بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني

بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

المؤلف:

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني


المحقق: السيّد محمّد حسن الموسوي
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات ذوي القربى
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-518-351-4
ISBN الدورة:
978-964-518-249-4

الصفحات: ٨٢٠

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣٠ / ٥٦٥

٦٣١٣

صاحب الجواهر (*)

( ... ـ ١٢٦٦ ه‍ )

محمد حسن بن باقر بن عبد الرحيم بن محمد ( الصغير ) بن عبد الرحيم النجفي ، صاحب الموسوعة الفقهية « جواهر الكلام ».

كان من أكابر فقهاء الإمامية ، ونوابغ علماء عصره.

ولد في النجف الأشرف ، وأخذ المقدمات وغيرها عن : حسن محيي الدين الحارثي الجامعي ، وقاسم بن محمد بن أحمد محيي الدين الحارثي الجامعي ( المتوفّى ١٢٣٧ ه‍ ) ، والسيد حسين بن أبي الحسن موسى الشقرائي النجفي.

__________________

(*) تكملة نجوم السماء ١ / ٧١ ، روضات الجنات ٢ / ٣٠٤ برقم ٢٠٦ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٢ / ١١٤ برقم ١ ، إيضاح المكنون ١ / ٣٧٨ ، قصص العلماء ١٠٣ ، الفوائد الوضوية ٤٥٢ ، الكنى والألقاب ٢ / ١٧٥ ، هدية الأحباب ١٧١ ، معارف الرجال ٢ / ٢٢٩ برقم ٣٢٦ ، أعيان الشيعة ٩ / ١٤٩ ، ريحانة الأدب ٣ / ٣٥٧ ، ماضي النجف وحاضرها ٢ / ١٢٨ برقم ٢٣ ، الذريعة ٥ / ٢٧٥ برقم ١٢٩٦ ، الكرام البررة ١ / ٣١٠ برقم ٦٣٢ ، شهداء الفضيلة ٢٥٠ ، الأعلام ٦ / ٩٢ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ١ / ٣٧١ ، معجم المؤلفين ٩ / ١٨٤ ، مع علماء النجف الأشرف ١ / ٦٨١ ، زندگانى وشخصيت شيخ انصاري ٣٢٣ ، فرهنگ بزرگان ٤٩٣.

٧٠١

وحضر على أعلام عصره : السيد محمد جواد العاملي النجفي صاحب « مفتاح الكرامة » ، وجعفر بن خضر الجناجي النجفي صاحب « كشف الغطاء » ، وابنه موسى كاشف الغطاء (١).

وروى عن بعض أساتذته المذكورين ، وعن أحمد بن زين الدين الأحسائي الحائري ، وغيره.

وتبحّر في الفقه وأكبّ على التأليف والتدريس.

وسمعت مكانته في الأوساط العلمية ، وصار ممن يشار إليه بالرسوخ في العلم وسعة الاطلاع وبراعة البيان وجودة التقرير.

ثمّ آلت إليه رئاسة الطائفة والمرجعية في التقليد في منتصف القرن الثالث عشر ، وتفرّد بالزعامة مع وفرة الفقهاء الكبار في عصره وعلا صيته ، وقصده رواد العلم من أماكن شتى.

__________________

(١) أقول : لا شاهد فعلا على تلمّذه لدى الشيخ موسى بن جعفر كاشف الغطاء رضوان الله تعالى عليها.

بل هو فقيه أيّام حياة أستاذه الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء ، والشاهد على ذلك أنّه أتمّ كتاب طهارة الجواهر في حياة أستاذه.

كما انه يظهر من مواضع عديدة من الجواهر انه استفاد من الوحيد البهبهاني أيضا وأما ولادته رضوان الله تعالى عليه فالصّورة الموجودة اليومخ منه المأخوذة منه أيّام زعامته تقارب الثمانين فيكون من مواليد حدود سنة ١١٨٢ ه‍ خصوصا بقرينة دراسته وحضوره على الوحيد البهبهاني أخريات أيّام حياته حيث كان يدرّس الروضة البهيّة لئلاّ يفتر عن الإشتغال. والله العالم. ( الموسوي ).

٧٠٢

وقد تتلمذ عليه وتخرّج به طائفة ، منهم : عبد الحسين الطهراني المعروف بشيخ العراقين ، ومحمد حسن آل ياسين الكاظمي (١) ، ومحمد حسين الكاظمي (٢) ، وحبيب الله الرشتي ، والسيد أسد الله الأصفهاني ، وعيسى بن الحسين الربعي الزاهد ، والسيد حسين بن محمد رضا بن محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي ، والسيد حسين بن محمد الكوهكمري ، والسيد حسن بن محمد علي الطباطبائي اليزدي المدرسي ، وحسين الخليلي ، وعلي الكني ، وعبد الله نعمة العاملي (٣).

