بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني

بحر الفوائد في شرح الفرائد - ج ٨

المؤلف:

آية الله ميرزا محمّد حسن بن جعفر الآشتياني


المحقق: السيّد محمّد حسن الموسوي
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات ذوي القربى
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-518-351-4
ISBN الدورة:
978-964-518-249-4

الصفحات: ٨٢٠

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ١٦٧

٣٤٢٨

التّستري (*)

( ... ـ ١٠٢١ ه‍ )

عبد الله بن الحسين التستري ثم النجفي ثم الأصفهاني ، أحد أعيان الإمامية.

أقام في النجف الأشرف وكربلاء سنوات طويلة ، وتتلمذ على فقيه عصره المقدس أحمد الأردبيلي ( المتوفّى ٩٩٣ ه‍ ) ، وقرأ عليه كثيرا ، وأجيز عنه في إقامة الجمعة والجماعة ونشر الأحكام الشرعية.

وتميّز ، وصار من العلماء المعروفين.

ثم توجّه إلى الحجاز ، فأدى فريضة الحج وزار قبر الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعرّج على الشام ، فدخل عيناثا ، واستجاز بها الفقيهين : نعمة الله علي بن أحمد بن

__________________

(*) نقد الرجال ١٩٧ برقم ٩٢ ، جامع الرواة ١ / ٤٨١ ، أمل الآمل ٢ / ١٥٩ برقم ٤٦٣ ، الإجازة الكبيرة للتستري ٢٥ ، رياض العلماء ٣ / ١٩٥ ، لؤلؤة البحرين ١٤١ برقم ٥٩ ، روضات الجنات ٤ / ٢٣٤ برقم ٣٨٨ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٣ / ٤١٤ ، تنقيح المقال ٢ / ١٧٨ برقم ٦٨١٦ ، سفينة البحار ٢ / ١٣٠ ، الفوائد الرضوية ٢٤٥ ، ريحانة الأدب ١ / ٣٣٤ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٣٤٣ ، الذريعة ١٤ / ١٩. برقم ١٥٦٥ ، مصفى المقال ٢٤٢ ، معجم رجال الحديث ١٠ / ١٦٦ برقم ٦٨١٣ ، تراجم الرجال للحسيني ١ / ٣٢٣ برمق ٥٨٤.

٥٦١

محمد بن خاتون العاملي ، وولده أحمد بن نعمة الله ، فأجازا له في شهر محرم سنة ( ٩٨٨ ه‍ ) ، وأثنيا عليه كثيرا.

وارتحل إلى أصفهان ، ثم نزح عنها إلى مشهد الرضا عليه‌السلام ، فأقام به برهة من الزمان ، ولقي هناك السلطان عباس الأوّل الصفوي ، فأكرمه وبجّله.

وعاد إلى أصفهان في سنة ( ١٠٠٦ ه‍ ) ، بعد أن أمر السلطان المذكور ببناء مدرسة له فيها ، وفوّض إليه تدريسها.

فتصدى المترجم للتدريس ونشر العلم والإفادة ، وعكف على التصنيف والتحقيق في الفقه والأصول والحديث والرجال ، مع المواظبة على إقامة الجمعة والجماعة ، فنشطت الحركة العلمية في أصفهان ، وازدانت بكثرة الطالبين لحديث وفقه أهل البيت عليهم‌السلام (١).

ولم يزل أمره في ارتفاع حتى صار من أكابر علماء الطائفة في عصره ، بل شيخها كما يقول المجلسي الأوّل.

وكان صواما قوّاما ، زاهدا في الدنيا ، قانعا منها بما يسدّ الرمق.

تلمّذ عليه ، وروى عنه طائفة ، منهم : ولده حسن علي قرأ عليه في الحديث والفروع والأصول ، ومحمد تقي المجلسي قرأ عليه كتبا كثيرة في أنواع من الفنون ، والسيد مصطفى التفريشي وانتفع به كثيرا في الرجال ، والسيد محمد قاسم القهبائي ، والسيد رفيع الدين محمد النائينى ، وشريف الدين محمد الرويدشتي ،

__________________

(١) أصبح عدد التلامذة عند وفاة المترجم يربو على الألف ، في حين لم يكن عددهم وقت دخوله أصفهان يزيد على الخمسين. انظر طبقات أعلام الشيعة.

٥٦٢

وعناية الله القهبائي ، وخداوردي بن القاسم الأفشاري ، وتاج الدين الحسن بن محمد الأصفاني والد بهاء الدين محمد المعروف بالفاضل الهندي ، وعلي بن حجة الله الشولستاني النجفي ، وعماد الدين بن يونس الجزائري ، وغيرهم.

