بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني

بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

المؤلف:

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني


المحقق: السيّد محمّد حسن الموسوي
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات ذوي القربى
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-518-351-4
ISBN الدورة:
978-964-518-249-4

الصفحات: ٨٢٠

موسوعة طبقات الفقهاء : ٤ / ٣٣٥

١٥٣٣

ابن أبي زينب النعماني (*)

( ... ـ حدود ٣٦٠ ه‍ )

محمد بن إبراهيم بن جعفر ، أبو عبد الله الكاتب النعماني البغدادي ، المعروف بابن أبي زينب ، من كبار علماء الإمامية ومحدّثيهم.

قرأ على ثقة الإسلام الكليني وأخذ عنه.

وسافر في طلب العلم ، وقدم بغداد ، ثمّ خرج إلى الشام ، ومات بها.

سمع من جمع من المشايخ ، منهم : ابن عقدة ، والمسعودي ، ومحمد بن همّام ،

__________________

(*) غيبة النعماني ( المقدمة ) ، الارشاد للمفيد ٣٥٠ ، رجال النجاشي ٢ / ٣٠٢ برقم ١٠٤٤ ، معالم العلماء ١١٨ برقم ٧٨٣ ، رجال ابن داود ٢٩٠ برقم ١٢٥٦ ، رجال العلاّمة الحليّ ١٦٢ برقم ١٦٠ ، إيضاح الاشتباه ٢٨٩ برقم ٦٧٠ ، نقد الرجال ٢٨١ برقم ٨ ، مجمع الرجال ٥ / ٩٧ ، جامع الرواة ٢ / ٤٣ ، أمل الآمل ٢ / ٢٣٢ برقم ٦٩١ ، روضات الجنات ٦ / ١٢٧ برقم ٥٧٢ ، مستدرك الوسائل ٢ / ٢٥١ ، بهجة الآمال ٦ / ٢١٦ ، إيضاح المكنون ١ / ٣١٠ ، هدية العارفين ٢ / ٤٦ ، تنقيح المقال ٢ / ٥٥ برقم ١٠٢١٠ ، الفوائد الرضوية ٣٧٧ ، الكنى والألقاب ١ / ١٩٥ ، طبقات أعلام الشيعة ١ / ٢٣٠ ، الذريعة ١٦ / ٧٩ برقم ٣٩٨ و ١٤٧ برقم ٣٦٦ و ١٠ / ١٨٣ برقم ٤٠٩ و ٤ / ٣١٨ ، معجم رجال الحديث ١٤ / ٢٢١ برقم ٩٩٣٨ ، معجم المؤلفين ٨ / ١٩٥.

٤٢١

وسلامة بن محمد الارزني ، ومحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، وموسى بن محمد الأشعري ، وغيرهم.

روى عنه أبو الحسين محمد بن علي الشجاعي ، وله منه إجازة برواية كتبه.

وكان عظيم القدر ، شريف المنزلة ، كثير الحديث.

صنّف كتبا ، منها : الغيبة وهو كتاب معتمد مشهور (١) ، الفرائض ، الردّ على الإسماعيلية ، تفسير القرآن ، التسلّي ، ونثر اللئالي في الحديث.

توفّي حدود سنة ستّين وثلاثمائة (٢).

__________________

(١) وهو افضل الكتب الثلاثة المصنّفة في غيبة الامام المهدي عليه‌السلام واتقنها.

ثانيها : كمال الدين للصدوق.

ثالثها : غيبة الشيخ الطوسي. ( الموسوي ).

(٢) هدية العارفين.

٤٢٢

موسوعة طبقات الفقهاء : ٤ / ١٢٢

١٣٤٢

ابن قولويه (*)

( حدود ٢٩٠ (١) ـ ٣٦٨ ه‍ )

جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه ، أبو القاسم القمّي ، صاحب كتاب « كامل الزيارات ».

كان أحد رجالات الشيعة وأجلاّئهم في الفقه والحديث ، كثير التصنيف ، جميل الذكر.

