بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني

بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

المؤلف:

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني


المحقق: السيّد محمّد حسن الموسوي
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات ذوي القربى
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-518-351-4
ISBN الدورة:
978-964-518-249-4

الصفحات: ٨٢٠

وآخر إلى مسألة مفهوم الوصف يبلغان خمسة وعشرين ألف بيت.

وأتمّ ولده حجّة الإسلام (١) المفاهيم ، وبعض مسائل الأوامر.

وجمع ابن أخته الشيخ محمد من مسوّداته من مسألة الأمر بالشيء إلى مباحث الاجتهاد والتقليد في مجلّد يقرب من عشرين ألف بيت.

وقال حفيده العلاّمة الربّاني الشيخ محمد حسين (٢) ( قدّس الله سرّه ) يمكن أن يجمع من بقيّة مسوداته جلدا آخر نحو المجلّد الذي جمعه الشيخ محمد.

قلت : ليته تمّ ، فإنه لم ينسج ناسج على منواله حتّى اليوم ، قد شحنه بأفكاره التي أبهرت العلماء المحقّقين حتّى كاد أن يكون آية للعالمين ، ومن تأمّل كنوز عباراته الجامعة ، ورموز إشاراته اللامعة ، علم أنه قانون في أصول الفقه ودستور لمن حاول ذلك الفن ، وأن في معناه معنى عن الرجوع إلى ما سواه ، ولذا ذكر شيخنا العلاّمة المرتضى رحمه‌الله أن الشيخ صاحب الحاشية قد أغنانا عن كتابة مباحث الألفاظ.

__________________

(١) أقول : وهو حجة الاسلام الشيخ محمد باقر الاصفهاني سبط الشيخ الأكبر كاشف الغطاء من ابنته نسمة خاتون ، كان من أقدم تلامذة الشيخ الأعظم الانصاري حضر عنده كتاب والده ( الهداية ) ولازمه وتخرّج عليه ، وكان من عيون الطائفة وفقهاءها الأماثل توفي سنة ١٣٠١ ه‍ ( الموسوي )

(٢) أقول : وهو نجل الشيخ محمد باقر السابق الذكر اعلى الله تعالى مقامه ، وهو سبط السيّد صدر الدين العاملي وقد ولده كاشف الغطاء مرتين.

كان من وجوه تلامذة السيد المجدد الشيرازي توفي سنة ١٣٠٨ ه‍.

وعقبه من نجله الأمجد الفقيه الاصولي أبي المجد الشيخ محمد رضا الاصفهاني المولود سنة ١٢٨٧ ه‍ والمتوفي سنة ١٣٦٢ ه‍. ( الموسوي ).

٦٨١

وله :

٢ ـ كتاب في الفقه ، رأيت كتاب الطهارة منه في غاية المتانة والتحقيق على نهج حسن يبلغ قدر طهارة المعالم.

٣ ـ شرح على طهارة الوافي للمحدّث القاساني ، ذكر فيه تقريرات درس أستاذه السيد بحر العلوم.

٤ ـ رسالة في فساد الشرط الشائع ، درجه في صكوك المبايعات من ضمان البائع لو ظهر المبيع مستحقا للغير لردّ الثمن للترديد والتعليق.

٥ ـ رسالة فارسيّة لعمل المقلّدين.

٦ ـ رسالة في عدم مفطّرية التتن ، فارسيّة ، ردّ فيها على بعض معاصريه (١).

ولم يعقّب من الذكور إلاّ ولده حجّة الإسلام محمد باقر المتقدّم ذكره آنفا ، قد جعل الله البركة في عقبه وذراريه ، زادهم الله فضلا وعلما.

__________________

(١) أقول : ردّ فيها على معاصره الفقيه المحقق الشيخ محمد ابراهيم الكلباسي ( م ١٢٦١ ه‍ ) حيث ذهب إلى تفطير دخان التتن للصائم وكتب في ذلك رسالة. ( الموسوى )

٦٨٢

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٣٩٢

٤١٩١

[ علي ] كاشف الغطاء (*)

( ١١٩٧ ـ ١٢٥٣ ه‍ )

علي بن جعفر بن خضر بن محمد يحيى المالكي ، الجناجي المحتد ، النجفي ، زعيم الطائفة الإمامية في عصره.

كان فقيها ، أصوليا ، مجتهدا ، محقّقا ، شاعرا ، جليل القدر.