وصنّف كتبا ورسائل ، منها : جامع الفوائد في شرح القواعد (١) لم يتم ، شرح « إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان » للعلاّمة الحلي لم يتم ، رسالة في تعيين الكعب ، رسالة في الجهر والإخفات في الأوّلين ، رسالة في كفاية مسمّى الجبهة في السجدة ، رسالة في أنّ الأجير يملك الأجرة بنفس العقد ، رسالة في غسل الجمعة ، رسالة في تطوع الصوم لمن عليه فرضه ، رسالة في بعض فروع الطلاق الرجعي ، رسالة في العبادات بالفارسية ، خواص القرآن ، تعليقات على « تهذيب الأحكام » للطوسي ، وتعليقات على « الاستبصار » للطوسي ، وغير ذلك.

توفّي بأصفهان في السادس والعشرين من شهر محرم سنة إحدى وعشرين وألف ، وحضر جنازته جمع حافل ، ودفن إلى جوار السيد إسماعيل بن زيد ، ثم نقل جثمانه بعد مدة إلى كربلاء المقدسة.

والمترجم هو الذي وقف على كتاب « حل الإشكال في معرفة الرجال » للسيد أحمد بن طاووس الحلي ، ثم جرّد ما نقله السيد في ذلك الكتاب عن كتاب الضعفاء المنسوب إلى ابن الغضائري وجعله في رسالة ، والطريق الوحيد إلى كلّ ما ينقل عن ابن الغضائري هي تلك الرّسالة المجرّدة عن كتاب « حل الإشكال في معرفة الرجال ».

__________________

(١) هو كتاب قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام للعلاّمة الحلّي.

٥٦٣

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٢٦٢

٣٤٩٤

بهاء الدين العاملي (*)

( ٩٥٣ ـ ١٠٣٠ ه‍ )

محمد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي الحارثي الهمداني ، علاّمة البشر ومجدّد دين الأمّة على رأس القرن الحادي عشر (٢) ، بهاء الدين العاملي الجبعي ، نزيل أصفهان.

قال المحبّي الحنفي : كان أمة مستقلة في الأخذ بأطراف العلوم والتضلّع بدقائق الفنون ، وما أظن الزمان سمح بمثله ولا جاد بندّه ، وبالجملة فلم تتشنّف الأسماع بأعجب من أخباره.

ولد في شهر ذي الحجّة سنة ثلاثة وخمسين وتسعمائة ببعلبك.

__________________

(*) نقد الرجال ٣٠٣ ، جامع الرواة ٢ / ١٠٠ ، أمل الآمل ١ / ١٥٥ ، خلاصة الأثر ٣ / ٤٤٠ ، لؤلؤة البحرين ١٦ ، روضات الجنات ٧ / ٥٦ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٣ / ٤١٧ ، هدية العارفين ٢ / ٢٧٣ ، تنقيح المقال ٣ / ١٠٧ ، سفينة البحار ١ / ١١٣ ، الكنى والألقاب ٢ / ١٠٠ ، الفوائد الرضوية ٥٠٢ ، هدية الأحباب ١٠٩ ، أعيان الشيعة ٩ / ٢٣٤ ، ريحانة الأدب ٣ / ٣٠١ ، الذريعة ٢ / ٢٩ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٨٥ ، الغدير ١١ / ٢٤٤ ، الأعلام ٦ / ٣٣٤ ، معجم المؤلفين ٩ / ٢٤٢.

(١) نعته بذلك السيد علي خان المدني في « سلافة العصر ».

٥٦٤

وانتقل به أبوه إلى إيران بعد استشهاد زين الدين العاملي ( سنة ٩٦٦ ه‍ ) فأقام معه في قزوين ، وتلمّذ عليه في علوم العربية والفقه والأصول والحديث والتفسير إلى أن غادرها أبوه إلى هراة ، فواصل هو دراسته فيها.

وقد أخذ عن : عبد العالي بن علي بن عبد العالي الكركي ، وعبد الله بن الحسين اليزدي ، وعلي بن المذهّب في الرياضيات ، وعماد الدين محمود بن مسعود الشيرازي في الطب ، والقاضي أفضل القايني ، وأحمد الكجائي الكهدمي.

ومهر في العلوم الشرعية ، وبرع في الرياضيات والهندسة والفلك ، وصنّف بعض الكتب في عنفوان شبابه ، ونظم الشعر.

وتقلّد منصب شيخ الإسلام بأصفهان بعد وفاة والد زوجته علي (١) بن هلال الكركي ( سنة ٩٨٤ ه‍ ) واشتهر ، وذاع صيته.

ثم استعفى عنه ، فقصد حجّ بيت الله الحرام وزيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته عليهم‌السلام بالمدينة ، ثم رحل رحلة واسعة استغرقت شطرا من عمره ، زار خلالها بغداد والكاظمية والنجف وكربلاء وسامراء ، ودخل مصر مستخفيا واجتمع مدّة إقامته بها مع محمد بن محمد بن أبي الحسن علي البكري الشافعي ( المتوفّى ١٠٠٧ ه‍ ) فعرف قدر المترجم.