__________________

(*) رجال النجاشي ١ / ٣٠٥ برقم ٣١٦ ، رجال الطوسي ٤٥٨ برقم ٥ ، فهرست الطوسي ٦٧ برقم ١٤١ ، معالم العلماء ٣٠ برقم ١٦٠ ، رجال ابن داود ٨٨ برقم ٣٣٢ ، رجال العلاّمة الحلي ٣١ برقم ٦ ، لسان الميزان ٢ / ١٢٥ برقم ٤٣٦ ، وسائل الشيعة ٢٠ / ١٥٥ برقم ٢٣٩ ، الوجيزة ١٤٧ ، رياض العلماء ١ / ١١٢ ، روضات الجنات ٢ / ١٧١ برقم ١٦٦ ، بهجة الآمال ٢ / ٥٥٧ ، تنقيح المقال ١ / ٢٢٣ برقم ١٨٢٩ ، أعيان الشيعة ٤ / ١٥٤ ، طبقات أعلام الشيعة ١ / ٧٦ ، الذريعة ١٧ / ٢٥٥ برقم ١٣٩ ، مستدركات علم رجال الحديث ٢ / ١٩٤ برقم ٢٧٤٥ ، معجم رجال الحديث ٤ / ١٠٦ برقم ٢٢٥٤ ، قاموس الرجال ٢ / ٤١١.

(١) بعنوان ( جعفر بن محمد أبي القاسم ) في (٤٦٥) موردا ، وبعنوان ( جعفر بن محمد بن قولويه أبي القاسم ) في (٢٥) موردا وبعنوان ( ابن قولويه ) في (٩) موارد ، وبعنوان ( أبي القاسم بن قولويه ) في (٨) موارد. انظر معجم رجال الحديث.

٤٢٣

قرأ عليه الشيخ المفيد الفقه ، ومنه حمل.

وكان كثير الرواية ، فقد روى بإسناده عن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام نحو خمسمائة وسبعة موارد (١) ، رواها عن جمع من الشيوخ ، منهم :

أبوه ، والكليني كثيرا ، ومحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، ومحمّد بن همّام ابن سهيل ، وعلي بن الحسين بن بابويه والد الصدوق ، ومحمّد بن الحسن بن الوليد القمّي ، ومحمّد بن جعفر الرزاز ، ومحمد بن الحسن بن علي بن مهزيار ، وغيرهم.

وصنّف كتاب « كامل الزيارات » ، وهو كتاب معروف ، ذكر فيه المصنّف زيارات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة الطاهرين عليهم‌السلام ، وثوابها وفضلها. وصرّح فيه بأنّه لا يخرج فيه حديثا عن غير أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، ولا حديثا عن شذوذ أصحابهم ، ويروي فيه عن الحميري والكليني ، ووالد الصدوق ، وأبيه ، وغيرهم.

وله أيضا : كتاب الصلاة ، الجمعة والجماعة ، الرّضاع ، الصّداق ، الصّرف ، العدد في شهر رمضان الحج ، بيان حلّ الحيوان من محرّمه ، القضاء وآداب الحكّام ، النوادر ، وكتاب النساء ولم يتمه وغيرها.

توفي « رضوان الله تعالى عليه » سنة ثمان وستين وثلاثمائة.

__________________

(١) بعنوان ( جعفر بن محمد أبي القاسم ) في (٤٦٥) موردا ، وبعنوان ( جعفر بن محمد بن قولوية أبي القاسم ) في (٢٥) موردا وبعنوان ( ابن قولويه ) في (٩) موارد ، وبعنوان ( أبي القاسم بن قولويه ) في (٨) موارد. انظر معجم رجال الحديث.

٤٢٤

موسوعة طبقات الفقهاء : ٤ / ٤٣٣

١٦١٦

الصّدوق (*)

( حوالي ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه‍ )

محمد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، شيخ المشايخ ، ورئيس المحدّثين أبو جعفر القمّي ، نزيل الرّيّ ، المعروف بالصّدوق ، مصنّف كتاب « من لا يحضره الفقيه » أحد الأصول الأربعة التي يرجع إليها علماء الشيعة.