ولد في النجف الأشرف سنة سبع وتسعين ومائة وألف.

وتتلمذ على فقيه عصره والده جعفر صاحب « كشف الغطاء » وتخرّج به في الفقه والأصول ، وأخذ عنه سائر العلوم العقلية والنقلية.

وبرع في الفقه وغيره.

وشرع في التدريس في النجف وكربلاء ـ التي كان يتردّد إليها كثيرا ـ ثمّ

__________________

(*) تكملة نجوم السماء ١ / ٤١٤ ، الكنى والألقاب ٣ / ١٠٣ ( ضمن ترجمة والده ) ، معارف الرجال ٢ / ٩٣ برقم ٢٤٦ ، أعيان الشيعة ٨ / ١٧٧ ، العبقات العنبرية ٢٣٨ ، ماضي النجف وحاضرها ٣ / ١٦٨ برقم ١٧ ، الذريعة ٦ / ٥٩ برقم ٢٩٨ و ٧ / ٢٧٩ برقم ١٣٧٠ و ١١ / ٢٠٦ برقم ١٢٣٨ ، الأعلام ٤ / ٢٦٩ ، معجم المؤلفين ٧ / ٥١ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ٣ / ١٠٤٥ ، معجم المؤلفين العراقيين ٢ / ٤٣٠.

٦٨٣

انتهت إليه الرئاسة الدينية والمرجعية العامة بعد وفاة أخيه موسى سنة ( ١٢٤١ ه‍ ).

وحاز شهرة واسعة ، وأقبل على حضور بحثه المئات من أهل العلم بينهم عدد من وجوه العلماء.

وممن أخذ عنه وتخرّج عليه من المشاهير : مرتضى بن محمد أمين الأنصاري ، وأحمد بن عبد الله الدجيلي ، وزين العابدين الگلپايگاني ، والسيد عبد الفتاح المراغي الذي جمع تقريرات شيخه وسماها « العناوين » وهي مشحونة بالتحقيق والتدقيق ، والسيد حسين الكوهكمري ، ومشكور بن محمد الحولاوي ، وابن اخته راضي بن محمد بن محسن المالكي ، وابنه مهدي كاشف الغطاء ، والسيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط ، وطالب البلاغي ، وعلي بن خليل الخليلي ، وجعفر التستري ، وغيرهم.

وللمترجم من المؤلفات : شرح قطعة من « اللمعة الدمشقية » للشهيد الأوّل في مجلدين الأوّل في بعض مباحث البيع ، والثاني في الخيارات ( مطبوع ) ، حاشية على « حاشية بغية الطالب » في الفقه لأخيه موسى ، الرسالة الصومية ، وحجية الظن والقطع والبراءة والاحتياط.

توفّي بكربلاء سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف ، وحمل إلى النجف ، فدفن في مقبرتهم.

ومن شعره ، قصيدة في رثاء الإمام الحسين عليه‌السلام ، منها :

سعى للحرب يهتزّ ارتياحا

ونار الحرب موقودة الضّرام

تقارعه الهموم فيلتقيها

بقلب مثل حامله همام

٦٨٤

إلى أن خرّ فوق الترب ملقى

على الرمضاء عزّله المحامي

ألا يا كربلا كم فيك بدر

علاه الخسف من بعد التمام

وكم من آل أحمد من أبيّ

قضى ظمأ ولجّ الماء طامي

وله من قصيدة ، قوله :

سهام المنايا للأنام قواصد

وليس لها إلاّ النفوس مصائد

أتأمل أن يصفو لنا العيش ، والرّدى

له سائق لم يلو عنا وقائد

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٥٧٦

صاحب الفصول (*)

( ... ـ ١٢٥٥ ه‍ )

محمد حسين بن محمد رحيم الايوانكيفي الطهراني ، الأصفهاني ، الحائري ، صاحب « الفصول ».

كان فقيها مجتهدا ، ماهرا في الأصول ، مدرسا ، من كبار علماء الإمامية.

ولد ونشأ في ايوان كيف ( على بعد ثمانية فراسخ من طهران ).