وصنف كتابه الشهير جواهر الكلام في شرح « شرائع الإسلام » للمحقّق الحلي ( مطبوع في ٤٣ جزءا ) ، وهو كتاب جامع لأمهات المسائل وفروعها ، حاو لأقوال الفقهاء وأدلتهم مع ما فيه من بعد نظر وتحقيق ، وقد أصبح مرجعا للفقهاء على طول الزمن.

وللمترجم مؤلفات أخرى ، منها : رسالة فتوائية سماها نجاة العباد في يوم المعاد ، هداية الناسكين في مناسك الحجّ ، رسالة في المواريث ، وكتاب في « أصول

__________________

(١) صاحب كتاب اسرار الفقاهة في ثمان مجلّدات ضخمة ، نفيس للغاية ، مخطوط ، نادر النسخة ، مجهول القدر. ( الموسوي ).

(٢) صهر صاحب الجواهر على كريمته وصاحب الموسوعة الفقهيّة الكبرى هداية الأنام في ٢٧ مجلدا ضخما لا يزال مخطوطا في زوايا الخمول كما نبّهنا عليه غير مرّة وهو من نفائس الكتب الفقهيّة لو كان يعرف له قدر ، أكبر من جواهر صاحب الجواهر. ( الموسوي ).

(٣) ومنهم أيضا : السيد المجدّد الشيرازي قدس‌سره والسيد علي القزويني قدس‌سره والميرزا محمد حسن الآشتياني قدس‌سره ( الموسوي ).

٧٠٣

الفقه » ، تلف في حياته.

توفّي في النجف في غرة شعبان سنة ست وستين ومائتين وألف.

ورثاه جملة من شعراء عصره ، منهم تلميذه السيد حسين بحر العلوم ، حيث رثاه بقصيدة أرّخ فيها عام وفاته ، مطلعها :

عين البرية باديها وحاضرها

تذري الدموع لناهيها وآمرها

زان الشرائع مذ حلّى مقالدها

جواهرا ، ما الدراري من نظائرها

فاليوم تسكب من وجد ومن أسف

عليه تلك اللآلي من نواظرها

تبكيه شجوا وتنعاه مؤرخة

( أبكى الجواهر همّا فقد ناثرهها )

٧٠٤

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٤٤٢

٤٢٢٨

محسن خنفر (*)

( ... ـ ١٢٧١ ، ١٢٧٠ ه‍ )

محسن بن محمّد بن خنفر (١) بن حمزة بن عقاب الباهلي ، العفكاوي ، النجفي ، أحد كبار فقهاء الإمامية المجتهدين.

تتلمذ في النجف الأشرف على الفقهاء : جعفر كاشف الغطاء ، وولده موسى كاشف الغطاء ، ومحمد رضا بن محمد بن نجف التبريزي النجفي.

وبرع في الفقه والأصول والحديث ، وتبحّر في علم الرجال.

__________________

(*) نجوم السماء ١ / ١٠٨ ، الفوائد الرضوية ٣٧٤ ، معارف الرجال ٢ / ١٧٥ برقم ٢٩٥ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٧ ، ريحانة الأدب ٢ / ١٦٣ ، ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٢٥٩ ، الذريعة ٢١ / ٣٨٦ برقم ٥٥٧٨ ، معجم المؤلفين ٨ / ١٨٣ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ٢ / ٥٣٠. أقول : ترجمنا له في مقدمتنا على البحر وهي أو في من هذه الترجمة فراجع. ( الموسوي ).

(١) وإليه تنسب أسرة آل خنفر ، وهي من الأسر العربية العريقة في العراق ، تقطن من أقدم العصور في قضاء عفك ( مرّ التعريف به في ترجمة خضر بن شلاّل ) ، ترجع بنسبها إلى قبيلة باهلة ذات البطون الكثيرة.

٧٠٥

وتصدى لتدريس شتى الفنون مثل الطب اليوناني والعلوم الرياضية والحكمة والأدب العربي وغير ذلك.

وكان غزير العلم ، بحاثة ، كثير الحفظ (١). يضرب به المثل في الزهد والتقوى ، وتروى له كرامات.

قيل : وكان لا يحبّ إظهار نفسه وعلمه بالرغم من أنّ كثيرا من أهل الدين والبصيرة يرجعون إليه في التقليد في ذلك العصر الحافل بفطاحل العلماء.