ولد هو وأخوه بدعوة الإمام المهدي عليه‌السلام على يد السفير الحسين بن

__________________

(*) رجال النجاشي ٢ / ٣١١ برقم ١٠٥٠ ، فهرست الطوسي ٤٩٥ برقم ٢٥ ، تاريخ بغداد ٣ / ٨٩ ، الأنساب للسمعاني ٤ / ٥٤٤ ، معالم العلماء ١١١ ، رجال ابن داود ١٧٩ ، رجال العلامة الحلّي ٤٧ / ١٤٧ ، سير اعلام النبلاء ١٦ / ٣٠٣ ، مجمع الرجال ٥ / ٢٦٩ ، جامع الرواة ٢ / ١٥٤ ، أمل الآمل ٢ / ٢٨٣ برقم ٨٤٥ ، مجالس المؤمنين ١ / ٤٥٤ ، رياض العلماء ٨ / ١١٩ ، لؤلؤة البحرين ٣٧٢ برقم ١٢١ ، رجال بحر العلوم ٣ / ٢٩٣ ، روضات الجنات ٦ / ١٣٢ ، خاتمة المستدرك ٣ / ٥٢٤ ، هدية العارفين ٢ / ٥٢ ، ايضاح المكنون ٢ / ١٢ ، تنقيح المقال ٣ / ١٥٤ برقم ١١١٠٤ ، أعيان الشيعة ١٠ / ٢٤ ، الكنى والألقاب ٢ / ٤١٦ ، فوائد رضوية ٥٦٠ ، تأسيس الشيعة ٢٦٢ ، ريحانة الأدب ٣ / ٤٣٤ ، طبقات اعلام الشيعة ١ / ٢٨٧ ، الذريعة ١٥ / ٣١٣ و ٥ / ١٤٠ ، معجم رجال الحديث ١٦ / ٣١٥ ، قاموس الرجال ٨ / ٢٨٣ ، الاعلام للزركلي ٦ / ٢٧٤ ، معجم المؤلفين ١١ / ٣ ، مقدمة « من لا يحضره الفقيه » ، مقدمة « معاني الأخبار ».

٤٢٥

روح (١) ، وأحبّ العلم من الصّبا وطلب الحديث ، فنشأ برعاية والده وتتلمذ عليه وعلى شيوخ بلدته ، ثمّ انتقل إلى الريّ وأقام بها ، ثمّ قام برحلة واسعة ، وقطع المسافات البعيدة في سبيل خدمة الدين وإعلاء كلمته ، وذاع صيته ، وعظم شأنه ، وعقد المجالس وصنّف التصانيف الكثيرة.

سمع بقم من : أبيه (٢) ( وكان شيخ القميين في عصره وفقيههم ) ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار الأشعري ، وغيرهم.

وبالري من : محمد بن أحمد بن عليّ الأسدي المعروف بابن جرادة البروعي ، ومن أحمد بن محمد بن الصغر الصائغ العدل ، وأحمد بن محمد بن الحسن القطان ، وآخرين.

وبنيسابور من : الحسين بن أحمد البيهقي ، وأحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي ، وغيرهما.

وببلخ من : الحسين بن محمد الاشناني الرازي ، ومحمد بن سعيد بن عزيز السمرقندي.

وببغداد من : علي بن ثابت الدواليبي ، والحسن بن محمد بن يحيى العلوي المعروف بابن أبي طاهر ، وغيرهما.

__________________

(١) كانت سفارته بعد وفاة محمد بن عثمان العمري في سنة ( ٣٠٥ ه‍ ) واستمرت إلى سنة ( ٣٢٦ ه‍ ).

أقول : [ وهو ثالث سفراء الناحيّة المقدّسة ]. ( الموسوي ).

(٢) المتوفى ( ٣٢٩ ه‍ ).

٤٢٦

وبالكوفة من : محمد بن بكران النقاش ، وأحمد بن إبراهيم بن هارون الفامي ، والحسين بن محمد بن الحسن بن إسماعيل السكوني ، وآخرين.

وبإيلاق (١) من : الحسن بن محمد بن عمرو البصري ، ومحمد بن الحسن بن إبراهيم الكرخي الكاتب ، وبكر بن علي بن محمد بن الفضل الحنفي الشاشي الحاكم.

وفي إيلاق كانت فكرة تصنيفه « من لا يحضره الفقيه » وذلك بطلب من محمد بن الحسن العلوي المعروف بـ « نعمة » الذي اقترح عليه تصنيف هذا الكتاب على نسق كتاب « من لا يحضره الطبيب » للرازي.

وسمع أيضا بسمرقند وفرغانه (٢) وسرخس (٣) وفيد (٤) وقد بلغ عدد مشايخه ممن ظفر بهم في كتبه المطبوعة (٢٥٢) شيخا.