__________________

(*) هدية العارفين ٢ / ٣٧١ ، ايضاح المكنون ٢ / ٣١٩ ، الفوائد الرضوية ٥٠١ ، أعيان الشيعة ٩ / ٢٣٣ ، ريحانة الأدب ٣ / ٣٨٠ ، الذريعة ١٦ / ٢٤١ برقم ٩٥٩ و ٢٨٦ برقم ١٢٤٢ ، الكرام البررة ١ / ٣٩٠ برقم ٧٩٥ ، الأعلام ٦ / ١٠٤ ، الفتح المبين ٣ / ١٤٩ ، معجم المؤلفين ٩ / ٢٤٢ ، تراث كربلاء ٢٧٢ ، فرهنگ بزرگان ٥٠٠.

٦٨٥

ودرس المقدمات في طهران (١).

وحضر في أصفهان على أخيه محمد تقي ، ولازمه مدة طويلة ، واستفاد منه كثيرا.

وارتحل إلى العراق ، فاتخذ كربلاء موطنا له ، وكانت يومذاك من مراكز العلم الشهيرة.

وشرع في التدريس ، فبرع وقصده الطلاب ، وسعى في نشر العلم وإحياء

__________________

(١) أقول : هذا يتعارض مع ما جاء في تكملة أمل الآمل للسيد حسن الصدر الكاظمي حيث فيه :

« أن والده هاجر الى كربلاء بأهله وأولاده وقد حضر ولده الأكبر محمد تقي صاحب الحاشية على الوحيد البهبهاني ».

فينبغي أن تكون دراسات صاحب الفصول في كربلاء والنجف ؛ إذ من يأخذ المقدمات في طهران يجب أن يتأهل للحضور في نوادي العلم في كربلاء والنجف ، مضافا إلى أن مهاجرة الشيخ محمد تقي لأصفهان كانت بعد وفاة الشيخ الأكبر قدس‌سره كما ان هجرتهم إلى كربلاء مع والدهم لا بد ان تكون قبل بداية القرن الثالث عشر لكي يصح حضور الولد الأكبر على الوحيد وعليه فلا يبعد أن يكون الشيخ محمد حسين قد تخرّج على اعلام كربلاء على الأقل أمثال السيد علي صاحب الرياض قدس‌سره.

وبالجملة : فإن الشيخ محمد حسين صاحب الفصول من اولئك الأبطال الأفذاذ الذين طار صيتهم في العباد والبلاد ورغم ذلك لا توجد له ترجمة واضحة عن حياته العلميّة وسيرته الشخصيّة ، وقد تتبّعت كتب التراجم متعمّدا لذلك فلم أجد ما يروي الغليل أو يشفي العليل فلعلي أو لعلّك تحصل على الأكثر من المعلومات عن شخصيّته الشريفة في مستقبل قريب والله المستعان. ( الموسوي ).

٦٨٦

الشريعة ، حتى اشتهر ، وأصبح مرجعا في التدريس ، ومن الفقهاء البارزين.

تتلمذ له وتخرّج به فريق من العلماء ، منهم : ابنه عبد الحسين ، والسيد علي نقي بن حسن بن محمد المجاهد بن علي الطباطبائي ، وزين العابدين الگلپايگاني ( المتوفّى ١٢٨٩ ه‍ ) ، والسيد حسين بن محمد الكوهكمري التبريزي ثمّ النجفي ، وعلي بن خليل بن علي الخليلي الطهراني النجفي ، والسيد حسن بن علي بن محمد باقر الأصفهاني الشهير بالمدرس ( المتوفّى ١٢٧٣ ه‍ ) ، وعبد الرحيم البروجردي ( المتوفّى ١٢٧٧ ه‍ ) ، والسيد صادق بن مهدي البصروي الشهير بسنگلجي ، والسيد عبد الوهاب الرضوي الهمداني ، وغيرهم.

وصنّف كتاب الفقه الاستدلالي (١) ، وكتاب الفصول الغروية في الأصول الفقهية (٢) ( مطبوع ) قال عنه الطهراني : إنّه شاهد على جلالة مؤلفه وكونه من الفحول الجامعين للمعقول والمنقول. وقد اختصره السيد صدر الدين محمد علي بن إسماعيل الصدر وأسماه « خلاصة الفصول ».

__________________

(١) أقول : وتوجه نسخة منه في مكتبة السيد عبد العزيز الطباطبائي قدس‌سره. ( الموسوي ).

(٢) ووهم صاحب « الأعلام » فجعل هذا الكتاب كتابين ، هما : الأصول في علم الأصول ، والفصول الغروية في الأصول الفقهية.

