إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ١٠

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٤٩

تعالى كلها» صدق رسول الله وأخرج مسلم وأحمد والترمذي والنسائي عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لأصحابه : ألم تروا آيات هذه الليلة لم ير مثلهن قط : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وقال أبو سعيد الخدري : «كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يتعوذ من عين الجان ومن عين الإنس. فلما نزلت سورتا المعوذتين أخذ بهما وترك ما سوى ذلك».

إعراب آياتها

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (١)

(قُلْ أَعُوذُ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. أعوذ : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا وجملة (أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : قل يا محمد. ألتجئ. أو الجأ أو أستجير ..

(بِرَبِّ الْفَلَقِ) : جار ومجرور متعلق بأعوذ. الفلق : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) (٢)

(مِنْ شَرِّ) : جار ومجرور متعلق بأعوذ وأصله : من أشر ـ لأنه من صيغة أفعل ـ فحذف الألف طلبا للفصاحة.

(ما خَلَقَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى «الذي» خلق : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : الذي خلقه. أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «خلق» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة بتقدير : من شر مخلوقات رب الفلق أي رب الصبح وهو الله تعالى.

** (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) : قل : أصله عند البصريين : أقول ـ بضم الهمزة والواو على وزن «أقتل» فاستثقلوا الضمة على الواو فنقلوها إلى القاف فلما تحركت القاف استغنوا عن ألف

٧٤١

الوصل فصار : قول فالتقى ساكنان : الواو واللام فحذفوا الواو لالتقاء الساكنين .. وهو عند الكوفيين أصله : لتقول فيجزمونه بلام الأمر قالوا : ثم حذف حرف الاستقبال واللام في الأمر تخفيفا فهو عندهم مجزوم بتلك اللام المقدرة. وعند أهل البصرة : لما حذفت تلك اللام وحرف المضارع صار موقوفا لا مجزوما لأن العامل إذا وجد عمله وإذا فقد بطل عمله. ولو كان كما قالوا لكان الموجود معدوما والمعدوم موجودا. والدليل على أن الأصل اللام ردهم إياه في الغائب إذا قلت : ليذهب زيد و «لينفق ذو سعة من سعته» فكذلك المأمور كان أصله لتفعل فكثر استعماله فحذفوه. ومن العرب من يأتي في المخاطب على الأصل فيقول : لتذهب ولتركب يا زيد.

(وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) (٣)

(وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ) : معطوف بالواو على «من شر» ويعرب إعرابه. غاسق : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : وألجأ إلى الله من شر الليل. وقيل : من شر القمر.

(إِذا وَقَبَ) : ظرف زمان مبني على السكون بمعنى «حين» متعلق بأعوذ.

وقب : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «وقب» في محل جر بالإضافة بمعنى : إذا دخل بظلمته الشديدة على الناس.

(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) (٤)

(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) : تعرب إعراب (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ). في العقد : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلات «النفاثات».

** (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) : الشر : جمعه : شرور .. والخير : جمعه : خيور. يقال أغسق الليل : بمعنى : أظلم ومثله الفعل الثلاثي .. غسق الليل ـ يغسق ـ غسوقا .. من باب «جلس» فهو غاسق ـ اسم فاعل ـ أي الليل إذا غاب الشفق. والغسق ـ بفتح الغين والسين ـ هو أول ظلمة الليل .. ويقال أيضا : غسقت عينه : بمعنى : دمعت. أما الفعل «وقب» فهو من باب «وعد» نحو : وقب الظلام : بمعنى : دخل على الناس. ووقب في الآية الكريمة معناه : دخل .. وذهب ضوؤه .. وقيل : إن ذهاب ضوئه أمارة «علامة» لقيام الساعة كما قال تعالى في سورة «القيامة» (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) أي جمع بينهما في ذهاب ضوئهما وقيل : وقوب القمر : هو دخوله في الكسوف فهو واقب.

