مجد البيان في تفسير القرآن

آية الله الشيخ محمّد حسين الإصفهاني النجفي

مجد البيان في تفسير القرآن

المؤلف:

آية الله الشيخ محمّد حسين الإصفهاني النجفي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البعثة
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٣

«و «المص» معناه : أنا الله المقتدر الصادق.» (١)

وعن المعاني والعيّاشي عنه عليه‌السلام أنّه أتاه رجل من بني أميّة وكان زنديقا ، فقال له :

«قول الله عزوجل في كتابه «المص» أيّ شيء أراد بهذا؟وأيّ شيء فيه من الحلال والحرام؟ وأيّ شيء فيه ممّا ينتفع به الناس؟

قال : فاغتاظ من ذلك ، فقال : أمسك ويحك! الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون ، كم معك : فقال الرجل مائة وإحد [ى] وستّون.

فقال : إذا انقضت سنة إحدى وستّين ومائة ينقضي ملك أصحابك.

قال : فنظر [نا] فلمّا انقضت إحدى وستون ومائة يوم عاشورا دخلت المسوّدة (٢) الكوفة وذهب ملكهم.» (٣)

وعن المعاني ، عنه عليه‌السلام :

__________________

(١) نفس المصادر.

(٢) قال الطريحي (ره) في مجمع البحرين : «المسودة بكسر الواو أي : لا بسي السواد ، ومنه الحديث : «فدخلت علينا المسودة» يعني : أصحاب الدعوة العباسية ؛ لأنهم كانوا يلبسون ثيابا سودا. و «عيسى بن موسى» أول من لبس لباس العباسيين من العلويين ؛ استحوذ عليهم الشياطين ، وأغمرهم لباس الجاهلية».

(٣) المعاني ، باب معنى الحروف المقطعة ، ص ٢٨ ، ح ٥ ، عن أبي جمعة رحمة بن صدقة ، عنه ـ عليه‌السلام ـ ؛ والعياشي ، ج ٢ ، ص ٢ ، ح ٢ ، بهذا الاسناد ؛ والصافي ، ج ١ ص ٥٦٣ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ؛ باب متشابهات القرآن وتفسير المقطعات ، ص ٣٧٦ ، ح ٧.

٣٦١

«والر معناه : أنا الله الرؤف.» (١)

وعنه عليه‌السلام في «المر» :

«معناه : أنا الله المحيي المميت الرزّاق.» (٢)

وعنه عليه‌السلام في (كهيعص) :

«معناه أنا الكافي الهادي الوليّ العالم الصادق الوعد.» (٣)

وعنه عليه‌السلام :

«كاف لشيعتنا ، هاد لهم ، وليّ لهم ، عالم بأهل طاعتنا ، صادق لهم وعده ، حتّى يبلغ بهم المنزلة الّتي وعدهم إيّاها في بطن القرآن.» (٤)

وفي تفسير القميّ باسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله (كهيعص) قال :

«هذه أسماء الله مقطّعة ، وأمّا قوله (كهيعص) ، قال : «الله هو الكافي الهادي العالم الصادق ذو الايادي العظام.» وهو قوله كما وصف نفسه تبارك وتعالى» (٥)

والظاهر أنّ مرجع اسم الاشارة في صدره هو مطلق الحروف المقطّعة ، ويكون «وأمّا ـ الخ» بمنزلة التفصيل لذلك الاجمال.

__________________

(١) راجع المآخذ المذكورة في تعليقة ٤ ص ٢٢٢.

(٢) نفس المصادر.

(٣) نفس المصادر.

(٤) المعاني ، باب معنى الحروف المقطعة : ص ٢٨ ، ح ٦ ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه عنه ـ عليه‌السلام ـ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٣٧ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب متشابهات القرآن وتفسير المقطعات ، ص ٣٧٧ ، ح ٨.

(٥) القمي ، ج ٢ ، ص ٤٨ ، عن أبي بصير ، عنه ـ عليه‌السلام ـ ؛ والبحار ؛ باب متشابهات القرآن وتفسير المقطعات ، ص ٣٧٦ ، ح ٤.

٣٦٢

ولعلّه ترك تتمّة الحديث ، واقتصر على ما هو بصدد تفسيره.