ثم ارتحل إلى القدس ولزم فناء المسجد الأقصى ، فألقي في روع رضي الدين يوسف بن أبي اللطف المقدسي الحنفي أنّه من كبار العلماء ، فتقرّب إليه ،

__________________

(١) أنظر ترجمته فى الجزء العاشر من موسوعة طبقات الفقهاء تحت الرقم ٣١٨١.

٥٦٥

وسأله القراءة عليه ، فقيل بشرط أن يكون ذلك مكتوما ، فقرأ عليه شيئا من الهيئة والهندسة.

ثم سار إلى دمشق ، ومنها إلى حلب في عهد السلطان مراد بن سليم العثماني ( المتوفّى ١٠٠٣ ه‍ ) ، ولقي أكابر علماء المذاهب الأخرى ، وجرت له معهم مباحثات ومناظرات أذعنوا له فيها (١) ، فلما سمع بقدومه أهل جبل عامل تواردوا عليه أفواجا ، فخاف أن يظهر أمره ، فخرج من حلب ميمّما وجهه شطر بلاد إيران ، فقطن أصفهان ، فلما سمع به السلطان عباس الأوّل الصفوي أكرمه وأدناه ، وحلّ عنده بالمحلّ الرفيع.

وهناك شمّر عن ساعد الجدّ ، فبحث وصنّف ، وأفاد ودرّس في شتى الفنون ، وانثال عليه العلماء والمتعلمون ، لما امتاز به من غزارة في العلم ، وعمق في النظر ، وإنصاف في البحث ، وانفتاح على الرؤى والأفكار المختلفة ، ورفض للجمود والتقليد.

ولم يزل أمره في ارتفاع ، حتى انتهت إليه رئاسة الإمامية في عصره.

وقد تلمذ عليه وروى عنه سماعا وإجازة طائفة ، منهم : مراد بن علي خان التفريشي القمي ، وحسام الدين محمود بن درويش علي الحلي النجفي ، ومحمد بن علي العاملي التبنيني ، وعبد اللطيف بن علي بن أحمد الجامعي ، وعبد الوحيد بن نعمة الله الجيلاني ، والسيد محمد قاسم بن محمد الحسني الطباطبائي القهبائي ، وجواد بن سعد البغدادي الكاظمي ، ونجيب الدين علي بن محمد بن

__________________

(١) راجع خلاصة الأثر.

٥٦٦

مكي العاملي الجبيلي الجبعي ، وشريف الدين محمد الرويدشتي ، وحسن علي بن عبد الله التستري ، ومحمد صالح بن أحمد المازندراني ، وزين الدين علي بن سليمان بن درويش القدمي البحراني ، وإبراهيم بن إبراهيم العاملي البازوري ، والسيد الحسين بن حيد الكركي ولازمه نحو أربعين سنة وقرأ عليه في الحديث والنحو والرجال ، ومحمد تقي المجلسي ، وعلي نقي بن محمد هاشم الكمره ئي ، وعناية الله بن شرف الدين علي القهبائي النجفي ، والحسين بن الحسن العاملي المشغري ، ونور الدين علي بن عبد العزيز بن عبد الله البحراني ، وغيرهم كثير.

وصنّف ما يزيد على سبعين كتابا ورسالة اشتهر عدد منها وانتشر انتشارا واسعا ، وإليك أسماء جملة منها : الحبل المتين في إحكام أحكام الدين ( مطبوع ) ، الجامع العباسي ( مطبوع ) في الفقه ، رسالة في المواريث ( مطبوعة ) ، رسالة في ذبائح أهل الكتاب ( مطبوعة ) ، رسالة في الصلاة ، رسالة في الحج ، رسالة في القصر والتخيير في السفر ، رسالتان كرّيتان ( مطبوعتان ) ، حاشية على « مختلف الشيعة إلى أحكام الشريعة » للعلاّمة الحلي ، الاثنى عشريات الخمس في الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج ، مشرق الشمسين وإكسير السعادتين لم يتم ( مطبوع ) جمع فيه آيات الأحكام وشرحها والأحاديث الصحاح وشرحها ، زبدة الأصول ( مطبوع ) ، حاشية على شرح العضدي على مختصر الأصول ، الفوائد الصمدية ( مطبوع ) في النحو ، خلاصة الحساب (١) ( مطبوع ) ، رسالة في حل إشكال عطارد

__________________

(١) بقيت آثار المترجم في الرياضيات والفلك زمنا طويلا مرجعا لكثير من علماء المشرق ، كما أنّها كانت منبعا يستقي منه طلاب المدارس والجامعات ، وقد اشتهر كتابه « خلاصة

٥٦٧

والقمر ، العروة الوثقى ( مطبوع ) في التفسير ، حاشية على « أنوار التنزيل » للبيضاوي ( مطبوع ) ، حاشية على رجال النجاشي ، الكشكول ( مطبوع ) ، حاشية

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٣١٣

٣٥٢٩

الأسترابادي (*)

( ... ـ ١٠٣٦ ه‍ )

محمد أمين بن محمد شريف الأسترابادي ، المدني ثم المكي ، أحد كبار علماء الإمامية ، ورأس الأخبارية (١) في عصره ، مؤلف كتاب « الفوائد المدنية ».