حدّث عنه : أخوه الحسين بن علي بن موسى ، وابن أخيه الحسن بن الحسين بن علي ، وعلي بن أحمد بن العباس والد النجاشي ، وأبو القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز ، والحسين بن عبيد الله الغضائري ، والمفيد محمد بن محمد بن النعمان ، وهارون بن موسى التلعكبري ، ومحمد بن طلحة النعالي البغدادي ( من شيوخ الخطيب البغدادي ذكره في تاريخه ) ، وأبو بكر محمد بن

__________________

(١) مدينة من بلاد الشاش المتصلة ببلاد الترك على عشرة فراسخ من مدينة الشاش ، والشاش مدينة بما وراء النهر ، ثمّ ما وراء نهر سيحون.

(٢) مدينة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان.

(٣) سرخّس : مدينة قديمة من نيسابور ومرو ببلاد خراسان.

(٤) بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة.

٤٢٧

أحمد بن علي ، وآخرون.

وكان من كبار الفقهاء والمحدّثين ، متكلما ، مؤرخا ، جليل القدر ، بصيرا بالرجال ناقدا للأخبار ، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه.

وقد وصفه الذهبي برأس الإمامية ، وقال : يضرب بحفظه المثل.

وكان ورد بغداد سنة ( ٣٥٢ ه‍ ) (١) ، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن (٢) ، ثمّ زار الكوفة سنة ( ٣٥٤ ه‍ ) ، ثمّ حجّ إلى مكّة ، ثمّ جاء همّدان ، ثمّ رحل إلى ما وراء النهر.

وكان مكرّما مبجّلا عند ركن الدولة البويهي ، وقد جرت له مجالس ومناظرات بحضوره.

وكان له في كلّ أسبوع مجلسان ، يلاملي فيهما أحاديث في مواضيع مختلفة ، وكتابه « الأمالي » فيه (٩٧) مجلسا ، أوّله في رجب سنة ( ٣٦٧ ه‍ ) ، وآخره في شعبان ( ٣٦٨ ه‍ ).

وكان يرجع إليه كثير من البلدان في أخذ الأحكام ، كأهل الكوفة والبصرة وبغداد وواسط ، وأهل مصر ، وأهل قم ونيسابور وقزوين.

__________________

(١) كذا ذكر المترجم نفسه في كتابه « عيون أخبار الرضا » : ج ١ الباب ٦ في النصوص على الرضا عليه‌السلام بالامامة ، بينما قال النجاشي في رجاله : ورد بغداد سنة ( ٣٥٥ ه‍ ) ، وجمع السيد حسن الموسوي الخرسان عند ترجمته للصدوق في أوّل « من لا يحضره الفقيه » بين القولين فذكر أنّه دخل بغداد مرّتين.

(٢) كان المترجم عند دخوله بغداد في العقد الخامس من عمره ، وإنّما عبّر عنه النجاشي بأنّه حدث السن ، لأنّ سماع شيوخ الطائفة من أحد يقتضي ان يكون من الشيوخ أيضا ، فالشيخ الصدوق بالاضافة إلى من سمع منه حدث السن. أنظر معجم رجال الحديث : ١٦ / ٣٢٥.

٤٢٨

وصنّف نحوا من ثلاثمائة مصنّف منها : المقنع في الفقه ، مدينة العلم ، علل الشرائع ، المياه ، الوضوء ، فرائض الصلاة ، مسائل الرضا عليه‌السلام ، جامع الحجّ ، الخمس ، الحدود ، تفسير القرآن ، الناسخ والمنسوخ ، مختصر تفسير القرآن ، فضل المساجد ، الجمعة والجماعة ، المدينة وزيارة قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة عليهم‌السلام ، صفات الشيعة ، التاريخ ، جامع أخبار عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، كتاب في زيد بن علي ، المختار بن أبي عبيد ، معاني الأخبار ، عيون أخبار الرضا ، الخصال ، ذكر المجلس الذي جرى له بين يدي ركن الدولة ، جوابات المسائل الواردة عليه من البصرة ، جوابات المسائل الواردة عليه من مصر ، جوابات المسائل الواردة عليه من قزوين ، والتوحيد ، إكمال الدين وإتمام النعمة ، الهداية في الأصول والفقه ، وكتاب الاعتقادات.