أخذ عنه كثيرون ، منهم : السيد محمد بن هاشم الهندي (٢) ، وأخوه السيد علي الهندي (٣) ، والحسين بن عباس الخاقاني ، وعلي بن خليل الخليلي ، وأخوه حسين الخليلي ، وأحمد المشهدي ، ومحمد طه نجف ، وعبد الرضا الطفيلي ، ومحسن عليوي آل الشيخ خضر ، والسيد أبو طالب بن أبي تراب القائني ولازمه

__________________

(١) قال في « معارف الرجال » : كان يحفظ كتاب « القانون » في الطب لابن سينا ، وكان أستاذا في تدريسه وشرحه ، ويحفظ كتاب « وسائل الشيعة » في الأخبار للشيخ الحرّ العاملي بأجزائها سندا ومستندا مع التحقيق والغور العميق في فهم مطالبها ، حتّى أنّه كان يضبط مواضع اشتباه العطف بالواو أو بالفاء.

(٢) ابن شجاعت علي الرضوي الهندي والد الشاعر الأديب الفقيه الجليل السيد رضا الهندي صاحب القصيدة الكوثريّة.

والسيّد محمّد هذا كان من عيون الطائفة وأجلاّءها فقهيا كبيرا مشاركا في العلوم له كتب كثيرة جدّا منها : التحريرات تقرير بحث الشيخ محسن خنفر في الفقه ونسخته نادرة تكاد تلحق بالمعدوم. ( الموسوي )

(٣) وهو صهر صاحب الجواهر على كريمته معروف بالفقاهة. ( الموسوي )

٧٠٦

مدة وأجيز منه بالاجتهاد ، والسيد رضا بن أحمد حسين الطالقاني النجفي ، وغيرهم (١).

ولم يعتن بالتأليف ، فلم يوجد له غير رسالة عملية في العبادات لعمل مقلديه سمّاها مقاصد النجاة ، وكتابات في الفقه والأصول والكلام.

توفّي بالنجف سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف ، وقيل سنة سبعين.

وكان يرى الولاية العامة للمجتهد العادل (٢).

__________________

(١) كالميرزا محمد حسن الآشتياني صاحب بحر الفوائد. ( الموسوي )

(٢) قيل : وكان يرى صاحب الجواهر غير بالغ مرتبة الإجتهاد.

أقول : ولعله من المطايبات وليس على وجه الحقيقة. وكيف كان : فان مراتب الاجتهاد لا تحصى وفوق كل ذي علم عليم. ( الموسوي )

٧٠٧

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٦٥٤

٤٣٧٤

[ الشيخ الأعظم ](١) الشيخ الأنصاري (*)

( ١٢١٤ ـ ١٢٨١ ه‍ )

مرتضى بن محمد أمين بن مرتضى بن شمس الدين الأنصاري ، الدزفولي ، النجفي.

__________________

(١) لقب « شيخ الطائفة » اختص به أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسى المتوفى سنة ٤٦٠ ه‍ وهو جدير به.

و « الشيخ الأكبر » إختص به الشيخ جعفر كاشف الغطاء لم يشاركه فيه غيره وهو الذي يعبّر عنه الشيخ الأعظم في تصانيفه دائما ببعض الأساطين تكريما له وتشييدا به.

و « الشيخ الأعظم » عرف به الشيخ مرتضى الانصاري من بين المئات بل الآلاف من الفقهاء لم يطمح إليه أحد على الإطلاق ، لا يعرف به غيره أبدا. ( الموسوي )

(*) تكملة نجوم السماء ١ / ٢١١ ، روضات الجنات ١ / ٩٨ برقم ٢٣ ( ضمن ترجمة المولى أحمد النراقي ) و ٧ / ١٦٧ ذيل الرقم ٦١٩ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٢ / ٤٣ برقم ١ ، ايضاح المكنون ٢ / ١٨١ ، هدية العارفين ٢ / ٤٢٥ ، الفوائد الرضوية ٦٦٤ ، هدية الاحباب ١٦٨ ، معارف الرجال ٢ / ٣٩٩ برقم ٤١٠ ، أعيان الشيعة ١٠ / ١١٧ ، ريحانة الأدب ١ / ١٨٩ ، ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٤٧ برقم ٤ ، الذريعة ١٦ / ٢٣٢ برقم ٢٩٣ ، مصفى المقال ٤٥٥ ، الأعلام ٧ / ٢٠١ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ١ / ١٨٧ ، معجم المؤلفين ١٢ / ٢١٦ ، زندگانى وشخصيت شيخ انصارى ، زندگينامه شيخ انصارى ، تذكرة الأعيان للسبحاني ٣٤٣ برقم ١٥.