وفي الاكمال عن الحجّة القائم ـ عجّل الله تعالى فرجه ـ في حديث أنّه سئل عن تاويلها ، قال :

«هذه الحروف من أنباء الغيب ، اطّلع الله عبده زكريّا عليها ، ثمّ قصّها على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذلك أنّ زكريّا سأل ربّه أن يعلّمه أسماء الخمسة ، فأهبط الله عليه جبرئيل ، فعلّمه إيّاها. فكان زكريّا إذا ذكر محمّدا وعليّا وفاطمة والحسن عليهم‌السلام سرى عنه همّه ، وانجلى كربه (١) ، وإذا ذكر الحسين عليه‌السلام خنقته العبرة (٢) ، ووقعت عليه البهرة (٣).

فقال ذات يوم : إلهي ، ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسلّيت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين عليه‌السلام تدمع عيني ، وتثور زفرتي (٤)؟

فأنبأه تبارك وتعالى عن قصّته ، فقال : (كهيعص) ، فالكاف اسم كربلاء ، والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد ـ لعنه الله ـ وهو ظالم الحسين عليه‌السلام ، والعين عطشه ، والصاد صبره.

فلمّا سمع بذلك زكريّا لم يفارق مسجده ثلاثة أيّام ، ومنع فيها الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب ، وكانت ندبته :

__________________

(١) في المخطوطة : «انجلى عنه كربه».

(٢) العبرة بالفتح : الدمعة قبل أن تفيض ، أو تردد البكاء في الصدر.

(٣) تتابع النفس وانقطاعه كما يحصل بعد الاعياء والعدو الشديد.

(٤) زفر زفيرا : أخرج نفسه بعد مدة أيام ، والاسم : الزفرة.

٣٦٣

إلهي ، أتفجع خير خلقك بولده؟ [إلهي] أتنزل بلوى هذه الرزيّة بفنائه ، إلهي أتلبس عليّا وفاطمة ثياب هذه المصيبة؟ إلهي ، أتحلّ كرب هذه الفجيعة بساحتهما؟

ثمّ كان يقول : إلهي ، ارزقني ولدا تقرّبه عيني عند الكبر ، واجعله وارثا وصيّا ، واجعله محلّه منّي محلّ الحسين عليه‌السلام. فاذا رزقتنيه فافتنّي بحبّه ، ثمّ أفجعني به كما تفجع محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله حبيبك بولده.

فرزقه الله يحيى وفجّعه به ، وكان حمل يحيى ستّة أشهر وحمل الحسين عليه‌السلام كذلك.» (١)

وعن المناقب عنه عليه‌السلام مثله. (٢)

وعن المعاني عن الصادق عليه‌السلام :

«وأمّا «طه» فاسم من أسماء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعناه : يا طالب الحقّ الهادي إليه.» (٣)

وعن المجمع عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) لما أنزلت (طسم) قال :

__________________

(١) الاكمال ، ج ٢ ، الباب الثالث والاربعون ، ص ٤٦١ ، عن سعد بن عبد الله القمي ، عنه ـ عليه‌السلام ـ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٣٦ ؛ والبرهان ، ج ٣ ، ص ٣ ؛ وهكذا رواه الطبرسي (ره) بهذا الاسناد في الاحتجاج ، ج ٢ ، ص ٢٧٢ ؛ ونقله المجلسي (ره) عنه في البحار ، ج ٤٤ ، باب إخبار الله تعالى أنبيائه بشهادته ـ عليه‌السلام ـ ، ص ٢٢٣ ، ح ١.

(٢) المناقب ، ج ٤ ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين ـ عليه‌السلام ـ ، ص ٨٤.

(٣) راجع المصادر المذكورة في تعليقة ٤ ص ٢٢٢ ؛ وهكذا في الصافي ، ج ٢ ، ص ٥٩ ؛ والبرهان ، ج ٣ ، ص ٣٩.

(٤) مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ١٨٤ ، عن ابن الحنفية ، عن عليّ ـ عليه‌السلام ـ ، عنه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٢٠٧ ؛ ونور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٤٥.

٣٦٤

«الطاء طور سيناء ، والسين الاسكندريه ، والميم مكّة.» وقال : «الطاء شجرة طوبى ، والسين سدرة المنتهى ، والميم محمّد المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله

والقمّي قال :

«هو حرف من حروف اسم الله الاعظم المرموز في القرآن.» (١)

وعن المعاني عنه عليه‌السلام.

«وأمّا (طسم) فمعناه : أنا الطالب السميع المبدء المعيد.» (٢)

وعن المعاني عنه عليه‌السلام :

«وأمّا «طس» فمعناه : أنا الطالب السميع.» (٣)

وعنه عنه عليه‌السلام :

«وأمّا «يس» فاسم من أسماء النبيّ ، فمعناه : يا أيّها السامع الوحي.» (٤)

وعن الخصال عن الباقر عليه‌السلام قال :

«إنّ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشرة أسماء : خمسة [منها] في القرآن وخمسة ليست في القرآن ، فأمّا التي في القرآن فمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأحمد ، وعبد الله ، ويس ، ون.» (٥)

__________________

(١) القمي ، ج ٢ ، ص ١١٨ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ؛ والبرهان ، ج ٣ ، ص ١٧٩.

