / ٧٩ ، أمل الآمل ٢ / ٢٥٠ برقم ٧٣٦ ، بحار الأنوار ١٠٧ / ٩٢ ( الإجازة ٩٦ ) ، رياض العلماء ٥ / ٤٤ ، روضات الجنات ٢ / ٦٨ برقم ١٤١ ، هدية العارفين ٢ / ٢٩٧ ، إيضاح المكنون ١ / ٥٤٢ ، الفوائد الرضوية ٤٢٥ ، الكنى والألقاب ٣ / ١٥٩ ، أعيان الشيعة ٩ / ١٨٨ ، ١٨٩ ، ريحانة الأدب ٥ / ٢٤٢ ، الذريعة ٦ / ١١٠ برقم ٥٩٣ و ١٠ / ١٩ برقم ٩٦ و ١٨ / ٩٩ برقم ٨٥٩ ، مصفى المقال ٩١ ، الأعلام ٦ / ٤٨ ، الفقه الإسلامي منابعه وأدواره ( القسم الثاني ) ٤٠٩ ، معجم المؤلفين ٩ / ٩٥.

٥٩٠

قال الحر العاملي في وصفه : عالم فاضل محقق متكلم حكيم فقيه محدث ، جليل القدر.

ولد في سنة سبع عشرة وألف.

وارتحل إلى العراق بعد وفاة والده.

وسكن أصفهان ، وتلمّذ على جماعة ، منهم : السيد أبو القاسم الفندرسكي ( المتوفّى ١٠٥٠ ه‍ ) ، والقاضي معز الدين الأصفهاني ، قرأ عليهما في المعقول ، وحيدر علي الأصفهاني ، وحسن علي بن عبد الله التستري ، قرأ عليهما في المنقول.

وروى عن : محمد تقي المجلسي ( المتوفّى ١٠٧٠ ه‍ ) ، والسيد نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي ثم المكي ( المتوفّى ١٠٦٨ ه‍ ) ، وشرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني النجفي ، والحسين المشغري العاملي ، والسيد الحسين بن حيدر بن قمر الكركي ، ويحيى بن الحسن اليزدي ، ومقصود بن زين العابدين الأسترابادي.

ومهر في غالب الفنون ، وحقّق وصنّف ، وارتفع شأنه عند السلطان عباس الثاني الصفوي ، فأسند إليه منصب شيخوخة الإسلام ـ يعني أقضى القضاة ـ وقلّده إمامة الجمعة والجماعة.

وفوّض إليه الوزير الكبير السيد الحسين بن رفيع الدين محمد المرعشي التدريس في مدرسة عبد الله التستري بأصفهان ، واشتهر ، وصار من كبار مجتهدي عصره.

تلمّذ عليه وروى عنه جماعة ، منهم : عبد الله الأفندي التبريزي ، ومحمد شفيع بن فرج الجيلاني ، وزوج أخته المحقّق الحسين بن جمال الدين محمد

٥٩١

الخوانساري ، ومحمد بن عبد الفتاح السراب التنكابني ، وعبد الله الأردبيلي ، وغيرهم.

وصنّف كتبا ، منها : ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد (١) لم يتم ( مطبوع ) ، الكفاية ( مطبوع ) في الفقه ، المناسك بالفارسية ، الرسالة الخلافية في الفقه بالفارسية ، رسالة في الأغسال ، رسالتان في صلاة الجمعة إحداهما عربية والأخرى فارسية ، رسالة في تحريم الغناء (٢) ، رسالة في سمت القبلة ، رسالة في الصلاة والصوم بالفارسية ، شرح « زبدة الأصول » في أصول الفقه لبهاء الدين العاملي ، رسالة شبهة الاستلزام ، روضة الأنوار ( مطبوع ) في آداب الملوك بالفارسية ، مفاتيح النجاة بالفارسية في الأدعية المأثورة ، حاشية على « شرح الإشارات » لنصير الدين الطوسي ، حاشية على إلهيات « الشفاء » لابن سينا ، وشرح على المجسطي لم يتم.

وله شعر بالفارسية.

توفّي بأصفهان سنة تسعين وألف ، ونقل نعشه إلى المشهد الرضوي ودفن في مدرسة الميرزا جعفر.

__________________

(١) هو كتاب إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان للعلاّمة الحلي.

(٢) طبعت أخيرا مع مجموعة من الرسائل المكتوبة في الغناء في موسوعة « غناه موسيقي » تحقيق رضا مختاري. ( الموسوي ).

