رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز - ج ٨

عزّ الدين عبدالرزاق بن رزق الله الرسعني الحنبلي

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز - ج ٨

المؤلف:

عزّ الدين عبدالرزاق بن رزق الله الرسعني الحنبلي


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة الأسدي للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٨٨

ثم أكّد ذلك بقوله : (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) قال الحسن : هو وعيد بعد وعيد (١).

والمعنى : سوف تعلمون عاقبة تكاثركم وتفاخركم إذا نزل بكم سلطان الموت ، وما بعده من القبر وأهوال القيامة ، والمجازاة.

ثم كرر تنبيههم أيضا فقال : (كَلَّا). وجواب : (لَوْ تَعْلَمُونَ) محذوف.

والمعنى : لو تعلمون ما بين أيديكم (عِلْمَ) الأمر (الْيَقِينِ) أي : كعلمكم ما تستيقنونه من الأمور ، أو لو تعلمون الأمر علما يقينا لشغلكم عن التكاثر.

ثم [توعدهم](٢) أيضا فقال : (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) وقرأ ابن عامر والكسائي : " لترونّ" بضم التاء (٣).

(ثُمَّ لَتَرَوُنَّها) وقرأ يعقوب في رواية أبي حاتم : " لترونّها" بضم التاء (٤).

(عَيْنَ الْيَقِينِ) أي : الرؤية التي هي نفس اليقين.

(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال الحسن : هو خاص بالكفار (٥).

وقال قتادة : هو عام (٦).

وهو الصحيح ، فالمؤمن يسأل عن الشكر ، والكافر يسأل سؤال توبيخ ، لم قابل

__________________

(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٥٤٩).

(٢) في الأصل : توعد. والمثبت من ب.

(٣) الحجة للفارسي (٤ / ١٣٩) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧٧١) ، والكشف (٢ / ٣٨٧) ، والنشر (٢ / ٤٠٣) ، والإتحاف (ص : ٤٤٣) ، والسبعة (ص : ٦٩٥).

(٤) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٩ / ٢٢٠) ، والدر المصون (٦ / ٥٦٥).

(٥) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٥٤٩).

(٦) مثل السابق.

٧٢١

النّعم بالكفر.

وللمفسرين في النعم أقوال كثيرة ؛ قال ابن مسعود : الأمن والصحة (١).

وقيل : الماء البارد.

وقال الحسن : الغداء والعشاء (٢).

وقال عكرمة : الصحة والفراغ (٣).

وقيل : غير ذلك.

والصحيح : عمومها في صنوف نعم الله على الآدمي.

ومنه قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أكل هو وأبو بكر وعمر رطبا وشربوا ماء : «هذا من النعيم الذي تسألون عنه» (٤).

وفي حديث (٥) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يقول الله عزوجل : ثلاث لا أسأل عبدي عن شكرهن ، وأسأله عما سوى ذلك ، بيت يسكنه ، وما يقيم به صلبه من الطعام ، وما يواري به عورته من اللباس» (٦). والله تعالى أعلم.

__________________

(١) أخرجه الطبري (٣٠ / ٢٨٥) ، والبيهقي في الشعب (٤ / ١٤٩ ح ٤٦١٥) ، وهناد في الزهد (٢ / ٣٦٤ ح ٦٩٤). وأخرجه ابن أبي حاتم (١٠ / ٣٤٦٠) مرفوعا. وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٦١٢) وعزاه لهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.

(٢) ذكره الماوردي (٦ / ٣٣٢) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٢).

(٣) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٢) ، والبغوي (٤ / ٥٢٢).

(٤) أخرجه النسائي (٦ / ٢٤٦ ح ٣٦٣٩) ، وأحمد (٣ / ٣٣٨ ح ١٤٦٧٨).

(٥) في ب : الحديث.

(٦) أخرجه هناد في الزهد (١ / ٣١٧ ح ٥٦٨).

٧٢٢

سورة العصر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

وهي ثلاث آيات (١).

قال ابن عباس وابن الزبير وعامة المفسرين : هي مكية (٢).

وقال مجاهد وقتادة ومقاتل (٣) : مدنية (٤).

(وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ)(٣)

قال ابن عباس : العصر : الدهر (٥). واختاره الفراء وابن قتيبة (٦).

أقسم الله به ؛ لما فيه من الآيات والعبر ، ومروره على نظام بديع لا ينخرم.

وقال [الحسن](٧) : العصر : ما بين زوال الشمس وغروبها (٨).

__________________

(١) انظر : البيان في عدّ آي القرآن (ص : ٢٨٧).

(٢) انظر : زاد المسير (٩ / ٢٢٤).

(٣) قلت : الذي في تفسير مقاتل (٣ / ٥١٦) : أنها مكية.

(٤) الماوردي (٦ / ٣٣٣) ، وزاد المسير (٩ / ٢٢٤).

(٥) ذكره الطبري (٣٠ / ٢٨٩) ، والماوردي (٦ / ٣٣٣) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٤).

(٦) معاني الفراء (٣ / ٢٨٩) ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة (ص : ٥٣٨).

(٧) زيادة من ب.

(٨) ذكره الماوردي (٦ / ٣٣٣) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٤).

٧٢٣

قال الزجاج (١) : والعصر الدهر ، والعصر اليوم ، والعصر الليلة.

قال الشاعر :

ولن يلبث العصران يوم وليلة

إذا طلبا أن يدركا ما تيمّما (٢)

وقال آخر :

وأمطله العصرين حتى يملّني

ويرضى بنصف الدّين والأنف راغم (٣)

وقال مقاتل (٤) : صلاة العصر.

قال غيره : أقسم الله بها لفضلها ، من كونها الصلاة الوسطى ، [وكان](٥) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحض الناس على مراعاتها حتى قال : «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله» (٦).

وجواب القسم : (إِنَّ الْإِنْسانَ) وهو اسم جنس (لَفِي خُسْرٍ) أي : خسران.

قال أهل المعاني : الخسر : هلاك رأس المال أو نقصانه ، فإذا لم يعمل الإنسان

__________________

(١) معاني الزجاج (٥ / ٣٥٩).

(٢) البيت لحميد بن ثور الهلالي. وهو في : إصلاح المنطق (ص : ٣٩٤) ، واللسان وتاج العروس (مادة : عصر) ، والعين (١ / ٢٩٣) ، والبحر المحيط (٨ / ٥٠٧) ، والدر المصون (٦ / ٥٦٧) ، والقرطبي (٢٠ / ١٧٩) ، وروح المعاني (٣٠ / ٢٢٨).

(٣) انظر البيت في : إصلاح المنطق (ص : ٣٩٥) ، واللسان وتاج العروس (مادة : عصر) ، والقرطبي (٢٠ / ١٧٩).

(٤) تفسير مقاتل (٣ / ٥١٦).

(٥) في الأصل : فكان. والمثبت من ب.

(٦) أخرجه البخاري (١ / ٢٠٣ ح ٥٢٧) ، ومسلم (١ / ٤٣٦ ح ٦٢٦).

٧٢٤

بطاعة الله فقد خسر نفسه وعمره ، وهما أكبر رأس ماله (١). وقد ذكرت هذا المعنى في البقرة.

[(وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وهو أداء الفرائض](٢).

قوله تعالى : (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) التوحيد والقرآن وغيرهما ، من الأمر الثابت الذي لا يسوغ إنكاره.

(وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) على طاعة الله وعن معصيته.

قال (٣) إبراهيم النخعي : أراد : أن الإنسان إذا عمّر في الدنيا [لفي](٤) نقص وضعف ، إلا المؤمنين فإنهم تكتب لهم أجورهم ومحاسن أعمالهم التي كانوا يعملونها في حال شبابهم وقوتهم وصحتهم (٥). وهي مثل قوله : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...) الآية [التين : ٤ ـ ٦].

وروى علي بن رفاعة عن أبيه قال : حججت فوافيت علي بن عباس يخطب على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقرأ : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) أبو جهل بن هشام ، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) أبو بكر الصديق ، (وَعَمِلُوا

__________________

(١) انظر : الوسيط (٤ / ٥٥١) ، وزاد المسير (٩ / ٢٢٥).

