بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني

بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

المؤلف:

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني


المحقق: السيّد محمّد حسن الموسوي
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات ذوي القربى
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-518-351-4
ISBN الدورة:
978-964-518-249-4

الصفحات: ٨٢٠

وارتحل إلى العراق ، فأقام في كربلاء ـ وكانت يومذاك من ألمع المراكز العلمية ـ فحضر على فقيه عصره محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني المعروف بالأستاذ الوحيد ، وتخرّج على يديه.

وله مشايخ آخرون ، منهم : يوسف البحراني الحائري صاحب « الحدائق الناضرة » ، ومحمد مهدي بن محمد صالح الفتوني النجفي.

وجدّ في طلب العلم ، مستهينا في سبيله بجميع شؤون الحياة.

وعاد إلى بلاده ، فاستقرّ بكاشان ، وانتصب بها للتدريس والتأليف ، وتوافد عليه طلاب العلم ، حتّى انتعشت الحياة العلمية بالمدينة ، وحفلت بالعلماء.

تتلمذ عليه وانتفع به كثير من العلماء ، منهم : ابنه الفقيه الشهير أحمد ( المتوفّى ١٢٤٥ ه‍ ) ، والسيد محمد باقر بن محمد تقي الرشتي الأصفهاني الشهير بحجّة الإسلام ، والسيد محمد تقي بن عبد الحي الكاشاني ، ومحمد إبراهيم بن محمد حسن الكلباسي ، ومحمد جعفر بن صفر خان بن عبد الله الهمداني ( المتوفّى ١٢٣٩ ه‍ ) ، وغيرهم.

وصنّف كتبا ورسائل في فنون شتى ، منها : معتمد الشيعة في أحكام الشريعة ، لوامع الأحكام في فقه شريعة الإسلام ، التحفة الرضوية في المسائل الدينية بالفارسية في الطهارة والصلاة ، أنيس الحجاج بالفارسية في مسائل الحجّ والزيارات ، المناسك المكية في مسائل الحجّ ، رسالة في صلاة الجمعة ، أنيس التجار بالفارسية في فروع التجارة لعمل المقلّدين ، التجريد ( مطبوع ) في أصول الفقه ، أنيس المجتهدين في أصول الفقه ، رسالة جامعة الأصول ، أنيس الموحدين ( مطبوع مع « كنز الرموز » ) بالفارسية في أصول الدين ، كنز الرموز ( مطبوع ) في

٦٤١

بعض الآداب الشرعية ، قرة العيون في معنى الوجود والماهية ، رسالة اللمعة الإلهية ( مطبوعة ) في الحكمة المتعالية ، شرح إلهيات « الشفاء » لابن سينا ، جامع السعادات ( مطبوع ) في الأخلاق ، المستقصى في علوم الهيئة ، توضيح الإشكال بالفارسية في شرح تحرير اقليدس الصوري في الهندسة ، رسالة في الحساب ، نخبة البيان ( مطبوع ) بالفارسية في التشبيه والاستعارة ، ومحرق القلوب ( مطبوع ) بالفارسية في مقتل الحسين الشهيد عليه‌السلام ، وغير ذلك.

توفّيّ بالنجف الأشرف ـ وكان قد قدمها في أواخر عمره ـ سنة تسع ومائتين وألف.

٦٤٢

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٦٣٦

٤٣٦٢

بحر العلوم (*)

( ١١٥٥ ـ ١٢١٢ ه‍ )

محمد مهدي بن مرتضى بن محمد بن عبد الكريم بن مراد الطباطبائي الحسني ، النجفي ، الملقّب ببحر العلوم ، العلاّمة المتفنّن ، الأديب ، الشاعر.

كان زعيم الطائفة الإمامية في عصره ، ومن الشخصيات الإسلامية البارزة.

ولد في كربلاء في غرة شوال سنة خمس وخمسين ومائة وألف.

ودرس العلوم العربية والمنطق وغيرها.

ثمّ حضر على والده السيد مرتضى ، وعلى يوسف البحراني صاحب الحدائق ، ومحمد باقر البهبهاني المعروف بالأستاذ الوحيد.