__________________

الحساب » وترجم إلى اللغة الألمانية وغيرها ، كما صدر عن دار الشرق في بيروت وعن إدارة العلوم في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كتاب « الأعمال الرياضية لبهاء الدين العاملي » بتحقيق وشرح وتحليل الدكتور جلال شوقي الأستاذ بكلية الهندسة في جامعة القاهرة. انظر أعيان الشيعة.

(*) أمل الآمل ٢ / ٢٤٦ برقم ٧٢٥ ، سلافة العصر ٤٩١ ، رياض العلماء ٥ / ٣٥ ، روضات الجنات ١ / ١٢٠ برقم ٣٣ ، هدية العارفين ٢ / ٢٧٤ ، أعيان الشيعة ٩ / ١٣٧ ، الفوائد الرضوية ٣٩٨ ، ريحانة الأدب ١ / ١١٤ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٥٦ ، الذريعة ١٦ / ٣٣٦ ، ٣٥٨ ، ٣٥٩ ، معجم المؤلفين ٩ / ٧٩.

(١) راجع ما كتبه العلاّمة جعفر السبحاني عن الحركة الأخبارية وتاريخ ظهورها وأهم ملامحها

٥٦٨

قرأ على السيد تقي الدين محمد النسابة شرح العضدي ، وحضر دروسه.

ودرس في عنفوان شبابه عند السيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي صاحب « المدارك » بالنجف الأشرف ، وقرأ عليه في الحديث والرجال ، واستفاد منه ، وروى عنه.

وقرأ الحديث أيضا على الميرزا محمد الأسترابادي ثم المكي الرجالي المشهور الذي زوّج كريمته للمترجم.

وأخذ الفقه والأصولين عن كبار العلماء.

وشغف بأحاديث وأخبار أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، وعكف ـ لما لبث بالمدينة سنين طوالا ـ على دراستها وتنقيحها وتحقيقها وشرحها ، داعيا إلى العمل بمتونها واعتمادها في طريقة الاستنباط ، رافضا طريقة الأصوليين ، مناديا ببطلان الاجتهاد والتقليد.

قال الحر العاملي في حق المترجم : فاضل محقق ماهر متكلم فقيه محدث ، ثقة ، جليل.

قرأ عليه جماعة من العلماء ، ورووا عنه إجازة ، ومن هؤلاء : إبراهيم بن عبد الله الخطيب المازندراني ، والسيد زين العابدين بن نور الدين علي بن مراد بن علي الحسيني ، وزين الدين بن محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني العاملي أستاذ الحرّ العاملي ، والسيد عبد الهادي الحسيني التستري ، وقد قرأ عليه « من

__________________

ومراحل تطورها ثم اضمحلالها في القسم الثاني من مقدمته للموسوعة هذه [ موسوعة طبقات الفقهاء ] : ٣٨٤ ـ ٤١٦.

٥٦٩

لا يحضره الفقيه » للصدوق وله منه إجازة.

وصنّف كتابه المعروف الفوائد المدنية في الرد على القائل بالاجتهاد والتقليد في الأحكام الإلهية ( مطبوع ) ، وقد ردّ عليه معاصره السيد نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن الموسوي أخو صاحب « المدارك » بكتاب سمّاه الشواهد المكية في مداحض حجج الخيالات المدنية ( مطبوع ).

وله أيضا : الفوائد المكية ، شرح أصول « الكافي » للكليني ، شرح « تهذيب الأحكام » للطوسي لم يتم ، رسالة في البداء ، رسالة في طهارة الخمر ونجاستها ، أجوبة مسائل حسين الظهيري العاملي ، حاشية على « مدارك الأحكام » لأستاذه السيد محمد الموسوي العاملي ، فوائد دقائق العلوم العربية وحقائقها الخفية ، كتاب في رد ما أحدثه الفاضلان في حواشي شرح التجريد ـ يعني جلال الدين الدواني وصدر الدين الشيرازي ـ ، ورسالة بالفارسية سمّاها دانشنامه شاهي.

توفّي بمكة المكرمة ـ وكان قد جاور بها ـ سنة ست وثلاثين وألف.

وقال جماعة : إنّه توفي سنة ثلاث وثلاثين وألف.