توفّي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، ودفن بالقرب من مرقد عبد العظيم الحسني في ضواحي طهران ، وقبره معروف يقصده الناس للزيارة والتبرّك.

٤٢٩
٤٣٠

القرن الخامس

١ ـ الشريف الرّضي قدس‌سره ( م سنة ٤٠٦ ه‍ )

٢ ـ الشيخ المفيد ( م سنة ٤١٣ ه‍ )

٣ ـ السيّد المرتضى ( م سنة ٤٣٦ ه‍ )

٤ ـ ابو الصّلاح الحلبي ( م سنة ٤٤٧ ه‍ )

٥ ـ سلاّر الديلمي ( م سنة ٤٤٨ ه‍ )

٦ ـ النجاشي ( م سنة ٤٥٠ ه‍ )

٧ ـ شيخ الطائفة الطوسي ( م سنة ٤٦٠ ه‍ )

٤٣١
٤٣٢

موسوعة طبقات الفقهاء : ٥ / ٢٣٤

١٩٧١

الشّريف الرّضيّ (*)

( ٣٥٦ ـ ٤٠٦ ه‍ )

محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليهما‌السلام ، أبو الحسن العلوي الموسوي ، البغدادي الملقب بالشريف الرضي ، جامع « نهج البلاغة ».

__________________

(*) رجال النجاشي ٢ / ٣٢٥ برقم ١٠٦٦ ، تاريخ بغداد ٢ / ٢٤٦ برقم ٧١٥ ، معالم العلماء ٥١ برقم ٣٣٦ ، المنتظم ١٥ / ١١٥ برقم ٣٠٦٥ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٢٦١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٣١ ، وفيات الأعيان ٤ / ٤١٤ برقم ٦٦٧ ، رجال العلاّمة الحلي ١٦٤ برقم ١٧٦ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٥٢٣ برقم ٧٤١٨ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٨٥ برقم ١٧٤ ، تاريخ الإسلام ( حوادث ٤٠١ ـ ٤٢٠ ) ١٤٩ برقم ٢٠٤ ، الوافي بالوفيات ٢ / ٣٧٤ برقم ٨٤٦ ، مرآت الجنان ٣ / ١٨ ، البداية والنهاية ١٢ / ٤ ، لسان الميزان ٥ / ١٤١ برقم ٤٦٨ ، نقد الرجال ٣٠٣ برقم ٢٦٤ ، مجمع الرجال ٥ / ١٩٩ ، جامع الرواة ٢ / ١٠١ ، أمل الآمل ٢ / ٢٦١ ، وسائل الشيعة ٢٠ / ٣٢٥ برقم ١٠٢٦ ، الوجيزة ١٦٣ ، الدرجات الرفيعة ٤٦٦ ، رياض العلماء ٥ / ٧٩ ، روضات الجنات ٦ / ١٩٠ برقم ٥٧٨ ، بهجة الآمال ٦ / ٤٠٥ ، تنقيح المقال ٣ / ١٠٧ برقم ١٠٥٩ ، تأسيس الشيعة ٢١٣ ، أعيان الشيعة ٩ / ٢١٦ ، الذريعة ٩ / ٣٧٢ برقم ٢١٩٧ ، الغدير ٤ / ١٨٠ ، الأعلام ٦ / ٩٩ ، معجم رجال الحديث ١٦ / ١٩ برقم ١٠٥٨٩ ، معجم المؤلفين ٩ / ٢٦١.

٤٣٣

ولد ببغداد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ، وطلب العلم في صغره ، فظهرت عليه أمارات الذكاء ، وابتدأ بقول الشعر بعد أن جاوز عشر سنين بقليل.

قرأ على الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، هو وأخوه المرتضى.

وأخذ النحو والفقه والحديث وغيرها ، عن جمع من المشايخ ، منهم : أبو سعيد السيرافي النحوي ( المتوفى ٣٦٨ ه‍ ) ، وأبو علي الفارسي النحوي ( المتوفى ٣٧٧ ه‍ ) ، وأبو الفتح عثمان بن جنّي ، والقاضي عبد الجبار المعتزلي ، والفقيه أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي ، وأبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى بن داود الجراح ، وأبو محمد هارون بن موسى التلعكبري ، وعليّ بن عيسى الرّبعي ، وآخرون.