وانتقل إلى النجف الأشرف ، فحضر على محمد مهدي الفتوني

__________________

(*) رجال بحر العلوم ( المقدمة ) ، روضات الجنات ٧ / ٢٠٣ برقم ٦٢٥ ، قصص العلماء ١٦٨ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٢ / ٤٤ ، بهجة الآمال ٧ / ١١٦ ، ايضاح المكنون ١ / ٤٦١ ، هدية العارفين ٢ / ٣٥١ ، تنقيح المقال ٣ / ٢٦٠ برقم ٢٣١٨ ، الفوائد الرضوية ٦٧٦ ، الكنى والألقاب ٢ / ٦٧ ، هدية الأحباب ١٠٣ ، أعيان الشيعة ١٠ / ١٥٨ ، ريحانة الأدب ١ / ٢٣٤ ، الذريعة ١ / ١١٣ برقم ٥٤٩ ، مصفّى المقال ٤٦٧ ، الأعلام ٧ / ١١٣ ، معجم المؤلفين ١٢ / ٦١.

٦٤٣

( المتوفّى ١١٨٣ ه‍ ) ، ومحمد تقي الدورقي ( المتوفّى ١١٨٦ ه‍ ) ، ومحمد باقر بن محمد باقر الهزارجريبي ( المتوفّى ١٢٠٥ ه‍ ) ، وغيرهم.

ومهر في الفقه والأصول ، وتضلّع من الأخبار والحديث والرجال والتفسير.

وارتحل إلى إيران سنة ( ١١٨٦ ه‍ ) ، فاختصّ بالسيد محمد مهدي بن هداية الله الخراساني الشهيد ، وأكمل عليه علوم الفلسفة والكلام ، فأعجب الأستاذ بغزارة علمه وسعة أفقه ، فلقّبه بـ ( بحر العلوم ).

وعاد إلى النجف سنة ( ١١٩٣ ه‍ ) ، ثمّ قصد الحجّ في نفس العام ، وفي العام الذي تلاه ، وبقي هناك مدّة ، قام في أثنائها بتعيين وتثبيت مشاعر الحجّ ومواقيت الإحرام ، وإلقاء المحاضرات التي كان يحضرها أرباب المذاهب كلّها ، ومناظرة العلماء.

وكان مناظرا قديرا ، ذا اطلاع واسع على المذاهب الإسلامية وعلى التوراة ، وقد تصدى لمناظرة علماء اليهود في بلدة ذي الكفل ( القريبة من النجف ) حتى اعترفوا بالعجز وطلبوا الإمهال.

واشتهر أمر السيد بحر العلوم ، وذاع صيته ، وانتهت إليه الرئاسة بعد وفاة أستاذه البهبهاني.

وامتاز بحسن التنظيم ، حيث وزع الوظائف الدينية كالإفتاء ، وإمامة الجماعة ، وفصل الخصومات والقضاء بين الناس على علماء بلده ، وتصدّر هو للتدريس والاضطلاع بأعباء الزعامة الكبرى وإدارة شؤونها ، وازدهرت النجف في عصره علميا وأدبيا ، وحفلت بالفقهاء والأدباء.

٦٤٤

وقد حضر عليه ، وتخرّج به وروى عنه الجماء الغفير ، منهم : ابنه السيد محمد رضا ، وجعفر بن خضر الجناجي النجفي صاحب « كشف الغطاء » ، وحسين نجف ( المتوفّى ١٢٥١ ه‍ ) ، وزين العابدين السلماسي ، وسليمان بن أحمد القطيفي ، والسيد صدر الدين محمد بن صالح العاملي ، والسيد عبد الله بن محمد رضا شبّر الكاظمي ، والسيد محمد جواد العاملي النجفي صاحب « مفتاح الكرامة » ، وقاسم بن محمد محي الدين ( المتوفّى ١٢٣٧ ه‍ ) ، والسيد محسن بن حسن الأعرجي الكاظمي ، والسيد محمد رضا شبّر ، والسيد صادق الفحام ، وشمس الدين بن جمال الدين البهبهاني ، وأسد الله بن إسماعيل التستري الكاظمي ( المتوفّى ١٢٣٤ ه‍ ) ، وإسماعيل العقدائي اليزدي ، والسيد دلدار علي بن محمد معين الهندي ( المتوفّى ١٢٣٥ ه‍ ) ، وأحمد بن محمد مهدي النراقي الكاشاني (١).

وصنّف كتبا ورسائل ، منها : المصابيح في الفقه في ثلاث مجلدات ، والدرة النجفية ( مطبوعة ) وهي أرجوزة في بابي الطهارة والصلاة يتجاوز عدد أبياتها الألفين ، مشكاة الهداية وهي منثور « الدرة » لم يبرز منها إلاّ كتاب الطهارة ، رسالة في مناسك الحجّ والعمرة ، رسالة في انفعال الماء القليل ، رسالة في الأطعمة والأشربة ، رسالة في العمرة ، رسالة في انفعال الماء القليل ، رسالة في الأطعمة والأشربة ، رسالة في العصير العنبي ، مدرجة في كتابه « المصابيح » ، حاشية على « ذخيرة المعاد » في الفقه لمحمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري ( المتوفّى ١٠٩٠ ه‍ ) ، رسالة في قواعد أحكام الشكوك ، رسالة في حكم قاصد

__________________

(١) أقول : ومنهم صهره على كريمته الوحيدة الفقيه الأصولي السيد محمد المجاهد الطباطبائي المتوفى سنة ١٢٤٢. ( الموسوي ).