٦٨٧

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٢٥٢

٤٠٩٠

خضر بن شلال (*)

( حدود ١١٨٠ ـ ١٢٥٥ ه‍ )

ابن حطّاب الشيباني الباهلي ، العفكاوي (١) ثمّ النجفي ، من آل خدّام (٢).

كان من أعيان الإمامية ، فقيها ، أصوليا ، موصوفا بالزهد والورع.

ولد حدود سنة ثمانين ومائة وألف في عفك.

وانتقل إلى النجف الأشرف ، فأتقن مبادئ العلوم.

وجدّ في تحصيل العلم ، فحضر على جعفر كاشف الغطاء وعلى نجله موسى ، وغيرهما.

__________________

(*) معارف الرجال ١ / ٢٩٥ برقم ١٤٥ ، الفوائد الرضوية ١٦٨ ، أعيان الشيعة ٦ / ٣٢١ ، ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٢٦٤ برقم ٩ ، الكرام البررة ٢ / ٤٩٣ برقم ٩١٧ ، الذريعة ٣ / ٤٥٨ برقم ١٦٧٤ ، معجم المؤلفين ٤ / ١٠٠ ، معجم مؤلفي الشيعة ٤١٢ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ٢ / ٧٥١.

(١) نسبة إلى عفك ( بعين مهملة مكسورة وفاء مفتوحة ، وتسكن عند النسبة ، ويقال أيضا عفكي ).

(٢) آل خدام : فخذ من آل شيبة الذين هم من باهلة ، وباهلة قبيلة من قيس عيلان.

٦٨٨

وصحب فقيه الطائفة السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ، وسافر معه إلى سامراء للزيارة ، ويقال إنّه كان صاحب سرّه.

وبرّز صاحب الترجمة في العلوم ، وأصبح في طليعة فقهاء عصره.

وتصدّى للتدريس ، فتتلمذ عليه جماعة منهم عبد الكريم بن محمد رحيم الكرماني النجفي ، وأجازه أن يروي عنه بتاريخ ( ١٢٤٧ ه‍ ).

وصنّف كتبا ، منها : التحفة الغروية في شرح « اللمعة الدمشقية » في الفقه للشهيد الأوّل في عدة مجلدات ، مصباح الحجيج ، مصباح المتمتع ، مختصر « شرح اللمعة الدمشقية » ، جنة الخلد وهي رسالة لعمل المقلدين مرتبة على مطلبين الأوّل في أصول الدين والثاني في فروعه من الطهارة إلى آخر الصلاة ، أبواب الجنان وبشائر الرضوان في الزيارات وأعمال السنة ويعرف بمزار الشيخ خضر ، هداية المسترشدين ، وشرحه المسمّى نجم الهداية.

توفّي سنة خمس وخمسين ومائتين وألف في النجف ، ودفن بها ، وقد تجاوز السبعين ، وقبره في محلة العمارة مشهور مزور ، وقد هدمته سلطات نظام صدام (١) المجرم بحجة توسيع البلد.

__________________

(١) ارتكب هذا النظام جرائم وحشية ، قلّ أن نجد لها نظيرا في التاريخ ، فقد شدّد على العلماء وخطباء المنبر الحسيني والشباب الملتزم في العراق ، وتعقّب عشرات الآلاف منهم بالقتل والسجن والتشريد ، ويكفي للتدليل على استهتاره بكلّ القيم والمعايير الإنسانية ، هو اقترافه تلك الجريمة النكراء المتمثلة بتصفية المفكر الإسلامي الفذّ والمرجع الديني الكبير السيد محمد باقر الصدر ، وأخته العلوية الكاتبة الأديبة ( بنت الهدى ) في سنة ( ١٤٠٠ ه‍ ) ، وهو

٦٨٩

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٥٣٣

٤٢٩٣

حجّة الإسلام [ الشفتي ] (*)

( ١١٧٥ ـ ١٢٦٠ ه‍ )

محمد باقر بن محمد تقي (١) بن محمد زكي بن محمد تقي بن شاه قاسم الموسوي ، الرشتي ، الأصفهاني ، الشهير بحجّة الإسلام.

كان فقيها مجتهدا ، أصوليا ، رجاليا ، من أعلام الإمامية وزعماء الدين.

ولد في قرية چزره ( التابعة لمدينة رشت مركز محافظ جيلان ) سنة خمس وسبعين ومائة وألف.

__________________

لا يزال حتى هذا الوقت ( ربيع الأوّل / ١٤٢١ ه‍ ) يسدر في غيّه ، ولا يتحرّج عن سفك الدماء بغير حقّ.

