بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني

بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

المؤلف:

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني


المحقق: السيّد محمّد حسن الموسوي
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات ذوي القربى
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-518-351-4
ISBN الدورة:
978-964-518-249-4

الصفحات: ٨٢٠

المتكلم ، وجمال الدين الحسين بن أبان النحوي ، وعز الدين الفاروقي الوسطي ، وتفي الدين عبد الله بن جعفر بن علي الصباغ الحنفي الكوفي ، وآخرون.

وبرع ، وتقدم وهو لا يزال في مقتبل عمره على العلماء الفحول ، وفرغ من تصنيفاته الحكمية والكلامية ، وأخذ في تحرير الفقه قبل أن يكمل له (٢٦) سنة.

ودرّس ، وأفتى ، وتفرّد بالزعامة ، وأحدثت تصانيفه ومناظراته هزّة ، كان من آثارها تشيّع السلطان محمد خدابنده أو لجايتو وعدد من الأمراء والعلماء ، وتداول كتبه في المحافل العلمية تدريسا وشرحا وتعليقا ونقدا ، وازدهار الحركة العلمية في الحلّة واستقطابها للعلماء من شتى النواحي.

قال فيه معاصره ابن داود الحلّي : شيخ الطائفة ، وعلاّمة وقته ، وصاحب التحقيق والتدقيق ، كثير التصانيف ، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول.

وقال الصفدي : الإمام العلاّمة ذو الفنون المعتزلي ( كذا قال ) .. عالم الشيعة وفقيههم ، صاحب التصانيف التي اشتهرت في حياته ... وكان يصنّف وهو راكب ... وكان ريّض الأخلاق ، مشتهر الذكر ... وكان إماما في الكلام والمعقولات.

وقال ابن حجر في « لسان الميزان » : عالم الشيعة وإمامهم ومصنّفهم ، وكان آية في الذكاء ... وكان مشتهر الذكر ، حسن الأخلاق.

روى عن العلاّمة طائفة ، وقصده العلماء من البلدان للأخذ عنه ، ومن هؤلاء : ولده محمد المعروف بفخر المحققين ، وزوج اخته مجد الدين أبو الفوارس محمد بن علي ابن الأعرج الحسيني ، وولدا أبي الفوارس ، عميد الدين عبد المطلب ، وضياء الدين عبد الله ، ومهنا بن سنان بن عبد الوهّاب الحسيني المدني ، وتاج

٥٠١

الدين محمد بن القاسم ابن معيّة الحسني ، وركن الدين محمد بن علي بن محمد الجرجاني ، والحسن بن الحسين السرابشنوي ، وقطب الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الرازي المعروف بالقطب التحتاني ، والحسين بن إبراهيم بن يحيى الأسترآبادي ، والحسين بن علي بن إبراهيم بن زهرة الحسيني الحلبي ، وأبو المحاسن يوسف بن ناصر الحسيني الغروي المشهدي ، وعلي بن محمد الرشيدي الآوي.

وكان السلطان خدابنده قد أمر له ولتلاميذه بمدرسة سيارة تجوب البلدان لنشر العلم.

وللعلاّمة تآليف كثيرة ، غزيرة بمادتها ، عدّ منها السيد الأمين في « أعيان الشيعة » أكثر من مائة كتاب ، منها : تذكرة الفقهاء ( مطبوع ) ، إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان ( مطبوع ) ، نهاية الإحكام في معرفة الأحكام ( مطبوع ) ، مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ( مطبوع ) ، منتهى المطلب في تحقيق المذهب ( مطبوع ) ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين في الفقه ورجّح ما يعتقده ، تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية ( مطبوع ) ، مبادئ الوصول إلى علم الأصول ( مطبوع ) ، تهذيب طريق الوصول إلى علم الأصول ( مطبوع ) ، تبصرة المتعلمين في أحكام الدين ( مطبوع ) ، كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ( مطبوع ) ، نهج الإيمان في تفسير القرآن ، القول الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة ، القواعد والمقاصد في المنطق والطبيعي والإلهي ، إيضاح التلبيس من كلام الرئيس باحث فيه ابن سينا ، المطالب العلية في معرفة العربية ، نهاية المرام في علم الكلام ، الدرّ والمرجان في الأحاديث الصحاح

٥٠٢

والحسان ، خلاصة الأقوال في معرفة الرجال ( مطبوع ) ، وشرح « مختصر » ابن الحاجب في أصول الفقه ، وصفه ابن حجر في « الدرر الكامنة » بأنّه في غاية الحسن في حل ألفاظه وتقريب معانيه.

وذكر السيد محسن الأمين العاملي أنّ أوّل من قسم الحديث إلى أقسامه المشهورة من علماء الإمامية هو العلاّمة الحلّي.