٦٤٥

الأربعة في السفر ، الفوائد الأصولية ( مطبوع ) ، الدرة البهية في نظم بعض المسائل الأصولية ، الفوائد الرجالية ( مطبوع ) ويعرف برجال السيد بحر العلوم وهي مشحونة بالتحقيق ، تحفة الكرام في تاريخ مكة والبيت الحرام ، وديوان معشر ، وغير ذلك.

توفي في النجف في شهر رجب سنة اثنتي عشرة ومائتين والف.

ومن شعره قوله في أهل البيت عليهم‌السلام :

« ودائع المصطفى أوصى بحفظهم

فضيّعوها فلم تحفظ ودائعه

صنائع الله بدء والأنام لهم

صنائع ، شدّ ما لاقت صنائعه

أزال أوّل أهل البغي أوّلهم

عن موضع فيه ربّ العرش واضعه

كلّ الرّزايا وإن جلّت وقائعها

تنسى ، سوى الطّفّ لا تنسى وقائعه »

٦٤٦

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٥٦٠

٤٣١٠

[ السيّد ] محمّد جواد العاملي (*)

( حدود ١١٦٠ ـ ١٢٢٦ ه‍ )

محمد جواد بن محمد بن محمد بن حيدر بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الحسيني ، العاملي الشقرائي ثمّ النجفي ، صاحب « مفتاح الكرامة » ، أحد أعلام الفقهاء ومشاهير علماء الإمامية.

ولد بشقراء ( من قرى جيل عامل ) في حدود سنة ستين ومائة وألف.

ودرس على السيد أبي الحسن موسى (١) بن حيدر بن أحمد بن إبراهيم الشقرائي.

وارتحل إلى العراق ، فحضر في كربلاء على السيد علي بن محمد علي

__________________

(*) روضات الجنات ٢ / ٢١٦ برقم ١٧٩ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٢ / ١١٩ ، هدية العارفين ١ / ٢٥٩ ، الفوائد الرضوية ٨٦ ، هدية الأحباب ١٨٢ ، أعيان الشيعة ٤ / ٢٨٨ ، ريحانة الأدب ٣ / ٣٩٦ ، تكملة أمل الآمل ١٢٦ ، الذريعة ٢ / ١١٣ برقم ٤٥١ و ٣ / ٣٦٦ و ٦ / ٩٣ ، الكرام البررة ١ / ٢٨٦ ، مصفى المقال ١١٥ ، الاعلام ٢ / ١٤٣ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ٢ / ٨٧٣ ، معجم المؤلفين ٣ / ١٦٨.

(١) المتوفّى ( ١١٩٤ ه‍ ).

٦٤٧

الطباطبائي (١) ، ثمّ على محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني المعروف بالأستاذ الوحيد ، ولازمهما مدّة.

ثمّ انتقل إلى النجف ، فحضر على السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ، وجعفر بن خضر الجناجي النجفي صاحب « كشف الغطاء » ، وحسين بن نجف ، وظلّ ملازما لبحوثهم زمنا طويلا.

وحصل على إجازات من مشايخه المذكورين ، ومن الميرزا أبو القاسم بن محمد حسن الجيلاني القمي صاحب القوانين.

وتبحّر في الفقه والأصول ، وتتبّع أقوال وآراء فقهاء الإمامية ، واطّلع على أقوال فقهاء السنّة.

واشتهر في الأوساط العلمية ، وعرف بغزارة الاطلاع والضبط والاتقان ، وبشدة تثبته وخبرته بعلم الرجال.

وتصدى للتدريس ، وأكب على التأليف ، ولم يتخلّ عنه حتى في الظروف الاستثنائية التي مرّت بها النجف أيّام محاصرة الوهابيين لها.

وقد تتلمذ عليه وروى عنه طائفة ، منهم : محمد حسن بن باقر النجفي صاحب الجواهر ، ومحمد جواد بن محمد تقي البياتي النجفي المعروف بملا كتاب ، ومهدي بن محمد حسين ملا كتاب ، والسيد علي بن محمد الأمين العاملي ، والسيد صدر الدين بن صالح بن محمد العاملي ، ومحمد علي بن محمد باقر الهزار جريبي النجفي ، وأحمد بن لطف علي بن محمد صادق التبريزي الشهير بالمجتهد ، والسيد أحمد بن محمد الأمين بن أبي الحسن موسى الشقرائي العاملي ، والسيد حبيب بن

__________________

(١) أقول : وهو ابن أخت الوحيد وصهره على كريمته المعروف بصاحب الرّياض. ( الموسوي ).