روى عنه : أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري ، وجعفر بن محمد الدوريستي ، والقاضي أحمد بن علي بن قدامة ، ومحمد بن علي الحلواني ، وآخرون.

وكان من كبار العلماء والشعراء المفلقين ، متبحّرا في علوم القرآن فقيها ، عارفا بالنحو واللغة ، ذا هيبة وجلالة ، وإباء وشمم.

قال أبو الفرج ابن الجوزي : كان عالما فاضلا ، وشاعرا مترسّلا ، عفيفا ، عالي الهمّة ، متديّنا ، عرف من الفقه والفرائض طرفا قويا. وكان سخيّا جوادا.

وقال ابن أبي الحديد : كان عفيفا ، شريف النفس ، عالي الهمّة ، ملتزما بالدين وقوانينه ، ولم يقبل من أحد صلة ولا جائزة ، حتى إنّه ردّ صلات أبيه ، وكان لعلوّ همّته تنازعه نفسه إلى أمور عظيمة ، يجيش بها خاطره ، وينظمها في شعره.

وكان أبو أحمد الحسين بن موسى والد الرّضي يتولّى نقابة الطالبيين ،

٤٣٤

والنظر في المظالم والحجّ بالناس ، فردّت هذه الأعمال كلّها إلى ولده الرضي في سنة ( ٣٨٨ ه‍ ) وأبوه حيّ.

وصنّف الرضيّ كتبا ، منها : تعليق خلاف الفقهاء ، مجازات الآثار النبوية ، خصائص الأئمّة ، معاني القرآن ( قال فيه الذهبي : ممتع ، يدل على سعة علمه ) ، حقائق التنزيل ، الزيادات في شعر أبي تمام ، الحسن من شعر الحسين ـ يعني ابن الحجاج البغدادي ـ ، أخبار قضاة بغداد ، وديوان شعره.

وجمع خطب ورسائل وحكم أمير المؤمنين عليه‌السلام في كتاب سمّاه « نهج البلاغة » (١).

ومن شعر الرضي : قال يرثي الإمام الحسين عليه‌السلام في قصيدة مطلعها :

هذي المنازل بالغميم ، فنادها

واسكب سخيّ العين بعد جمادها

ومنها :

ما راقبت غضب النبي وقد غدا

زرع النبيّ مظنّة لحصادها

باعت بصائر دينها بضلالها

وشرت معاطب غيّها برشادها

جعلت رسول الله من خصمائها

فلبئس ما ذخرت ليوم معادها

نسل النبيّ على صعاب مطيّها

ودم النبيّ على رؤوس صعادها

__________________

(١) تصدى لشرح هذا الكتاب ـ على مرّ العصور ـ طائفة من العلماء. منهم : علي بن الناصر المعاصر للرضي ، وضياء الدين أبو الرضا فضل الله الراوندي ، والفخر الرازي محمد بن عمر الشافعي المدني ( المتوفى ٦٠٦ ه‍ ) ، وكمال الدين ميثم بن علي البحراني ( المتوفى ٦٧٩ ه‍ ) ، وابن أبي الحديد المعتزلي ، والشيخ محمد عبده المصري ، وقد عدّ العلاّمة الأميني في غديره ستة وسبعين شرحا.

٤٣٥

وله :

رمت المعالي فامتنعن ولم يزل

أبدا يمانع عاشقا معشوق

فصبرت حتى نلتهنّ ولم أقل

ضجرا دواء الفارك التطليق

وله :

دع المرء مطويّا على ما ذممته

ولا تنشر الداء العضال فتندما

إذا العضو لم يؤلمك إلاّ قطعته

على مض لم تبق لحما ولا دما

ومن لم يوطّن للصغير من الأذى

تعرّض أن يلقى أجلّ وأعظما (١)

توفّي أبو الحسن الرضي ببغداد سنة ست وأربعمائة ، وحضر جنازته الوزير فخر الملك وجميع الأشرف والقضاة ، ومضى أخوه الشريف المرتضى إلى مشهد الإمام الكاظم عليه‌السلام ، لأنّه لم يستطع أن ينظر إلى تابوته ، وكان الرضي قد دفن في داره ، ثم نقل إلى مشهد الإمام الحسين عليه‌السلام.