(*) روضات الجنات ٢ / ٩٩ برقم ١٤٤ ، هدية العارفين ٢ / ٣٧١ ، الفوائد الرضوية ٤٢٦ ، الكنى والألقاب ٢ / ١٧٣ ، معارف الرجال ٢ / ١٩٥ برقم ٣٠٧ ، أعيان الشيعة ٩ / ١٨٨ ، ريحانة الأدب ٢ / ٢٦ ، بغية الراغبين ١ / ١٥٣ ( ضمن ترجمة السيد صدر الدين ) ، الكرام البررة ١ / ١٩٥ برقم ٤٣٣ ، الذريعة ٣ / ٤٠٣ برقم ١٤٥٠ و ٢١ / ١٤٣ برقم ٤٣٣٩ ، مصفى المقال ٩٢ ، الأعلام ٦ / ٤٩ ، معجم المؤلفين ٩ / ٩٦ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ١ / ٣٩٧.

(١) وفي الكرام البررة : محمد تقي.

٦٩٠

وانتقل إلى شفت ( بينها وبين قريته نحو خمسين كيلو مترا ).

ثمّ ارتحل في سنة ( ١١٩٢ ه‍ ) إلى العراق ، فحضر في كربلاء والنجف والكاظمية على : محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني الحائري ، والسيد علي بن محمد علي الطباطبائي الحائري ، والسيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي ، وجعفر بن خضر الجناجي النجفي صاحب « كشف الغطاء » ، والسيد محسن بن حسن الأعرجي الكاظمي ، وسليمان بن معتوق العاملي الكاظمي.

وعاد إلى إيران ، فحضر في قم على الميرزا أبو القاسم القمي صاحب القوانين ، وفي كاشان على محمد مهدي بن أبي ذر النراقي.

ثمّ استوطن أصفهان ، وتصدّى بها للتدريس ونشر العلوم والأحكام الإسلامية ، وأخذ اسمه يزداد ذيوعا يوما بعد آخر ، حتى انتهت إليه وإلى صديقه الحميم محمد إبراهيم الكلباسي الرئاسة هناك.

وكان مبسوط اليد في أصفهان وسائر بلاد إيران ، يقيم الحدود الشرعية ، وله آثار فخمة مثل مسجده في أصفهان.

وقد تخرّج به وروى عنه لفيف من العلماء ، منهم : ابنه الفقيه السيد أسد الله (١) ، ومحمد إبراهيم الأصفهاني القزويني ، ومحمد علي المحلاتي ، والسيد فضل الله الأسترابادي ، والسيد محمد هاشم بن زين العابدين الخوانساري الچهارسوقي ، والسيد محمد تقي الزنجاني ، وعبد الباقي الكاشاني ، وعلي النخجواني.

__________________

(١) المتوفّى ( ١٢٩٠ ه‍ ).

٦٩١

وألّف كتبا ورسائل ، منها : مطالع الأنوار في شرح « شرائع الإسلام » في الفقه للمحقّق الحلي ، جوابات المسائل في مجلدين ( طبع أحدهما ) ، رسالة لعمل المقلدين بالفارسية سماها تحفة الأبرار ، بالفارسية في آداب صلاة الليل ، رسالة في شكوك الصلاة ، رسالة في العقد على أخت الزوجة المطلقة ، رسالة في وجوب إقامة المجتهدين الحدود في زمن الغيبة ( أي غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ، الزهرة المباهرة في أصول الفقه ، اثنتان وعشرون رسالة في تحقيق حال اثنين وعشرين راويا ( مطبوعة ) ، حاشية على شرح السيوطي على « الألفية » في النحو لابن مالك لم تتم ، ورسالة في المجاز والحقيقة ، وغير ذلك.

توفّي بأصفهان في شهر ربيع الثاني سنة ستين ومائتين وألف.

٦٩٢

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٥١٨

٤٢٨٣

الكلباسي (*)

( ١١٨٠ ـ ١٢٦١ ه‍ )

محمد إبراهيم بن محمد حسن الخراساني الكاخي (١) ، الأصفهاني ، المعروف بالكلباسي ، ويقال الكرباسي.

كان فقيها إماميا ، زاهدا ، قانعا ، متورّعا في الفتوى ، يضرب بشدة احتياطه المثل.

ولد بأصفهان في شهر ربيع الثاني سنة ثمانين ومائة وألف.