(٢) ما بين المعكوفين ذكر في الأصل في سورة البلد ، وموضعه الصحيح هنا. وقد أشرت إلى ذلك في سورة البلد. وقد أشار ناسخ ب إلى ذلك فقال : هذا ذكره الشيخ في سورة البلد ، وليس فيها وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فنقلته إلى هنا وهو موضعه.

(٣) في ب : وقال.

(٤) في الأصل : وجد. والمثبت من ب ، وزاد المسير (٩ / ٢٢٥).

(٥) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٥).

٧٢٥

الصَّالِحاتِ) عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) عثمان بن عفان ، (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

ويروى مثل هذا التفسير مرفوعا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

__________________

(١) ذكره القرطبي (٢٠ / ١٨٠).

٧٢٦

سورة الهمزة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وهي تسع آيات (١). وهي مكية بإجماعهم.

(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ)(٩)

قال الله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) قال ابن عباس : نزلت في الأخنس بن شريق (٢).

وقال عروة : في العاص بن وائل (٣).

وقال [ابن](٤) إسحاق : في أمية بن خلف (٥).

__________________

(١) انظر : البيان في عدّ آي القرآن (ص : ٢٨٨).

(٢) ذكره الطبري (٣٠ / ٢٩٣) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٦).

(٣) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٦).

(٤) زيادة من زاد المسير (٩ / ٢٢٦).

(٥) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٦).

٧٢٧

وقال مقاتل (١) : في الوليد بن المغيرة ، كان يغتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من ورائه ، ويطعن عليه في وجهه.

وقال مجاهد : هي عامة (٢).

ولا منافاة بين الأقوال وأن يكون نزلت بسبب المذكورين ، ولفظها عام يشمل من نزلت فيه وغيره.

قال أبو عبيدة والزجاج (٣) : الهمزة واللّمزة : الذي يغتاب الناس.

وقيل : معناهما مختلف.

قال ابن عباس : الهمزة : المغتاب ، واللّمزة : العيّاب (٤).

وقال الحسن : الهمزة : الذي يهمز الإنسان في وجهه ، واللّمزة : الذي يلمزه إذا أدبر عنه (٥).

وقال ابن زيد : الهمزة : الذي يهمز الناس بيده ، واللّمزة : الذي يلمزهم بلسانه (٦).

وقيل : غير ذلك.

ثم وصفه فقال : (الَّذِي جَمَعَ مالاً) وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي : " جمّع"

__________________

(١) تفسير مقاتل (٣ / ٥١٧).

(٢) أخرجه الطبري (٣٠ / ٢٩٣). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٧).

(٣) مجاز القرآن (٢ / ٣١١) ، ومعاني الزجاج (٥ / ٣٦١).

(٤) ذكره الماوردي (٦ / ٣٣٥) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٧).

(٥) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٧).

(٦) أخرجه الطبري (٣٠ / ٢٩٣). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٢٨).

٧٢٨

بالتشديد (١) ، وهو مطابق لقوله : (وَعَدَّدَهُ).

وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي والحسن : " وعدده" بالتخفيف (٢).

قال الزجاج (٣) : فمن قرأ" وعدّده" بالتشديد كان معناه : عدّده للدهور ، فيكون من العدّة ، يقال : أعددت الشيء وعدّدته ؛ إذا أمسكته (٤).

ومن قرأ بالتخفيف ـ قال الزجاج (٥) ـ : معناه : جمع مالا وعددا ، أي : وقوما أعدّهم أنصارا. فيكون الضمير على هذا عائدا إلى الهمزة.

وقال الزمخشري (٦) : " وعدده" ـ بالتخفيف ـ بمعنى : وضبط عدده وأحصاه.

(يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) تركه خالدا في الدنيا لا يموت ، فهو يدأب في تثميره ، غير مهتمّ بأمر آخرته ، ولا عامل بحق الله فيه.

(كَلَّا) ردع له عن حسبانه ، أو كلا لا يخلده ماله.