أقول : بل ذكر أنّ أوّل من قسّمه هو السيد أحمد بن موسى ابن طاووس ( المتوفى ٦٧٣ ه‍ ) استاذ المترجم له.

وكان تقي الدين ابن تيمية ( المتوفّى ٧٢٨ ه‍ ) من أشد المتحاملين على العلاّمة ، وصنّف في الردّ عليه كتابا سمّاه « منهاج السنّة » تورّط فيه بإنكار المسلّمات من فضائل أهل البيت عليهم‌السلام ، وردّ الأحاديث الصحيحة الواردة في حقّهم ، وملأه بالسّباب والتقوّلات التي يبرأ منها شيعة أهل البيت عليهم‌السلام (١).

__________________

(١) فمن الأحاديث التي كذّبها ابن تيمية ، قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام : « أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي ».

قال : هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث. وقد روى هذا الحديث أحمد بن حنبل في المسند : ٤ / ٤٣٧ ـ ٤٣٨ ، والترمذي في السنن : ٥ / ٦٣٢ ، الحديث ٣٧١٢ ، والنسائي في الخصائص : ٢٤ ، والحاكم في المستدرك : ٣ / ١١٠ ـ ١١١ وصحّحه ، وسكت عنه الذهبي.

وأبو نعيم في حلية الأولياء : ٦ / ٢٩٤ ، وابن حجر في الإصابة : ٢ / ٥٠٢ ، وابن كثير في البداية والنهاية : ٧ / ٣٤٥.

قال الشيخ الأميني : أفهل يحسب الرجل [ يعني ابن تيمية ] أنّ من أخرج هذا الحديث من أئمّة فنّه ليسوا من أهل المعرفة بالحديث؟!! وفيهم إمام مذهبه أحمد بن حنبل أخرجه بإسناد صحيح ، رجاله كلّهم ثقات. انظر الغدير : ٣ / ١٤٨ ـ ٢١٧ للإطلاع على أقوال ابن تيمية والردود عليها.

٥٠٣

توفي العلاّمة في مدينة الحلّة في شهر محرّم الحرام سنة ست وعشرين وسبعمائة ، ونقل إلى النجف الأشرف ، فدفن في حجرة عن يمين الداخل إلى حرم أمير المؤمنين عليه‌السلام من جهة الشمال ، وقبره ظاهر مزور.

وله وصيّة إلى ولده محمد أوردها في آخر كتابه « القواعد » نقتطف منها هذه الشّذرات :

عليك باتباع أوامر الله تعالى ، وفعل ما يرضيه ، واجتناب ما يكرهه ، والإنزجار عن نواهيه ، وقطع زمانك في تحصيل الكمالات النفسانية ، وصرف أوقاتك في اقتناء الفضائل العلمية ، والإرتقاء عن حضيض النقصان إلى ذروة الكمال ، والإرتفاع إلى أوج العرفان عن مهبط الجهّال ، وبذلك المعروف ، ومساعدة الإخوان ، ومقابلة المسيء بالإحسان ، والمحسن بالإمتنان ... وعليك بحسن الخلق ، فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم » ... وعليك بكثرة الإجتهاد في ازدياد العلم والفقه في الدين ، فإنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام قال لولده : « تفقّه في الدين ، فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء ، وإنّ طالب العلم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض ، حتى الطير في جوّ السماء ، والحوت في البحر ، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىّ به » ... وعليك بتلاوة القرآن العزيز ، والتفكّر في معانية ، وامتثال أوامره ونواهيه ، وتتبّع الأخبار النبوية ، والآثار المحمدية ، والبحث عن معانيها ، واستقصاء النظر فيها.

٥٠٤

موسوعة طبقات الفقهاء : ٨ / ٢١٣

٢٨٢٣

ركن الدين الجرجاني (*)

( ... ـ كان حيّا ٧٢٠ ه‍ )

محمد بن علي بن محمد ، ركن الدين الجرجاني الأصل ، الأسترآبادي المولد والمنشأ ثم الحلّي ، ثم الغروي ، الفقيه الإمامي ، المفسّر.

أخذ عن العلاّمة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي.

وبرع في علوم الكلام والمنطق والنحو ، وشارك في علوم أخرى.

وصنّف كتبا كثيرة ، بلغت ـ كما في فهرست تصانيفه الذي كتبه هو بمشهد الإمام علي عليه‌السلام ـ ثلاثين كتابا ، منها : روضة المحققين في تفسير القرآن المبين ، الشافي في الفقه ، الرافع في شرح النافع (١) في الفقه ، غاية البادي في شرح المبادي (٢) في أصول الفقه ، اشراق اللاهوت في شرح الياقوت (٣) في علم الكلام ،

__________________

(*) أعيان الشيعة : ٩ / ٤٢٥ ، الذريعة : ١٦ / ١٠ برقم ٤٠ طبقات أعلام الشيعة : ٣ / ١٩٤ معجم المؤلّفين : ١١ / ٤٦ ، تراجم الرجال للحسيني : ١ / ٥٣٢ برقم ٩٩١.