(٢) راجع المصادر المذكورة في تعليقة ٤ ص ٢٢٢ ؛ وهكذا في الصافي ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ؛ والبرهان ، ج ٣ ، ص ١٧٩.

(٣) نفس المصادر.

(٤) نفس المصادر.

(٥) الخصال ، ج ٢ ، باب العشرة ، ص ٤٢٦ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٣ ؛ والبحار ، ج ١٦ ، باب أسمائه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وعللها ، ص ٩٦ ، ح ٣١.

٣٦٥

وعن الكافي عنهما عليهما‌السلام :

«هذا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله اذن لهم في التسمية به ، فمن اذن لهم في «يس» يعني التسمية وهو اسم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله؟» (١)

وعن العيون عن الرضا عليه‌السلام في حديث له في مجلس المأمون ، قال :

«أخبرونى عن قول الله تعالى : (يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ* إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(٢) من عني بقول «يس» قالت العلماء : يس محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يشكّ فيه أحد.» (٣)

وعن المجالس عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في قوله : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ)(٤) قال :

«يس محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٥)

والقمّي عن الصادق عليه‌السلام :

__________________

(١) الكافي ، ج ٦ ، باب الاسماء والكنى من كتاب العقيقة ، ص ٢٠ ، ح ١٣ ، عن صفوان رفعه اليهما ـ عليهما‌السلام ـ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٣ ؛ والبحار ، ج ١٦ ، باب أسمائه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وعللها ، ص ٨٦ ، ح ٨.

(٢) يس ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ / ١ ـ ٤.

(٣) العيون ج ١ ، باب ٢٣ ، ص ١٨٥ ، عن الريان بن الصلت ، عنه ـ عليه‌السلام ـ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٣ ؛ والبحار ، ج ١٦ ، باب أسمائه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وعللها ، ص ٨٧ ، ح ٩.

(٤) الصافات / ١٣٠.

(٥) مجالس (أمالي) الصدوق (ره) ، المجلس الثاني والسبعون ، ح ١ ، عن كادح ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ، عنه ـ عليهم‌السلام ـ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٣ ؛ ورواه (ره) بهذا الاسناد أيضا في المعاني ، باب معنى آل ياسين ، ص ١٢٢ ، ح ٢ ، وكذا روى الفرات (ره) في تفسيره ، ص ١٣١ ، عن سليم بن قيس (ره) عنه ـ عليه‌السلام ـ ؛ ونقله المجلسي (ره) عنه في البحار ، ج ١٦ ، باب أسمائه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وعللها ، ص ٨٦ ، ح ٧.

٣٦٦

«يس اسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. (١)»

وعن المجمع عن الصادق عليه‌السلام :

«إنّ «صاد» اسم من أسماء الله تعالى أقسم به.» (٢)

وفي المعاني عنه عليه‌السلام :

«وأمّا «ص» فعين تنبع من تحت العرش. وهي الّتي توضّأ منها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا عرج به ، ويدخلها جبرئيل عليه‌السلام كلّ يوم دخلة فينغمس فيها ، ثم يخرج منها فينفض أجنحته ، فليس من قطرة تقطر من أجنحته إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا يسبّح الله ويقدّسه ويكبّره ويمجّده إلى يوم القيامة.» (٣)

وعن الكافي عنه عليه‌السلام في حديث المعراج :

«ثم أوحى الله إليّ : يا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ادن من «صاد» فاغسل مساجدك وطهّرها وصلّ لربّك. فدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من «صاد» وهو ماء يسيل من ساق العرش الايمن ـ الحديث.» (٤)

__________________

(١) القمي ، ج ٢ ص ٢١١ ؛ والبحار ، ج ١٦ ، باب أسمائه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وعللها ، ص ٨٦ ، ح ٦ ؛ ونور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٣٧٥ ، ح ١٥.

(٢) مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٤٣٨ ؛ ونور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٤٤٢ ، ح ٦.

(٣) راجع المصادر المذكورة في تعليقة ٤ ص ٢٢٢ ؛ وهكذا في الصافي ، ج ٢ ، ص ٤٣٨ ؛ ونور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٤٤٢ ، ح ٥.