** (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) : المعنى : من شر النساء أو النفوس أو الجماعات السواحر اللواتي يعقدن عقدا في خيوط وينفثن عليها. و «النفث» هو النفخ بلا ريق. والنفاثات : جمع «نفاثة». والنافثات جمع «نافثة» والنافثات : معناها : النفث أي النفخ مرة ومرارا أما

٧٤٢

النفاثات فلا يكون النفخ فيها إلا مكررا. و «العقد» جمع «عقدة» وأصل هذا القول الكريم أن بنات لبيد بن أعصم سحرن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فجعلن السحر في جف طلعة ـ أي في قشرها تحت بئر «أي تحت صخرة تترك في أسفل البئر وقيل : هي حجر يكون على رأس البئر يقوم عليه المستقي ـ بمعنى : دفن هذا السحر هناك وكان السحر وترا فيه إحدى عشرة عقدة فبينما رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ذات ليلة بين النائم واليقظان أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والآخر عند قدميه فقال الأول للثاني : ما به؟ قال : به طب ـ العرب تسمي السحر طبا ـ قال : من طبه؟ قال : بنات لبيد بن أعصم. قال : وأين طبه؟ قال : في جف طلعة تحت راعوفة بئر بني فلان. فانتبه رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فبعث عليا وعمارا فاستخرجا السحر فجعلا كلما حلا عقدة وتلوا آية من (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وهما إحدى عشرة آية على عدد العقد وجد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ خفا. فلما حلت العقد وتليت السورتان قام الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كأنه أنشط من عقال وأمر أن يتعوذ بهما وكان يعوذ بهما الحسن والحسين عليهما‌السلام ـ.

(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) (٥)

تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة. اي ومن شر حاسد إذا ظهر حسده وعمل بمقتضاه بمعنى : وأعوذ بالله من شر حاسد ـ يتمنى زوال نعمة المحسود إذا نفذ حسده بأن واصل سعيه في تحقيق رغبته المقيتة هذه والحاسد الذي يحسد هو عكس الذي يغبط وهو الذي يرجو أن ينال ما ناله الآخرون أي مثل حالهم من غير أن يريد زوالها عنهم .. وهو ليس بحسد .. يقال : غبطه بما نال .. من باب «ضرب» أي غبطا وغبطة ـ بكسر غين «غبطة».

** (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) : يقال : حسده على النعمة ـ يحسده ـ حسدا .. من باب «دخل» وقال الأخفش : وبعضهم يقول : يحسده ـ بكسر السين ـ حسدا ـ بفتح الحاء والسين وقال الفيومي : حسدته على النعمة حسدا ـ بفتح السين أكثر من سكونها يتعدى إلى الثاني بنفسه وبالحرف : إذا كرهتها عنده وتمنيت زوالها عنه. وأما الحسد على الشجاعة ونحو ذلك فهو الغبطة وفيه معنى التعجب وليس فيه تمني زوال ذلك عن المحسود فإن تمناه فهو القسم الأول وهو حرام والفاعل حاسد وحسود ـ فعول بمعنى فاعل ـ وجمعه : حساد وحسدة. وأنشد ابن مجاهد :

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه

فالناس أضداد له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها

كذبا وزورا إنه لدميم

وقيل للحسن : يا أبا سعيد أيحسد المؤمن؟ قال : ويلك ما أنساك بني يعقوب حيث ألقوا أخاهم يوسف في الجب! ولكن الحسد لا يضر مؤمنا دون أن يبديه بيد أو لسان. فأما قول النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لا حسد إلا في اثنين : رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في سبيل الله عزوجل .. ورجل آتاه الله قرآنا فهو يتلوه بالليل والنهار» صدق رسول الله. فإن معناه أن الحسد لا يجب أن يكون في شيء من الأشياء .. ولو كان واجبا لكان في هذين.

٧٤٣

العرب» : زلنبور .. مسوط «وقيل» : هرط أو هرك وثبر وداسم. قال ابن عباس : الجن : هم ولد الجان وليست بالشياطين والشياطين : ولد إبليس.

** (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) : المعنى : حال كون الناس من الجن والإنس معا. لأنهم يقولون : ناس من الجن وقوم من الجن. والجنة : بضم الجيم : بمعنى السترة. وعنه قال الشاعر :

عجبت لإزراء العيي بنفسه

وصمت الذي قد كان بالقول أعلما

وفي الصمت ستر للعيي وإنما

صحيفة لب المرء أن يتكلما

الشاعر : هو جد «جرير» وإزراء بمعنى : تهاون.