٧٠٨

كان من عباقرة الإسلام ، وروّاد التجديد في الفقه والأصول ، وزعيم الإمامية ومرجعها الأعلى في عصره.

ولد في مدينة دزفول الإيرانية في يوم الغدير الثامن عشر من ذي الحجة من سنة أربعة عشرة ومائتين وألف.

وتلقى مبادئ العلوم وغيرها عن : والده محمد أمين ، وعمّه حسين الأنصاري ، وآخرين.

وارتحل إلى العراق مرّتين ، فأقام به نحو سبع سنين ملازما لحلقات دروس : السيد محمد المجاهد بن علي الطباطبائي الحائري ، وشريف العلماء محمد شريف المازندراني الحائري ، وهو أبرز مشايخه ، وموسى بن جعفر كاشف الغطاء النجفي.

وعاد إلى دزفول ، ثمّ زار مدينتي بروجرد وأصفهان ، والتقى فيهما رجالات العلم والفقه ، ثمّ توجّه إلى كاشان ، فمكث فيها نحو أربع سنوات ، حضر خلالها دروس أحمد بن محمد مهدي النراقي الكاشاني (١) ، ورجع إلى بلدته ، فأقام بها مدّة يسيرة.

ثمّ ارتحل إلى النجف عام ( ١٢٤٦ ه‍ ) ، فاستوطنها وحضر بحوث علي بن جعفر كاشف الغطاء ( المتوفّى ١٢٥٣ ه‍ ).

وتبحر في الفقه والأصول ، وتصدّى لتدريسهما ، فأظهر كفاءة ومقدرة عالية لما كان يتمتع به من ذوق رفيع ، ودقة نظر ، وغزارة علم ، ولما كانت تتسم به بحوثه من عمق وابتكار وروح علمية.

__________________

(١) وحصل منه على إجازة اجتهاد. ( الموسوي )

٧٠٩

وذاع صيته في الأوساط العلمية ، وأقبل عليه العلماء.

ثمّ انتهت إليه رئاسة الطائفة بعد وفاة محمد حسن صاحب الجواهر في سنة ( ١٢٦٦ ه‍ ) ، فنهض بأعبائها ، وكرّس جهوده للتدريس والتأليف والإفتاء وإقامة دعائم النهضة العلمية الحديثة ، حتّى صار رائدا لأرقى مرحلة من مراحلها ، وهي المرحلة التي يتمثل فيها الفكر العلمي منذ أكثر من مائة سنة حتى اليوم على حدّ تعبير المفكّر الإسلامي الكبير السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( المتوفّى ١٤٠٠ ه‍ ).

وعاش المترجم ـ قبل تسنمه المرجعية العامة وبعدها ـ متواضعا زاهدا ، يأكل الجشب ، ويلبس الخشن ، محبّا للفقراء محسنا إليهم ، محتاطا في الأمور كلّها إلى أن وافاه أجله في الليلة الثامنة عشرة من شهر جمادي الثانية لسنة إحدى وثمانين ومائتين وألف.

وكان يدرّس في مسجد الهندي في النجف الأشرف ، فيحضر مجلس درسه أكثر من أربعمائة عالم وطالب ، وقد أخذ عنه وتخرج به عدد كبير من المشاهير ، منهم : السيد حسين بن محمد الكوهكمري ، والسيد محمد حسين الشيرازي ، وحبيب الله بن محمد علي الرشتي ، وأبو القاسم بن محمد علي النوري الكلانتري ، وعبد الحسين بن نعمة الأسدي الطريحي ، ومحمد حسن بن جعفر الآشتياني ، ومحمد رضا بن محمد هادي الهمداني النجفي (١)(٢).

__________________

(١) لم يثبت ذلك إذ هو من تلامذة السيّد المجدّد الشيرازي قدس‌سره الذي هو تلميذ الشيخ الأعظم قدس‌سره. ( الموسوي )

(٢) ومنهم : الأصولي الفقيه الشيخ هادي الطهراني والشيخ محمد كاظم الخراساني والشيخ

٧١٠

وترك آثارا جليلة ، أشهرها كتاب فرائد الأصول ( مطبوع ) المعروف بالرسائل (١) ، وكتاب المكاسب ( مطبوع ) ، ولا يزال هذان الكتابان مدارا للدرس والتدريس والبحث في الحوزات العلمية لما أودع فيهما من مباحث عميقة وآراء جديدة ، حتّى قال الدكتور السنهوري (٢) ـ وهو يتحدث عن كتاب « المكاسب » ـ :

لو وقفت عليه قبل تأليفي لكتاب « الوسيط » لغيّرت كثيرا من الأسس التي بنيت عليها.