(١) هو كتاب النافع في مختصر الشرائع ، ويسمى المختصر النافع للمحقّق جعفر بن الحسن الحلّي ( المتوفّى ٦٧٦ ه‍ ).

(٢) هو كتاب مبادئ الوصول إلى علم الأصول للعلاّمة الحلّي ( المتوفّى ٧٢٦ ه‍ ).

٥٠٥

الدعامة في الإمامة ، الدرة البهية في شرح الرسالة الشمسية (٤) في المنطق ، المباحث العربية في شرح الكافية الحاجبيّة ، البديع في النحو ، الرفيع في شرح البديع ، وسيلة النفس إلى حظيرة القدس ، والتبر المسبوك في وصف الملوك.

وترجم من الفارسية إلى العربية أكثر رسائل الفيلسوف نصير الدين الطوسي ، ومن ذلك : الفصول الإعتقادية ، الأخلاق الناصرية ، أوصاف الأشراف ، ورسالة الجبر والقدر.

لم نظفر بوفاته ، لكنه فرغ من كتابة فهرست تصانيفه في المحرم سنة عشرين وسبعمائة ، وكان قد ألّف كتابه غاية البادي في سنة ( ٦٩٧ ه‍ ) باسم النقيب عميد الدين عبد المطلب (٥) بن علي ابن المختار الحسيني.

__________________

(٣) وهو من تأليف إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل النوبختي ( المتوفّى ٣١١ ه‍ ) ، وقيل بل هو من تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي سهل النوبختي. الذريعة : ٢٥ / ٢٧١ برقم ٦٦.

(٤) وهي من تأليف نجم الدين عمر بن علي القزويني المعروف بالكاتبي ( المتوفّى ٦٧٥ ه‍ ).

(٥) وليس هو بابن أخت العلاّمة ، كما ذكر ذلك بعضهم ، بل اسم ذاك : عميد الدين عبد المطلب بن محمد ابن الأعرج الحسيني ( المتوفّى ٧٥٤ ه‍ ).

٥٠٦

موسوعة طبقات الفقهاء : ٨ / ١١٧

٢٧٤٤

ضياء الدين ابن الأعرج (*)

( بعد ٦٨١ ـ كان حيا ٧٤٠ ه‍ )

عبد الله بن الفقيه محمد بن علي بن محمد ابن الأعرج (١) الحسيني ، السيد ضياء الدين الحلّي ، أخو الفقيه المجتهد عميد الدين عبد المطلب ، وهما ابنا أخت العلاّمة الحلّي.

ولد بعد سنة إحدى وثمانين وستمائة ، في أسرة علمية جليلة.

وروى عن خاله العلاّمة الحسن بن يوسف ابن المطهّر الحلّي ( المتوفّى ٧٢٦ ه‍ ) ، وعن ابن خاله فخر الدين محمد بن العلاّمة الحلّي.

وكان فقيها إماميا ، أصوليا ، متكلّما ، مشهورا.

روى عنه : تاج الدين محمد بن القاسم ابن معيّة الحسني ( المتوفّى ٧٧٦ ه‍ ) ،

__________________

(*) أمل الآمل ٢ / ١٦٤ برقم ٤٧٩ ، رياض العلماء ٣ / ٢٤٠ ، تنقيح المقال ٢ / ٢١٤ برقم ٧٠٥٦ ، أعيان الشيعة ٨ / ٦٩ ، الفوائد الرضوية ٢٥٦ ، طبقات أعلام الشيعة ٣ / ١٢٤ ، الذريعة ١٣ / ١ ذ ٦٨ ، معجم رجال الحديث ١٠ / ٣٠٩ برقم ٧١٢١.

(١) نسبة إلى عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط عليهما‌السلام.

٥٠٧

والشهيد الأوّل محمد بن مكي العلمي ( المتوفّى ٧٨٦ ه‍ ) ، والحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين الأطراوي العاملي.

وصنّف كتاب التحفة الشمسية في المباحث الكلامية ، وشرح « تهذيب الوصول إلى علم الأصول » للعلاّمة في أصول الفقه في كتاب سمّاه منية اللبيب (١) في شرح التهذيب ، فرغ من تأليفه في (١٥) رجب سنة ( ٧٤٠ ه‍ ) بمشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام بالنجف الأشرف.

لم نظفر بوفاته ، وهو أصغر من أخيه عبد المطلب ( المتوفّى ٧٥٤ ه‍ ).