أقول : لا يصحّ ذلك ، لأنّه ألف رسالته في طهارة الخمر ونجاستها للسلطان صفي الدين الصفوي في مكة المكرمة وأرسلها إليه سنة أربع وثلاثين وألف (١).

__________________

(١) أنظر رياض العلماء : ٥ / ٣٦.

٥٧٠

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٣١٥

٣٥٣٠

الداماد (*)

( ٩٧٠ ـ ١٠٤١ ه‍ )

محمد باقر بن محمد بن محمود بن عبد الكريم الحسيني ، الأسترابادي الأصل ، الأصفهاني ، الشهير بالداماد (١) ، أحد كبار علماء الإمامية في الحكمة والفلسفة والكلام.

ولد في سنة سبعين وتسعمائة.

وحرص على طلب العلم وأكبّ عليه ، واطّلع وهو لا يزال غضّ الإهاب على كثير من المباحث في فنون العلم.

__________________

(*) أمال الآمل ٢ / ٢٤٩ برقم ٧٣٤ ، خلاصة الأثر ٤ / ٣٠١ ، رياض العلماء ٥ / ٤٠ ، لؤلؤة البحرين ١٣٢ برقم ٤٩ ، روضات الجنات ٢ / ٦٢ برقم ١٤٠ ، هدية العارفين ٢ / ٢٧٦ ، إيضاح المكنون ١ / ١٠٩ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٢ / ٢٤٨ ، الفوائد الرضوية ٤١٨ ، هدية الأحباب ١٣٤ ، الكنى والألقاب ٢ / ٢٢٦ ، أعيان الشيعة ٩ / ١٨٩ ، ريحانة الأدب ٦ / ٥٦ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٦٧ ، الذريعة ٩ ق ١ / ٧٦ برقم ٤٤٠ ، مصفى المقال ٩٠ ، الأعلام ٦ / ٤٨ ، معجم مؤلفي الشيعة ٤٠٧ ، معجم المؤلفين ٩ / ٩٣.

(١) الداماد بالفارسية : الصهر. ولقب بذلك لأنّ أباه كان صهر علي بن عبد العالي الكركي المعروف بالمحقّق الثاني ، ولقّب هو بذلك بعد أبيه.

٥٧١

أجاز له خاله عبد العالي بن علي بن عبد العالي الكركي ( المتوفّى ٩٩٣ ه‍ ) ، والحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي في سنة ( ٩٨٣ ه‍ ).

وأخذ عن : الفقيه عبد العلي بن محمود الجابلقي ، والسيد علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي بمشهد الرضا عليه‌السلام.

وتبحّر في جميع العلوم لا سيما في العقليات ، ونظم الشعر بالعربية والفارسية.

وتصدى للتدريس والإفتاء والتصنيف والتحقيق ، ونال حظوة كبيرة عند ملوك إيران الصفويين ، واشتهر بين العلماء ، وانتهت إليه رئاستهم بعد وفاة صديقه الحميم بهاء الدين العاملي ( سنة ١٠٣٠ ه‍ ).

أخذ عنه في فنون العلوم وأفانين المعارف جماعة ، منهم : الفيلسوف صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي المعروف بصدر المتألهين ، والسيد الحسين بن حيدر الحسيني الكركي ، والسيد محمد محسن بن علي أكبر الحسيني الرضوي.

وصنّف كتبا ـ أكثرها في الحكمة والفلسفة ـ منها : شارع النجاة في الفقه ، رسالة ضوابط الرضاع ، رسالة في اختلاف الزوجين قبل الدخول ، حاشية على « مختلف الشيعة إلى أحكام الشريعة » للعلاّمة الحلّي ، أجوبة المسائل ، عيون المسائل لم يتم ، شرح « الاستبصار » للطوسي ، شرح « الكافي » للكليني سمّاه الرواشح السماوية في شرح أحاديث الإمامية ، السبع الشداد ( مطبوع ) في علوم مختلفة ، القبسات ( مطبوع ) في الفلسفة ، سدرة المنتهى في تفسير القرآن الكريم ، تقويم الإيمان في الكلام ، الإيقاظات ( مطبوع ) في خلق الأعمال وأفعال العباد ، الأفق المبين في الحكمة الإلهية ، نبراس الضياء فيى تحقيق معنى البداء ، رسالة في

٥٧٢

المنطق ، رسالة في جيب الزاوية ، حاشية على رجال النجاشي ، حاشية على رجال الطوسي ، وديوان شعر.

توفي سنة إحدى وأربعين وألف بالعراق لما جاء لزيارة العتبات المقدسة مع الملك صفي الصفوي ، وحمل إلى النجف الأشرف ، ودفن إلى جوار أمير المؤمنين عليه‌السلام.