٦٤٨

أحمد بن مهدي زوين ، ومحمد رضا بن زين العابدين بن محمد الأسدي سبط المترجم ، والسيد إبراهيم النواب بن عبد الفتاح المرعشي اليزدي ، وغيرهم.

وصنّف كتبا ورسائل ، منها : مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلاّمة ( مطبوع في ٢١ مجلدا ) (١) في الفقه وهو من أكبر تصانيفه وأحسنها وأشهرها ، حاشية على كتاب الطهارة من « مدارك الأحكام » للسيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي ، شرح كتاب الطهارة من « الوافي » للفيض الكاشاني ، حاشية على كتاب الدين والرهن من « قواعد الأحكام » للعلاّمة الحلّي ، حواش على « الروضة البهية » في الفقه للشهيد الثاني لم تتم ، حاشية على كتاب التجارة من « قواعد الأحكام » للعلاّمة الحلي ، شرح « الوافية » في أصول الفقه للفاضل التوني في مجلدين ، رسالة في العصيرين العنبي والتمري ، رسالة في مسألة الشك في الشرطية والجزئية من العبادات ، رسالة في أصل البراءة ، رسالة الرحمة الواسعة في المضايقة والمواسعة ، رسالة في علم التجويد ( مطبوعة ) ، منظومة في الرضاع ، منظومة في الزكاة ، ومنظومة في الخمس ، وغير ذلك.

توفّي بالنجف الأشرف سنة ست وعشرين ومائتين وألف ، ودفن في إحدى حجرات الصحن العلويّ المطهّر.

__________________

(١) وهو من تحقيق الأستاذ علي أصغر مرواريد ، وكان قد طبع قبل ذلك في عشرة مجلدات ضخام ، ويعتبر الكتاب من أنفس الكتب الفقهية ، وقد أورد فيه مؤلفه آراء الفقهاء بكامل الدقة والتفصيل ، ويعد الجزء الخاص منه بالمواريث من أحسن ما كتب فيه ، وكان السيد المحقّق البروجردي ( المتوفّى ١٣٨٠ ه‍ ) يثني على « مفتاح الكرامة » كثيرا ، ويصدر عنه في دروسه الفقهية.

٦٤٩

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٤٣٨

٤٢٢٦

المحقّق الأعرجي (*)

( حدود ١١٣٠ ـ ١٢٢٧ ه‍ )

محسن بن حسن بن مرتضى بن شرف الدين بن نصر الله الحسيني الأعرجي ، السيد أبو الفضائل الكاظمي البغدادي ، أحد أعلام العلماء في عصره.

كان فقيها إماميا مجتهدا ، أصوليا ، محقّقّا ، أديبا ، شاعرا ، زاهدا ، ناسكا.

ولد ببغداد في حدود سنة ثلاثين ومائة وألف.

واشتغل بالتجارة والكسب ، وكان في أثناء ذلك يدرس علوم العربية.

ثمّ حبّب إليه طلب العلم والتفرّغ له ، فانتقل إلى النجف الأشرف بعد أن جاوز الثلاثين من عمره ، وتتلمذ على كبار الفقهاء كمحمد باقر بن محمد أكمل

__________________

(*) روضات الجنات ٦ / ١٠٤ برقم ٥٦٦ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٣ / ٣٩٩ ، إيضاح المكنون ٤ / ٢٠ ، ٤٤٣ ، ٧٠١ ، هدية العارفين ٢ / ٦ ، الفوائد الرضوية ٣٧٣ ، الكنى والألقاب ٣ / ١٥٦ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٦ ، ريحانة الأدب ٥ / ٢٣٦ ، الذريعة ٢ / ١١٥ برقم ٤٦٠ وغير ذلك ، الأعلام ٥ / ٢٨٦ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ١ / ١٦١ ، معجم المؤلفين ٨ / ١٨٢.

٦٥٠

المعروف بالوحيد البهبهاني ، والسيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي (١) ، وغيرهما.

وروى عن سليمان بن معتوق العاملي الكاظمي وعن جعفر كاشف الغطاء إجازة.

وتبحّر في الفقه والأصول ، ونظم الشعر.

سكن الكاظمية ( ببغداد ) وتصدى للتدريس والتأليف ، وطار صيته.