ورثاه المرتضى بمراث كثيرة ، منها قوله :

يا للرجل لفجعة جذمت يدي

ووددت لو ذهبت عليّ برأسي

ما زلت آبي وردها حتى أتت

فحسوتها في بعض ما أنا حاس

__________________

(١) أقول : وله أيضا قصيدته الخالدة التي يرثي فيها جدّنا الإمام الحسين صلوات الله عليه وآله مطلعها :

كربلا لا زلت كربا وبلا

ما لقي عندك آل المصطفى

كم على تربك لمّا صرّعوا

من دم سال ومن دمع جرى

وهي طويلة.

٤٣٦

موسوعة طبقات الفقهاء : ٥ / ٣٣٤

٢٠١٢

الشيخ المفيد (*)

( ٣٣٦ ـ ٤١٣ ه‍ )

محمّد بن محمّد بن النّعمان بن عبد السّلام الحارثي ، أبو عبد الله العكبري ، البغدادي ، المعروف بابن المعلّم ، ثم اشتهر بالمفيد.

ولد في سنة ٣٣٦ ، وقيل : ٣٣٨ ه‍ ، فى قرية « سويقة ابن البصري » ، التابعة لعكبرا على مقربة من بغداد ، ثم انتقل به أبوه ـ وهو صبي ـ إلى بغداد للتحصيل ،

__________________

(*) فهرست ابن النديم ٢٦٦ ، ٢٩٣ ، رجال النجاشي ٢ / ٣٢٧ ، فهرست الطوسي ١٨٦ برقم ٧١٠ ، رجال الطوسي ٥١٤ برقم ١٢٤ ، تاريخ بغداد ٣ / ٢٣١ ، معالم العلماء ١١٢ برقم ٧٦٥ ، الاحتجاج للطبرسي ٢ / ٥٩٦ ، المنتظم ١٥ / ١٥٧ برقم ٣١١٤ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٣٢٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٤١ ، رجال ابن داود ٣٣٣ برقم ١٤٦٤ ، رجال العلامة الحلي ١٤٧ برقم ٤٥ ، ايضاح الاشتباه ٢٩٤ ، تاريخ الإسلام ( سنة ٤١٣ ) ٣٣٢ برقم ١١١ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٢٦ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٤٤ ، الوافي بالوفيات ١ / ١١٦ برقم ١٧ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٧ ، لسان الميزان ٥ / ٣٦٨ برقم ١١٩٦ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٥٨ ، أمل الآمل ٢ / ٣٠٤ ، روضان الجنات ٦ / ١٥٣ برقم ٥٧٦ ، هدية العارفين ٢ / ٦١ ، ٦٢ ، ايضاح المكنون ١ / ٣٧ ، ٧٠٠ ، بهجة الآمال ٦ / ٥٨٦ ، تنقيح المقال ٣ / ١٨٠ برقم ١٣٣٧ ، تأسيس الشيعة ٣١٢ ، ٣٣٦ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٠ ، الأعلام ٧ / ٢١ ، معجم المؤلفين ١١ / ٣٠٦.

٤٣٧

فاشتغل بالقراءة على أبي عبد الله الحسين بن علي المعروف بالجعل ، ثم على أبى ياسر غلام أبي الجيش ، الذي اقترح عليه أن يحضر درس المتكلم الشهير علي بن عيسى الرّمّاني المعتزلي ، ففعل (١).

روى المفيد عن طائفة من كبار المشايخ منهم : القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، وابو غالب أحمد بن محمد الزراري ، وأحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، وجعفر بن محمد بن قولويه ، وأبو الحسن علي بن بلال المهلبي ، والشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه ، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الكاتب المعروف بالاسكافي.

وكان شيخ الفقهاء والمحدّثين في عصره ، مقدّما في علم الكلام ، ماهرا في المناظرة والجدل ، عارفا بالأخبار والآثار ، كثير الرواية والتصنيف.

وكان له مجلس بداره بدرب رباح يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف (٢) ، فتخرّج به جماعة وبرع في المقالة الإمامية حتى كان يقال : له على كل إمامي منّة (٣).

قال فيه أبو العباس النجاشي : استاذنا وشيخنا ، فضله أشهر من أن يوصف ، في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم.

وقال ابن النديم : كان دقيق الفطنة ، ماضي الخاطر ، شاهدته فرأيته بارعا.