وللأنصاري مؤلفات أخرى مطبوعة ، منها : كتاب الطهارة ، كتاب الصلاة ، كتاب الصوم ، كتاب الخمس ، أحكام الخلل في الصلاة ، الوصايا والمواريث ، القضاء والشهادات ، رسالة فتوائية بالفارسية سماها صراط النجاة ، رسالة في الرضاع ، حاشية على موضوع الاستصحاب من « القوانين » للمحقّق أبو القاسم القمي ، رسالة في الاجتهاد والتقليد ، ورسالة في العدالة ، وغير ذلك.

__________________

موسى بن جعفر التبريزي والشيخ محمد حسن المامقاني والشيخ محمد الايرواني والسيد علي القزويني وغيرهم كثير من الفطاحل حتى عرف انه تخرّج عليه ثلاثمائة مجتهد وليس ذلك بالبعيد لمن عرف عظمة الشيخ الانصاري قدس‌سره وسلطنته على القلوب علما وورعا وتقوى وقداسة ، وأطّلع على جماهير الاعلام ممّن نشأ في أحضانه. ( الموسوي )

(١) لاشتماله على الرسائل التالية : رسالة في القطع ، رسالة في الظن ، رسالة في أصل البراءة والاحتياط ، رسالة في الاستصحاب ، رسالة في التعادل والتراجيح.

(٢) عبد الرزاق بن أحمد السنهوري المصري : كبير علماء القانون المدني في عصره ، تولّى وزارة المعارف بمصر عدّة مرات. ووضع قوانين مدنية كثيرة لمصر والعراق وسورية وليبيا والكويت ، له مؤلفات منها الوسيط ( مطبوع ) في التشريع الإسلامي في عشرة أجزاء [ في أربعة عشر مجلدا ] توفّي سنة ( ١٣٩١ ه‍ ) الأعلام ٣ / ٣٥٠.

٧١١

هذا ، وقد قامت منظمة الإعلام الإسلامي بعقد مؤتمر عالمي في مدينتي قم المشرفة ، ودزفول بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشيخ الأنصاري ، وتصدّت لطبع ونشر آثاره (١).

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٣٢٦

٤١٤٣

[ الشيخ عبد الحسين شيخ العراقين ] الطهراني (*)

( ... ـ ١٢٨٦ ه‍ )

عبد الحسين بن علي الطهراني ، الحائري ، الملقّب شيخ العراقين ، أحد أكابر مجتهدي الإمامية.

__________________

(١) وليتها كانت تهتم بآثاره التي كتبها فحول تلامذته من بحوثه ومحاضراته طيلة أكثر من عشرين سنة وقد رأيت بعض هؤلاء الأعاظم صرف عمره وأوقفه لإحياء الشيخ الأعظم فحسب ، أوّلهم : الميرزا محمد حسن الآشتياني صاحب بحر الفوائد وثانيهم : الشيخ أبو القاسم الكلانتر الطهراني. فهل من مقدّر؟!! ( الموسوي ).

(*) مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٢ / ١١٤ ، تاريخ آداب اللغة العربية ٤ / ١٤١ ، الكنى والألقاب ٢ / ٣٩٧ ، الفوائد الرضوية ٢٢٤ ، معارف الرجال ٢ / ٣٤ برقم ٢١٣ ، أعيان الشيعة ٧ / ٤٣٨ ، ريحانة الأدب ٣ / ٣٢٩ ، الكرام البررة ٢ / ٧١٣ برقم ١٣٠٧ ، مصفى المقال ٢٢٢ ، الذريعة ١ / ١٢٦ برقم ٦٠٥ و ٤ / ١٤٢ برقم ٦٩١ و ٢١ / ٢٢٢ برقم ٤٢٢٦ ، معجم مؤلفي الشيعة ٢٦٥ ، معجم رجال الفكر والأدب ٢ / ٨٥٤.

٧١٢

كان فقيها ، أصوليا ، رجاليا ، أديبا ، حافظا للشعر العربي ، حاويا لجملة من الفنون (١).

ارتحل لطلب العلم من طهران إلى النجف الأشرف ، وحضر على عدّة مشايخ ، منهم : حسن بن جعفر كاشف الغطاء ، ومشكور بن محمد بن صقر الحولاوي وحصل منه على إجازة ، وعيسى بن حسين المعروف بالزاهد ، ومحمد حسن بن باقر النجفي صاحب الجواهر.

وروى عن السيد محمد شفيع بن السيد علي أكبر الجاپلقي ، وأجاز له رفيع ابن علي الرشتي.