وكانت عباراته في غاية الفصاحة والبلاغة ، وإذا كتب فكأنّه خطيب على منبر.

تتلمذ عليه وأخذ عنه لفيف من العلماء ، منهم : ابناه الفقيهان حسن وكاظم (٢) ، وعبد الحسين بن محمد علي الأعسم النجفي ، والسيد صدر الدين محمد ابن صالح بن محمد الموسوي العاملي ، ومحمد إبراهيم بن محمد حسن الكلباسي ، والسيد عبد الله بن محمد رضا شبرّ الكاظمي ، والسيد أحمد البصري الكاظمي ، وطالب بن حسن بن هادي الأسدي الكاظمي ، والسيد محمد باقر بن محمد تقي الشفتي المعروف بحجة الإسلام ، والسيد إبراهيم بن محمد علي بن راضي الأعرجي ، وعلي بن صالح بن منصور الكوثراني ، وغيرهم.

__________________

(١) كيف يتتلمذ عليه وبحر العلوم لم يولد بعد أو هو لا يزال يعيش أيّام الطفولة وذلك لان بحر العلوم ولد سنة ١١٥٥ ه‍ إلا ان يكون قد درس عنده في أخريات العقد الخامس من عمره مثلا والله العالم. ( الموسوي ).

(٢) أنظر ترجمتهما في نهاية الجزء ١٣ من موسوعة طبقات الفقهاء تحت عنوان ( الفقهاء الذين لم نظفر لهم بتراجم وافية ).

٦٥١

وصنّف كتبا منها : وسائل الشيعة إلى أحكام الشريعة ( مطبوع ) في الفقه ، سلالة الاجتهاد في الفقه ، الوافي في شرح « الوافية » في أصول الفقه لعبد الله التوني ، المحصول في شرح « وافية الأصول » المذكورة ، كتاب في الصلاة ، شرح مقدمات « الحدائق الناضرة » ليوسف البحراني ، أصالة البراءة ، منظومة في الأشباه والنظائر ، تلخيص « الاستبصار » للشيخ الطوسي ، حاشية على « المصباح المنير » في اللغة للفيّومي ، عدة الرجال ( مطبوع ) أنجز منه الفوائد الرجالية ، وديوان شعر.

توفّي سنة سبع وعشرين ومائتين وألف ، وقد ذرّف على التسعين ، وقيل في تاريخ وفاته ( بموتك محسن مات الصلاح ) ، ودفن في الكاظمية ، وقبره مزور وعليه قبّة.

ومن شعره ، قوله في رثاء الحسين عليه‌السلام.

فؤاد لا يزال به اكتئاب

ودمع لا يزال له انصباب

على من أورث المختار حزنا

تذوب لوقعه الصمّ الصلاب

ومات لموته الإسلام شجوا

وذلّت يوم مصرعه الرّقاب

يقبّل نحره المختار شوقا

وتدميه الأسنّة والحراب

فيا لله من رزء جليل

وهت منه الشوامخ والهضاب

٦٥٢

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ١٦٠

٤٠٢٢

[ الشيخ الأكبر جعفر ] كاشف الغطاء (*)

( ١١٥٦ ـ ١٢٢٧ ، ١٢٢٨ ه‍ )

جعفر بن خضر بن محمد يحيى بن سيف الدين المالكي ، الجناجي الأصل ، النجفي ، زعيم الطائفة الإمامية في عصره ، صاحب « كشف الغطاء » ، ويعرف بالشيخ الأكبر.

ولد في النجف الأشرف سنة ست وخمسين ومائة وألف (١).

وأخذ بها عن : والده ، ومحمد تقي الدورقي النجفي ، والسيد صادق بن علي الفحام ، ومحمد مهدي الفتوني العاملي النجفي وانتفع به كثيرا.

وتوجّه إلى كربلاء ، فحضر بحوث الفقيه الشهير محمد باقر بن محمد

__________________

(*) روضات الجنات ٢ / ٢٠٠ برقم ١٧٤ ، هدية العارفين ٥ / ٢٥٦ ، ايضاح المكنون ٣ / ٤١٠ ، ٥٥٩ و ٤ / ١٤٩ ، الفوائد الرضوية ٧٠ ، الكنى والألقاب ٣ / ١٠١ ، معارف الرجال ١ / ١٥٠ برقم ٦٨ ، أعيان الشيعة ٤ / ٩٩ ، العبقات العنبرية ٤٨ ، ريحانة الأدب ٥ / ٢٤ ، الذريعة ٣ / ١٣٣ برقم ٤٥١ ، الكرام البررة ٢٤٨ برقم ٥٠٦ ، الأعلام ٢ / ١٢٤ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ٣ / ١٠٣٨ ، معجم المؤلفين ٣ / ١٣٩ ، فرهنگ بزرگان ١٢٧.