صدق الله العظيم

***

٧٤٤

سورة الناس

معنى السورة : الناس : لفظة مفردة ـ أي بمعنى : الواحد ـ وتكون جمعا .. ومن مجيئها مفردة قوله تعالى في سورة «آل عمران» : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ) لأن الذي قال لهم كان رجلا واحدا. وجاءت جمعا في تكملة الآية المذكورة : (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) وجاءت مفردة في قوله عزوجل في سورة «البقرة» : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) لأن الذي أفاض «أي أنزل» هو إبراهيم خليل الرحمن ـ عليه‌السلام ـ وهو خطاب موجه لقريش : ثم أنزلوا من عرفة حيث ينزل الناس أو حيث نزل النبي إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ لا من المزدلفة لتترفعوا عن الخلق. فقد كانت قريش تترفع عن الناس فنزل قوله الكريم لردعهم عن هذا السلوك. وجاءت لفظة «الناس» مفردة أيضا في قوله تعالى في سورة «النساء» : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ) لأن المقصود هنا هو الرسول محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حسدته اليهود. و «الناس» : أصلها : الأناس .. فتركوا الهمزة تخفيفا وأدغموا اللام في النون فحصل تشديد النون. وهذا قول سيبويه.

تسمية السورة : سورة «الناس» هي إحدى المعوذتين وهما من أحب السور إلى الله تعالى. وقيل : سمي «الناس» ناسا لظهورهم .. من الإيناس وهو الإبصار كما سموا بشرا. وقيل : إن المراد بالناس في الآية الكريمة : الناسي .. كقوله تعالى (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ) وكما قرئ (مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) ثم يبين بالجنة والناس .. لأن الثقلين هما النوعان الموصوفان بنسيان حق الله عزوجل.

فضل قراءة السورة : عن الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لقد أنزلت علي سورتان ما أنزل مثلهما وأنك لن تقرأ سورتين أحب ولا أرضى عند الله منهما» يعني بهما : سورتي «الفلق» و «الناس» وقال أشرف المرسلين وخاتم النبيين محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «من قرأ المعوذتين .. فكأنما قرأ الكتب التي أنزلها الله تعالى كلها» صدق رسول الله.

٧٤٥

إعراب آياتها

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (١)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الأولى من سورة «الفلق» : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)

(مَلِكِ النَّاسِ) (٢)

(مَلِكِ النَّاسِ) : بدل من «رب» ويعرب إعرابه. أو عطف بيان له بمعنى : بين «رب الناس» بملك الناس. الناس : أعرب. المعنى : قل يا محمد ألجأ واعتصم وأحتمي بالله تعالى خالق الناس ومربيهم ومدبر أمورهم .. أي بمالك الناس وحاكمهم والمتصرف في أمورهم.

(إِلهِ النَّاسِ) (٣)

(إِلهِ النَّاسِ) : يعرب إعراب الآية الكريمة الثانية وهو عطف بيان لرب الناس أيضا أي زيد بيانا بإله الناس بمعنى : معبود الناس و «إله» اسم خاص بالله تعالى .. بل هو بمعناه أيضا.

** (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) : وقيل : المعنى : الناسي فحذفت ـ خففت الياء ـ شأنها شأن : القاضي .. الداع .. الهاد .. وقيل : يعني به «آدم» عليه‌السلام عهد إليه فنسي. وقال الفيومي : الناس : اسم وضع للجمع كالقوم والرهط وواحده : إنسان .. من غير لفظه مشتق من ناس ـ ينوس ـ نوسا .. من باب «قال» : إذا تدلى وتحرك .. وأناسه غيره .. يتعدى الفعل الرباعي «أناس» إلى المفعول. فيطلق على الجن والإنس. كما في قوله تعالى : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) وسمي «الجن» ناسا كما سموا رجالا في قوله ـ عزّ من قائل ـ في سورة «الجن» : (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ) صدق الله العظيم. وكانت العرب تقول : رأيت ناسا من الجن. والقول بأن المراد بالناس هو آدم ـ عليه‌السلام ـ هو قول «قتادة» رواه سعيد عنه. وقال غيره : هو محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقيل : إن الألف واللام لعموم الجنس فهي محمولة على العموم. وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : ذهب الناس وبقي النسناس ـ بفتح النون ـ فقيل له : ما النسناس؟ قال : الذين يشبهون الناس وليسوا بناس. قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن قوله تعالى : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) الجن : هم ولد الجان وليس بالشيطان» والشياطين : هم ولد إبليس. والحن ـ بكسر الحاء ـ هو كلام الجن .. وقيل : سفلة الجن. وفي الآيات الكريمات الثلاث جمع الله سبحانه لذاته المقدسة ثلاث صفات له جلت قدرته : الربوبية .. الملك .. الألوهية.