__________________

(١) ونسبه بعضهم إلى أخيه عميد الدين الذي شرح التهذيب أيضا. ولكن ابن الفوطي ذكره أنّ اسم كتاب عميد الدين : النقول في شرح تهذيب الأصول إلى علم الأصول. راجع ترجمة عبد المطلب الآتية بعد قليل.

٥٠٨

موسوعة طبقات الفقهاء : ٨ / ١١٨

٢٧٤٥

عميد الدين ابن الأعرج (*)

( ٦٨١ ـ ٧٥٤ ه‍ )

عبد المطلب بن محمد بن علي بن محمد ابن الأعرج الحسيني ، العالم الربانى ، الإمامي السيد عميد الدين أبو عبد الله الحلّي ، البغدادي ، ابن أخت العلاّمة الحلّي وتلميذه.

ولد ليلة النصف من شعبان سنة إحدى وثمانين وستمائة.

وتلمّذ على خاله العلاّمة الحسن ابن المطهّر ( المتوفّى ٧٢٦ ه‍ ) ، وتفقّه به ، وروى عنه مصنّفاته ، وشرح بعضها.

وروى عن : جدّه فخر الدين علي ( المتوفّى ٧٠٢ ه‍ ) ، وأبيه مجد الدين أبي الفوارس محمد ، وابن خاله فخر الدين محمد بن العلاّمة.

وبرع ، وتميّز عن أقرانه ، وصار من كبار العلماء في الفقه والأصول والكلام ،

__________________

(*) مجمع الآداب في معجم الألقاب ٢ / ٢٢٨ برقم ١٣٨٠ ، عمدة الطالب ٣٣٣ ، أمل الآمل ٢ / ١٦٤ برقم ٤٨٤ ، روضات الجنات ٤ / ٢٦٤ برقم ٣٩٤ ، تنقيح المقال ٢ / ٢٢٧ برقم ٧٤٨٤ ، أعيان الشيعة ٨ / ١٠٠ ، الذريعة ٤ / ٥١٣ و ١٤ / ٥٣ و ١٨ / ١٦٢ برقم ١١٩٨ ، طبقات أعلام الشيعة ٣ / ١٢٧ ، معجم رجال الحديث ١١ / ١٢ برقم ٧٢٧٧.

٥٠٩

وبلغ درجة الاجتهاد (١).

روى عنه : الشهيد الأوّل محمد بن مكي العاملي ، وتاج الدين محمد بن القاسم ابن معيّة الحسني وانتفع به كثيرا ، والحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين الأطراوي العاملي ، وشمس الدين محمد (٢) بن مكي بن محمد بن بزيع كتاب « الفهرست » لمنتجب الدين.

وصنّف كتاب المباحث العليّة في القواعد المنطقية ، ورسالة المسألة النافعة للمباحث الجامعة لأقسام الورّاث (٣) ( مطبوعة ).

وله شروح على بعض كتب استاذه العلاّمة ، منها : كنز الفوائد في حل مشكلات « القواعد » في الفقه ، غاية السؤول في شرح « مبادئ الأصول » في أصول الفقه ، النقول (٤) في شرح « تهذيب الوصول إلى علم الأصول » في أصول الفقه ، تبصرة الطالبين في شرح « نهج المسترشدين » في أصول الدين ، وشرح « أنوار الملكوت في شرح كتاب الياقوت » في الكلام وكتاب « الياقوت » هو من

__________________

(١) بحار الأنوار : ١٠٤ / ١٨٨ ، الإجازة ٢١.

(٢) له ترجمة في « تراجم الرجال » للحسني : ٢ / ٥٦٨ برقم ١٠٥٨.

(٣) وتسمى « مناسخات الميراث » أو « رسالة في مناسخات الإرث ». الذريعة : ٢٢ / ٢٥٢ برقم ٦٩١٤.

(٤) كذا سمّاه ابن الفوطي ، وقيل إنّ اسمه « منية اللبيب في شرح التهذيب ». ولكن بعضهم نسب المنية إلى ضياء الدين عبد الله بن محمد ابن الأعرج ( أخي المترجم ) الذي شرح التهذيب أيضا ، وقد جمع الشهيد الأوّل بين شرحي الأخوين في كتاب سمّاه « جامع البين في فوائد الشرحين ».

٥١٠

تأليف أبي إسحاق إبراهيم النوبختي.

توفّي عميد الدين ببغداد في عاشر شعبان سنة أربع وخمسين وسبعمائة.

موسوعة طبقات الفقهاء : ٨ / ١٩١

٢٨٠٤

فخر المحقّقين (*)

( ٦٨٢ ـ ٧٧١ ه‍ )

محمد بن العلاّمة الكبير الحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر الأسدي ، الفقيه المجتهد فخر الدين أبو طالب الحلّي ، المشهور بفخر المحقّقين.