(لَيُنْبَذَنَ) وقرأ الحسن : " لينبذانّ" (٧) يعني : هو وماله (فِي الْحُطَمَةِ) وهو اسم من أسماء جهنم.

__________________

(١) الحجة للفارسي (٤ / ١٤٤) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧٧٢) ، والكشف (٢ / ٣٨٩) ، والنشر (٢ / ٤٠٣) ، والإتحاف (ص : ٤٤٣) ، والسبعة (ص : ٦٩٧).

(٢) إتحاف فضلاء البشر (ص : ٤٤٣). وانظر : زاد المسير (٩ / ٢٢٨).

(٣) معاني الزجاج (٥ / ٣٦١).

(٤) انظر : اللسان (مادة : عدد).

(٥) معاني الزجاج (٥ / ٣٦١).

(٦) الكشاف (٤ / ٨٠٢).

(٧) إتحاف فضلاء البشر (ص : ٤٤٣).

٧٢٩

قال مقاتل (١) : تحطّم العظام ، وتأكل اللحم حتى تهجم على القلوب ، وذلك قوله : (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ* الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) قال : يخلص حرّها إلى القلوب ، ثم تكسى لحما جديدا ، ثم تقبل عليهم فتأكلهم.

قال الفراء (٢) : يبلغ ألمها الأفئدة. والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى واحد ، والعرب تقول : متى طلعت أرضنا ، أي : بلغت.

فإن قيل : العذاب شامل لجميع أجزائه ، فلم خصّ الأفئدة؟

قلت : فيه إيذان بزيادة عذابها ، ومضاعفة ألمها.

فإن قيل : فلم خصّت بالزيادة؟

قلت : لأنها مقرّ الكفر والعقائد الخبيثة.

وقيل : خصّ الأفئدة ؛ لأن الألم إذا وصل إلى الفؤاد مات صاحبه ، فأخبر أنهم في حال من يموت ، وهم لا يموتون.

ومعنى (مُؤْصَدَةٌ) : مطبقة. وقد ذكرناه في آخر سورة البلد (٣).

قوله تعالى : (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) قرأ أهل الكوفة إلا حفصا : " عمد" بضم العين والميم ، وفتحهما الباقون (٤).

__________________

(١) تفسير مقاتل (٣ / ٥١٧).

(٢) معاني الفراء (٣ / ٢٩٠).

(٣) عند الآية رقم : ٢٠.

(٤) الحجة للفارسي (٤ / ١٤٥) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧٧٣) ، والكشف (٢ / ٣٨٩) ، والنشر (٢ / ٤٠٣) ، والإتحاف (ص : ٤٤٣) ، والسبعة (ص : ٦٩٧).

٧٣٠

قال الفراء وغيره (١) : هما جمعان [للعمود](٢) ، كرسول ورسل ، وأديم وأدم.

قال مكي (٣) : الياء كالواو في البناء.

وقال أبو عبيدة والزجاج (٤) : كلاهما جمع : العماد ، مثل : إهاب وأهب [وأهب](٥) ، وهي أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار.

وفي قراءة عبد الله : " بعمد" (٦) ، وهذا تفسير لقراءة العامة.

المعنى : أنها عليهم مطبقة بعمد. وفي آخر البلد (٧) عن مقاتل (٨) ما يؤيد هذا المعنى.

وقيل : المعنى (٩) مؤصدة موثقين في عمد ممددة مثل المقاطر التي تقطر [فيها](١٠) اللصوص ، أجارنا الله تعالى منها.

__________________

(١) معاني الفراء (٣ / ٢٩١).

(٢) في الأصل : للعمد. والمثبت من ب.

(٣) الكشف (٢ / ٣٨٩).

(٤) مجاز القرآن (٢ / ٣١١) ، ومعاني الزجاج (٥ / ٣٦٢).

(٥) زيادة من ب.

(٦) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٩ / ٢٣٠).

(٧) عند الآية رقم : ٢٠.

(٨) تفسير مقاتل (٣ / ٤٨٧).

(٩) قوله : وقيل المعنى ، ساقط من ب.

(١٠) زيادة من ب.

٧٣١

سورة الفيل

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وهي خمس آيات (١). وهي مكية.