٥٩٢

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٣٣٩

٣٥٤٥

الفيض الكاشاني (*)

( ١٠٠٧ ـ ١٠٩١ ه‍ )

محمد محسن بن المرتضى بن محمود بن علي ، العلاّمة الإمامي ، المتفنّن ، المدعو بمحسن ، والشهير بالفيض الكاشاني.

قال الحر العاملي : كان فاضلا عالما ماهرا حكيما متكلما محدثا فقيها محققا شاعرا أديبا ، حسن التصنيف.

ولد في كاشان في الرابع عشر من شهر صفر سنة سبع وألف.

ودرس الفقه والحديث والتفسير والعربية وغيرها عند والده المرتضى ، وخاله نور الدين الكاشاني.

__________________

(*) جامع الرواة ٢ / ٤٢ ، أمل الآمل ٢ / ٣٠٥ برقم ٩٢٥ ، بحار الأنوار ١٠٧ / ١٢٤ برقم ١٠١ ، سلافة العصر ٤٩١ ، رياض العلماء ٥ / ١٨٠ ، لؤلؤة البحرين ١٢١ ، روضات الجنات ٦ / ٧٩ برقم ٥٦٥ ، هدية العارفين ٢ / ٦ ، إيضاح المكنون ٢ / ٤٥ ، معجم المطبوعات ٢ / ١٥٤٠ ، تنقيح المقال ٢ / ٥٤ ، الكنى والألقاب ٣ / ٣٩ ، ريحانة الأدب ٤ / ٣٦٩ ، الذريعة ٢ / ١٢٤ برقم ٤٩٦ ، مصفى المقال ٣٨٧ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٤٩١ ، الأعلام ٥ / ٢٩٠ ، معجم المفسرين ٢ / ٦٣٥ ، مستدرك أعيان الشيعة ٢ / ٣٠٨ ، معجم المؤلفين ١١ / ١٧٥ ، موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) القسم الثاني ٣٩٧.

٥٩٣

وارتحل ـ بعد أن بلغ العشرين من عمره ـ إلى أصفهان لإكمال دراسته ، فأخذ هناك عن جمع من العلماء ، واستفاد منهم شيئا من العلوم الرياضية ، وغيرها.

وقد أخذ عن حسين الأردكاني اليزدي ، وروى عن محمد صالح المازندراني ثم الأصفهاني.

وتوجه إلى شيراز ، فتلمذ على السيد ماجد بن هاشم البحراني ، وانتفع به في الحديث.

ونال حظا من العلم بالأحكام ، استغنى به عن التقليد.

ثم رجع إلى أصفهان ، ولقي بها بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي ( المتوفّى ١٠٣٠ ه‍ ) ، وأخذ منه إجازة رواية الحديث.

وحجّ ، واستفاد هناك من محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني ، وحصل منه على إجازة.

وعاد في سنة تسع وعشرين وألف إلى بلاده ، وتنقل فيها طلبا للعلم ، ثم ألقى عصاه في قمّ ، فأقام بها أكثر من ثماني سنوات ، ملازما للفيلسوف الكبير صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي ( المتوفّى ١٠٥٠ ه‍ ) ، فدرس عنده العلوم العقلية ، وتزوّج ابنته ، وتأثر بآرائه الفلسفية ، وشغف بعلم الأخلاق والعرفان والمعارف الإلهية.

ثم صحب أستاذه المذكور إلى شيراز ـ حينما استدعي إليها ـ وانتفع به هناك نحوا من سنتين.

ورجع إلى مسقط رأسه كاشان بعلم جمّ فأكبّ على التدريس والتأليف في

٥٩٤

شتى العلوم ، واشتهر ، وصار من أعيان المحدثين والفقهاء ، وأكابر الحكماء ، ومن أهل النظر.

تلمّذ عليه ، وروى عنه قراءة وإجازة ثلّة من العلماء ، منهم : محمد باقر بن محمد تقي المجلسي ، والسيد نعمة الله بن عبد الله الجزائري ، ومحمد سعيد بن محمد مفيد القمي المعروف بقاضي سعيد ، وولده أحمد علي بن محمد بن المرتضى ، وأخوه عبد الغفور بن المرتضى ، وأولاد أخيه المرتضى بن محمد مؤمن بن المرتضى ، وشاه أفضل بن محمد مؤمن بن المرتضى ، ومحمد مؤمن بن عبد الغفور بن المرتضى ، وحفيدا أخيه محمد الهادي ونور الدين محمد الشهير بالأخباري ابنا المرتضى بن محمد مؤمن ، وولده علم الهدى محمد بن الفيض مؤلف « معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة » (١).