__________________

(١) وللمترجم مع شيخه الرماني مناظرة ، تمكن ـ وهو لا يزال في بداية تلقّيه العلم ـ أن يفحم فكرة استاذه ، مما أثار إعجابه ولذلك لقّبه بالمفيد. انظر القصة في أعيان الشيعة ، وغيره.

(٢) المنتظم ، والبداية والنهاية.

(٣) لسان الميزان.

٤٣٨

وقال اليافعي : البارع في الكلام والجدل والفقه ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية.

وقد برز المفيد من بين أعلام عصره بفن « المناظرة » التي تعتمد الموضوعية والمنهج والدليل المتفق عليه سبيلا للاقناع ، ووضوح النتائج (١) ، فخاض ميادين المناظرة في الإلهيات والمسائل الفقهية ، إلاّ أنّ مناظراته كانت تنصب في الدرجة الأولى في المسائل الاعتقادية للإمامية ، فكان له الدور البارز في الذبّ عنها وترويجها ، ولهذا نال منه بعض المنساقين وراء عواطفهم (٢) مع إذعانهم لقدراته وقابلياته الفكرية والعلمية.

ويعدّ المفيد أوّل مّن ألّف ـ من الإمامية ـ في أصول الفقه بشكل موسّع ، وله في هذا المجال رسالة نقلها تلميذه الكراجكي في كتابه « كنز الفوائد » ، فقد كان الطابع العام للكتب التي ألفت قبل عصره لا يتعدى أن يكون دراسة لبعض المسائل الأصولية (٣)(٤).

وصنّف كتبا كثيرة ذكر منها النجاشي أسماء (١٧٤) كتابا ، منها : المقنعة في الفقه ، مناسك الحجّ ، الفرائض الشرعية ، أحكام النساء ، جوابات أهل الدينور ،

__________________

(١) أعيان الشيعة.

(٢) أمثال الخطيب البغدادي والصفدي.

(٣) انظر بحوث في الملل والنحل للعلاّمة السبحاني : ٦ / ٥٦٣.

(٤) أقول : انما يصح هذا الكلام بالقياس إلى ما وصلنا من تراث مدوّن من أصحابنا لا مطلقا ، فالقول : بانه أوّل من ألّف من الإماميّة في أصول الفقه بشكل موسّع ، لا يخلو من جزاف ، وهي دعوى بلا دليل ولأصحابنا كتب كثيرة ـ لعبت بها أيدي الفلك ـ في فنون شتى ( الموسوي ).

٤٣٩

جوابات أبي جعفر القمي ، جوابات أهل طبرستان ، الرسالة الكافية في الفقه ، الإيضاح في الإمامة ، الإرشاد ، العيون والمحاسن ، النقض على علي بن عيسى الرماني ، النقض على أبي عبد الله البصري ، الرد على ابن الأخشيد في الإمامة ، إيمان أبي طالب ، الكلام في وجوه إعجاز القرآن ، الجمل.

وتفقّه به ، وروى عنه جماعة ، منهم : الشريفان الرضي والمرتضى ، أبو العباس النجاشي ، أبو جعفر الطوسي ، أبو يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري وهو صهره (١) ، القاضي أبو الفتح الكراجكي ، أحمد بن علي بن قدامة ، أبو الفرج المظفر بن علي بن الحسين الحمداني ، وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن الفارسي.

وقد جمع المفيد بالاضافة إلى علمه الجمّ ، فضائل نفسيّة رفيعة ، فكان قويّ النفس ، كثير البرّ ، عظيم الخشوع عند الصلاة والصوم (٢) ، ما كان ينام من الليل إلاّ هجعة ، ثم يقوم يصلي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن (٣).

توفي ببغداد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، وكان يوم وفاته يوما مشهودا (٤) ، ودفن في داره ، ثم نقل إلى الكاظمية ، فدفن بمقابر قريش ، بالقرب من رجلي الإمام الجواد عليه‌السلام.

ورثاه الشعراء بمراث كثيرة ، منهم : الشريف المرتضى ، ومهيار الديلمي ،

__________________

(١) على ابنته رضوان الله تعالى عليهم ( الموسوي ).

(٢) سير أعلام النبلاء ، نقلا عن تاريخ ابن أبي طي.

(٣) لسان الميزان.

(٤) وقال اليافعي في مرآة الجنان : وشيّعه ثمانون ألف من الرّافضة وأراح الله منه. ( الموسوي ).

٤٤٠