قال محمد بن إسحاق وغيره ـ دخل كلام بعضهم في بعض ومعظم [السياقة](٢) لابن إسحاق ـ : كان من حديث أصحاب الفيل فيما ذكر بعض أهل العلم عن سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس وعمن لقي من علماء أهل اليمن وغيرهم : أن أبرهة بن الصباح الأشرم ـ ملك اليمن ـ بنى كنيسة بصنعاء ، وسماها القلّيس ، وأراد أن يصرف إليها حج العرب ، فخرج رجل من كنانة فقعد فيها (٣) ليلا ، فبلغ أبرهة ذلك ، فقال : من اجترأ على ذلك؟ فقيل : رجل من العرب من أهل ذلك البيت ، سمع بالذي قلت ، فصنع هذا ، فحلف ليسيرن إلى الكعبة حتى يهدمها ، فخرج سائرا في الحبشة وخرج معه بفيل يقال له : محمود ، وكان قويا عظيما ـ وقيل : استصحب معه أيضا اثنا عشر فيلا ـ ، حتى إذا بلغ الطائف خرج إليه مسعود بن [معتّب](٤) الثقفي في رجال من ثقيف ، فقال : أيها الملك إنما نحن

__________________

(١) انظر : البيان في عدّ آي القرآن (ص : ٢٨٩).

(٢) في الأصل : السياق. والمثبت من ب.

(٣) قعد فيها : أي : أحدث فيها.

(٤) في الأصل وب : مغيث. والصواب ما أثبتناه. وانظر : مصادر تخريج القصة.

وقال ابن حجر : " معتب" : بمهملة ومثناة ثم موحدة (فتح الباري ٦ / ٢٦٣).

٧٣٢

عبيدك ، ليس لك عندنا خلاف ، وبعثوا معه أبا رغال ـ مولى لهم ـ ليدله على البيت ، فلما بلغ المغمّس (١) مات [أبو](٢) رغال ـ وهو الذي يرجم قبره ـ فبعث أبرهة من المغمّس رجلا من الحبشة يقال له : الأسود ، على مقدمة خيله ، فجمع إليه أموال الحرم ، وأصاب لعبد المطلب مائتي بعير ، ثم إن أبرهة بعث رجلا (٣) إلى أهل مكة فقال : سل عن شريفها ، ثم قل له : إني لم آت لقتال أحد إلا أن يقاتلني ، إنما جئت لأهدم هذا البيت ، ثم انصرف ، فلما أتى مكة سأل عن شريفها ، فدلّ على عبد المطلب ، فأبلغه الرسالة ، فقال له عبد المطلب (٤) : ما له عندنا قتال ، وما لنا به يدان ، سنخلي بينه وبين ما جاء له ، فإن هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم عليه‌السلام ، فإن يمنعه فهو بيته وحرمه.

قال : فانطلق معي إلى الملك ، فخرج معه ، فلما دخل على الملك أعظمه وأكرمه ، وكان عبد المطلب رجلا جسيما وسيما. وقال الملك لترجمانه : قل له : حاجتك إلى الملك؟ فقال عبد المطلب : حاجتي أن تردّ عليّ إبلي ، فقال [لترجمانه](٥) : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ولقد زهدت الآن فيك ، جئت إلى بيت هو دينك

__________________

(١) المغمس : سهل أفيح يمتد من الشمال إلى الجنوب ، مبدؤه من الصفاح وأسفل حنين ولبن الأسفل ، ومنتهاه عرفة وجبل سعد والخطم ، تشرف عليه من الشرق سلسلة جبلية عالية ، عظمها كبكب الذي تطلع شمس وسط المغمس من فوقه ، وهو شرق مكة على ٢٠ كيلا (معجم معالم الحجاز ٨ / ٢٠٩).

(٢) في الأصل : أبا. والتصويب من ب.

(٣) واسمه : حناطة الحميري ، كما في تاريخ الأزرقي (١ / ٢٢١) ، والطبري (٣٠ / ٣٠١).

(٤) في ب : فقال عبد المطلب : قل له.

(٥) زيادة من ب.