وصنّف كتبا ورسائل كثيرة ـ عدّ منها بعضهم (١٢٦) مؤلفا (٢) ـ منها : مفاتيح الشرائع ( مطبوع في ٣ أجزاء ) في الفقه ، معتصم الشيعة في أحكام الشريعة ، نقد الأصول الفقهية ، الوافي ( مطبوع ) في الحديث ، الشافي ( مطبوع ) في اختصار الوافي ، الشهاب الثاقب ( مطبوع ) في تحقيق عينية وجوب صلاة الجمعة في زمن الغيبة ، الصافي ( مطبوع ) ، المصفى ، الأصفى ( مطبوع ) وكلها في التفسير ، عين اليقين ( مطبوع ) في أصول الدين ، علم اليقين ( مطبوع ) في أصول الدين ، بشارة الشيعة ( مطبوع ) ، الكلمات الطريفة في ذكر منشأ اختلاف آراء الأمة المرحومة ( مطبوع ) ،

__________________

(١) قدّم له العلاّمة شهاب الدين المرعشي النجفي ، وقد استفدنا منها في معرفة عدد من تلامذة المترجم.

(٢) انظر مقدمة مفاتيح الشرائع بقلم السيد مهدي الرجائي.

٥٩٥

النخبة ( مطبوع ) في الفقه ، أبواب الجنان بالفارسية في بيان وجوب صلاة الجمعة وفضيلة الجماعة ، الضوابط الخمس في أحكام الشك والسهو والنسيان ، المحجة البيضاء في إحياء « الإحياء » للغزالي ( مطبوع ) ، ترجمة الشريعة ( مطبوع ) ، ترجمة الصلاة ( مطبوع ) ، شوق المهدي ( مطبوع ) ، المحاكمة بين العلماء الصوفية بالفارسية ، مرآة الآخرة ( مطبوع ) ، نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين ( مطبوع ) ، وديوان شعر ( مطبوع ) بالفارسية.

توفّي في الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وألف.

٥٩٦

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٢٦١

٣٤٩٣

رضي الدين القزويني (*)

( ... ـ ١٠٩٦ ه‍ )

محمد بن الحسن ، الفقيه الإمامي ، المتفنن ، رضي الدين القزويني.

قال الحر العاملي : فاضل عالم محقق مدقق ماهر متكلم.

تلمّذ على خليل القزويني وأخذ عنه في الفقه والحديث.

وبرع في مختلف العلوم والمعارف ، ونظم الشعر بالفارسية ، وله ديوان كبير.

تلمّذ عليه السيد صدر الدين محمد بن محمد صادق الحسيني القزويني.

وصنّف كتاب ضيافة الأخوان وهداية الخلان ( مطبوع ) في تراجم علماء قزوين ، قال محقق الكتاب السيد أحمد الحسيني : تطرّق فيه إلى مباحث جليلة في التفسير والعقائد والفقه والتاريخ وغيرها.

__________________

(*) أمل الآمل ٢ / ٢٦٠ برقم ٧٦٦ ، روضات الجنات ٧ / ١١٨ برقم ٦٠٩ ، هدية العارفين ٢ / ٢٩٩ ، إيضاح المكنون ١ / ٥٦١ ، ٢ / ٧٦ ، ٣٥٢ ، ٤٠٢ ، الفوائد الرضوية ٤٦٤ ، الكنى والألقاب ٢ / ٢٧٢ ، أعيان الشيعة ٩ / ١٤٣ ، ١٥٩ ، ريحانة الأدب ١ / ٥٥ ، الذريعة ١٨ / ٣٠٣ برقم ٢١٦ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٢٢٣ ، الأعلام ٦ / ٩٠ ، معجم المؤلفين ٩ / ٢١٠ ، مستدركات أعيان الشيعة ٣ / ٢٢٨.

٥٩٧

وله أيضا : الرسالة الوقتية في تعيين أوقات الصلاة ، رسالة في القبلة وانحرافاتها ، المسائل غير المنصوصة ، رسالة التهجّد ، رسالة الفراسة ، رسالة المقادير ، شير وشكر بالفارسية أي حليب وسكّر ، كحل الأبصار ونور الأنظار ، وهو حاشية على حاشية الخفري على شرح إلهيات التجريد ، ولسان الخواص في ذكر معاني الألفاظ الاصطلاحية للعلماء ، قال الطهراني : هو من أبدع الكتب وألطفها ، جمّ الفوائد ، مشتمل على تحقيقات كثيرة في العلوم العقلية والنقلية (١).