(٤) الكافي ، ج ٣ ، باب النوادر من كتاب الصلاة ، ص ٤٨٥ ، عن ابن اذينة ، عنه ـ عليه‌السلام ـ ؛ والصافي ، ج ٢ ص ٤٣٨.

٣٦٧

وعن العلل عن الكاظم عليه‌السلام في حديث أنّه سئل :

«وما صاد الذي أمر أن يغتسل منه ـ يعني : النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لمّا أسري به؟

فقال : عين تنفجر من ركن من أركان العرش يقال لها ماء الحياة ، وهو ما قال الله عزوجل : «ص (١) وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ». (٢)

وفي المعاني عن الصادق عليه‌السلام :

«وأمّا «حم» فمعناه : الحميد المجيد.» (٣)

وعنه عليه‌السلام في (حم* عسق) : (٤)

«معناه الحكيم المثيب العالم السميع القادر القويّ.» (٥)

وعن القميّ عن الباقر عليه‌السلام : (٦)

«هو حروف من اسم الله الاعظم المقطوع يؤلفه الرسول أو

__________________

(١) كذا في النسخ ، ومكانه في المخطوطة بياض.

(٢) الاية : ص / ١ ؛ والحديث في العلل ، ج ٢ ، باب ٣٢ ، ص ٣٣٥ ، ح ١ ، عن اسحاق بن عمار ، عنه ـ عليه‌السلام ـ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٤٣٨ ؛ والبحار ، ج ١٨ ، باب إثبات المعراج ومعناه ، ص ٣٦٨ ، ح ٧٢ ؛ ونور الثقلين ، ج ٤ ص ٤٤٢ ، ح ٤.

(٣) راجع المصادر المذكورة في تعليقه ٤ ص ٢٢٢ ؛ وأيضا في الصافي ، ج ٢ ، ص ٤٧٧ ؛ ونور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٥١٠ ، ح ٧.

(٤) الشورى / ١ ـ ٢.

(٥) المصادر المتقدمة في تعليقة ٤ ص ٢٢٢ ، وأما موضعه في الصافي : ج ٢ ، ص ٥٠٦ ؛ وفى نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٥٥٦ ، ح ٣.

(٦) اعلم أن اسناده عن الباقر ـ عليه‌السلام ـ لم يصرح به فيما بأيدينا من نسخ القمي والبحار ونور الثقلين ، بل التصريح به في الصافي فقط.

٣٦٨

الامام عليهما‌السلام ، فيكون الاسم الاعظم الذي إذا دعي الله به أجاب.» (١)

وعنه عليه‌السلام :

«عسق عدد سني القائم ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ وقاف جبل محيط بالدنيا من زمردة خضراء ، فخضرة السماء من ذلك الجبل ، وعلم كلّ شيء في «عسق».» (٢)

وفي رواية عن الكاظم عليه‌السلام أنّه سأله نصراني عن تفسير (حم* وَالْكِتابِ الْمُبِينِ)(٣) في الباطن ، فقال :

«أمّا «حم» فهو محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الحديث.» (٤)

وعن المعاني عن الصادق عليه‌السلام :

«وأما «ق» فهو الجبل المحيط بالارض ، خضرة السماء منه ، وبه يمسك الله الارض أن تميد بأهلها» (٥).

__________________

(١) القمي ، ج ٢ ، ص ٢٦٧ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٥٠٦ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب متشابهات القرآن وتفسير المقطعات ، ص ٣٧٦ ؛ ونور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٥٥٧ ، ح ٤.

(٢) في بعض النسخ : «وعلم علي ـ عليه‌السلام ـ كله في عسق» والحديث : المصادر السابقة ، عن يحيى بن ميسرة الخثعمي ، عنه ـ عليه‌السلام ـ.

(٣) الزخرف / ١ ـ ٢ ؛ والدخان / ١ ـ ٢.

(٤) رواه الكليني (ره) في الكافي ، ج ١ ، باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر ـ عليهما‌السلام ـ من كتاب الحجة ، ص ٤٧٩ ، ح ٤ ، عن يعقوب بن جعفر بن ابراهيم ، عنه ـ عليه‌السلام ـ ؛ ونقله المجلسي (ره) في البحار ، ج ١٦ ، باب اسمائه ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وعللها ، ص ٨٧ ، ح ١٢.

(٥) راجع المآخذ المذكورة في تعليقة ٤ ص ٢٢٢ ؛ وهكذا في الصافي ، ج ٢ ص ـ

٣٦٩

وعنه ، عن سفيان ، عنه عليه‌السلام قال :

«وأمّا «ن» فهو نهر في الجنّة ، قال الله عزوجل : اجمد ، فجمد ، فصار مدادا ، ثمّ قال عزوجل للقلم : اكتب. فسطر القلم في اللّوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فالمداد مداد من نور ، والقلم قلم من نور ، واللّوح لوح من نور.