٧٣٣

ودين آبائك وعصمتكم لأهدمه فلم تكلّمني فيه وكلّمتني في مائتي بعير أصبتها ، فقال عبد المطلب : قل له : أنا رب هذه الإبل ، وإن لهذا البيت ربا سيمنعه منه ، فأمر بإبله فردّت عليه.

قال ابن إسحاق : وكان فيما زعم (١) بعض أهل العلم : قد ذهب عبد المطلب إلى أبرهة بسيد بني كنانة (٢) وسيد بني هذيل (٣) ، فعرضوا على أبرهة ثلث أموال أهل تهامة ، [على](٤) أن يرجع عنهم ولا يهدم البيت ، [فأبى](٥) عليهم.

فلما ردّت الإبل على عبد المطلب رجع فأخبر قريشا الخبر ، وأمرهم أن يتفرّقوا في الشّعاب ، ويتحرّزوا في رؤوس الجبال ، تخوفا عليهم من معرّة الجيش إذا دخل ، ففعلوا ، وأتى عبد المطلب الكعبة فأخذ بحلقة الباب وجعل يقول :

يا ربّ لا أرجو [لهم](٦) سواكا

يا ربّ فامنع منهم حماكا

إنّ عدوّ البيت من عاداكا

امنعهم أن يخربوا قراكا (٧)

وقال أيضا :

__________________

(١) في الأصل : عزم. والتصويب من ب.

(٢) وهو يعمر بن نفاثة بن عدي بن الديل ، كما في تاريخ الأزرقي (١ / ٢٢٣) ، وتفسير الطبري (٣٠ / ٣٠٢).

(٣) وهو خويلد بن واثلة الهذلي ، كما في تاريخ الأزرقي وتفسير الطبري ، الموضعان السابقان.

(٤) في الأصل : إلى. والتصويب من ب.

(٥) في الأصل : فأتى. والتصويب من ب.

(٦) زيادة من ب.

(٧) انظر البيتين في : القرطبي (٢٠ / ١٩١) ، وتفسير الطبري (٣٠ / ٣٠٢) ، وتاريخ الطبري (١ / ٤٤٢) ، وزاد المسير (٩ / ٢٣٣) ، والماوردي (٦ / ٣٤١).

٧٣٤

لاهمّ إنّ المرء يمنع

رحله فامنع حلالك

لا يغلبنّ صليبهم

ومحالهم عدوا محالك

جرّوا جموع بلادهم

والفيلّ كي يسبوا عيالك

عمدوا حماك بكيدهم

جهلا وما رقبوا جلالك

إن كنت تاركهم وكع

بتنا فأمر ما بدا لك (١)

ثم إن أبرهة أصبح متهيئا للدخول ، فقدّم الفيل ، فكانوا كلما وجهوه إلى الحرم برك ولم يبرح ، فإذا وجهوه إلى اليمن أو إلى غيره من الجهات هرول ، فأرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف (٢) ، مع كل طير منها ثلاثة أحجار ، حجران في رجليه وحجر في منقاره ، أمثال الحمص والعدس ، فلما غشين القوم أرسلنها عليهم ، فلم تصب أحدا إلا هلك ، ولم تصب كل القوم ، فخرج من لم تصبه الحجارة منهم يبتدرون الطريق الذي جاؤوا منه ، وماج بعضهم في بعض ، وهلكوا في كل طريق ومنهل ، وبعث الله على أبرهة داء في جسده ، فجعلت أنامله تتساقط ، كلما سقطت أنملة تبعتها أنملة من قيح ودم ، فانتهى إلى صنعاء وهو مثل فرخ الطير فيمن بقي من أصحابه ، وما مات حتى انصدع صدره عن قلبه (٣).

__________________

(١) انظر الأبيات في : زاد المسير (٩ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤) ، وتاريخ الطبري (١ / ٤٤٢) ، وسيرة ابن إسحاق (١ / ٣٩) ، وتاريخ الخميس (١ / ١٩٠).

(٢) الخطّاف : الطائر المعروف ، الذي تدعوه العامة : عصفور الجنة (اللسان ، مادة : خطف).