ولما أتم تحصيله بالنجف ، وأجيز بالاجتهاد من شيخه صاحب الجواهر ، عاد إلى بلدته طهران ، فرأس وتصدّر فيها ، وبنى مدرسة كبيرة عرفت باسمه وإلى جانبها مسجدا ضخما يعرف بمسجد شيخ العراقين.

وتقدّم عند السلطان ناصر الدين شاه القاجاري ، وعظمت منزلته في النفوس.

ثمّ فوّض إليه السلطان المذكور عمارة المشاهد في العراق ، فانتقل بأهله إليه ، وأقام على تذهيب قبة الإمامين العسكريين عليهما‌السلام في سامرّاء ، وتوسعة الحرم الحسيني ، وتوطّن كربلاء وأشتهر بها ، ورجع إليه في التقليد كثير من أهلها.

أخذ عنه (٢) : الميرزا حسين النوري ، ولازمه زمنا طويلا ، ونوح بن قاسم

__________________

(١) مشاركا في العلوم. ( الموسوي ).

(٢) وأفضل تلامذته : الفقيه الأصولي المؤسّس الشيخ محمد هادي بن محمد أمين الطهراني

٧١٣

القرشي الجعفري النجفي ، ومحسن بن محمد الحائري الشاعر المعروف بأبي الحبّ ( المتوفّى ١٣٠٥ ه‍ ).

وأجاز لأبي المحاسن محمد بن عبد الوهاب الهمداني الحائري.

وكان جمّاعا للكتب خصوصا المخطوطة منها ، وله من ذلك مكتبة نفيسة بكربلاء ، ذكرها عدد من المؤرخين منهم جرجي زيدان في كتابه « تاريخ آداب اللغة العربية » ، وقد تلف جملة من كتبها ، وتفرّق باقيها أيدي سبأ.

وللمترجم مؤلفات ، منها : رسالة فتوائية (١) ( مطبوعة ) لعمل مقلّديه ، طبقات الرواة لم يتم ، كتاب الإجازات ، ترجمة « نجاة العباد في يوم المعاد » ـ ( مطبوعة ) ، وهي رسالة عملية فتوائية لأستاذه صاحب الجواهر ، وغير ذلك من الحواشي والتعليقات والرسائل (٢).

توفّي ببلدة الكاظمية في شهر رمضان سنة ست وثمانين ومائتين وألف ، ونقل إلى كربلاء المقدسة ، فدفن في بعض حجرات الصحن الشريف للحسين السبط عليه‌السلام.

__________________

( ١٢٥٣ ه‍ ـ ١٣٢١ ه‍ ) وكانت بينهما رحميّة ـ كما في تكملة أمل الآمل ـ وقيل : ان الشيخ عبد الحسين كان خال الشيخ هادي الطهراني. والله العالم ( الموسوي )

(١) صرح في أوّلها بأنّها « النخبة » لمحمد إبراهيم بن محمد حسن الكلباسي بتغيير مواضع خلافه إلى ما يوافق رأيه.

(٢) وله كتاب « مصباح النجاة في النشأتين في سرّ الاستغفار بين السجدتين » فارسي لطيف. ( الموسوي )

٧١٤

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٩

٣٩١٦

[ الفاضل ] الدربندي (*)

( ... ـ ١٢٨٦ ، ١٢٨٥ ه‍ )

آقا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيرواني (١) الأصل ، الحائري ، الشهير بالدربندي (٢).

كان فقيها إماميا ، أصوليا ، متكلّما ، خطيبا.

تتلمذ في العراق على عليّ بن جعفر كاشف الغطاء في الفقه ، وعلى محمد شريف بن حسن علي المازندراني الحائري في أصول الفقه.

وشارك في علوم متنوعة ، وبرع في أكثرها.

ولبث في كربلاء مدة طويلة.

__________________

(*) تكملة نجوم السماء ١ / ٢٨٥ ، قصص العلماء ١٠٧ ، معجم المطبوعات العربية ٢ / ١٧٨٩ ، الفوائد الرضوية ٥٤ ، هدية الأحباب ١٣٤ ، معارف الرجال ٢ / ١٤ ذيل رقم ٢٠١ ، أعيان الشيعة ٢ / ٨٧ ، ريحانة الأدب ٢ / ٢١٦ ، الذريعة ٢ / ٢٧٩ برقم ١١٣٤ ، الكرام البررة ١ / ١٥٢ برقم ٣٠٩ ، مصفى المقال ٢ ، ٣ ، الأعلام ١ / ٢٥ ، معجم المؤلفين ٢ / ٣٠٤ ، ٣٠٩ ، معجم مؤلفي الشيعة ١٧١ ، موسوعة مؤلفي الإمامية ١ / ٨٣.