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٩٤

٣٣٧١

سلطان العلماء (*)

( ١٠٠١ ـ ١٠٦٤ ه‍ )

الحسين بن رفيع الدين محمد بن محمود بن علي المرعشي الحسيني ، السيد علاء الدين أبو طالب الآملي الأصل ، الأصفهاني ، الوزير ، المعروف بسلطان العلماء وبخليفة السلطان ، أحد أعيان الإمامية.

__________________

(*) أمل الآمل ٢ / ٩٢ برقم ٢٤٩ ، رياض العلماء ٢ / ٥١ ، روضات الجنات ٢ / ٣٤٦ برقم ٢١٨ ، تنقيح المقال ١ / ٣٢٧ برقم ٢٩٠٢ ، الفوائد الرضوية ١٥٩ ، الكنى والألقاب ٢ / ٣١٩ ، هدية الأحباب ١٥٠ ، أعيان الشيعة ٦ / ١٦٤ ، ريحانة الأدب ٣ / ٥٦ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ١٦٨ ، الذريعة ٦ / ٩٤ برقم ٤٩٥ وص ٢٠٦ برقم ١١٤٥ ، الأعلام ٢ / ٢٥٦ ، معجم المؤلفين ٤ / ٥٧.

٥٧٣

كان فقيها ، أصوليا ، محدثا ، مفسرا ، متكلما ، جامعا لأصناف العلوم.

ولد سنة إحدى وألف.

وتلمذ على والده الصدر الكبير رفيع الدين ، وأخذ عنه ، وعن : بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي ، وله منه إجازة ، وحسين اليزدي الندوشني ، ومحمود الرناني.

وصاهر السلطان عباس الأوّل الصفوي على ابنته ، وقلّده أعباء الوزارة في أيام صدارة والده ( سنة ١٠٣٣ ه‍ ) ، وأقرّه السلطان صفي الدين ثم عزله في سنة ( ١٠٤١ ه‍ ) ، وأمره بالإقامة في بلدة قم ، فأكبّ هناك على المطالعة والمراجعة ، ثم أعاده إلى أصفهان ، فأقام بها إلى أن ولاّه السلطان عباس الثاني الوزارة في سنة ( ١٠٥٥ ه‍ ) فاستمر إلى أن مات ببلدة أشرف من بلاد مازندران ، وهو راجع مع السلطان المذكور في فتح قندهار سنة أربع وستين وألف ، ونقل نعشه إلى النجف الأشرف ، فدفن إلى جوار مرقد أمير المؤمنين عليه‌السلام.

وكان قد سافر إلى مصر ، واجتمع بعلماء القاهرة وغيرها وأفاد واستفاد ، ودخل اليمن ، وسافر إلى القسطنطينية مرتين للسفارة بين الدولتين ، وناظر هناك أبا السعود المفتي ، وكان يقيم صلاة الجمعة في بلدته أصفهان ، وبنى فيها المدارس والمستشفيات ، وتصدى للتدريس ، ومهر فيه حتى صار من أشهر مدرسي عصره ، وكان يحضر مجلس درسه نحو الألفين.

أخذ عنه : الحسين بن محمد الخوانساري (١) ، وخليل القزويني ـ وهو أيضا

__________________

(١) المتوفّى ( ١٠٩٨ ه‍ ).

٥٧٤

شريكه في الدرس عند بهاء الدين العاملي ـ ، وعبد الرزاق الكاشاني ، وعيسى والد صاحب « رياض العلماء » ، وأولاده الأربعة : إبراهيم وحسن وعلي ومحمد المرعشيون.

وله مؤلفات أكثرها حواش ، منها : حاشية على « مختلف الشيعة في أحكام الشريعة » للعلاّمة الحلي ، حاشية على « قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام » للعلاّمة الحلّي ، حاشية على كتاب الطهارة من « الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية » في الفقه للشهيد الثاني ( مطبوعة مع الشرح ) ، حاشية على « شرائع الإسلام » للمحقّق الحلي ، حاشية على « معالم الأصول » في أصول الفقه للحسن بن الشهيد الثاني ـ ( مطبوعة ) وقد صارت مرجع العلماء ومحل اعتنائهم ـ ، حاشية على « زبدة الأصول » لشيخه بهاء الدين العاملي ، حاشية على « شرح المختصر » للعضد ، حاشية على « حاشية إلهيات تجريد العقائد » للخفري ، حاشية على « الكافي » في الحديث للكليني ، حاشية على « تهذيب الأحكام » للطوسي ، حاشية على « الكشاف » للزمخشري ، حاشية على « أنوار التنزيل » للبيضاوي ، رسالة في آداب الحج بالفارسية ، رسالة أنموذج العلوم فيها مباحث في عدة علوم ، رسالة مناظرته مع أبي السعود المفتي ، جمعها ولده السيد علي ، حاشية على « شرح الشمسية » في المنطق ، وديوان شعره بالفارسية.