ولد بالحلّة في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وستمائة.

وعني به أبوه الذي ملأ الدنيا ذكره ، واهتمّ بتعليمه ، وأحضره مجالس درسه ، فسمع عليه كتابه « نهاية الإحكام في معرفة الأحكام » وقرأ عليه كتبا كثيرة.

__________________

(*) مجالس المؤمنين ١ / ٥٧٦ ، جامع الرواة ٢ / ٩٦ ، أمل الآمل ٢ / ٢٦٠ برقم ٧٦٨ ، رياض العلماء ٥ / ٧٧ ، روضات الجنات ٦ / ٣٣٠ برقم ٥٩١ ، هدية العارفين ٢ / ١٦٥ ، ٢٠٤ ، إيضاح المكنون ٢ / ١٣٩ ، ١٨٠ ، ٢٥٨ ، ٣٢٢ ، تنقيح المقال ٣ / ١٠٦ برقم ١٠٥٨١ ، أعيان الشيعة ٩ / ١٥٩ ، الكنى والألقاب ٣ / ١٦ ، الفوائد الرضوية ٤٨٦ ، الذريعة ٢ / ٤٩٦ برقم ١٩٥٠ ، طبقات أعلام الشيعة ٣ / ١٨٥ ، معجم رجال الحديث ١٥ / ٢٥٣ برقم ١٠٥١٥ ، معجم المؤلفين ٩ / ٢٢٨.

٥١١

ولاحت عليه أمارات الذكاء ، ونبغ ، وتبحّر في الفقيه وعرف غوامضه ، وبرع في سائر علوم الشريعة ، حتى نال رتبة الاجتهاد ، وهو لا يزال في مقتبل عمره.

وأقرأ في حياة أبيه ، وأجاز لجماعة ، ثم تصدّر للتدريس بعد وفاته في سنة ( ٧٢٦ ه‍ ) وخلفه في مجلسه ببلدته الحلّة ، وتخرّج به جماعة.

روى عنه الفيروزآبادي (١) اللغوي وقال فيه : علامة الدنيا ، بحر العلوم وطود العلى.

وقال السيد مصطفى التفريشي : وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها وفقهائها ، جليل القدر ... حاله في علو قدره وسمو مرتبته وكثرة علومه أشهر من أن يذكر.

أخذ عنه : الشهيد الأوّل محمد بن مكي العاملي وقرأ عليه كتابه « إيضاح الفوائد » ، وفخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوّج البحراني ، ونظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي ، والسيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي النجفي ، وزين الدين علي بن الحسن بن أحمد بن مظاهر ، وقرأ عليه « قواعد الأحكام » و « نهاية الإحكام في معرفة الأحكام » وهما من تأليف والده العلاّمة.

وقرأ عليه عبد الكريم بن محمد بن علي ابن الأعرج الحسيني كتابه

__________________

(١) هو محمد بن يعقوب بن محمد ، مجد الدين الشيرازي الفيروزآبادي ( ٧٢٩ ـ ٨١٧ ه‍ ) من أئمّة اللغة والأدب ، انتقل إلى العراق وجال في مصر والشام. أشهر كتبه « القاموس المحيط ».

روى ـ كما في طبقات أعلام الشيعة : ٣ / ١٨٥ ـ عن فخر المحققين كتاب التكملة والذيل والصلة لكتاب « تاج اللغة » للحسن بن محمد الصاغاني.

٥١٢

« تحصيل النجاة » وقرأ عليه تاج أبو سعيد بن الحسين بن محمد الكاشي كتاب « التبصرة » للعلاّمة.

وصنّف كتبا ، منها : الكافية الوافية في الكلام ، تحصيل النجاة ، مناسك الحجّ ، أجوبة المسائل الحيدرية (١) ، رسالة الفخرية في النيّة (٢) ، ورسالة إرشاد المسترشدين وهداية الطالبين في أصول الدين (٣).

وله شروح على كتب والده ، منها : إيضاح الفوائد في شرح القواعد ( مطبوع في أربعة أجزاء ) ، حاشية الإرشاد ، وغاية السؤول في شرح تهذيب الأصول ، وغيرها.

__________________

(١) وهي مسائل فقهية وكلامية وردت إلى المترجم من حيدر بن علي بن حيدر الحسيني الآبي.

(٢) صنّفها بالتماس حيدر بن علي بن محمد بن إبراهيم البيهقي.

(٣) طبعت في مجلة « كلام » العدد ١ ، السنة الثانية ، ١٣٧٢ ه‍ ، رقم التسلسل ٥. وهي من إصدارات مؤسسة الإمام الصادق عليه‌السلام في قم المشرفة.