أقول : وهم كحّالة في « معجم المؤلفين » فعدّ للمترجم من الكتب : مصباح الهداية ، وتنقيح المقاصد الأصولية ، وكشف الغطاء ، وإنّما هي لمحمد حسن (٢) بن معصوم القزويني الحائري ( المتوفّى ١٢٤٠ ه‍ ).

توفّي المترجم في الثلاثين من شهر صفر سنة ست وتسعين وألف.

__________________

(١) الذريعة : ١٨ / ٣٠٢ برقم ٢١٦.

(٢) انظر ترجمته في طبقات اعلام الشيعة : ١ / ٣٥٤ برقم ٧٠٦.

٥٩٨

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٩٠

٣٣٦٩

[ السيّد حسين ] الخوانساري (*)

( ١٠١٦ ـ ١٠٩٨ ه‍ )

الحسين بن جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري ، أحد مشاهير علماء الإمامية بالفقه والفلسفة والكلام.

ولد في خوانسار في شهر ذي القعدة سنة ست عشرة وألف.

وارتحل في أيام صباه إلى أصفهان لطلب العلم ، فسكن مدرسة خواجه ملك.

وأخذ عن طائفة من المشايخ أبرزهم : محمد تقي المجلسي ، ومحمد باقر بن

__________________

(*) جامع الرواة ١ م ٢٣٥ ، أمل الآمل ٢ / ١٠١ برقم ٢٧٦ ، رياض العلماء ٢ / ٥٧ ، لؤلؤة البحرين ٩١ برقم ٢٥ ، روضات الجنات ٢ / ٣٤٩ برقم ٢١٩ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٢ / ١٧٣ برقم ٨ ، إيضاح المكنون ٢ / ٤٨٥ ، هدية العارفين ١ / ٣٢٤ ، تنقيح المقال ١ / ٣٢٣ برقم ٢٨٦٧ ، الفوائد الرضوية ١٥٣ ، الكنى والألقاب ٢ / ٢٢٢ ، هدية الأحباب ٢٣٤ ، أعيان الشيعة ٦ / ١٤٨ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ١٦٦ ، الذريعة ٢١ / ٣٦ برقم ٣٨٣١ ، معجم رجال الحديث ٥ / ٢٠٩ برقم ٣٣٣٢ ، معجم مؤلفي الشيعة ١٦٣ ، معجم المؤلفين ٤ / ٤٨ ، الفقه الإسلامي منابعه وأدواره ( القسم الثاني ) ٤٠٩.

٥٩٩

محمد مؤمن السبزواري ، قرأ عليهما في المنقول ، وأبو القاسم الفندرسكي ، وحيدر ابن محمد الخوانساري ، قرأ عليهما في المعقول.

وكان قليل المطالعة في أوائل تحصيله ، لكنّه لحدّة ذكائه وسيلان ذهنه تقدّم في العلوم لا سيما العقلية منها في مدة يسيرة ، وتمكّن من المعارف الأدبية ، ونظم الشعر بالعربية والفارسية.

ثم تصدى للتدريس ، فبرع فيه ، والتف حوله روّاد العلم يأخذون عنه في العلوم العقلية والأصولية والفقهية ، ونبغ عدد منهم في حياته.

وعكف على البحث والتحقيق والتأليف.

ووضع بجهوده إحدى البذور الأساسية للاتجاه الفلسفي للتفكير الذي فتح مجالا أرحب للإبداع الأمر الذي مهّد ( وبتأثير عوامل أخرى ) لظهور مدرسة جديدة في الفقه والأصول اعتبرت الوارثة لهذا الاتجاه ، كان رائدها المجدد الكبير محمد باقر البهبهاني ( المتوفّى ١٢٠٦ ه‍ ) (١).

وذاع صيت المترجم ، واحتل منزلة رفيعة بين العلماء ، ونعتوه بأستاذ الأساتيذ ، وسلطان الحكماء والمتكلمين ، وعلاّمة العلماء (٢) وغير ذلك.

وقد تلمّذ عليه وأخذ عنه ثلّة من العلماء ، منهم : ولداه جمال الدين محمد

__________________

(١) انظر المعالم الجديدة للأصول : ٨٥ للشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر قدس‌سره.

(٢) هذه النعوت أطلقها عليه : عبد الله الأفندي مؤلّف « رياض العلماء » ، والأردبيلي مؤلّف « جامع الرواة » والحر العاملي مؤلّف « أمل الآمل ».

٦٠٠