قال سفيان : فقلت له : يابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بين لي أمر اللّوح والقلم والمداد فضل (١) بيان ، وعلّمني ممّا علّمك الله. فقال : يابن سعيد لو لا أنّك أهل للجواب ما أجبتك. فنون ملك يؤدي إلى القلم [وهو ملك] ، والقلم يؤدي إلى اللّوح وهو ملك ، واللّوح يؤدي إلى إسرافيل ، وإسرافيل يؤدّي إلى ميكائيل ، وميكائيل يؤدي إلى جبرئيل ، وجبرئيل يؤدي إلى الانبياء والرسل ـ صلوات الله عليهم ـ.

قال : ثمّ قال لي : قم يا سفيان فلا أمن عليك.» (٢)

وعن العلل عنه عليه‌السلام :

«وأمّا «ن» فكان نهرا في الجنّة أشدّ بياضا من الثلج ، وأحلى من العسل ؛ قال الله عزوجل له : كن مدادا [فكان مدادا] ، ثمّ أخذ شجرة فغرسها بيده ، ثمّ. قال : واليد القوة ،

__________________

 ـ ٥٩٧ ونور الثقلين ج ٥ ، ص ١٠٤ ، ح ٣.

(١) في المخطوطة : «أفضل».

(٢) راجع المآخذ المذكورة في تعليقة ٤ ص ٢٢٢ ؛ وأيضا في الصافي ، ج ٢ ، ص ٧٢٧ ؛ ونور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٣٨٨ ، ح ٦.

٣٧٠

وليس بحيث يذهب إليه المشبّهة ، ثمّ قال لها : كوني قلما ثم قال له : اكتب. فقال له : يا ربّ ، وما أكتب؟ قال : ما هو كائن إلى يوم القيامة. ففعل ذلك. ثمّ ختم عليه وقال : لا تنطقنّ إلى يوم الوقت المعلوم.» (١)

وعن القمّي عنه عليه‌السلام :

«أول ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب. فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة. فكتب القلم في رقّ أشدّ بياضا من الفضّة ، وأصفى من الياقوت ، ثمّ طواه فجعله في ركن رأس العرش ، ثمّ ختم على فم القلم ، فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا ، فهو الكتاب المكنون (٢) الذي منه النسخ كلّها ؛ أو لستم عربا؟ فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه : انسخ ذلك الكتاب؟ أو ليس إنّما ينسخ من كتاب أخذ (٣) من الاصل وهو قوله : (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ؟)» (٤)

وعن المجمع عن الباقر عليه‌السلام :

__________________

(١) العلل ، ج ٢ ، باب ١٤٢ ، ص ٤٠٢ ، ح ٢ ، عن يحيى بن أبي العلا الرازي ، عنه ـ عليه‌السلام ـ ؛ والبحار ، ج ٥٧ ، باب القلم واللوح المحفوظ من كتاب السماء والعالم ، ص ٣٦٧ ، ح ٤ ؛ ونور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٣٨٧ ، ح ٥.

(٢) في المخطوطة : «المكتوب».

(٣) في المخطوطة ونور الثقلين والبحار : «آخر».

(٤) الاية : الجاثية / ٢٩ ؛ والحديث في القمي ، ج ٢ ، ص ٣٧٩ ؛ والبحار ، ج ٥٧ ، باب القلم واللوح المحفوظ من كتاب السماء والعالم ، ص ٣٦٦ ، ح ١ و ٣ ؛ ونور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٣٨٨ و ٣٨٩ ، ح ٧ و ٩ ؛ ولكن جملة : «اول ما خلق الله القلم» ليست في نسخ القمي.

٣٧١

«ن [هو] نهر في الجنّة ، قال له الله : كن مدادا ، فجمد ، وكان أبيض من اللّبن ، وأحلى من الشهد. ثمّ قال للقلم : اكتب. فكتب القلم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.» (١)

وروى ابن بابويه باسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

«الم هو حرف من حروف اسم الله الاعظم ، المقطع في القرآن الذي يؤلفه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والامام ، فاذا دعا به أجيب.» (٢)

وباسناده عن محمّد بن قيس قال :

«سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يحدث أن حييا وأبا ياسر ابني أحطب ونفرا من اليهود وأهل [نجران](٣) أتوا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ، فقالوا له : أليس فيما تذكر فيما أنزل عليك «الم»؟ قال : بلى.