(١) وقيل : سنة ( ١١٥٤ ه‍ ) ، وقيل : سنة ( ١٢٤٦ ه‍ ) ، وقد أثبتنا ما صحّحه الطهراني في « الكرام البررة ».

٦٥٣

أكمل البهبهاني.

وعاد إلى النجف ، فحضر مدة يسيرة على السيد محمد مهدي بحر العلوم ، وكان شريكه في الدرس عند البهبهاني.

وتبحّر في الفقه وأحاط بمسائله ، وعرف بغزارة علمه وقوّة استنباطه.

واشتهر في عهد مرجعية (١) السيد محمد مهدي بحر العلوم الذي كان يرشد الناس إلى تقليده والأخذ بفتاواه.

ثمّ استقل المترجم بالأمر ونهض بأعباء المرجعية بعد وفاة السيد بحر العلوم في سنة ( ١٢١٢ ه‍ ) ، وأبدى نشاطا واسعا في ترويج الدين ، ونشر علوم أهل البيت عليهم‌السلام ، وإقامة الأحكام ، ورعاية المصالح العامة ، ومناهضة البدع.

وسمت مكانته ، وصار من الشخصيات البارزة في عصره ، محترما لدى الدولتين العثمانية والإيرانية ، مرجوعا إليه في الملمّات.

وكان خطيبا مفوّها ، أديبا ، شاعرا ، من أكابر أساتذة الفقه والأصول.

وأخذ عنه وتخرج به الجماء الغفير ، منهم : أولاده موسى وعلي وحسن ، وأسد الله (٢) بن إسماعيل التستري ، والسيد صدر الدين محمد بن صالح العاملي (٣) ، ومحمد إبراهيم بن محمد حسن الكلباسي ، والسيد حبيب بن أحمد بن

__________________

(١) لم تكن للسيّد مرجعيّة دينيّة وانما كانت له زعامة في التدريس وأما المرجعيّة في الأحكام فكانت مفوّضة إلى المترجم. ( الموسوي ).

(٢) وهو صهره الأكبر على كريمته. ( الموسوي ).

(٣) وهو صهره الآخر على كريمته الأخرى. ( الموسوي ).

٦٥٤

مهدي زوين ، والسيد سليمان الطباطبائي النائيني اليزدي ، وخضر بن شلال العفكاوي النجفي ، والسيد علي بن محمد الأمين العاملي ، وعلاء الدين بن أمين الدين الطريحي ، والسيد علي بن إسماعيل الغريفي البحراني ، ومحسن بن محمد بن خنفر الباهلي ، وراضي بن نصار العبسي النجفي (١).

وصنّف كتبا ورسائل ، منها : كشف الغطاء عن خفيات مبهمات الشريعة الغراء (٢) ( مطبوع ) ، القواعد الجعفرية في شرح بعض أبواب المكاسب من « قواعد الأحكام » للعلاّمة الحلي ويشتمل على أكثر القواعد الفقهية ، رسالة فتوائية في الطهارة والصلاة سمّاها بغية الطالب في معرفة المفروض والواجب ، شرح كتاب الطهارة من « شرائع الإسلام » للمحقّق الحلي ، شرح « الهداية » في الفقه للسيد محمد مهدي بحر العلوم ، مختصر « كشف الغطاء » ، غاية المأمول في علم الأصول ، رسالة منهج الرشاد لمن أراد السداد ( مطبوعة ) في الرد على الوهابيين وهي جواب كتاب ورد إليه من الأمير سعود بن عبد العزيز ، ورسالة الحقّ المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة الأخباريين ( مطبوعة ) ، وغير ذلك من المؤلّفات وأجوبة المسائل والإجازات.

توفّي في شهر رجب سنة سبع وعشرين ومائتين وألف ، وقيل ثمان وعشرين ، ويؤيد الأوّل ما قيل في تاريخ وفاته : « العلم مات يوم فقدك جعفر ».

__________________

(١) ومنهم : محشّي المعالم شيخ المحققين صاحب « هداية المسترشدين » الشيخ محمد تقي الرازي الاصفهاني وهو الآخر من أصهاره على كريمته الثالثة. ( الموسوي ).

(٢) أفرد الفن الأوّل منه في أصول الدين ، وسمّاه العقائد الجعفرية ، والفن الثاني في بعض المسائل الأصولية ، والفن الثالث في الفروع الفقهية.