(٣) أخرج القصة بطولها : الطبري (٣٠ / ٣٠٠ ـ ٣٠٣) ، والأزرقي في تاريخه (١ / ٢١٩ ـ ٢٢٧).

وانظر : سيرة ابن هشام (١ / ١٦٣ ـ ١٧٣) ، وتاريخ الطبري (١ / ٤٣٩ ـ ٤٤٣).

٧٣٥

قالوا : فلما رأى عبد المطلب الطير قد أقبلت من ناحية البحر قال : إن هذه لطير غريبة ، وبعث ابنه عبد الله ـ أبا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ينظر أمر القوم ، فرجع يركض فرسه ويقول : هلك القوم جميعا ، فخرج عبد المطلب وأصحابه ، فغنموا أموالهم. وقيل : لم ينج من القوم إلا وزير أبرهة أبو يكسوم ، فسار وطائر يحلّق فوقه ، حتى دخل على النجاشي وهو الملك الأعظم ، وكان أبرهة دونه ، فلما أخبره الخبر أرسل الطائر عليه الحجر فهلك ، فأرى الله النجاشي كيف كان هلاك أصحابه (١).

فصل

ذهب أكثر علماء النقل إلى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولد عام الفيل.

وروى أبو صالح عن ابن عباس : أن الفيل كان قبل مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بثلاث وعشرين سنة (٢).

وحكى مقاتل (٣) : أنه كان قبل مولده بأربعين سنة. والأول أصح.

قال عبد الملك بن مروان لقباث بن أشيم الكناني : أنت أكبر أم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكبر وأنا أسن منه ، ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام الفيل ، ووقفت بي أمي على روث الفيل (٤).

__________________

(١) ذكره الماوردي (٦ / ٣٣٩ ـ ٣٤٢) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٣٢ ـ ٢٣٥).

(٢) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٣ / ٢٣٦).

(٣) تفسير مقاتل (٣ / ٥٢٣).

(٤) أخرجه الحاكم (٣ / ٧٢٤ ح ٦٦٢٤) ، والطبراني في الكبير (١٩ / ٣٧ ح ٧٥) كلاهما بدون لفظ : «ووقفت بي أمي على روث الفيل». وانظر لفظ المصنف في : تهذيب الكمال (٢٣ / ٤٦٧) ، والاستيعاب (٣ / ١٣٠٣) ، وتاريخ الطبري (١ / ٤٥٣).

٧٣٦

ويروى : أن عائشة رضي الله عنها قالت : رأيت قائد الفيل وسائسه [أعميين](١) مقعدين يستطعمان (٢).

وقال الواقدي : كان أبرهة جد النجاشي الذي كان في زمن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (٥)

قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ) قال الفراء (٤) : ألم تخبر.

قال الزجاج (٥) : ألم تعلم. وقد سبق ذلك.

قال صاحب النظم : معناه : التعجيب (٦).

وقد ذكرنا سبب مسيرهم لتخريب الكعبة ، وهو قول ابن عباس وعامة المفسرين.

وقال مقاتل (٧) : كان السبب في ذلك : أن قوما من قريش خرجوا في تجارة إلى

__________________

(١) زيادة من ب.

(٢) أخرجه الأزرقي في تاريخه (١ / ٢٢٩). وذكره ابن هشام في سيرته (١ / ١٧٦) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (٣ / ٢٨٥) وعزاه للبزار ، قال : ورجاله ثقات.

(٣) ذكره الماوردي (٦ / ٣٤١) ، والقرطبي (٢٠ / ١٩٣).

(٤) معاني الفراء (٣ / ٢٩١).

(٥) معاني الزجاج (٥ / ٣٦٣).

(٦) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٥٥٤).

(٧) تفسير مقاتل (٣ / ٥٢٠).

٧٣٧

أرض النجاشي ، فنزلوا إلى جانب بيعة ، فأوقدوا نارا ، فلما رحلوا أطارت الريح النار ، فاضطرم الهيكل ، وانطلق الصريخ إلى النجاشي ، فأخبره فأسف عند ذلك غضبا للبيعة ، فبعث أبرهة ليهدم (١) الكعبة.