٧٤٦

(مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) (٤)

(مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) : جار ومجرور متعلق بأعوذ. الوسواس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الخناس : صفة ـ نعت ـ للوسواس مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.

(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) (٥)

(الَّذِي يُوَسْوِسُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ثانية ـ نعت ثان ـ للوسواس أو يكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. أو في محل نصب مفعولا به بفعل محذوف تقديره : أعني أو في محل نصب على الشتم ـ الذم ـ يوسوس : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى : يتسلط على صدور الناس.

(فِي صُدُورِ النَّاسِ) : جار ومجرور متعلق بيوسوس. الناس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (٦)

(مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) : جار ومجرور متعلق بيوسوس أو تكون «من» حرف جر بيانيا فيكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوفة من «الناس» التقدير : حال كونهم من الجنة أي من الجن. والناس : معطوف بالواو على الجنة ويعرب إعرابه بمعنى : من صنفي الجن والناس.

** (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) : المعنى : أعوذ بالله أي أحتمى به سبحانه من شر إبليس أو الشيطان الموسوس الذي يختنس : أي يتأخر ويختفي إذا ذكر الإنسان ربه. يقال : وسوس ـ يوسوس ـ وسوسة ـ بفتح الواو ـ ووسواسا ـ بكسر الواو وهو كالزلزال بمعنى «الزلزلة» وسمي «الشيطان» بالمصدر للمبالغة. و «الوسواس» بفتح الواو هو إبليس وبكسر الواو : المصدر وذلك أن إبليس ـ لعنه الله ـ يوسوس في قلب ابن آدم إذا غفل ذكر الله تعالى العبد خنس : أي تأخر. ولإبليس أسماء منها : المارد .. الشيطان .. الموسوس .. الرجيم .. اللعين .. الغرور ـ بفتح الغين ـ المارج .. والسفيه كقوله تعالى في سورة «الجن» : (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً) صدق الله العظيم .. وذكر ابن خالويه هذه الصفات لإبليس وهناك أسماء أخرى له أيضا وقال : وأسماء أولاد إبليس وكما ذكرها أيضا «لسان

٧٤٧

الفهرس

سورة المجادلة

٥

سورة القيامة

٤٠٦

سورة الحشر

٣٩

سورة الإنسان

٤٢٤

سورة الممتحنة

٧١

سورة المرسلات

٤٤٦

سورة الصف

٩٩

سورة النبأ

٤٦٥

سورة الجمعة

١١٨

سورة النازعات

٤٨٣

سورة المنافقون

١٣٤

سورة عبس

٥٠٢

سورة التغابن

١٥١

سورة التكوير

٥١٥

سورة الطلاق

١٧٢

سورة الانفطار

٥٢٦

سورة التحريم

١٩٥

سورة المطففين

٥٣٤

سورة الملك

٢١٧

سورة الانشقاق

٥٥٠

سورة القلم

٢٤٣

سورة البروج

٥٦٢

سورة الحاقة

٢٧٥

سورة الطارق

٥٧٣

سورة المعارج

٣٠١

سورة الأعلى

٥٨١

سورة نوح

٣٢٠

سورة الغاشية

٥٩٠

سورة الجن

٣٤٠

سورة الفجر

٥٩٩

سورة المزمل

٣٦٤

سورة البلد

٦١٤

سورة المدثر

٣٨٢

سورة الشمس

٦٢٣

٧٤٨

سورة الليل

٦٣١

سورة الهمزة

٧٠٢

سورة الضحى

٦٤٠

سورة الفيل

٧٠٧

سورة الشرح ـ الانشراح ـ

٦٤٥

سورة قريش

٧١١

سورة التين

٦٤٩

سورة الماعون

٧١٤

سورة العلق

٦٥٥

سورة الكوثر

٧١٩

سورة القدر

٦٦٥

سورة الكافرون

٧٢٣

سورة البينة

٦٦٩

سورة النصر

٧٢٧

سورة الزلزلة

٦٧٧

سورة المسد

٧٣١

سورة العاديات

٦٨٣

سورة الإخلاص

٧٣٦

سورة القارعة

٦٨٨

سورة الفلق

٧٤٠

سورة التكاثر

٦٩٣

سورة الناس

٧٤٥

سورة العصر

٦٩٩

٧٤٩