(١) نسبة إلى شيروان : قرية ببخارى.

(٢) نسبة إلى دربند : من بلاد القوقاز ، تقع في غرب بحر الخزر بين باكو والشيشان.

٧١٥

وتوجّه إلى إيران ، فأقام في طهران ، ووعظ ودرّس ، وكان يرقى المنبر في عاشوراء ويذكر مقتل الحسين عليه‌السلام ، ويبكي ويظهر أشدّ الحزن.

أخذ عنه جماعة ، منهم : محمد بن سليمان التنكابني وقد حضر بحثه في شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة ، والسيّد محمد رضا الهندي وأجيز منه.

وصنّف كتبا ورسائل منها : شرح منظومة « الدرّة النجفيّة » في الفقه للسيّد محمد مهدي بحر العلوم سمّاها خزائن الأحكام ، رسالة عمليّة بالفارسيّة في التقليد والطهارة والصّلاة ، خزائن الأصول ( مطبوع ) في جزئين : الأوّل في أصول الفقه والثاني في أصول العقائد والدراية والرجال ، حجّيّة الأصول المثبتة بأقسامها في أصول الفقه ، قواميس القواعد في دراية الحديث والرّجال وطبقات الرّواة ، المسائل التمرينيّة ( مطبوع مع خزائن الأصول ) جواهر الإيقان ( مطبوع ) بالفارسيّة في مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام ، إكسير العبادات في أسرار الشهادات ( مطبوع ) ويقال له : أسرار الشهادة ، الجوهرة ( مطبوع مع أساس الأصول ، ورسالة الغيبة للسيّد دلدار علي ) في الفلك ، رسالة في علم الإكسير ، سعادات ناصري ( مطبوع ) بالفارسيّة وهو ترجمة لبعض « إكسير العبادات » والفنّ الأعلى في الإعتقادات ، وغير ذلك.

توفي بطهران سنة ست أو خمسين وثمانين ومائتين وألف.

٧١٦

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٦٧٢

٤٣٨٥

ج ١٣ / ٦٧٢

[ مهدي ] كاشف الغطاء (*)

( ١٢٢٦ ـ ١٢٨٩ ه‍ )

مهدي بن علي بن جعفر بن خضر بن محمد يحيى المالكي ، النجفي ، أحد مشاهير أسرة ( آل كاشف الغطاء ) ، ومن أعيان فقهاء الإمامية.

ولد في النجف الأشرف سنة ست وعشرين ومائتين وألف.

ودرس في أوائل أمره على أحمد بن عبد الله الدّجيلي النجفي.

وحضر على والده علي ( المتوفّى ١٢٥٣ ه‍ ) ، وعمّه حسن ( المتوفّى ١٢٦٢ ه‍ ) ، وأخيه محمد بن علي ( المتوفّى ١٢٦٨ ه‍ ).

وروى بالإجازة عن أبيه وعمّه وعن محمد حسن صاحب الجواهر.

ونال درجة عالية في الفقه.

ودرّس ، وأشتهر أمره ، ورأى جماعة من وجوه العلماء أهليّته لتقلّد منصب

__________________

(*) تكملة نجوم السماء ١ / ٣٤٣ ، معارف الرجال ٣ / ٩٦ ، أعيان الشيعة ١ / ١٥٤ ، العبقات العنبرية ٣٩٨ ، ماضي النجف وحاضرها ٣ / ٢٠٥ ، الذريعة ١٥ / ١٠٠ برقم ٦٦٢ ، معجم رجال الفكر والأدب ٣ / ٣ ، شعراء الغري ١٢ / ١٠٨.

٧١٧

زعامة الطائفة بعد وفاة الشيخ مرتضى الأنصاري سنة ( ١٢٨١ ه‍ ) ، ودعوا الناس إلى الرجوع إليه في التقليد ، فاستجاب منهم طائفة في بعض مدن إيران والعراق وقفقاسية.

وكان المترجم طلق اللسان ، جيّد التقرير في البحث ، قويّ الحافظة ، شاعرا.

حضر عليه الكثير ، منهم : السيد إسماعيل بن صدر الدين الصدر ، ومحمد حسن بن عبد الله المامقاني ، وفضل الله النوري الشهيد ، وعبد الله المازندراني ، والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ، وإسماعيل ( محمد إسماعيل ) التنكابني ، وجواد الرشتي (١).

وروى عنه بالإجازة : علي العلياري التبريزي ، والسيد محمد رضا بن محمد علي الكاشاني ، والسيد محمد هاشم بن زين العابدين الخوانساري الچهارسوقي ، وعلي القرجه داغي ، وآخرون.