٦٥٥

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٥١

٣٩٤٤

الميرزا القمي (*)

( ١١٥١ ـ ١٢٣١ ه‍ )

أبو القاسم بن محمد حسن ( حسن ) بن نظر علي الجيلاني الشفتي الرشتي الأصل ، القمّي ، المعروف بالميرزا القمي وبالمحقّق القمي ، صاحب « القوانين المحكمة ».

كان فقيها مجتهدا ، أصوليّا ، محقّقا كثير الاطّلاع ، من أعلام الإمامية.

ولد في جاپلق ( من أعمال بروجرد ) سنة إحدى وخمسين ومائة وألف.

ودرس على أبيه العلوم الأدبية.

وسافر إلى خوانسار ، فأقام بها عدّة سنين تتلمذ خلالها على السيّد الحسين (١) بن جعفر بن الحسين الخوانساري ( المتوفّى ١١٩١ ه‍ ) ، وصاهره على

__________________

(*) روضات الجنات ٥ / ٣٦٩ برقم ٥٤٧ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٣ / ٣٩٩ ، الكنى والألقاب ١ / ١٤٢ / معارف الرجال ١ / ٤٩ برقم ٢٢ ، أعيان الشيعة ٢ / ٤١١ ، ريحانة الأدب ٦ / ٦٨ ، الذريعة ١٧ / ٢٠٢ برقم ١٠٨١ ، الكرام البررة ١ / ٥٢ برقم ١١٣ ، الأعلام ٥ / ١٨٣ ، موسوعة مؤلفي الإمامية ٢ / ٥١٤.

(١) أقول : وهو جدّ صاحب الروضات ، وهو غير المحقق آغا حسين الخوانساري قدس‌سره الذي ـ مرّت ترجمته في القرن الحادي عشر. ( الموسوي ).

٦٥٦

شقيقه ، وأجيز منه.

وارتحل إلى العراق ، فحضر في كربلاء على زعيم عصره محمد باقر بن محمّد أكمل البهبهاني ، ولازم بحوثه في الفقه والأصول مدّة طويلة ، وحصل منه على إجازة.

وروي أيضا عن : محمد مهدي بن محمد الفتوني العاملي ثمّ النجفي ، ومحمّد باقر بن محمد باقر الهزارجريبي ثمّ النجفي.

وعاد إلى إيران ، وتنقّل في بعض قراها ومدنها كأصفهان وشيراز ، وزاول التدريس فيها ، ثمّ استقرّ في قم ، وعكف على التدريس والبحث والتأليف ، وتصدى لإمامة الجمعة والجماعة ، ولإرشاد الخلق.

وطار ذكره ، وقصده العلماء ورجعت إليه العامة في تقليدها.

وقد تخرّج من حوزته وانتفع به وروي عنه الجمّ الغفير ، منهم : السيد محمد باقر بن محمد تقي الرشتي الأصفهاني ، والسيد عبد الله بن محمد رضا شبّر الكاظمي ، ومحمد إبراهيم بن محمد حسن الكلباسي ، وأسد الله بن إسماعيل التستري الكاظمي ، والسيّد محسن الأعرجي الكاظمي ، ومحمد على بن محمد باقر ابن محمد باقر الهزار جريبي ، وأحمد بن محمد علي بن محمد باقر البهبهاني الكرمانشاهي ، وأسد الله بن عبد الله البروجردي ، وصهره الميرزا أبو طالب بن أبي المحسن الحسيني القمي.

٦٥٧

وصنّف رسائل جمّة وكتبا ، منها : القوانين المحكمة (١) ( مطبوع ) في أصول الفقه ، حاشية على « القوانين المحكمة » ( مطبوعة على هامش القوانين ) ، غنائم الأيّام ( مطبوع ) في الفقه ، مناهج الأحكام ( مطبوع ) في الفقه ، معين الخواص في الفقه ، مرشد العوام بالفارسية في الفقه ، جامع الشتات ( مطبوع ) في أجوبة المسائل أكثره بالفارسية ، رسالة في عموم حرمة الربا لسائر عقود المعاوضات ، رسالة في الجزية ( مطبوعة آخر « غنائم الأيّام » ) ، رسالة في جواز الحكومة الشرعية والقضاء والتحليف بتقليد المجتهد ، رسالة في الحجّ ، رسالة في حكم الطلاق بدعوى الوكالة ( مطبوعة ضمن « جامع الشتات » ) ، رسالة في الزكاة والخمس. رسالة في الزكاة بالفارسية ، رسالة في صلاة الجمعة ، رسالة عملية في الطهارة والصلاة مع أحكام الجنائز ، رسالة في ميراث الزوجة ، رسالة في البيع ، رسالة في مسائل الاحتياط ( مطبوعة ضمن « جامع الشتات » ، رسالة في الصوم بالفارسية ، رسالة في دعوى فسق الحاكم أو الشهود ( مطبوعة ضمن « جامع الشتات » ) ، حاشية على « زبدة الأصول » لبهاء الدين العاملي ، حاشية على « شرح مختصر ابن الحاجب » في أصول الفقه لعضد الدين عبد الرحمان الإيجي ، شرح الرسالة « الألفية » في فقه الصلاة للشهيد الأوّل ، رسالة في المنطق ، رسالة في العقل ، رسالة في الرد على ( هنري مارتن ) (٢) ، رسالة في الرد على الصوفية بالفارسية ، منظومة