قوله تعالى : (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) يعني : مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة" في تضليل" عما قصدوا له (٢) ، يريد : سعيهم ضل وبطل ، كما قال : (وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) [غافر : ٢٥].

(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) قال ابن عباس ومجاهد : أبابيل : متتابعة يتبع بعضها بعضا (٣).

وقال ابن مسعود : متفرّقة من هاهنا ومن هاهنا (٤).

قال أبو عبيدة (٥) : جماعات في تفرقة.

قال الفراء (٦) وأبو عبيدة : لا واحد لها.

وحكى الزجاج (٧) : واحدها : إبّالة. قال : وبعضهم يقول : واحدها : إبّول ، مثل : عجّول وعجاجيل.

__________________

(١) في ب : لهدم.

(٢) ساقط من ب.

(٣) أخرجه الطبري (٣٠ / ٢٩٧). وفي تفسير مجاهد (ص : ٧٨٢) : مجتمعة متتابعة. وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٦٣١) وعزاه لابن مردويه.

(٤) ذكره الماوردي (٦ / ٣٤٢) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٣٦).

(٥) مجاز القرآن (٢ / ٣١٢).

(٦) معاني الفراء (٣ / ٢٩٢).

(٧) معاني الزجاج (٥ / ٣٦٤).

٧٣٨

واختلفوا في صفتها ولونها ؛ فقال ابن عباس : كان لهم خراطيم كخراطيم الطير ، وأكفّ كأكفّ الكلاب (١).

وقد ذكرنا عن ابن إسحاق : أنها كانت أمثال الخطاطيف (٢).

وقال سعيد بن جبير : كانت خضراء (٣).

وقال قتادة : بيضاء (٤).

وقال [عبيد](٥) بن عمير : سوداء (٦).

وغير ممتنع أن تكون مختلفة الألوان ، فلا منافاة بين الأقوال.

واختلفوا في صفة الحجارة ؛ فقال ابن إسحاق كما حكيناه في سياق القصة.

وقال عبيد بن عمير : بل كان الحجر كرأس الرجل (٧).

وقد سبق ذكر السّجّيل في هود ، والعصف في الرحمن (٨).

والمعنى : فجعلهم كزرع وتبن قد أكلته الدواب ، ثم راثته ، قد نسّ وتفرقت

__________________

(١) أخرجه الطبري (٣٠ / ٢٩٧) ، وابن أبي شيبة (٧ / ٣٢٦ ح ٣٦٥٣٦). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٦٣٠) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

(٢) سبق قبل قليل. وانظر : زاد المسير (٩ / ٢٣٤).

(٣) أخرجه الطبري (٣٠ / ٢٩٨). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٣٤).

(٤) ذكره الطبري (٣٠ / ٢٩٧) بلا نسبة ، وابن الجوزي في زاد المسير ، الموضع السابق.

(٥) في الأصل : عبد الله. والتصويب من ب. وانظر : زاد المسير ، الموضع السابق.

(٦) ذكره الطبري (٣٠ / ٢٩٧) بلا نسبة ، وابن الجوزي في زاد المسير ، الموضع السابق.

(٧) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٣٤).

(٨) السجيل في سورة هود ، الآية رقم : ٨٢ ، والعصف في سورة الرحمن ، الآية رقم : ١٢.

٧٣٩

أجزاؤه ، لكنه جاء على ما عليه آداب القرآن ، كقوله : (كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ) [المائدة : ٧٥].

وقال ابن عباس : المأكول : الذي أكله الدود.

قال الزجاج (١) : أي : جعلهم كورق الزرع الذي جفّ (٢) وأكل ، أي : وقع فيه الأكال.

وقيل : أكل فبقي صفرا منه.

قال الزجاج (٣) : وجاء في التفسير : أن الله تعالى جلّ ذكره أرسل عليهم سيلا ، فحملهم إلى البحر. والله تعالى أعلم.

__________________

(١) معاني الزجاج (٥ / ٣٦٤).

(٢) في معاني الزجاج : جزّ.

(٣) معاني الزجاج (٥ / ٣٦٤).

٧٤٠