وأخذ عن والده ( المتوفّى حدود ١١٩٠ ه‍ ) ، ثمّ عن : محمد علي بن محمد رفيع الجيلاني ، والميرزا محمد علي بن مظفر الأصفهاني ، ومحراب ( المتوفّى ١٢١٧ ه‍ ) ، وغيرهم.

وارتحل إلى العراق ، فتتلمذ على مشاهير العلماء في كربلاء والنجف

__________________

(*) روضات الجنات ١ / ٣٤ برقم ٦ ، قصص العلماء ١١٧ ، الفوائد الرضوية ١٠ ، الكنى والألقاب ٣ / ١٠٩ ، أعيان الشيعة ٢ / ٢٠٦ ، الكرام البررة ١ / ١٤ برقم ٢٥ ، الأعلام ٥ / ٣٠٥.

(١) نسبة إلى ( كاخيك ) : قرية من قرى خراسان قريب كونآباد.

٦٩٣

والكاظمية مثل محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني قرأ عليه مدّة يسيرة ، والسيد علي بن محمد علي الطباطبائي ، والسيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي ، وجعفر كاشف الغطاء ، والسيد محسن الأعرجي الكاظمي.

وعاد إلى إيران ، فحلّ في قم ، ودرس بها على الميرزا أبو القاسم القمي ، وأذن له بالفتوى لبلوغه درجة الاجتهاد.

وسافر إلى كاشان ، وحضر على عالمها الشهير محمد مهدي النراقي.

وقد روى بالإجازة عن جملة من المشايخ ، منهم : جعفر كاشف الغطاء ، وأحمد بن زين الدين الأحسائي ، وعبد علي بن محمد بن عبد الله الخطّي البحراني النجفي ، ويحيى بن محمد العوامي.

واستقرّ بأصفهان ، وتصدر للتدريس في مسجد الحكيم ، وللوعظ والإرشاد والتأليف ، واشتهر حتى انتهت إليه وإلى السيد محمد باقر بن محمد تقي الشهير بحجّة الإسلام المرجعية الدينية والزعامة الروحية في أصفهان ، وكانت بينهما مودة أكيدة وصلة متينة.

أخذ عنه : ابناه محمد مهدي ومحمد جعفر ، والسيد محمد باقر الخوانساري الأصفهاني مؤلف « روضات الجنات » ، والميرزا محمد بن سليمان التنكابني مؤلف « قصص العلماء » ، والسيد أبو الحسن بن علي بن عبد الباقي القزويني ، والسيد محمد بن عبد الصمد الشهشهاني ، والسيد أبو طالب بن أبي تراب القائني ، وحمزة ابن أسد الله القائني البيرجندي.

وصنّف كتبا ، منها : إشارات الأصول ( مطبوع ) ، الإيقاظات في أصول الفقه أيضا ، منهاج الهداية إلى أحكام الشريعة في مجلدين كثير الفروع ، الإرشاد في

٦٩٤

الفقه بالفارسية ، النخبة في العبادات بالفارسية ، مناسك الحجّ بالفارسية ، شوارع الهداية في شرح « الكفاية » في الفقه لمحمد باقر السبزواري لم يتم وبعضهم يسمّيه شوارع الأحكام.

وله عدّة رسائل ، منها : رسالة في تقليد الميت ، ورسالة في الصحيح والأعمّ من علم الأصول ، ورسالة في تفطير دخان التتن للصائم ، وغير ذلك من الرسائل والحواشي وأجوبة المسائل.

توفّي بأصفهان في جمادى الأولى سنة إحدى وستين ومائتين وألف (١).

وله أحفاد علماء في أصفهان.

__________________

(١) وقيل : ( ١٢٦٢ ه‍ ) أو ( ١٢٦٠ ه‍ ).

٦٩٥

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ١٧٧

٤٠٣٤

[ حسن ] كاشف الغطاء (*)

( ١٢٠١ ـ ١٢٦٢ ه‍ )

حسن بن جعفر بن خضر بن محمد يحيى المالكي ، الجناجي الأصل ، النجفي ، صاحب « أنوار الفقاهة » أحد أجلاّء الإمامية.

كان فقيها مجتهدا ، أصوليا ، ماهرا في الفقه مستحضرا لمسائله ، من مشاهير المدرّسين.

ولد سنة إحدى ومائتين وألف بالنجف.

ونشأ على والده فقيه عصره جعفر كاشف الغطاء ، وحضر عليه قليلا.