٥١٣

موسوعة طبقات الفقهاء : ٨ / ٢٣١

٢٨٣٥

الشهيد الأوّل (*)

( ٧٣٤ ـ ٧٨٦ ه‍ )

محمد بن مكي بن محمد بن حامد بن أحمد المطلبي ، المجتهد الإمامي العلم ، شمس الدين أبو عبد الله العاملي الجزّيني النبطي الأصل ، المعروف بالشهيد الأوّل.

ولد في جزّين ( من قرى جبل عامل بلبنان ) سنة أربع وثلاثين وسبعمائة على المشهور ، وورّخ شمس الدين الجزري مولده بعد العشرين وسبعمائة.

__________________

(*) غاية النهاية في طبقات القرّاء ٢ / ٢٦٥ برقم ٣٤٨٠ ، مجالس المؤمنين ١ / ٥٧٩ ، نقد الرجال ٣٣٥ برقم ٧٣٨ ، شذرات الذهب ٦ / ٢٩٤ ، جامع الرواة ٢ / ٢٠٣ ، أمل الآمل ١ / ١٨١ برقم ١٨٨ ، الوجيزة ٣١٥ برقم ١٧٩٠ ، رياض العلماء ٥ / ١٨٥ ، لؤلؤة البحرين ١٤٣ برقم ٦٠ ، روضات الجنات ٧ / ٣ برقم ٥٩٣ ، مستدرك الوسائل ٣ / ٤٣٧ ، تنقيح المقال ٣ / ١٩١ ، تنقيح المقال ٣ / ١٩١ برقم ١١٢٩٦ ، أعيان الشيعة : ١٠ / ٥٩ ، سفينة البحار : ١ / ٧٢١ ، الكني والألقاب : ٢ / ٣٧٧ ، الفوائد الرضوية ٦٤٥ ، هدية الأحباب ١٦٥ ، ريحانة الأدب ٣ / ٢٧٦ ، طبقات أعلام الشيعة ٣ / ٢٠٥ ، الذريعة ٢٠ / ٢٠٤ ، شهداء الفضيلة ٨٠ ، الأعلام ٧ / ١٠٩ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٧٠ برقم ١١٨٢٣.

٥١٤

ونشأ ، وتعلّم ببلدته.

وارتحل إلى العراق ، فكان في مدينة الحلة ـ وهي من مراكز العلم المشهورة يومذاك ـ سنة ( ٧٥١ ه‍ ) ، وأخذ الفقه والأصول والحديث عن كبار المشائخ ، كان من أجلّهم : فخر المحققين محمد بن العلاّمة الحسن ابن المطهّر الحلّي ، ولازمه وانتفع به كثيرا ، وعميد الدين عبد المطلب بن محمد ابن الأعرج الحسيني ، وأخوه ضياء الدين عبد الله ابن الأعرج ، وتاج الدين محمد بن القاسم ابن معيّة الحسني.

كما أخذ وروى عن طائفة ، منهم : جلال الدين أبو محمد الحسن بن أحمد ابن نجيب الدين محمد ابن نما الحلّي ، وشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن أبي المعالي الموسوي ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن طراد المطارآبادي ، ورضي الدين أبو الحسن علي بن أحمد المزيدي ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم ابن زهرة الحلبي ، وعلي بن محمد بن الحسن ابن زهرة الحلبي ، ومهنا بن سنان بن عبد الوهاب الحسيني المدني.

ويظهر أنّه أقام بالحلّة إلى سنة ( ٧٥٧ ه‍ ) (١) ، وأتقن الفقه وغيره ، وأقرأ ، وصنّف فيها بعض تصانيفه ، وسمع ببغداد سنة ( ٧٥٨ ه‍ ) ، وقد زار خلال تواجده بالحلّة كربلاء والمدينة المنورة.

وعاد إلى بلدته جزّين ، وأسس بها مدرسة ونشر علمه بها.

واستفاد بدمشق من قطب الدين محمد بن محمد الرازي ، المتكلّم تلميذ العلاّمة الحلّي ، وحصل منه على إجازة في سنة ( ٧٦٦ ه‍ ).

__________________

(١) أجاز في هذه السنة لجماعة من العلماء ، قرأوا عليه « علل الشرائع » للصدوق.

٥١٥

وجاب عدة بلدان مثل مكة والمدينة وبغداد ودمشق وفلسطين ، وأخذ بها عن نحو أربعين شيخا من علماء السنّة ، وروى عنهم صحاحهم وكثيرا من مصنفاتهم ، ومن هؤلاء : شمس الدين محمد بن يوسف القرشي الكرماني البغدادي الشافعي ، وشهاب الدين أبو العباس أحمد بن الحسن الحنفي النحوي ، وشرف الدين محمد بن بكتاش التستري البغدادي الشافعي ، وقاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ابن جماعة الدمشقي المصري ، وشمس الدين محمد بن عبد الله البغدادي الحنبلي القارئ الحافظ ، والقاضي إبراهيم بن عبد الرحيم ابن جماعة الشافعي ، وشمس الدين أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن البغدادي المالكي ، وعبد الصمد بن إبراهيم بن الخليل شيخ دار الحديث ببغداد.