قالوا : أتاك بها جبرائيل من عند الله؟ قال : نعم.

قالوا : لقد بعثت أنبياء قبلك وما نعلم نبيّا منهم أخبر ما (٤) مدة ملكه ، وما به أكل مدته (٥) غيرك!؟

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٣٣٢ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٧٢٨ ؛ والبحار ، ج ٥٧ ، باب القلم واللوح المحفوظ من كتاب السماء والعالم ، ص ٣٦١ ؛ ونور الثقلين ، ج ٥ ص ٣٨٩ ، ح ١١.

(٢) قد مر في أول هذا الفصل ، فراجع.

(٣) في القمي والبحار : «من أهل نجران».

(٤) في المعانى : «أخبرنا».

(٥) كذا في المخطوطة ، وفي المعاني : «وما أجل امته» ، وفي القمي والبحار ونور الثقلين : «وما أكل امته».

٣٧٢

قال : فأقبل حيّي بن أحطب على أصحابه ، فقال : الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، فهذه إحدى وسبعون [سنة] ، فعجب ممّن يدخل في دين مدة ملكه وأكل (١) أمته إحدى وسبعون سنة.

قال : ثمّ أقبل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هل مع هذا غيره؟ قال : نعم.

قال : فهاته. قال : «المص».

قال : هذه أثقل وأطول ؛ الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون ، فهذه مائة وإحدى وستّون [سنة] ثم قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فهل مع هذا غيره؟ قال : نعم.

قال : هاته (٢). قال : «الر».

قال : هذه أثقل وأطول ، الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والراء مائتان. [ثم قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :] فهل مع هذا غيره؟ قال : نعم.

[قال : هاته. قال : «المر». قال : هذه أثقل وأطول ، الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والراء مائتان. ثمّ قال له : هل مع هذا غيره؟ قال : نعم.]

قال : قد التبس علينا أمرك ، فما ندري ما أعطيت. ثم قاموا عنه.

ثم قال أبو ياسر لحيي أخيه : ما يدريك لعل محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله قد جمع

__________________

(١) في المعاني : «أجل».

(٢) خ. ل : «هذه».

٣٧٣

له هذا كلّه وأكثر منه.

قال : فذكر أبو جعفر عليه‌السلام أن هذه الآيات أنزلت فيهم : (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ، وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ.)(١) قال : وهي تجري في وجه آخر على غير تأويل حيي وأبي ياسر وأصحابهما.» (٢)

وباسناده عن سفيان بن سعيد الثورى ، قال : قلت لجعفر بن محمّد بن علي [بن] الحسين [بن] علي بن أبي طالب عليهم‌السلام :

«يا بن رسول الله ، ما معنى قول الله عزوجل «الم» ، ...؟ قال عليه‌السلام أما الم فى أول البقرة ، فمعناه : أنا الله الملك» (٣).

وباسناده عن العسكرى في حديث أنه قال الصادق عليه‌السلام :

«الالف حرف من حروف قولك «الله» ودل باللام على قولك : «الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين» ، ودل بالميم على أنه المجيد المحمود في كل أفعاله ـ الحديث» (٤).

__________________

(١) آل عمران / ٧.

(٢) المعاني ، باب معنى الحروف المقطعة ، ص ٢٣ ؛ وهكذا رواه القمي (ره) فى تفسيره ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ؛ والمجلسي (ره) في البحار ، ج ٩٢ ، باب متشابهات القرآن وتفسير المقطعات ، ص ٣٧٤ ، ح ٢ ؛ والعروسي الحويزي (ره) في نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٢٦ ، ح ٦ ، وج ٢ ص ٣ ، ح ٦.

(٣) راجع تعليقة ٤ ص ٢٢٢ ، وهكذا في نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٢٦ ، ح ٤.

(٤) المعاني ، باب معنى الحروف المقطعة ، ص ٢٤ ، ح ٤ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب متشابهات القرآن وتفسير المقطعات ، ص ٣٧٧ ، ح ١٠ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٥٤ ؛ ونور الثقلين ، ج ١ ، ص ٢٧ ، ح ٧ ؛ وكذا في تفسير الامام ـ عليه‌السلام ـ ص ٢٢.