وأخذ وروى بالإجازة عن أكابر العلماء كأخيه موسى ( المتوفّى ١٢٤١ ه‍ ) ، وأخيه علي ( المتوفّى ١٢٥٣ ه‍ ) ، والسيد محمد جواد العاملي النجفي صاحب

__________________

(*) روضات الجنات ٢ / ٣٠٦ برقم ٢٠٧ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٢ / ١٤٢ ، هدية العارفين ١ / ٣٠٢ ، الفوائد الرضوية ٩٧ ، الكنى والألقاب ٣ / ١٠٣ ، معارف الرجال ١ / ٢١٠ برقم ٧٩ ، أعيان الشيعة ٥ / ٣٥ ، ريحانة الأدب ٥ / ٢٦ ، العبقات العنبرية ٢٩٠ ، الذريعة ٢ / ٤٣٦ برقم ١٧٠٢ ، الكرام البررة ١ / ٣١٦ برقم ٦٣٩ ، الأعلام ٢ / ١٨٦ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ٣ / ١٠٤ ، معجم المؤلفين ٣ / ٢١٢.

٦٩٦

« مفتاح الكرامة » وأسد الله بن إسماعيل التستري الكاظمي ، وسليمان بن أحمد البحراني القطيفي ( المتوفّى ١٢٦٦ ه‍ ) ، والسيد عبد الله بن محمد رضا شبر الكاظمي ، وعلي البحراني ، وقاسم بن محمد بن أحمد آل محيي الدين الحارثي الهمداني.

وتبحّر في الفقه ، وامتلك قدرة واسعة على التفريع ، وعرف بسرعة الإجابة عن المسائل لسعة إحاطته وقوة استحضاره.

أقام في مدينة الحلّة مدّة ، ثمّ عاد إلى النجف بعد وفاة أخيه الشيخ علي سنة ( ١٢٥٣ ه‍ ) ، وتصدّى بها للتدريس والإفتاء وإمامة الجماعة ، وحصل على نصيب من الرئاسة الدينية في أيّام الرئاسة العامة لصاحب الجواهر.

تتلمذ عليه وروى عنه بالإجازة فريق من العلماء ، منهم : محمد ومهدي ابنا أخيه علي ، والسيد محمد مهدي القزويني ( المتوفّى ١٣٠٠ ه‍ ) ، ومشكور بن محمد الحولاوي ، وجواد بن حسين نجف ، وأحمد بن عبد الله الدجيلي ( المتوفّى ١٢٦٥ ه‍ ) ، وعبد الحسين بن علي الطهراني الملقّب بشيخ العراقين ، والسيد علي نقي بن حسن بن محمد المجاهد الطباطبائي الحائري ، ونعمة بن علاء الدين بن أمين الدين الطريحي ، والسيد حسين بن محمد رضا بن محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ( المتوفّى ١٣٠٦ ه‍ ) ، والسيد إسماعيل بن نصر الله البحراني البهبهاني ( المتوفّى ١٢٩٥ ه‍ ) ، ومحمد حسين بن علي بن محمد حسين الأعسم النجفي ( المتوفّى ١٢٨٨ ه‍ ) ، وغيرهم.

وصنّف كتبا ورسائل ، منها : أنوار الفقاهة قيل إنّه جمع فيه بين الإيجاز

٦٩٧

والأدلّة والتفريع (١) ، شرح مقدمات « كشف الغطاء » لوالده في أصول الفقه ، تكملة « بغية الطالب في معرفة المفروض والواجب » لوالده ، تكملة « القواعد الجعفرية » لوالده في شرح « قواعد الأحكام » في الفقه للعلاّمة الحلي ، رسالة عملية في العبادات ، رسالة في البيع اقتصر فيها على الفتوى ، السلاح الماضي في آداب.

موسوعة طبقات الفقهاء : ١٣ / ٣٢

٣٩٣١

[ السيّد ابراهيم ] القزويني (*)

( ١٢١٤ ـ ١٢٦٤ ، ١٢٦٢ ه‍ )

إبراهيم بن محمد باقر الموسوي ، القزويني ، الحائري ، صاحب « ضوابط الأصول ».

كان فقيها إماميا مجتهدا ، أصوليا ، من أكابر المحقّقين ومساهير المدرّسين.

ولد [ في ١٢١٤ ه‍ وتوفي ] في ذي الحجّة سنة أربع وستين ومائتين وألف.