وكان الشهيد علاّمة في الفقه ، محيطا بدقائقه ، عالما بالأصول ، محدّثا ، أديبا ، شاعرا ، ذا ذهن سيّال ، وعقلية متفتحة ، ونظر ثاقب.

ولا يجدب الأفكار مثل تعسّف

ولا يخصب الأفكار مثل التفتّح (١)

وهو ممن ترك آثارا واضحة على الفقه الشيعي تجديدا وتطويرا وتنقيحا.

قال فخر المحققين في حق تلميذه المترجم : الإمام العلاّمة الأعظم ، أفضل علماء العالم.

وقال شمس الدين الكرماني (٢) الشافعي في إجازته له : إمام الأئمّة ،

__________________

(١) لمعاصرنا السيّد محمود البغدادي.

(٢) أخذ عن والده وغيره بكرمان ، وطاف عدّة بلدان ، ثم استوطن بغداد ، وصنّف كتبا في ـ العربية والكلام والمنطق ، وشرح البخاري وتوفي سنة ( ٧٨٦ ه‍ ). انظر : طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة : ٣ / ١٨٠ برقم ٧٠٧.

٥١٦

صاحب الفضلين ، مجمع المناقب والكمالات الفاخرة ، جامع علوم الدنيا والآخرة.

وقال شمس الدين أبو الخير الجزري الشافعي في وصفه : شيخ الشيعة والمجتهد في مذهبهم ، وهو إمام في الفقه والنحو والقراءة ، صحبني مدة مديدة ، فلم اسمع منه ما يخالف السنّة.

وقال عنه نور الدين الكركي (١) : شيخنا الإمام ، شيخ الإسلام ، علاّمة المتقدمين ، ورئيس المتأخرين ، حلاّل المشكلات ، وكشّاف المعضلات ، صاحب التحقيقات الفائقة ، والتدقيقات الرائقة ، حبر العلماء ، وعلم الفقهاء.

وكان الشهيد يقيم مددا غير قصيرة في دمشق ، فاتسعت شهرته ، وعظمت مكانته في النفوس ، فالتفوا حوله ، وأخذوا عنه وتفقّهوا به ، وحضر مجدلسه العلماء من مختلف المذاهب ، وسعى في نشر التشيّع في جو من التآلف ، ونبذ الخلافات ، وجدّ في التحريض والردّ على أهل البدع ( أمثال محمد اليالوش وأتباعه ).

وكانت له علاقات وثيقة ومراسلات مع ملك خراسان علي (٢) بن المؤيد ،

__________________

(١) هو أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي العاملي. الملقّب بالمحقّق الثاني ( ٨٧٨ ـ ٩٤٠ ه‍ ) : من كبار مجتهدي الإمامية ، ارتحل إلى مصر والعراق ثم أقام بإيران ، وتقدّم عند الشاه ( طهماسب ) ، وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى.

(٢) من ملوك السربدارية الشيعة الذي حكموا خراسان بعد وفاة محمد خدابنده ، وكان علي بن المؤيد آخر من حكم منهم ، ولي سنة ( ٧٦٦ ه‍ ) ، واهتم بنشر التشيع وبالشؤون الفكرية

٥١٧

يرجع تاريخها إلى أيام إقامته في العراق. وفي السنوات الأخيرة من عمر الشهيد كتب إليه الملك المذكور رسالة التمس فيها منه التوجه إلى بلاده ليكون مرجعا للخراسانيين ، فأبى واعتذر له ، ثم صنّف له في مدة سبعة أيام كتاب « اللمعة الدمشقية في فقه الإمامية » وبعث بها إليه.

وثقل أمر الشهيد على خصومه ( من المتعصّبين والمبتدعين والنفعيّين ) فتقرّر حبسه في قلعة دمشق ، فلبث فيها سنة كاملة ، ثم عمل محضر نسبت فيه إليه أقاويل منكرة ، ورفع إلى القاضي برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحيم ابن جماعة ـ وكان ممن يضمر العداوة له ـ فأنفذه إلى القاضي المالكي ، فعقد مجلسا حضره القضاة وغيرهم ، وأنكر الشهيد التهم الموجهة إليه ، لكن القاضي أفتى بإباحة دمه.