__________________

(١) كان مدارا للبحث والدراسة في الحوزات العلمية ، وقد عني كثير من العلماء بشرحه والتعليق عليه.

(٢) قسّ سعى إلى نشر الدين المسيحي في الهند وايران وله بحوث أشكل بها على عقائد المسلمين.

٦٥٨

في التجويد سماها نظم اللآلي ( مطبوعة ) ، منظومة في البديع ، منظومة في علم البيان ، وديوان شعر بالعربية والفارسية ، وغير ذلك كثير.

توفّى سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف بقمّ.

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٤١٣

٤٢٠٥

[ السيّد علي ] الطباطبائي (*)

( ١١٦١ ـ ١٢٣١ ه‍ )

علي بن محمد علي بن أبي المعالي الصغير بن أبي المعالي الكبير الطباطبائي الحسني ، الحائري ، صاحب « رياض المسائل ».

كان فقيها مجتهدا إماميا ، أصوليّا ، محقّقا ، مدرّسا ، من الأعلام.

ولد في الكاظمية ( ببغداد ) سنة إحدى وستين ومائة وألف.

ونشأ في الحائر ( كربلاء ) ، وتتلمذ على ابن خاله محمد على بن محمد باقر البهبهاني.

__________________

(*) روضات الجنات ٤ / ٣٩٩ برقم ٤٢٢ ، تنقيح المقال ٢ / ٢٨٤ ، معجم العربية ٢ / ١٢٢٦ ، لغتنامه دهخدا ١٠ / ١٤٣٢٥ ( على ) ، هدية الأحباب ٤١٤ ، منتهى المقال ٢٢٩ ، أعيان الشيعة ٨ / ٣١٤ ، ريحانة الأدب ٣ / ٣٧٠ ، الذريعة ١١ / ٣٣٦ برقم ١٩٩٩ وغير ذلك ، الأعلام ٥ / ١٧ ، معجم المؤلفين ٧ / ٢٢٢ ، فرهنگ بزرگان ٣٨٧.

٦٥٩

وفاق في مدة يسيره.

ثمّ حضر على خاله فقيه عصره محمد باقر محمد أكمل البهبهاني الحائري وتخرّج به ، وصاهره على ابنته ، وروى عنه وعن السيد عبد الباقي بن محمد حسين الخاتونه آبادي.

وقيل إنّه حضر على الشيخ يوسف البحراني صاحب « الحدائق الناضرة » وتضلّع من الفقه وأصوله ، وتصدّر للتدريس والفتيا ، واشتهر وصار من أبرز علماء عصره.

حضر عليه ، وتخرّج به جمع من العلماء ، منهم : ابنه السيد محمد المجاهد صاحب « المناهل » ، والسيد محمد جواد العاملي النجفي صاحب « مفتاح الكرامة » ، والسيّد محمد باقر بن محمد تقي الرشتي الأصفهاني الشهير بحجّة الإسلام ، وأسد الله بن إسماعيل التستري الكاظمي صاحب « مقابس الأنوار » ، والعالم الرجالي أبو علي الحائري صاحب « منتهى المقال » ، وعلي أشرف بن أحمد الطسوجي الحائري ، ومحمد تقي ومحمد صالح البرغانيان » ، وشمس الدين بن جمال الدين البهبهاني الخراساني ، وحسين بن محمد علي الأعسم النجفي ، ومحمد إسماعيل بن محمد على بن محمد باقر البهبهاني الكرمانشاهي ، والسيّد صدر الدين محمد بن صالح العاملي ، والسيّد محمد تقي بن عبد الحي الكاشاني المعروف بپشت مشهدي ، وأحمد بن لطف علي القرجة داغي المجتهد ، وخلف بن عسكر الكربلائي (١).

__________________

(١) ومنهم : الأصولي الشهير شريف العلماء المازندراني أعلى الله تعالى مقامه الشريف. ـ ( الموسوي ).

٦٦٠