٣٧٤

وعن البرقى باسناده عن أبي لبيد (١) البحراني المراء الهجرين ، قال :

«جاء رجل إلى أبي جعفر عليه‌السلام بمكة فسأله عن مسائل فأجابه فيها ـ وذكر الحديث إلى أن قال : ـ فقال له : فما «المص»؟ فقال أبو (٢) لبيد : فأجابه بجواب نسيته. فخرج الرجل فقال [لي] أبو جعفر عليه‌السلام : هذا تفسيرها في ظهر القرآن ، أفلا أخبرك بتفسيرها في بطن القرآن؟

قلت : وللقرآن بطن وظهر؟

فقال : نعم ، إن لكتاب الله ظاهرا وباطنا ومعانيا ، وناسخا ومنسوخا ، ومحكما ومتشابها ، وسننا وأمثالا ، وفصلا ووصلا وأحرفا وتصريفا. فمن زعم أن كتاب الله (٣) مبهم فقد هلك وأهلك. ثم قال : أمسك ، الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون والصاد تسعون.

قلت : فهذه مائة وإحدى وستون.

فقال : يا با لبيد ، إذا دخلت إحدى وستون ومائة سلب الله قوما سلطانهم.» (٤)

__________________

(١) في المخطوطة : «الوليد».

(٢) في المخطوطة : «ابن».

(٣) في المخطوطة : «الكتاب».

(٤) المحاسن ، ج ١ ، باب ٣٦ من كتاب مصابيح الظلم ، ص ٢٧٠ ، ح ٣٦٠ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب أن للقرآن ظهرا وبطنا ، ص ٩٠ ، ح ٣٤ ؛ والبرهان ، ج ٢ ص ٣ ، ح ٣.

٣٧٥

وفي تفسير القمي في (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)(١) قال :

«ق جبل محيط بالدنيا من وراء يأجوج ومأجوج ، وهو قسم» (٢).

وهذه جملة ما وجدته مستخرجا من أماكن متعددة في تفسير هذه الحروف وما يتعلّق بها ، وتركت غيرها. وينبغى إردافها بما ورد في ترجمة هذه الحروف الاربعة عشر ، التي ورد في أوائل السور في ضمن الروايات الواردة فى بيان معاني الحروف المفردة ، موردا لها بتمامها لما فيها من الفوائد.

فنقول :

[أحاديث في معاني الحروف المقطعة]

روى ابن بابويه في كتاب التوحيد ، عن الرضا عليه‌السلام أنه قال :

إن أول ما خلق الله عزوجل ليعرف به خلقه الكتابة حروف المعجم ، وإن الرجل إذا ضرب على رأسه بعصا ، فزعم أنه لا يفصح ببعض الكلام ، فالحكم فيه أن يعرض عليه حروف المعجم ، ثم تعطى الدية بقدر ما لم يفصح منها.

ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام فى «ا ، ب ، ت ، ث» أنه قال : «الالف آلاء الله ، والباء بهجة الله ، والتاء تمام الامر بقائم آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والثاء ثواب للمؤمنين على أعمالهم الصالحة.

«ج ، ح ، خ» فالجيم جمال الله وجلال الله ، والحاء حلم

__________________

(١) ق / ١ ـ ٢.

(٢) القمي ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ ؛ والصافي ، ج ٢ ، ص ٥٩٧ ؛ ونور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٠٤ ، ح ٤.

٣٧٦

الله حكيم حي حق حليم عن المذنبين ، والخاء خمول ذكر أهل المعاصي عند الله عزوجل ، وخبير.

«د ، ذ» فالدال دين الله الذي ارتضاه لعباده ، والذال من ذي الجلال والاكرام.

«ر ، ز» فالراء من الرؤوف الرحيم ، والزاء زلازل القيامة.

«س ، ش» فالسين سناء الله ، والشين شاء الله ما شاء (١) وأراد ما أراد (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)(٢).

«ص ، ض» فالصاد من صادق الوعد في حمل الناس على الصراط ، وحبس الظالمين عند المرصاد ، والضاد ضلّ من خالف محمّدا وآل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

«ط ، ظ» فالطاء طوبى للمؤمنين وحسن مآب ، والظاء ظن المؤمنين بالله خيرا ، وظن الكافرين [به] شرا (٣).

«ع ، غ» فالعين من العالم ، والغين من الغني الذى لا يجوز عليه الحاجة على الاطلاق.

«ف ، ق» فالفاء فالق الحب والنوى ، وفوج من أفواج النار ، والقاف قرآن ، على الله جمعه وقرآنه.

«ك ، ل» فالكاف من الكافي ، واللام لغو الكافرين في افترائهم على الله الكذب.

__________________

(١) في المخطوطة : «الشين ما شاء الله».

(٢) الانسان / ٣٠ ؛ والتكوير / ٢٩.

(٣) خ. ل : «سوءا».