وألّف كتبا ورسائل ، منها : كتاب الخيارات في شرح خيارات « شرائع الإسلام » للمحقّق الحلي ، كتاب في البيع ، رسالة فتوائية في العبادات (٢) لعمل مقلديه ، كتاب في الصوم ، ورسالة في المكاسب المحرّمة.

توفّي في النجف سنة تسع وثمانين ومائتين وألف.

ومن شعره ، ما كتبه إلى أحمد قفطان ، وكان وعده بشيء فتأخّر.

أبشر ببرّ وافر

يأتيك منّي عجلا

إن منّ غيري بالعطا

فإنّه منّي بلا

__________________

(١) والشيخ محمد كاظم الخراساني شيخ الكفاية قدس‌سره المتوفى سنة ١٣٢٩ ه‍. ( الموسوي ).

(٢) ترجمها إلى الفارسية تلميذه إسماعيل التنكابني ، وسمّاها اللآلئ النجفية ( مطبوعة ).

٧١٨

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٢٦٩

٤١٠٠

[ فقيه العراق ] راضي بن محمد (*)

( ... ـ ١٢٩٠ ه‍ )

ابن محسن بن خضر بن محمد يحيى المالكي ، الجناجي الأصل ، النجفي ، سبط الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، وجدّ الطائفة المعروفة في النجف بآل الشيخ راضي.

كان من أفقه أهل زمانه وأعلمهم ، ليس له في عصره نظير في تمهيد قواعد الفقه والتفريع عليها حتّى ضرب بفقاهته المثل في عصره ، كما ضرب المثل بفقاهة جدّه لأمّه وعمّ أبيه الشيخ جعفر.

تتلمذ على خاليه : حسن وعلي ابني جعفر بن خضر ، وعلى محمد حسن بن باقر النجفي المعروف بصاحب الجواهر ، وغيرهم من الأعلام.

وتبحّر في الفقه ، وكشف عن غوامضه ، وعقد لتدريسه مجلسين أحدهما في داره صباحا ، والثاني في مسجد الحاج عيسى كبّة ليلا ، والتفّ حوله أهل العلم ،

__________________

(*) تكملة نجوم السماء ١ / ٣٣٤ ، معارف الرجال ١ / ٣٠٨ برقم ١٥٢ ، الفوائد الرضوية ١٨١ ، أعيان الشيعة ٦ / ٤٤٥ ، ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٢٨٩ برقم ٣ ، الكرام البررة ٢ / ٥٢٧ برقم ٩٥٧ ، الذريعة ٦ / ٢٢٧ برقم ١٢٧٦ ، مع علماء النجف الأشرف ١ / ٥٦٦.

٧١٩

وتهافت عليه الطلاب من كلّ جهة ، وتخرج عليه العشرات نال أكثرهم الزعامة الدينية.

ثمّ انتهت إليه الزعامة (١) بعد وفاة شيخ الطائفة مرتضى الأنصاري في سنة ( ١٢٨١ ه‍ ) ، وحملت إليه الأموال من الزكوات والأخماس وغيرها ، فكان يقسمها على الفقراء وطلاب العلم.

تتلمذ عليه وأخذ عنه كثيرون ، منهم : ابنه الفقيه عبد الحسن ( المتوفّى ١٣٣٨ ه‍ ) ، والمحقّق محمد كاظم الآخوند الخراساني ، والسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي النجفي ، وإبراهيم الغراوي ، والسيد إسماعيل بن صدر الدين العاملي ، وفضل الله النوري ، وسعد الحسّاني النجفي ، وعلي بن الحسين الخاقاني ، وحسين بن الحاج ثامر ، والملاّ علي الرشتي ، ومحمد مظفر النجفي ، والميرزا محمد بن عبد الوهاب الهمداني الكاظمي.

وأجاز لعلي بن عبد الله العلياري ، ومحمد علي بن حسن الخوانساري النجفي ، وغيرهما.

وكتب (٢) حاشية على « نجاة العباد في يوم المعاد » وهي رسالة عملية فتوائية لأستاذه صاحب الجواهر.

توفّي في شعبان سنة تسعين ومائتين وألف ، وأرّخ وفاته الشيخ جواد

__________________

(١) أقول : شاطره فيها ابن خاله الشيخ مهدي كاشف الغطاء. ( الموسوي )

(٢) كما كتب في الفقه الاستدلالي عدّة مجلّدات لا يستهان بها إلاّ أنّها سرقت في أيّام حياته وتأسف عليها كثيرا. ( الموسوي )

٧٢٠