وقد تفقّه بالشهيد وروى عنه جماعة ، منهم : أولاده جمال الدين أبو منصور الحسن ، وضياء الدين أبو القاسم علي ، ورضي الدين أبو طالب محمد ، وابنته الفقيهة أم الحسن فاطمة المعروفة بست المشائخ ، وزوجته الفقيهة أم علي ، والسيد بدر الدين الحسن بن أيوب الشهير بابن الأعرج الأطراوي العاملي ، وعبد الرحمن العتائقي ، وأبو عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري الحلي ، وأبو جعفر محمد بن تاج الدين عبد العلي بن نجدة الكركي ، وشمس الدين محمد بن علي بن موسى ابن الضحاك الشامي ، وشمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن زهرة الحسيني الحلبي ، وعز الدين الحسن بن سليمان بن محمد الحلّي ، وزين الدين أبو الحسن

__________________

والعمرانية ، وتوفي سنة ( ٧٩٥ ه‍ ). انظر « الروضة البهية » المقدمة ، بقلم الشيخ محمد مهدي الآصفي.

٥١٨

علي بن الحسن بن محمد الخازن الحائري ، وعز الدين الحسين بن محمد بن هلال الكركي ، وآخرون.

وصنّف كتبا كثيرة ، معظمها في الفقه ، منها : اللمعة الدمشقية (١) ( مطبوع مع شرحه الروضة البهية في عشرة أجزاء ) ، الدروس الشرعية في فقه الإمامية (٢) ( مطبوع ) ، ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة (٣) ( مطبوع ) ، البيان في الفقه (٤) ( مطبوع ) ، الرسالة الألفية ( مطبوعة ) في فقه الصلاة ، الرسالة النفلية ( مطبوعة ) ، غاية المراد في شرح « الإرشاد » للعلاّمة الحلّي ( مطبوع ) ، القواعد والفوائد (٥) ( مطبوع ) في الفقه ، تفسير الباقيات الصالحات ( مطبوع ) ، جامع البين من فوائد الشرحين (٦)

__________________

(١) قال عنه الشهيد الثاني : المختصر الشريف ، والمؤلّف المنيف ، المشتمل على أمّهات المطالب الشرعية.

(٢) وهو من أدق كتب الشهيد الفقهية وأشهرها ، بديع التنظيم ، وقد نقل فيه آراء كثير من فقهاء الإمامية كابن بابويه والعماني وابن الجنيد ، وغيرهم من الذين لم تصل إلينا كتبهم.

(٣) كتاب استدلالي مسهب في الفقه ، خرج منه الجزء الأوّل ، ولم يتمه.

(٤) كتاب مختصر خال من الاستدلال ، مشتمل على كثير من الأقوال ، جمع فيه بين سهولة العبارة ومتانتها ، خرج منه : الطهارة والصلاة والزكاة والخمس وشيء من الصوم ، ولم يتمه.

(٥) قال عنه محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي العاملي في شرحه له : كتاب لم ينسج أحد على منواله ، ولم يظفر فاضل بمثاله ، انطوى على تحقيقات هي لطائف الأسرار ، واحتوى على اعتبارات هي عرائس الأفكار ، وقال عنه الطهراني : هو من الكتب الممتعة التي دارت عليها رحى التدريس ، وعلّقت عليه حواش وشرح بشروح. انظر حول هذا الكتاب : غاية المراد في شرح نكت الإرشاد ، المقدمة.

(٦) والشرحان لأستاذيه الأخوين عميد الدين عبد المطلب وضياء الدين عبد الله على كتاب

٥١٩

في أصول الفقه ( مخطوط ) ، الأربعون حديثا ( مطبوع ) ، أجوبة مسائل الفاضل المقداد ( مطبوع ) ، أجوبة مسائل الأطراوي ، والمزار ( مطبوع ).

وقد اعتنى العلماء بكثير من كتبه الفقهية شرحا وتعليقا وتدريسا.

قتل شهيدا بدمشق في تاسع جمادى الأولى سنة ست وثمانين وسبعمائة ، ثم صلب ثم أحرق ، وذلك في عهد السلطان برقوق (١) ونائبه بالشام بيدمر (٢).

__________________

« تهذيب طريق الوصول إلى علم الأصول » لخالهما العلاّمة الحلّي.

(١) برقوق بن أنص ـ أو أنس ـ العثماني ، الملك الظاهر ( المتوفّى ٨٠١ ه‍ ) : أوّل من ملك مصر من الشراكسة ، جلبه إليها أحد تجار الرقيق ( واسمه عثمان ) فباعه فيها منسوبا إليه ، ثم اعتق ، وولي عدة مناصب ، ثم انتزع السلطنة من آخر بني قلاوون سنة ( ٧٨٤ ه‍ ) ، وانقادت له مصر والشام. انظر الأعلام : ٢ / ٤٨.

(٢) ذكره ابن كثير في عدة مواضع من « البداية والنهاية » ج ١٤.

٥٢٠