٥٧٥

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٦٣

٣٣٥٢

الفاضل الجواد (*)

( ... ـ ١٠٦٥ ه‍ )

جواد (١) بن سعد بن جواد البغدادي الكاظمي ، المعروف بالفاضل الجواد.

كان فقيها إماميا مجتهدا ، صاحب تحقيقات في الفقه والأصول والكلام وغيرها.

ولد في الكاظمية ببغداد.

وارتحل إلى أصفهان ، وتلمّذ بها على بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي ، ولازمه إلى أن صار من أخصّ خواصه.

وتبحّر في العلوم ، وحفظ الكثير.

وولي منصب شيخوخة الإسلام بأستراباد في عهد السلطان عباس الأوّل

__________________

(*) أمل الآمل ٢ / ٥٧ برقم ١٤٩ ، رياض العلماء ١ / ١١٨ ، إيضاح المكنون ٤ / ١٤٠ ، ٢٧٢ ، روضات الجنات ٢ / ٢١٥ برقم ١٧٨ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٢ / ١٦١ ، الفوائد الرضوية ٨٥ ، أعيان الشيعة ٤ / ٢٧١ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ١٢٦ ، الذريعة ٢٠ / ٣٧٧ برقم ٣٥١٥ ، الأعلام ٢ / ١٤٢ ، معجم المؤلفين ٣ / ١٦٥.

(١) ويقال له : محمد الجواد.

٥٧٦

الصفوي ( المتوفّى ١٠٣٨ ه‍ ) ، ثم عزل فعاد إلى الكاظمية سنة بضع وعشرين وألف ، ودرّس بها وصنّف ، وعظّمه حكام بغداد لا سيما بكتاش خان.

ثم رجع إلى بلاد إيران قبل احتلال بغداد من قبل السلطان مراد العثماني ( سنة ١٠٤٨ ه‍ ) ، فأقام بالحويزة ، ثم انتقل إلى تستر ، وولي بها منصب شيخوخة الإسلام بعد وفاة عبد اللطيف الجامعي ( سنة ١٠٥٠ ه‍ ).

وقد أخذ عن المترجم جماعة ، منهم : السيد محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي ثم النجفي ، والشيخ شاهين ، حين قرأ عليه كتابه « مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام » ، وحصل منه على إجازة بروايته تاريخها سنة ( ١٠٤٤ ه‍ ).

وصنّف عدة كتب ، منها : شرح « الدروس الشرعية في فقه الإمامية » للشهيد الأوّل لم يتم ، أحوال الدين في شرح « نهج المسترشدين في أصول الدين » للعلاّمة الحلّي ألّفه بالكاظمية سنة ( ١٠٢٩ ه‍ ) ، غاية المأمول في شرح « زبدة الأصول » في أصول الفقه لأستاذه بهاء الدين ، الفوائد العلية في شرح « الجعفرية » في فقه الصلاة للمحقق الكركي ، مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام ، شرح « تشريح الأفلاك » لبهاء الدين العاملي ، رسالة في واجبات الصلاة شرح على « خلاصة الحساب » لبهاء الدين العاملي ( مطبوع ) ، ورسالة مختصرة في أصول الدين.

توفّي ببغداد سنة خمس وستين وألف ، قاله صاحب « أعيان الشيعة ».

٥٧٧

موسوعة طبقات الفقهاء : ١١ / ٣٢١

٣٥٣٣

المجلسي الأوّل (*)

( ١٠٠٣ ـ ١٠٧٠ ه‍ )

محمد تقي بن مقصود علي النطنزي الأصفهاني ، العاملي الأصل ، المعروف بالمجلسي الأوّل.

كان فقيها إماميا ، عارفا بالتفسير والرجال ، من كبار المحدّثين.

ولد في أصفهان سنة ثلاث وألف.

وأجاز له في الصغر أبو البركات الواعظ الأصفهاني.

__________________

(*) روضة المتقين ج ١ ( المقدمة ) ، جامع الرواة ٢ / ٨٢ ، أمل الآمل ٢ / ٢٥٢ برقم ٧٤٢ ، رياض العلماء ٥ / ٤٧ ، الإجازة الكبيرة للتستري ٢٧ ، لؤلؤة البحرين ٦٠ برقم ١٧ ، كشف الحجب والأستار ٤٨١ برقم ٢٧١٤ ، قصص العلماء ٢٣١ ، روضات الجنات ٢ / ١١٨ برقم ١٤٧ ، مستدرك الوسائل ( الخاتمة ) ٢ / ٢١٢ برقم ١٩ ، بهجة الآمال ٦ / ٦٥٧ ، تنقيح المقال ٢ / ٩٠ برقم ١٠٤٦٢ ، الفوائد الرضوية ٤٣٩ ، الكنى والألقاب ٣ / ١٥٠ ، هدية الأحباب ٢٣٢ ، أعيان الشيعة ٩ / ١٩٢ ، ريحانة الأدب ٥ / ١٩٨ ، الذريعة ١١ / ٣٠٢ برقم ١٨٠٣ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ١٠١ ، مصفى المقال ٩٨ ، الأعلام ٦ / ٦٢ ، معجم رجال الحديث ١٨ / ٧٠ برقم ١٢٠٦٠ ، معجم المؤلفين ٩ / ١٣٧ ، معجم مؤلفي الشيعة ٣٨٤ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ٣ / ١١٥٢.