__________________

(١) أقول : وسيصدر قريبا إن شاء الله تعالى بتحقيق مؤسسة التحقيقات التابعة لمكتب الإعلام الإسلامي. ( الموسوي ).

(*) روضات الجنات ١ / ٣٨ ، إيضاح المكنون ١ / ٤٧٦ ، الفوائد الرضوية ٩ ، معارف الرجال ١ / ١٨ برقم ٢ ، أعيان الشيعة ٢ / ٢٠٤ ، ريحانة الأدب ٣ / ٣٧٦ ، الذريعة ٦ / ٢٧٦ و ١٥ / ١١٩ ، الكرام البررة ٢ / ١٠ برقم ٢٠ ، الأعلام ١ / ٧٠ ، فرهنگ بزرگان ١٩ ، معجم المؤلفين ١ / ٨٧ ، ١٠٤ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ٣ / ٩٨٣.

٦٩٨

وانتقل ـ مع أبيه ـ من قزوين إلى كرمانشاه ، وقرأ بها مبادئ العلوم.

ثمّ ارتحل إلى العراق ، فأخذ في الحائر ( كربلاء ) عن السيد محمد المجاهد ابن علي الطباطبائي الحائري وغيره ولازم درس محمد شريف بن حسن علي المازندراني الحائري الشهير بشريف العلماء ، وتخرّج به في أصول الفقه.

وتوجّه إلى النجف الأشرف ، فحضر في الفقه على موسى بن جعفر كاشف الغطاء ، وانتفع به كثيرا.

وعاد إلى كربلاء بعد أن نال قسطا وافرا من العلوم ، وشرع في التدريس في حياة أستاذه شريف العلماء ( المتوفّى ١٢٤٥ ه‍ ).

واشتهر في الأوساط العلمية ، وعرف بالتحقيق ودقّة النظر.

ثمّ تفرّد آخر أيّامه بالتدريس في كربلاء ، وكان يدرّس درسين أحدهما في الأصول والآخر في الفقه ، فيحضر حلقة درسه المئات (١) وفيهم عدد من فحول العلماء ، أشهرهم : زين العابدين البارفروشي المازندراني ، والسيد أسد الله بن حجّة الإسلام محمد باقر الأصفهاني ، وعبد الحسين بن علي الطهراني الحائري ، وملا علي الكني ، والسيد محمد باقر الخوانساري صاحب « روضات الجنات » ، ومحمد صالح بن محمد مهدي بن محمد جعفر النوري الحائري ( المتوفّى ١٢٨٨ ه‍ ) ، ومهدي الكجوري ، وحسين الأردكاني ، ومحمد التنكابني صاحب « قصص

__________________

(١) قال تلميذه الفقيه التنكابني في كتابه قصص العلماء : انه كان يحضر درسه زهاء ألف طالب من طلبة العلوم الدينية ، وكانت تدور عليه رحى الأبحاث الاصوليّة في كربلاء حيث لم يكن في النجف حلقه أوسع من حلقته الدراسيّة ، رضوان الله تعالى عليه. ( الموسوي ).

٦٩٩

العلماء » ، والسيد أبو الحسن بن علي بن عبد الباقي التنكابني القزويني ، وغيرهم.

وقد صنّف كتبا ورسائل منها : ضوابط الأصول (١) ( مطبوع ) في أصول الفقه في مجلدين ، نتائج الأفكار في اختصار « ضوابط الأصول » ، رسالة في حجّية الظن ، دلائل الأحكام في شرح « شرائع الإسلام » للمحقّق الحلّي في عدّة مجلدات ولم يتمّه (٢) ، مناسك الحجّ ، رسالة في الغيبة ، رسالة في صلاة الجمعة ، رسالة في الطهارة والصلاة ، رسالة في الطهارة والصلاة والصوم بالفارسية ، ورسالة في القواعد الفقهية جمع فيها خمسمائة قاعدة.

توفّي بكربلاء سنة أربعة وستين ومائتين وألف ، وقيل : اثنتين وستين.

__________________

(١) أقول : وهو تقرير بحث استاذه الأصولي الشهير شريف العلماء المازندراني قدس‌سره ( الموسوي ).

(٢) أقول : بل هو شبه تام رأيت بعض مجلّداته بخطّه الشريف وبعضها الآخر بخط تلميذه التنكابني وعليه تأييد من السيد للكاتب. ( الموسوي ).

٧٠٠