٣٧٧

«م ، ن» فالميم (١) ملك يوم الدين ، يوم لا مالك غيره ، ويقول عزوجل : لمن الملك اليوم؟ ثم تنطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه ، فيقولون : لله الواحد القهار ، فيقول جل جلاله : (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ)(٢) والنون نوال الله للمؤمنين ، ونكاله بالكافرين.

«و ، ه» فالواو ويل لمن عصى الله من عذاب يوم عظيم ، والهاء هان على الله من عصاه.

«لا» فلام ألف «لا إله إلا الله» ، وهي كلمة الاخلاص ؛ ما من عبد قالها مخلصا إلا وجبت له الجنة.

«ى» يد الله فوق خلقه باسطة بالرزق ، سبحانه وتعالى عما يشركون.

ثم قال عليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال : ([قُلْ] لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)(٣).

وباسناده عن الكاظم ، عن آبائه ـ عليهم‌السلام ـ ، عن الحسين بن علي ـ عليهما‌السلام ـ قال :

«جاء يهودي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال [له] : ما الفائدة فى حروف الهجاء؟

__________________

(١) في المخطوطة : «فالملك».

(٢) الغافر / ١٦ ـ ١٧.

(٣) الاية : الاسراء / ٨٨ ؛ والحديث ، فقد مر بعض فقراته في تفسير «بسم الله» ، فراجع تعليقة ١ ص ٢٢١.

٣٧٨

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : أجبه. وقال : اللهم وفقه وسدده. فقال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : ما من حرف إلا وهو اسم من أسماء الله عزوجل. ثم قال : أما «الالف» فالله لا إله إلا هو الحيّ القيوم ، وأما «الباء» فالباقى (١) بعد فناء خلقه ، وأما «التاء» فالتواب يقبل التوبة عن عباده ، واما «الثاء» فالثابت الكائن ، (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ـ الاية (٢) وأما «الجيم» فجلّ ثنائه وتقدست أسمائه ، وأما «الحاء» فحق حيّ حليم ، وأما «الخاء» فخبير بما يعمل العباد ، وأما «الدال» فديّان يوم الدين ، وأما «الذال» فذو الجلال والاكرام ، وأما «الراء» فرؤوف بعباده ، وأمّا «الزاي» فزين المعبودين ، وأما «السين» فالسميع البصير ، وأما «الشين» فالشاكر لعباده المؤمنين ، وأما الصاد ، فصادق في وعده ووعيده ، وأما الضاد ، فالضار النافع ، وأما الطاء ، فالطاهر المطهر ، وأما الظاء ، فالظاهر المظهر لآياته ، وأما العين ، فعالم بعباده ، وأما الغين ، فغياث المستغيثين من جميع خلقه [وأما الفاء ، ففالق الحب والنوى وأما القاف ، فقادر على جميع خلقه] وأما الكاف ، فالكافي الذي لم يكن له كفوا أحد ، ولم يلد يولد ، وأما اللام ، فلطيف بعباده ، وأما الميم ، فمالك الملك ، وأما النون ، فنور

__________________

(١) في المخطوطة : «فباقي».

(٢) إبراهيم / ٢٧.

٣٧٩

السموات من نور عرشه ، وأما الواو ، فواحد [أحد] صمد لم يلد ولم يولد ، وأما الهاء ، فهاد لخلقه ، وأما لام ألف ، فلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأما الياء ، فيد الله باسطة على خلقه.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا هو القول الذي رضي الله عزوجل لنفسه من جميع خلقه» (١).

وباسناده عن الباقر عليه‌السلام قال :

«لما ولد عيسى بن مريم عليه‌السلام كان ابن يوم كأنه ابن شهرين فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجائت به إلى الكتاب وأقعدته بين يدي المؤدب.

فقال له المؤدب : قل : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

فقال عيسى عليه‌السلام : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

فقال له المؤدب : قل أبجد.

فرفع عيسى عليه‌السلام رأسه وقال : هل تدرى ما أبجد؟ فعلاه بالدرة ليضربه ، فقال : يا مؤدب ، لا تضربني ، إن كنت تدرى وإلا فسلني حتى أفسّر لك.

قال : فسّره لي.

فقال عيسى عليه‌السلام : الالف آلاء الله ، والباء بهجة الله ، والجيم جلال (٢) الله ، والدال دين الله.

«هوز» الهاء هول جهنم ، والواو ويل لاهل النار ، والزاء

__________________

(١) راجع تعليقة ٢ ص ٢٢١ وقد ذكرنا مصادره فيها.

(٢) خ. ل : «جمال».

٣٨٠