٥٧٨

وصرف عنفوان شبابه في تحصيل العلوم.

درس عند بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد العاملي ، وعبد الله ابن الحسين التستري الأصفهاني ، وروى عنهما.

وقرأ في الفقه والحديث والأصول على حسن علي بن عبد الله بن الحسين التستري.

وروى سماعا أو إجازة عن الجمّ الغفير من العلماء ، منهم : السيد إسحاق الموسوي الأسترابادي الكربلائي ، والقاضي أبو الشرف الأصفهاني ، وعبد الله بن جابر العاملي ، ويونس الجزائري ، وخاله محمد قاسم بن درويش محمد العاملي الأصفهاني ، وظهير الدين إبراهيم بن الحسين بن عطاء الحسني الهمداني ، ومحمد ابن علي العاملي التبنيني ، وجابر بن عباس النجفي ، وشرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني النجفي ، وقد أجاز له في مشهد الحسين الشهيد عليه‌السلام بكربلاء سنة ( ١٠٣٦ ه‍ ).

وتصدى لأحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآثار أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام جمعا وضبطا وشرحا وإفادة وتدريسا ، واعتمدها في طريقة الاستنباط ، وهو ممن استحسن كتاب « الفوائد المدنية » لمحمد أمين الأسترابادي ، وقال فيه : الحق أنّ أكثر ما أفاده مولانا محمد أمين حق لا مرية فيه (١).

وتولّى المترجم إمامة الجمعة في أصفهان.

واعتنى بأدعية الصحيفة السجادية ، وسعى سعيا حثيثا في نشرها.

أخذ عنه قراءة أو سماعا أو إجازة جماعة ، منهم : أولاده : عزيز الله وعبد الله

__________________

(١) جعفر السبحاني ، الفقه الإسلامي منابعه وأدواره ( القسم الثاني ) : ٣٩٣.

٥٧٩

ومحمد باقر ، وأبو القاسم الجرفادقاني ، والحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري ، وإبراهيم بن كاشف الدين محمد اليزدي ، ومحمد صادق الكرباسي الأصفهاني ثم الهمداني ، وغيرهم.

وصنّف كتبا ، منها : شرحان على « من لا يحضره الفقيه » للصدوق أحدهما بالعربية سمّاه روضة المتقين ( مطبوع في ١٤ جزءا ) والآخر بالفارسية سمّاه اللوامع القدسية (١) ( مطبوع ) ، رسالة بالفارسية في عمل المقلّدين سمّاها حديقة المتقين في معرفة أحكام الدين لارتقاء معارج اليقين ، شرح « تهذيب الأحكام » للطوسي لم يتم ، رسالة في الرضاع ، رسالة في مناسك الحجّ ، تفسير القرآن الكريم بالفارسية ، رسالة في وجوب صلاة الجمعة ، رسالة في آداب صلاة الليل ، شرح « الصحيفة السجادية » ، رسالة في حقوق الوالدين بالفارسية ، وشرح حديث همّام (٢) في وصف المتقين بالفارسية.

توفّي بأصفهان سنة سبعين وألف.

__________________

(١) المطبوع أخيرا باسم لوامع صاحبقراني. ( الموسوي ).

(٢) قال الشريف الرضي ( المتوفّى ٤٠٦ ه‍ ) : روي أنّ صاحبا لأمير المؤمنين عليه‌السلام يقال له همّام وكان رجلا عابدا ، فقال له : يا أمير المؤمنين صف لي المتقين حتى كأنّي أنظر إليهم ... ثم قال عليه‌السلام : أما بعد فإنّ الله سبحانه وتعالى خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم آمنا من معصيتهم ... فالمتقون فيها هم أهل الفضائل ، منطقهم الصواب ، وملبسهم الاقتصاد ، ومشيهم التواضع ... عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم ... فمن علامة أحدهم أنّك ترى له قوة في دين ، وحزما في لين ، وإيمانا في يقين ، وحرصا في علم ، وعلما في حلم ، وقصدا في غنى ، وخشوعا في عبادة ، وتجمّلا في فاقة ... شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٠ / ١٣٢ الخطبة ١٨٦.

٥٨٠